أقيم بهيئة مستشفى مأرب العام التأبين السنوي الأول لاستشهاد الطبيب فؤاد الرحيمي، والذي استشهد مثل هذا اليوم من العام الماضي بصاروخ كاتيوشا اطلقته مليشيا الانقلاب على المستشفى.

وفي الفعالية التأبينية التي حضرها أسرة الشهيد الطبيب الرحيمي وزملائه ومحبيه، قال رئيس هيئة مستشفى مأرب الدكتور محمد القباطي، إن اقامة هذه الفعالية هو تذكير بشهداء الرسالة الانسانية الطبية الذين سقطوا غدرا بقذائف وصواريخ المليشيا الانقلابية التي ﻻ تعترف بقيم او اخلاق او مواثيق دولية والتي جميعها تحرم استهداف الاطباء والمنشئات الطبية.

وأشار القباطي إلى أن الدكتور الرحيمي استشهد اثناء استدعائه إلى المستشفى لإنقاذ حياة مصابين.. باستهداف غادر للمستشفى والعاملين فيه والمرضى مع ان الاطباء رسالتهم انسانية يقدمون خدماتهم ورسالتهم الانسانية لكل الناس بغض النظر عن الموقف السياسي او المعتقد او اطراف الصراع المسلح وعلى ذلك اقسم الاطباء وهو ما اثبته اطباء الهيئة وتقديمهم الخدمات الطبية والعلاجية حتى لجرحى المليشيا الانقلابية كواجب انساني بغض النظر عن اي اعتبارات اخرى.

وأكد الدكتور القباطي أن الطبيب الرحيمي لم يمت وانما ما يزال فيهم قيماً انسانية وكل واحد من زملاء الطبيب الرحيمي يواصل اداء الرسالة الانسانية التي بدأها الشهيد وتخفيف الالام عن المرضى والمصابين وانقاذ الارواح بقدر المستطاع واسعاد الناس.

وشدد على أن هذه الرسالة السامية ستظل مستمرة ومتواصلة من خلال هيئة المستشفى ومنتسبيه مهما ازدادت المخاطر واحلولجت الظروف.

من جانبه أشار مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان بالمحافظة عبدالعزيز الشدادي الى استمرار استهداف المليشيا الانقلابية للمنشآت الطبية والاطباء في المحافظة والفرق الطبية الإسعافية في الجبهات والتابعة للهلال الاحمر وبشكل ممنهج ومتعمد منذ محاولة غزوها واجتياحها لمحافظة مارب عقب الانقلاب على الشرعية والاستيلاء على مؤسسات الدولة وسلاح معسكراتها.

ولفت الشدادي إلى القطاع الصحي قدم حتى الان 13 شهيدا منهم الدكتور فؤاد الرحيمي واكثر من 18 جريحا بسبب الاستهداف المباشر لهم ولمنشاتهم الطبية من قبل مليشيا الانقلاب حتى الطواقم الطبية للهلال الاحمر العاملة قرب مناطق الصراع تعرضت للاستهداف المباشر.

ولفت إلى أنه تضررت اكثر من 21 منشاة طبية في المحافظة جراء استهدافها من قبل المليشيا او العبث بها منها عشر منشأت تعرضت للتدمير الكامل بينها 3 مستشفيات ومركزين صحيين و5 وحدات صحية الى جانب 11 مرفق صحي تعرض للتدمير الجزئي او العبث به ونهب تجهيزاته واثاثه.

وأشار مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان إلى أن المليشيا الحوثية عمدت الى مصادرة كافة الادوية والمساعدات الطبية المخصصة للمحافظة خلال العامين الماضيين والمقدمة من المنظمات الدولية والتي يتم الاستيلاء عليها من قبل نقاط الانقلابيين المسلحة لحرمان المحافظة من الادوية.

وأكد الشدادي ان هذه الاعمال منافية لكافة الشرائع والقوانين والمعاهدات الدولية والتي تحرم استهداف المنشات الطبية والاطباء وعرقلة وصول الادوية وترتقي الى جرائم ضد الانسانية بموجب القانون الدولي الانساني.

وناشد الشدادي المنظمات الدولية والمحتمع الدولي بالضغط على مليشيا الانقلاب والزامها بتحييد المنشات الطبية والاطباء وطواقم الاسعاف من الصراع والاستهداف المتعمد والسماح بوصول الادوية والمستلزمات الطبية المقدمة من المنظمات الدولية الى المحافظة دون اعتراض أو مصادرة.

وطالب المجتمع الدولي بمحاسبة مرتكبي جرائم الاستهداف للمنشات الطبية والاطباء من قبل المليشيا الانقلابية وقياداتها.

الدكتور طه حسين بوتج استعرض في كلمة ألقائها عن زملاء الشهيد الرحيمي، مناقب الشهيد ودماثة اخلاقه ورفعة همته واخلاصه في أداء رسالته وهي الصفات التي كانت تميزه عن الاخيرين وتجعله الافضل حتى عندما فارق الحياة وزملائه كان متميزا وكان شهيدا لرسالته الانسانية.

وأدان الدكتور بوتج استهداف المنشآت الطبية والاطباء من قبل من سيلفظهم التاريخ .. مؤكدا أنه وزملائه سيظلون أوفياء للشهيد ويواصلون رسالته وسيعتنون بابنه واسرته وسيتمثلون اخلاقه وستبقى قضيته حية حتى تنال العدالة من المجرمين.

والقيت في الفعالية كلمات تابينية مثلت نقابة العاملين في الهيئة وقصيدة رثائية للشهيد وملاك الرحمة فؤاد الرحيمي، ثم جرى تكريم أسرة الشهيد من قبل رئيس الهيئة ومدير عام مكتب الصحة بدرع تقديرا لمكانة الشهيد والاثر الذي تركه بين ثنايا رسالة الطب الانسانية في صرح هيئة مستشفى مأرب.