خلافات الانقلابيين تتصاعد وفضائح واتهامات متبادلة تُنشر لأول مرة

الأربعاء 09 نوفمبر-تشرين الثاني 2016 الساعة 06 مساءً / مأرب برس - صنعاء
عدد القراءات 3263

كشفت مصادر حوثية ومؤتمرية عن تصاعد حدة الخلاف بين حليفي الانقلاب في صنعاء وهما جماعة الحوثي وأتباع المخلوع علي صالح، وصل لأول مرّة حد النشر العلني عن ذلك، والذي كان على ما يبدو السبب وراء فشل تشكيلهما حكومة إنقلابية من الجانبين.

ونشرت العديد من القيادات المؤتمرية والحوثية أمس اتهامات للطرف الآخر بلغة غير دبلوماسية وبطريقة تنبئ بانهيار العلاقة بينهما، حيث عمد كل طرف إلى توجيه اتهامات علنية لحليفه بأسلوب غير مسبوق بينهما.

وقال العضو البارز في حزب المؤتمر الشعبي العام (جناح صالح) ياسر اليماني ان «الحوثيين اعدوا كشوفات وفرق موت وفقا لخطة إيرانية»، وأنهم باتوا ينتظروا ساعة الصفر، في تحذير من خطة حوثية لتصفية قيادات وكوادر حزب المؤتمر في العاصمة صنعاء.

وأوضح انهم قاموا بشراء منازل كغرف عمليات للقيام بهذه المهمة والانطلاق منها عند حلول ساعة الصفر، وأنهم في أهبة الاستعداد لذلك، في حال تمت مواجهتهم عسكريا في العاصمة صنعاء، ربما من قبل قوات الجيش الموالية لعلي صالح.
الى ذلك وجّه ﺭﺋﻴس ﺗﺤﺮير ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ، لسان حال حزب المؤتمر، (جناح صالح)، محمد أنعم اتهامات علنية لحليف حزبه جماعة الحوثي، بتصفية حزب المؤتمر من الساحة السياسية.

وأوضح أنعم في منشور له عبر وسائل التواصل الإجتماعي أن «من قاموا بكنس رواتب الموظفين يهددوا بكنس كوادر حزب المؤتمر الشعبي العام وكنس الشعب».

وأضاف أنه وفقا للمثل الشائع (من طعم معاشك طعم دمك) وأعلن أن «هناك ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 200 ﻣﺆﺗﻤﺮﻱ اختطفوا ومعتقلين في سجون غير معروفة وبتهم كيدية» في اشارة اتهام واضحة للحوثيين الذين يشاطرونهم القبضة الأمنية على العاصمة صنعاء وبعض المناطق الأخرى في الشمال اليمني. وهدد أنعم الحوثيين بأن «هذه دفعة أولى من الكنس وإذا لم يتم إطلاقهم سيتم النشر».

من جانبه اتهم الصحافي الحوثي أسامه ساري، الرئيس المخلوع علي صالح بتهريب عائلته إلى خارج اليمن عبر طائرة عُمانية كانت مخصصة لنقل الجرحى الذين أصيبوا في حادثة قصف مجلس العزاء في القاعة الكبرى بصنعاء.

ونشر قائمة بأسماء 10 أشخاص من أفراد عائلة صالح الذين غادروا العاصمة صنعاء عبر الطائرة العمانية، نحو العاصمة العمانية مسقط، أغلبهم من أبنائه وأحفاده وأصهاره.

وتضمنت قائمة أسماء المغادرين التي نشرها ساري كلا من خالد علي عبدالله صالح، لجين علي عبدالله صالح، رتال خالد علي عبدالله صالح، شموخ طارق محمد عبدالله صالح، رويداء طارق محمد عبدالله صالح، عفاش طارق محمد عبدالله صالح، بشرى الارياني، رعد سنان دويد، مجد سنان دويد، علي صلاح علي عبدالله صالح.

وقال ساري في منشور له في وسائل التواصل الاجتماعي "هربوا من اليمن أمس الاول على متن الطائرة العمانية تاركين وطنهم وشعبهم تحت القصف وغير مبالين، تحرق البلاد او ما تحرق.. المهم يسافروا وطز في الشعب اليمني، وطز في الجرحى».

وأوضح «تخيّلوا كم عدد الجرحى الذين قامت عائلة صالح برميهم على أرصفة المطار وحرموهم من السفر للعلاج كحالات طارئة وضرورية وعاجلة».

وأكد ان هذه ليست المرة الاولى التي يتم فيها استبعاد الجرحى عن السفر مقابل مغادرة بعض عائلات صالح، حيث سبق ان تم انزال جرحى في حادث قصف صالة العزاء من الطائرة العمانية منتصف الشهر الماضي وادخال العديد من عائلات صالح وكبار قيادات حزب المؤتمر. وتوعّد ساري بكشف المزيد من الاسماء مستقبلا وكذا أسماء الجرحى الذين تم إخراجهم من الطائرة.

وقالت مصادر سياسية لـ(القدس العربي) ان هذه الخلافات الحوثية المؤتمرية التي ظهرت إلى السطح بشكل قوي لأول مرة منذ تشكيل تحالفهما مع اندلاع الحرب الحوثية في اليمن منتصف العام 2014، ربما تكون السبب الرئيس وراء فشل في تشكيل الحكومة الانقلابية المزمع تشكيلها مناصفة بين الجانبين برئاسة القيادي المؤتمري ومحافظ عدن الأسبق الموالي لصالح عبدالعزيز بن حبتور، مقابل منح رئاسة المجلس السياسي الأعلى للقيادي الحوثي البارز صالح الصمّاد.

وذكرت أن المجلس السياسي الأعلى كلّف بن حبتور الشهر الماضي بتشكيل الحكومة الانقلابية، غير أنه لم يتمكن حتى اللحظة إعلان قائمة أعضاء حكومته، لشدة الصراعات العميقة التي تعصف بالتحالف الحوثي المؤتمري (جناح صالح) والذي قد يكون مرشح للانهيار في حالة تم التوقيع على اتفاقية سلام برعاية الأمم المتحدة، والتي يتهرب منها الطرفان للحفاظ على تماسكهما الداخلي.