سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الصادرة اليوم الأحد، الضوء على تردي الوضع الإنساني في اليمن وازدياده سوءا ً كل يوم ، لاسيما مع تفشي وباء الكوليرا وانتشار المجاعة هناك.

وذكرت الصحيفة -في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني- أن عدد المشتبه في اصابتهم بالكوليرا في اليمن وصل اليوم إلى نصف مليون حالة، فضلا عن مقتل ما يقرب من ألفي شخص جراء المرض، وفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية، وهي الحصيلة الأكبر في العالم من حيث الإصابة بالكوليرا.

وقالت مراسة الواشنطن بوست سودارسان راجافان، إنني عندما زرت مستشفى محافظة حجة في اليمن، كان من الصعب تصور وجود سبب آخر يعذب أفقر دولة في الشرق الأوسط، وهو وباء "الكوليرا" حيث عانى اليمن الذي مزقته الحروب طويلا من أزمة مجاعة شديدة وتفاقم الفقر، فكان يتحتم على الآباء الاختيار بين الذهاب بأطفالهم المرضى إلى المستشفى أو إطعام الجوعى في أسرهم.

وأوضحت المراسلة أن المستشفى نفسها كانت في حالة فوضى كبيرة، فقد تم تكسير آلات التهوية وغيرها من المعدات الأساسية، فيما لم يحصل طاقمها على مرتباته منذ 4 أشهر،و تُدان المستشفى بمبلغ يقدر بـ 55 ألف دولار أمريكي إلى مصلحة المياه في فواتير غير مسددة.

وأوضحت الصحيفة أن وباء الكوليرا بدأ في الانتشار في نهاية شهر أبريل الماضي، مدفوعا بسوء المرافق الصحية ومحدودية إمكانية حصول الملايين من اليمنيين على المياه النظيفة، ورغم أن انتشاره شهد انخفاضا في بعض المناطق، إلا أنه عاد لينتشر في مناطق أخرى، ليصيب ما يقرب من 5 آلاف شخص كل يوم، وفقا لمنظمة الصحة الدولية.

وفي السياق ذاته، كشفت منظمة الصحة الدولية، أن حوالي 30 ألف موظف حكومي يعمل في قطاع الصحة وعليهم مكافحة الوباء ولم يحصلوا على مرتباتهم منذ ما يقرب من العام.

ويقول المدير العام لمنظمة الصحة الدولية تيدروسي أدهانوم جبريسوس، "إن هؤلاء الأطباء والممرضين هم العمود الفقري للاستجابة الصحية في اليمن- بدونهم لايمكننا أن نفعل شيئا لصالح المرضى".