ماذا سيحدث لو ألغيت اتفاقية التجارة الحرة بين تركيا وإسرائيل؟ تركيا تبدا بتسليم مسيرتها بيرقدار لأول دولة أوروبية.. وتتربع كأبرز 3 دول مصنعة للمسيرات حول العالم. المليشيات الحوثية تنفذ حملة اعتقالات بحق قاصرين يمنيين لانسحابهم من معسكرات الصيف الحوثية ... تفاصيل أجهزة الأمن بمحافظة مأرب تكشف تفاصيل وملابسات انتحار شاب في احد سجونها إيران تقترب أكثر من السلاح النووي .. «الدبلوماسية الغامضة» قرار رئاسي.. لتجنيد السجناء في صفوف الجيش .. كييف في ورطة رئيس الوزراء يناقش في لندن مع مسؤولي المنظمات الدولية فتح مكاتبها بعدن وتحويل المساعدات عبر البنك المركزي شاهد بالصور هذا ماحدث ليل امس بمحافظة مأرب.. مصدر الإنفجار العنيف الذي سمع ورواية مختلفة للحوثيين خبر غير سار لمدرب برشلونة تشافي هل لهجمات الحوثيين علاقة؟.. بريطانيا تكشف عن سلاح جديد لتفجير الطائرات المسيَّرة على الفور ''صورة''
بابتسامة خفيفة ونظرة يشع منها الفرح، يقف الشاب اليمني أحمد الحبيشي أمام الكاميرا ومن خلفه بدا أطفال يواصلون هوايتهم في اللعب من خلال طاولة كرة القدم (بيبي فوت) غير مكترثين باستعداده لالتقاط صورة، فمنذ أيام اعتادوا الأمر بعد أن تحوّل هذا الشاب إلى حديث وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
وعلى مقربة من محله، تتوسط شجرة "الفيكس" -نبات ينتمي إلى فصيلة "Moraceae" ويُزرع غالباً لتزيين الشوارع- شارع الثلاثين جنوبي العاصمةصنعاء، وكانت تلك الشجرة سببا في تغيير حياة الحبيشي.
فقبل أسبوع تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً مرئيا له وهو يتسلق الشجرة التي لم يجد سواها مسكنا له بعد أن فقد محل البقالة الخاص به ومنزله بسبب الفقر والحرب المستعرة في البلاد منذ مطلع العام 2015.
ويقول الحبيشي إنه كان يملك متجرا صغيرا، لكن الحرب والأزمة الاقتصادية أدتا إلى تراكم الديون لدى زبائنه، وتدهورت تجارته مما دفعه إلىالإفلاس، لينتقل للعمل بالإشراف على لعبة كرة الطاولة من أجل أن يضمن شراء طعام له.
ويضيف للجزيرة نت "كنت أعمل مشرفا على طاولة الألعاب التي تعود ملكيتها لشخص آخر، وفي نهاية اليوم يعطيني مقابل ذلك مبلغا لا أكاد أسد به جوعي، لكن مع الظروف الصعبة التي تشهدها البلاد لم أحصل على قيمة إيجار سكني".
الحبيشي يتوسط ألعابه (الجزيرة)
ويتابع "كنت أسكن في حانوت صغير لا يحوي على دورة مياه مقابل 15 دولارا في الشهر، لكن مع مرور الأيام لم أتمكن من دفع الإيجار ليطردني المؤجر ويرمي أغراضي إلى الخارج".
ووجد أحمد الحبيشي الذي ينحدر من محافظة إب، نفسه مجبرا على النوم في الشارع، لكن إحدى الأشجار في منتصف الشارع كانت ملاذاً له بعد أن صعد عليها وصنع غرفة صغيرة له من مخلّفات الأخشاب الخاصة ببقالته، ووفر له لوح شمسي صغير الإنارة. وسد الحبيشي الفتحات بالأغطية القماشية.
ومنذ أشهر، ظل أحمد الحبيشي يتسلق الشجرة للوصول إلى مأواه، ويقول للجزيرة نت "كان السكن تجربة مختلفة، لكن الأمطار وضوضاء السيارات كانت تزعجني".
لكن شابا هاوياً صوّر حياته على الشجرة، وما لبث أن انتشرت قصته على وسائل التواصل الاجتماعي وعدد من وسائل الإعلام، وعقب ذلك انهالت عليه التبرعات، ووفق أشرف الحكيمي -وهو أحد شباب الحي- فإن الحبيشي حصل على نحو 700 ألف ريال يمني (ألف دولار).
ويقول الحكيمي للجزيرة نت إن التبرعات كانت من سكان الحي وآخرين، والذين بادروا بشراء أجهزة ألعاب -طاولتي كرة القدم، وطاولة بلياردو، وشاشتي ألعاب فيديو مع ملحقاتهما- للحبيشي، ووفروا له حانوتا صغيرا محلا لألعابه وسكنه. ويضيف "لم يكن المبلغ بالشكل الكبير لشراء ألعاب مختلفة".
وبعد أن بات الحبيشي مالكا لمحل الألعاب الصغير، اتخذ من مقر عمله مكانا صغيراً ينزوي فيه مع فراشه لينام فيه، في وقت أصبحت فيه الشجرة التي ظلت تؤويه لأيام أطلالا يكتفي بمشاهدتها من بعد فقط.
المصدر الجزيرة نت