اليمن وحكومة التمرد والاستخفاف بالمؤسسة الأممية

الخميس 01 ديسمبر-كانون الأول 2016 الساعة 09 صباحاً / مأرب برس - صنعاء
عدد القراءات 1834
 

اعتبرت صحيفة الايام السعودية ان تشكيل الانقلابيين لحكومة مناصفة بينهم برئاسة بن حبتور لعبة غاية في السخافة ، خاصة وأن المجتمع الدولي رفض الاعتراف بكل الكيانات التي شكلها التمرد منذ قيامه، ولكنهم يلجأون إليها كإحدى أدوات اللعب لكسب المزيد من الوقت في ظل تراخي الأمم المتحدة في احترام قراراتها، والإصرار على التعامل مع المتمردين كشريك في الحل السلمي الذي يزداد ضبابية يوما بعد آخر بفضل مثل هذه المواقف الاستخفافية التي يمارسها المتمردون.

واشارات الصحيفة في مقالها اليوم الى ان المشكلة ليست هنا، ولا في إعلان هذه الحكومة الساقطة التي يرفضها اليمنيون جملة وتفصيلا، إنما المشكلة أن المؤسسة الدولية التي تقوم بدور الوسيط، وتصر على الحل السلمي، حينما تتغافل عن إعلان هذه الحكومة فإنها بالنتيجة تعطي الذريعة لاحقا لأي تمرد وأي ميليشيا تختطف السلطة في أي مكان في العالم، لأنها تغطيها من حيث لا تدري، فالقضية لن تتوقف عند الحوثيين والمخلوع الذين اختطفوا السلطة في اليمن، بل اغتصبوها، ومارسوا أحقر أنواع الاستخفاف بالمقررات الدولية، وذهبوا هنا وهناك ليجعلوا المبعوث الدولي ما إن يفرغ من فك عقدة، حتى يكونوا قد أبرموا أمامه عشرات العقد الجديدة، ليظل يراوح مكانه، إن لم يعد في كل مرة للمربع الأول، وعلى حساب المواطن اليمني الذي أضير في أمنه وفي لقمة عيشه، وأصبح نهبا للأمراض وكل موبقات الحرب والحصار.

وقالت الصحيفة ان هذه الحكومة كسابقة خطيرة في أنماط الصراعات، ليست حكومة فصيل شرعي له حيثيته وشرعيته، وإنما هي حكومة استفزاز وتحد ليس لليمنيين والتحالف وحسب، وإنما هي تحد للمجتمع الدولي، الذي يجب- إن لم يكن قادرا على إلزام قوى التمرد بالإذعان لمعطيات القرار 2216- أن يحجم عن إرسال مبعوثه اسماعيل بن الشيخ لأنه لن يكون بوسعه أمام هذا التحدي السافر لمجلس الأمن والأمم المتحدة من قبل المتمردين سوى أن يطوي ملفات وساطته كل مرة، ليفتح ملفا جديدا لمناقشة الحماقات الحوثية الجديدة، التي أصبحتْ تشبه لعبة السلّم والثعبان بفضل تلك المناورات التي تؤكد أن هذه القوى الانقلابية إنما هي مجرد عصابة ظلت تحتفظ بالعاصمة اليمنية كرهينة، فيما هي تساوم على الوقت الذي ستمضيه في السلطة لنهب الوطن اليمني، إلى ألا يبقى هنالك ما يمكن نهبه، وحينئذ ربما تذعن للتفاوض، وهو ما يجب أن يعيه المجتمع الدولي الذي لم يبد في تعامله مع القضية اليمنية من الجدية ما يؤكد قراءته لواقع الخلاف، وأنه ليس خلافا بين فصيلين، وإنما هو فعلا خلاف بين الشرعية والتمرد، بين الوطن والعصابة.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن