كشفت تقارير حقوقية عن تسجيل أكثر من ستة آلاف حالة انتهاك قام بها الانقلابيون في اليمن، خلال سبعة شهور، فضلاً عن 250 ألف لغم زرعوها في عموم محافظات البلاد، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية في تعز المحاصرة.
وذكرت اللجنة اليمنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الانسان في مؤتمر صحافي في عدن أمس، أنها انتهت من التحقيق في 2513 حالة ادعاء انتهاك من إجمالي 6465 حالة خلال الفترة من 31 يونيو 2016 الى 31 يناير 2017.
وأوضح رئيس اللجنة القاضي قاهر مصطفى أن التقرير يأتي في ظل أوضاع قاسية يعيشها اليمنيون في مختلف المحافظات جراء الانقلاب الذي نتج عنه ازدياد نسب الفقر والبطالة والمجاعة وسوء التغذية، خاصة عند الأطفال.
وبحسب التقرير، فإن عدد حالات القتل الناتجة عن استهداف المدنيين التي تم رصدها وتوثيقها والتحقيق فيها من قبل اللجنة خلال نفس الفترة بلغت 1181 حالة، منها 100 امرأة، و221 طفلاً، فيما أصيب 2697 شخصاً، منهم 170 امرأة و300 طفل، في عدد من المحافظات.
كما سجلت اللجنة 169 حالة زرع لغم فردي نتج عنه مقتل 76 شخصاً، وإصابة 93 شخصا، ورصد 964 حالة قتل خارج نطاق القانون و50 حالة ادعاء تعذيب و256 حالة ادعاء اعتقال تعسفي واختفاء قسري والتحقيق في 86 حالة تفجير منازل في عدد من المحافظات، والتحقيق بـ6 حالات وقائع استهداف لطيران التحالف.
في غضون ذلك، أكد نائب وزير حقوق الإنسان د. محمد عسكر أن الميليشيات الانقلابية زرعت أكثر من 250 ألف لغم في مناطق مأهولة بالسكان في عدة محافظات، ولم تترك خرائط لتلك الألغام بعد انسحابها.
وخلال لقائه في جنيف مع المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين، استعرض عسكر القضايا الإنسانية بسبب الانقلاب، والانتهاكات بحق المدنيين وتجنيد الأطفال ومصادرة الحقوق واستخدام الأهالي دروعاً بشرية. ونوه المفوض السامي بجهود الحكومة الشرعية وتعاونها مع مكتب المفوضية وترحيبها بمبعوث المفوض السامي الذي عين أخيراً لإدارة أعمال المفوضية في اليمن.

من جهته، نظم التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الانسان بالمشاركة مع عدد من المنظمات الدولية غير الحكومية وعلى هامش اعمال الدورة 34 لمجلس حقوق الانسان فعالية جرى فيها استعراض الحجم الكبير وغير المسبوق لانتهاكات ميليشيا الحوثى وصالح ضد وسائل الاعلام والصحافة اليمنية بكافة انواعها المقروءة والمسموعة والمرئية منذ مجئ الانقلاب وحتى الان .

اضافة الى جرائمه ضد الصحافيين فى اليمن والنشطاء في المجال الاعلامي على مواقع التواصل الاجتماع وعمليات القتل والتعذيب والمطاردة والتحرش والتشريد التى تقوم به الميليشيات الانقلابية ضدهم بطول اليمن وعرضها.تحذير من كارثة

في الغضون، حذر ائتلاف الإغاثة الإنسانية بمحافظة تعز، من حدوث كارثة إنسانية وشيكة جراء الحرب والحصار المفروض من قبل ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية على المدينة. ولفت وكيل المحافظة المهندس رشاد الاكحلي في مؤتمر صحافي عقده الائتلاف أمس، إلى الممارسات الجسيمة التي ترتكبها الميليشيات الانقلابية، في حربها على المحافظة متحدية كل القوانين والأعراف والمواثيق الدولية والإنسانية.

وذكر أن المعاناة ازدادت بتوقف المرتبات لأكثر من ستة أشهر، وكذا توقف دعم المنظمات وندرة المواد الغذائية. وكشف الائتلاف في بيان، عن حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها اليمنيون في مختلف المجالات في ظل صمت وتجاهل منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية. وأشار البيان إلى أن الذين لقوا حتفهم من المدنيين جراء حرب الميليشيات على المحافظة بلغ ٣٤٥٦ شخصا.

فيما وصل عدد الجرحى إلى أكثر من 16 ألف جريح. وبلغ عدد الأسر التي تعرضت للتهجير القسري من قبل ميليشيا الانقلاب أكثر من 178 ألف أسرة غالبيتها لم تحصل على الغذاء والمأوى، فضلاً عن تدمير ٤٢٠٤ منزل ومنشأة عامة.

إلى ذلك، أظهر تقرير لبرنامج الأغذية العالمي أنه لا توجد مجاعة في اليمن، لكن نحو 60 في المئة من السكان أو حوالي 17 مليون نسمة في "أزمة" أو "حالة طارئة" للوضع الغذائي بزيادة 20 في المئة عن يونيو الماضي.

وقال البرنامج إن محافظتي تعز والحديدة مهددتان بالانزلاق إلى مجاعة إذا لم تصلهما المزيد من المساعدات.