آخر الاخبار

أطفال اليمن ضحايا مثلث الرعب

الأحد 02 يوليو-تموز 2017 الساعة 10 صباحاً / مأرب برس
عدد القراءات 3197

 

أتى الصراع فى اليمن على الأخضر واليابس، وقضت الحرب فى اليمن على الزرع والضرع، وأهلكت الكثير من البشر، ويأتى فى مقدمة ضحايا تلك الحرب المجنونة الأطفال الذين لا حول لهم ولا قوة، فقد استغلتهم أطراف الصراع المختلفة أسوأ استغلال ، وحرمتهم من طفولتهم البريئة، وزجت بهم فى أتون صراع لا ناقة لهم فيه ولا جمل .

تم تجنيد الأطفال اليمنيين قسريا لخوض غمار المعارك بين الفصائل المتحاربة، وتم تدريبهم على استعمال الأسلحة بمختلف أنواعها للاستيلاء على الأرض هنا وهناك، فكل فصيل يتمنى أن يستولى على أكبر مساحة من الأرض حتى يطغى بنفوذه على غيره من الفصائل الأخري، فى هذا الصراع الدامى الذى يجتاح ربوع اليمن، وبسبب تلك الحرب ظهرت المجاعات نتيجة النقص الشديد فى المواد الغذائية، وأول من يكتوى بنيران تلك المجاعات هم الأطفال الذين تسللت إلى أجسامهم العديد من الأمراض والأوبئة بسبب سوء التغذية أو قلة المساعدات، التى أدت بدورها إلى تخلفهم من مدارسهم لغياب الأمن، فضلا عن تعرضهم لفوهات البنادق ودانات المدافع والتفجيرات على الطرقات.

وظهر الضلع الأول من مثلث الرعب فى اليمن، متمثلا فى انتشار مرض الكوليرا الفتاك، حيث قال كل من المدير التنفيذى لمنظمة يونيسيف أنتونى ليك، والمديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارجريت شان» إن المنظمتين تواجهان أسوأ تفش للكوليرا فى العالم، وذلك بعد تجاوز عدد الحالات المشتبه فى إصابتها بالكوليرا فى اليمن 200 ألف حالة، وبارتفاع يصل إلى 5 آلاف حالة يوميا.».

أما الضلع الثانى فى مثلث الرعب اليمنى فبطله كان المجاعة التى حذر منها برنامج الغذاء العالمى عندما أعلن « أن نحو ثلثى الشعب اليمنى 17 مليون شخص لايعرفون من أين ستأتى وجبتهم القادمة، وأكد البرنامج أنه سيعمل على توسيع نطاق عملياته الطارئة لتقديم المساعدة الغذائية لمن هم فى أمس الحاجة إليها فى واحدة من أسوأ ازمات الجوع فى العالم.»

جاء ذلك فى الوقت الذى أعلن فيه رئيس اللجنة العليا للإغاثة عبد الرقيب فتح» أن الميليشيات الانقلابية فى اليمن احتجزت ونهبت أكثر من 63 باخرة إغاثة مقدمة من دول مجلس التعاون الخليجى فى ميناءى الحديدة والصليف بالإضافة إلى أكثر من 550 قافلة إغاثية فى مداخل المحافظات الخاضعة لسيطرتها، مما ساهم فى تردى الوضع الإنسانى بشكل كبير، وبمرور الوقت أصبح نحو 19 مليون شخص من بين 27 مليونا بحاجة إلى مساعدة غذائية عاجلة، بينهم 7 ملايين يواجهون خطر المجاعة.» ثم ظهر على السطح اخيرا التجنيد القسرى للأطفال اليمنيين كضلع ثالث من مثلث الرعب لتكتمل المأساة، ذلك بعد أن أعلنت منظمات حقوقية عربية ودولية أنها بصدد تقديم عريضة إلى الأمم المتحدة تطالب فيها بتجريم استغلال الأطفال فى الحرب ضد الشرعية فى اليمن من قبل ميليشيات الحوثيين.

 

هكذا الوضع فى اليمن، ومع تجاهله وإهماله والسكوت عليه، قد يمتد إلى مناطق أخري، وينذر بكوارث مماثلة يمكن أن تعيشها دول الجوار، مما يقتضى تدخلا دوليا سريعا وقاطعا لنزع فتيل هذه الأزمات قبل فوات الأوان .. حفاظاً على ما تبقى من أبناء الشعب اليمنى المنكوب.

 
اكثر خبر قراءة أخبار اليمن