آخر الاخبار

اليمن .. عام يرحل بآلام الحرب وتصاعد موجات القتال و2017 يحمل معه تفاؤلا بالانفراج

الإثنين 02 يناير-كانون الثاني 2017 الساعة 08 صباحاً / مأرب برس - صنعاء
عدد القراءات 1628
رحل العام 2016 في اليمن بالكثير من الآلام والإحباطات وتصاعد موجات العنف والاقتتال الدامي بين أبناء البلد الواحد، فيما يحل على اليمنيين العام الجديد 2017 بالكثير من التفاؤل والتوقعات بانفراج الوضع السياسي والعسكري والوصول إلى حل دائم للأزمة اليمنية.
وحمل العام 2016 برحيله الكثير من الأوجاع والمآسي، إثر ما خلفته الحرب الراهنة في اليمن من جراحات غائرة في قلب كل يمني، حيث لم يخل بيت في اليمن إلا ووصلته شرارة الحرب بطريقة أو بأخرى، بشكل مباشر أو غير مباشر، وأثرت على كل اليمنيين دون استثناء، بمن فيهم الساكنون في مناطق الأطراف في أقاصي أركان اليمن.
بدأ العام 2016 ببعض التفاؤل في انفراجة وشيكة للأزمة اليمنية، إثر دخول أطراف النزاع اليمني في مباحثات سلام، برعاية الأمم المتحدة، غير أن حالات التفاؤل تلك تحولت إلى تشاؤل بل وتشاؤم وإحباطات عند منتصف العام 2016 مع تعثّر عملية السلام وتحوّل مسار السلام في اليمن إلى وسائل وأدوات لتصعيد العمليات القتالية وإطالة أمد الحرب.
لم يكن اليمنيون يتوقعون أبدا أن تستمر هذه الحرب المجنونة طويلا وكانوا يعتقدون أن تكون حربا خاطفة لاستعادة الشرعية الدستورية وترتيب الوضع الداخلي عبر أي طريق يقود إلى استقرار البلد سياسيا وأمنيا وعسكريا، غير أن المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية أسهمت في تعقيد الوضع اليمني، الذي انتقل من أيدي اللاعبين المحليين إلى دائرة الضوء ومحور الاهتمام الإقليمي والدولي.
ونتيجة لذلك أصبح الملف اليمني ضمن الأجندات الخارجية المحورية، بينما تحوّل اللاعبون المحليون إلى أدوات لتنفيذ تلك الأجندات، وتحوّل الصراع اليمني إلى ساحة حرب بالوكالة لأطراف خارجية، ليس بين السعودية وإيران فحسب بل قد يمتد إلى آفاق أبعد من ذلك، بين القوى العظمى وتحديدا الولايات المتحدة وروسيا، كما هو الحال في سوريا وإن بدرجة أقل من ذلك.
بدأ العام 2016 بوضع ضعيف للانقلابيين الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي صالح وانتهى بوضع مستقر، إثر تعوّدهم على وضع الحرب وتعايشهم معه بكل تفاصيله، بما فيها المأساوية، بل واستثمروا مأساوية الحرب لترتيب وضعهم الراهن والمستقبلي.
بدأ العام 2016 بوضع كان فيه الانقلابيون محاصرون دبلوماسيا في الداخل فنسجوا خلاله علاقات واسعة مع الخارج عبر بوابة المباحثات ومشاورات السلام، التي استغلوها دبلوماسيا واستخدموها كقناة للتواصل مع العالم الخارجي، وليس بالضرورة للتوصل إلى السلام، وتجاوزوا دول المنطقة في علاقاتهم الخارجية ليفتحوا قنوات اتصال خارجية حتى مع خصومهم التقليديين ظاهريا كالولايات المتحدة التي كان الحوثيون يصفونها بـ (الشيطان الأكبر).
بدأ العام 2016 بوضع مالي صعب للانقلابيين وانتهى بغنى فاحش لقياداتهم وبالذات الحوثيين الذين جاءوا من أرصفة الشوارع ليصبحوا من أثرياء العاصمة صنعاء والعديد من المدن الأخرى، إثر تسابقهم على نهب الخزينة العامة للدولة ومصادرة مواردها المالية واستغلال حالة الحرب لجباية الأموال من عامة الناس بسبب ومن دون سبب، وظهرت علامات الثراء عليهم في حجم العمارات والعقارات والسيارات الفخمة التي امتلكوها خلال فترة قياسية، فيما عامة الشعب يتضور جوعا ولا يجد ما يقتات به، إثر فقدانهم وظائفهم ومصادر الدخل التقليدية.
وفي المقابل بدأ العام 2016 بوضع كانت فيه حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي المعترف بها دوليا، محاصرة ومحدودة القدرات وتعيش في المنفى بالخارج، وانتهى بوضع أفضل بكثير مما كانت عليه، حيث استكملت البنية الإدارية لمؤسساتها الحكومية وعادت إلى الاستقرار في الداخل ورتّبت أوضاعها الداخلية وفعّلت سفاراتها الخارجية وبدأت تمارس مهام الدولة بكل أدواتها وتفاصيلها.
بدأ العام 2016 والوضع الاقتصادي للحكومة الشرعية مضطرب وفي وضع لا يحسد عليه، حيث كانت الموارد العامة يتم توريدها إلى خزينة الدولة في البنك المركزي الذي يسيطر عليه الانقلابيون الحوثيون بصنعاء، والذين كانوا يتحكمون بتصريفه حسب رغباتهم ووفق ما يخدم مصالحهم، واتهمتهم الحكومة باستغلال ذلك لتمويل جبهاتهم القتالية، تحت مسمى (المجهود الحربي) وانتهى العام مع استكمال الحكومة نقل عمليات البنك المركزي اليمني إلى محافظة عدن، التي اتخذتها الحكومة عاصمة مؤقتة لها، وسحب البساط من الانقلابيين الحوثيين وصالح.
وبدأت الحرب في اليمن مطلع العام 2015 عندما كان الانقلابيون يسيطرون على 80 في المئة من الأراضي اليمنية، بينما انتهى العام 2016 بسيطرة القوات الحكومية على 80 في المئة وانعكست الكفة لصالح الحكومة، التي بسطت سيطرتها على الغالبية العظمى من التراب اليمني وتمددت لتصل إلى مشارف العاصمة صنعاء وإلى أطراف محافظة صعدة معقل الانقلابيين الحوثيين.
وفي الوقت الذي طالت فيه الحرب في اليمن وألقت بظلالها القاتمة على الوضع الاقتصادي والعسكري والأمني ولحقت أضراره بالجميع، غير أن حلول العام 2017 بدى مبشّرا ويحمل معه علامات تفاؤل كبيرة في نظر الكثير من اليمنيين الذين باتوا ينظرون اليه بأنه عام الخلاص، ويتطلعون إلى أن يحل عليهم وعلى بلادهم بالسلام والأمن والأمان وأن تضع الحرب أوزارها خلاله دون رجعة.
اكثر خبر قراءة أخبار اليمن