هجوم اليمن يثبت ان القاعدة أعادت تنظيم صفوفها

الجمعة 19 سبتمبر-أيلول 2008 الساعة 07 مساءً / مأرب برس - رويترز
عدد القراءات 2926

قال محللون ان الهجوم الذي وقع هذا الاسبوع على السفارة الامريكية في اليمن يظهر قدرة القاعدة على اعادة تنظيم صفوفها في دولة هامة استراتيجيا كما يبرز ان التنظيم حول تركيزه بعيدا عن العراق.

وكان هجوم الاربعاء بمثابة تذكرة للولايات المتحدة حتى تواصل معركتها مع القاعدة على عدة جبهات حتى لو هدأ الموقف في العراق والذي تعتبره ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش محوريا في حربها ضد الارهاب.

وقال مسؤول امريكي معني بمكافحة الارهاب "كبار زعماء القاعدة دعوا الى شن هجمات في اليمن وفي أماكن اخرى من المنطقة كما ان الجماعات المتطرفة في اليمن أوضحت بالقول وبالفعل المروع انها مستعدة لقتل المدنيين الابرياء."

وقال جون اركيلا الاستاذ بكلية الدراسات البحرية العليا "هجمات اليمن مثال على قدرتهم على الضرب في أي مكان في ساحة القتال وفي أي وقت."

وذكر المسؤول الامريكي ان القاعدة استهدفت طوال سنوات المصالح الامريكية في شبه الجزيرة العربية وبالقرب منها.

لكن الهجوم على السفارة الامريكية في اليمن - الذي تقول الولايات المتحدة انه يحمل "كل بصمات" القاعدة - هو الاكبر ضد هدف حكومي امريكي في اليمن منذ التفجير الذي استهدف المدمرة الامريكية كول في ميناء عدن عام 2000 والذي ادى الى مقتل 17 بحارا امريكيا.

وقتل في الهجوم على السفارة الامريكية في صنعاء 17 شخصا ايضا من بينهم أمريكية والمهاجمون الستة. واستخدم المهاجمون سيارتين ملغومتين أحدثتا سلسلة من التفجيرات امام مقر السفارة. ويقول محللون ان ذلك يثبت انه هجوم مصقول.

وضعف تنظيم القاعدة في اليمن بعد الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة في 11 سبتمبر ايلول عام 2001 وبعد ان كثف الرئيس اليمني علي عبد الله صالح من تعاونه مع الولايات المتحدة في مكافحة الارهاب.

ويقول مايكل شوار الرئيس السابق لوحدة تعقب اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي. اي.ايه) ان الهجمات تركزت في معظمها على السياح الاجانب والشركات الخاصة.

وقال شوار يوم الخميس "سقطت القاعدة سقطة كبيرة في اليمن لكنها منظمة قادرة على تحسين أوضاعها. والسفارات الامريكية متحصنة ويصعب مهاجمتها لكنهم أبلوا بلاء حسنا بالامس.

"هذا هدف صعب. وبالنسبة لي هذا يظهر المزيد من الثقة وانهم اعادوا بناء أنفسهم للدرجة التي يستطيعون بها القيام بشيء كهذا."

وقال المسؤول الامريكي المعني بمكافحة الارهاب "القاعدة في العراق هي بالقطع في موقف قتالي صعب ولذلك من المرجح تماما ان يتطلع كبار زعماء القاعدة الى القيام بعمليات في أماكن اخرى."

وللقاعدة جذور عميقة في اليمن. فهو مسقط رأس أجداد ابن لادن وكان مصدرا رئيسيا للمقاتلين في الالوية الاسلامية المعادية للسوفيت في افغانستان في الثمانينات والتي فرخت القاعدة.

ونحو ثلث المحتجزين في سجن جوانتانامو الحربي الامريكي في كوبا وعددهم 250 تقريبا هم يمنيون.

كما يعد اليمن بموقعه الجغرافي عند أقصى الطرف الجنوبي من شبه الجزيرة العربية نقطة وصل هامة بين معاقل القاعدة في شرق افريقيا وطريق تسلل الى داخل السعودية التي تريد القاعدة اسقاط حكومتها.

وقال شوار انه على الرغم من ان الولايات المتحدة تعتبر اليمن حليفا لها ضد الارهاب الا ان المسؤولين الامريكيين ابدوا مرارا خيبة املهم من مستوى تعاون صالح. وكان مدانون من القاعدة بين 20 سجينا تمكنوا من الفرار من السجن عام 2006 وهو حادث أزعج واشنطن.

وذكر مصدر أمني في صنعاء ان اليمن اعتقل 30 شخصا يشتبه انهم من القاعدة منذ الهجوم على السفارة الامريكية يوم الاربعاء. لكن شوار استخف بذلك قائلا انها اعتقالات "معتادة لمشتبه بهم" لمجرد التفاخر.

ووجهت الولايات المتحدة ضربة صاروخية قوية عام 2002 قتلت خلالها ستة من نشطي القاعدة بمن فيهم مفجر مشتبه به لكول لكن هذه الضربة لم تتكرر.

وقال اركيلا الذي يدعو الى تشكيل "شبكة عالمية لمكافحة الارهاب" ان الحاق الهزيمة بالقاعدة في اليمن والمناطق الاخرى يتطلب شبكات ذكية من الحلفاء المحليين ومساعدة مركزة من الجيش الامريكي والمخابرات.

وقال "عليك اولا تشكيل هذه الشبكة ثم البدء في الهجوم."

* من راندال ميكلسون

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن