آخر الاخبار

السلطات المحلية بمحافظة مأرب تمهل أصحاب محطات الغاز غير القانونية 72 ساعة للإغلاق الطوعي اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات الثانوية العامة للعام 2023-2024 قناة الحرة الأمريكية تكشف تزويرا وفبركة قامت بها المليشيات الحوثية استهدفت الرئيس بوتن بمقطع فيديو .. حقيقة علاقات موسكو مع صنعاء احذر منها فورا .. أطعمة تجعلك أكبر سنًا وتسرع الشيخوخة رئيس مجلس القيادة يناقش مع المبعوث الخاص لرئيس بوتن الجهود الروسية لاحتواء التداعيات المدمرة على الاوضاع المعيشية والسلم والامن الدوليين السعودية : رئاسة الحرمين الشريفين جاهزة لاستقبال الحجاج الاتحاد الآسيوي يدعم مقترح فلسطيني بإيقاف إسرائيل دوليا صحيفة أمريكية تكشف أغرب حالات التجسس الصينية على أسرار عسكرية أميركية الزنداني : هجمات الحوثيين لا تضر سوى باليمن واليمنيين وأشقائهم العرب نجم الإتحاد السعودي يغادر النادي نهاية هذا الموسم

عقيد في الجيش اليمني يروي تفاصيل مثيرة تكشف لأول مرة من كواليس الحياة العسكرية للشهيد اللواء عبد الرب الشدادي

الأحد 13 نوفمبر-تشرين الثاني 2016 الساعة 11 مساءً / مأرب برس - خاص
عدد القراءات 19491

روى العقيد في الجيش اليمني، ورئيس عمليات اللواء ٢٦ مشاه بالجيش الوطني العقيد/ محمد ناجي الصلاحي، جانب من الحياة العسكرية للشهيد القائد اللواء /عبدالرب الشدادي قائد المنطقة العسكرية الثالثة.

نص ما كتبه الصلاحي:

التحق الشهيد عبدالرب قاسم الشدادي بالقوات المسلحة عام ١٩٨٠م تحديداً في معسكر خالد بمحافظة تعز ، وكان دخوله المعسكر بواسطة رئيس عمليات اللواء آنذاك اللواء الركن / الظاهري الشدادي ، وما ان بدأ الشهيد حياتة العسكرية كجندي مستجد يتلقى التدريبات بهمة ونشاط منفتحاً على زملائه محافظاً على قيمة واخلاقة مواظباً على صلاته في المسجد متحدياً بفطرته البدوية اي أوامر تخالف مايعتقدة انة الحق .

وما ان بدأ الشهيد الشدادي بهذه الطريقة إلا وواجهه واقع يتنافى مع فطرته القائمة وفق الشروع الاسلامية ، وهو وجود ( الخمور ) التي كانت تهرب من المخاء الى مختلف المدن اليمنية وبكميات كبيرة كانت تمر بتواطؤ من قائد المعسكر مقابل مبالغ مالية تدفع للقائد بواسطة ظباط من المعسكر ، الأمر الذي اثار حفيظة وغيرة الفتى الشدادي وعلى الفور تحرك الى منصة المعسكر وأطلق النار من سلاحة الشخصي بإتجاة الجو حتى اجتمع له اكثر من ١٥٠٠ شخص من داخل المعسكر ، وتكلم أمامهم فاضحاً هذه الممارسات المحرمة شرعاً وقانوناً وقد أصيب الحاضرون بالذهول من جراءة هذا الفتى وشجاعتة حينما وجدوه يتكلم عما سكتو عنه رغم علمهم به خوفاً من القائد وزباينتة ، لكن وبما ان مثل هذه المواقف لابد لها من ثمن فقد دفع الشدادي ثمن هذا بدخوله الزنزانة بأوامر القائد ، كما دفع ثمن ذالك ايضاً رئيس عمليات المعسكر الظاهري الشدادي حيث غادر المعسكر وبدون رجعة احتجاجاً على دخول هذا البطل الزنزانة. مكث عبدالرب الشدادي في زنزانته الانفرادية الى ماشاء الله ، ثم خرج منها باحثا عن ميدان عمل اخر ينطلق منه الى أوج العُلى ، فكان هذا الميدان هو معسكر الفرقة أولى مدرع الذي التحق به الشهيد ليبدأ حياتة العسكرية من جديد ، وكان اول عمل له في معسكر الفرقة أولى مدرع قيادة فصيلة دبابات .

تدرج بعد ذالك في الترقيات والأعمال والدراسة ،حتى تم ترقيته الى رتبة " رائد " وعين أركان حرب كتيبة الدبابات في الفرقع الأولى مدرع ، وأثناء عملة في كتيبة الدبابات كان يراوده الجهاد في سبيل الله وفعلاً ذهب الى أفغانستان وبقي فيها سنة كاملة في وادي " بان شير " مع القائد الأفغاني " احمد شاه مسعود " وبعد عودتة من أفغانستان واصل عمله في المدرعات ، ثم أخذ دورة " قيادة كتائب " في معهد الشهيد الثلاياء ، وبعد تخرجه تم تعيينة كاتب مالي للواء ٣١٠ مدرع واستمر في هذا حتى حرب صيف ١٩٩٤م ضد الانفصال ، حيث تحرك من ذات نفسة الى جبهة " العند " وقاد كتيبة هناك حتى وضعت الحرب أوزارها فعاد الى عملة السابق كاتب مالي .

لقد كان الشهيد القائد / عبدالرب الشدادي يعتبر الوطن العربي وطنه واي عدوان على اي قِطر عربي يعتبره عدوان على اليمن فعند بداية دخول القوات الامريكية لغزو العراق أخذ مجموعة من الشباب وذهب بهم الى العراق عبر سوريا إلا انه لم يجد الأرضية والحاضنة الشعبية التي ينطلق منها الى القتال على غرار ما وجده في أفغانستان ما اضطره الى العودة الى ارض وطنة ، وبعد عودتة كان مطلوب للتحقيق من قبل الأجهزة الأمنية إلا ان قائد اللواء ٣١٠ الشهيد البطل /حميد القشيبي احتمى علية ورفض تسليمة .

وفي عام ٢٠٠٣م التحق الشهيد الشدادي بكلية " القيادة والأركان " دون علم قائد اللواء ٣١٠ وبعد تخرجه من الكلية عرض علية قائد اللواء ٣١٠ الشهيد القشيبي العودة الى عمله كاتب مالي فرفض العودة وطلب عمل ميداني وقد كان له ذالك ، حيث تم تعيينة قائد كتيبة الدبابات والتي شارك بها في الحرب الرابعة ضد جماعة الحوثي في صعدة وقد أصيب في هذه الحرب إصابات بليغة وتم إسعافه على اثرها الى الخارج ، بعد عودته من الخارج تم تعيينة رئيس أركان حرب اللواء ١١٧ في صعدة وكان ذالك في الحرب الخامسة وفي الحرب السادسة تم تعيين الشهيد القائد البطل الشدادي رئيس أركان حرب اللواء ٧٢ حرس جمهوري في " حرف سفيان " وفي أواخر عام ٢٠١٠م ، التحق بعدها بكلية " الحرب العليا " إلا انه لم يُكمل دراستة حيث وقد طلبه وزير الدفاع في ذالك الوقت حينها /محمد ناصر احمد بعد انطلاق ثورة ١١ فبراير الشبابية عام ٢٠١١م وكلفة بتحريك كتيبتين من اللواء ٧٢ حرس جمهوري بتوجيهات من عمليات رئاسة الجمهورية وذالك بغرض محاصرة " ساحة التغيير " بصنعاء ، وبعد ان استلم الشهيد الشدادي الامر وتوجيهات عمليات رئاسة الجمهورية من وزير الدفاع حرك الكتيبتين الى صنعاء ونشرهم حول ساحة التغيير ، وبعد ذالك التقى بقائد الفرقة الاولى مدرع حينها اللواء علي محسن الاحمر وقام بشرح المهمة التي كلف بها ، وبعد ذالك تم الاتفاق مع قائد الفرقة الاولى مدرع ان تتحول المهمة من محاصرة ساحة التغيير الى حماية ساحة التغيير ، وبالفعل تم ولقد حول الشدادي الكتيبتين من محاصرة الساحة الى حمايتها وتم تعيينة من قبل علي محسن الاحمر قائداً للحزام الامني لساحة التغيير ، وقام الشدادي بجمع قوتة وخاطبهم قائلاً نحن هنا بتوجيهات من رئيس الجمهورية لاكننا تحت قيادة قائد الفرقة الاولى مدرع ومهمتنا حماية ساحة التغيير وشباب الثورة ، وبعد ذالك قطع الشدادي اتصاله بوزير الدفاع التابع لعلي عبدالله صالح وارتبط مباشرة مع اللواء علي محسن الاحمر قائد الفرقة الاولى مدرع قائد المنطقة العسكرية الشمالية حينها ، وكانت الاشتباكات يومية بين قوات الحزام الامني لساحة التابعة لشدادي وبين القوات الموالية لعلي عبدالله صالح ،وقد أصيب البطل الشدادي مرتين في هذه الاشتباكات من خلال صمودة الأسطوري دفاعاً عن شباب الثورة وحماية ساحتهم ومنها لمع نجمه بشكل لافت للأعيان .

في العام ٢٠١٢م وبعد انتخاب الرئيس عبدربه منصور هادي حاكما للبلاد تم ترقيته الى رتبة " عميد " وتعيينة قائداً للواء ٣١٢ في مديرية صرواح " محافظة مارب " وما ادراكما والمؤمرات التي كانت تحاك ضدها من قبل اعداء الوطن في ذالك الوقت إنها مارب التي ولد فيها الشهيد القائد وانطلق منها شاقاً طريقه المملوء بالأشواك والمخاطر ثم عاد إليها ليصبح بقدرة قادر وإرادة الشهيد ، بطلاً للجمهورية الثانية .

وفي العامين ٢٠١٣م ٢٠١٤م حينما عمت الاضطرابات ارجاء اليمن ، زادت الأوضاع سوأ ما أدى الى سقوط العاصمة صنعاء في يد الجماعات الحوثية بمباركة ومساعدة الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في ٢١ سبتمبر ٢٠١٤م ففي هذا اليوم الاسود انهارت مؤسسات الدولة بما في ذالك المؤسسة العسكرية ، منذ ذالك اليوم انتشر الانقلابيين الحوثيين في العديد من المحافظات انتشار النار في الهشيم وقد كان الهدف الرئيسي السيطرة على محافظة مارب بما تحملة من أهمية اقتصادية وجغرافية . وتحركت ميليشيات الحوثي المدعومة بقوات الحرس الجمهوري التابع للمخلوع صالح بإتجاة مارب إلا ان هذه المحافظة التي أنجبت بطل الجمهورية الثانية ( الشدادي ) وأنجبت الكثير من الابطال عشاق الحرية والكرامة ، فسرعان ما التفو على بعضهم وشكلو مقاومة شعبية ، ولم يكن الشهيد البطل عبدالرب الشدادي بعيداً عما يجري فقد كان في قلب الأحداث ، حيث قام بدعم المقاومة في الجدعان بكتيبة كما دعم مطارح نخلاء بكتيبة اخرى .

هذا الدعم الذي قدمة الشهيد الشدادي للمقاومة الشعبية ، أدى الى انقسام في اللواء ٣١٢ الذي كان يقودة حينها ، فمنهم من وقف مع الشرعية ضد الانقلاب ومنهم من قام بتأييد الانقلابيين ونظرا لحساسية الوضع وحرصا منه على سلامة اللواء من الاقتتال فقد انسحب الى مركز المحافظة بمارب تاركاً الخيارات لضباط وأفراد اللواء وعند وصوله مركز المحافظة اجتمع مع المحافظ اللواء / سلطان العرادة ، ومع قياداة الأحزاب الموالية للشرعية وقياداة المقاومة وبدأو بتشكيل النواة الاولى للمقاومة الشعبية المعنية بدفاع عن مركز المحافظة ومدينة مارب ، وفي هذا الظرف العصيب كانت قيادة المنطقة العسكرية الثالثة مشلولة تماماً ولم يكن لها اي دور يذكر وقد كان الرئيس / هادي على علم بذالك - بحسب علمي - حيث عرض قيادة المنطقة على ضباط كبار كانو يسعو لسلطة في ايام السلم سعي الملهوث إلا انهم رفضوها هذه المرة ، وعلى راي المثل القائل ( مالها إلا أهلها ) فقد اصدر الرئيس هادي قرارا بتعيين البطل العميد الركن الشدادي قائداً للمنطقة العسكرية الثالثة وترقيتة الى رتبة لواء .

من هذا المكان ورغم انعدام الإمكانيات وتعقيدات الوضع السياسي والأمني والاقتصادي التي تمر بها المحافظة قاد البطل ألوية الجيش وقاد المقاومة الشعبية بشقيها القبلي والتنظيمي وقام بتشكيل حزام أمني على مدينة مارب ومركز المحافظة على غرار الحزام الامني الذي كان شكلة في ساحة التغيير بصنعاء .

وقد كان يدير المنطقة العسكرية الثالثة في ظل أوضاع مادية صعبة ، واذكر في ذات يوم التقينا بالأخ المحافظ نحن وقيادة المقاومة في الجبهة الشرقية ، وشكونا له ان الشدادي لم يدعمنا فأقسم المحافظ بالله : ان مصاريف الشدادي ومرافقيه تقدم لهم من عند المحافظ ولا يجد اي شيء حتى الان حينها .

وذات يوم قابل الشدادي قائد اللواء ٢٦ مشاه العميد الركن /مفرح بحيبح وشكاء علية بأنة مديون ، فقال له الشدادي هات يدك وقبض على يده وأقسم له بالله ان عليه خمسة مليون سعودي دين ..هذه هي الحاله المادية للشهيد الشدادي خلال قيادتة للمنطقة العسكرية الثالثة .

( العد التنازلي لرحيل الشهيد الشدادي )

قبل شهرين من استشهاده اتخذ الشدادي قرارة الشجاع الى جبهة صرواح وأقسم على نفسة بعدم العودة إلا بإحدى الحسنيين " النصر او الشهادة " وقد كانت له الاخيرة وذالك بعد معارك شرسة خاضها البطل وانتصارات بشكل يومي ، يقابل هذا التقدم في المعارك العد التنازلي لرحيله فكلما تقدم في المعركة اقتربت ساعة الأجل .. كانت هذه الساعة هي يوم السابع من أكتوبر ٢٠١٦م وفي هذا اليوم سقط البطل شهيدا مقبلاً غير مدبر ، ولعلها من مصادمات الاقدار ان يستشهد بطل الجمهورية الثانية اللواء الركن / عبدالرب الشدادي في المنطقة التي استشهد فيها بطل الجمهورية الاولى الشهيد علي عبد المغني ، ليس هذا فحسب بل وفي نفس التاريخ الذي سقط فيه الشهيد علي عبدالغني عام ١٩٦٢م .

إلى جنة الخلد يا ابا سيف .. سلام عليك يوم ولدت ويوم سقطت شهيداً ويوم تبعث حيا ..

كم ناس ماتو وماتت مكارمهم وناس عاشو بين الناس أمواتٓ .

مكارمك لم تمت يا ابا سيف وستظل حية كما ظلت مكارم الشهيد علي عبدالغني .

رحم الله الشهيد القائد اللواء الركن / عبدالرب الشدادي رحمة الأبرار..

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن