ندوة في جنيف توثق انتهاكات الميليشيات المتمردة للمرأة

الجمعة 23 سبتمبر-أيلول 2016 الساعة 10 صباحاً / مأرب برس - صنعاء
عدد القراءات 1959

عقدت أمس في الأمم المتحدة في جنيف على هامش أعمال الدورة الـ 33 لمجلس حقوق الإنسان ندوة حول أوضاع النساء والأطفال خلال الصراع المسلح في اليمن.

تحدثت في الندوة الأكاديمية الدكتورة وسام باسندوه حول أوضاع النساء في اليمن كما عرضت الصحافية بشرى العامري ورقة حول الانتهاكات التي طالت الإعلاميات في الحرب وقدمت الناشطة سعادة عليا ورقة حول تجنيد الميليشيات الانقلابية للأطفال في اليمن. وتناولت بشرى العامري الاعتداءات التي طالت عديدا من الإعلاميات اليمنيات، خصوصا من كن ضد ممارسات الميليشيا الانقلابية التي نالت من الحقوق والحريات واعتدت على المواطنين، كما طالت من يعملن في الميدان لتغطية الأحداث ومن يعملن عبر المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، ما يعد مؤشرا خطيرا على تدهور الحريات الصحفية، كما عملت الميليشيات الحوثية على كتم أصوات النساء ومن يمثلهن في الإعلام، على الرغم من ضآلة أعدادهن، لتخفت أصوات الإعلاميات بشكل غير مسبوق.

وأوضحت أن ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية أصرت على إقصاء ومضايقة المرأة في عملها ليصل الأمر إلى حد فصلها وإرغامها على عدم مغادرة المنزل أو الكتابة والتعبير حتى على مواقع التواصل الاجتماعي، بل تجاوز الأمر حد وصف أي إعلامية تكشف أو تكتب عن انتهاكات تلك الميليشيات بالمرتزقة والعميلة وغيرها من المسميات، ما يعد تحريضا لأنصارهم في المجتمع على أذيتها إلى حد استباحة دمها.

وقدمت العامري عرضا لما رصدته نقابة الصحافيين اليمنية وشبكة "إعلاميون" من أجل مناصرة قضايا المرأة من الانتهاكات التي طالت الصحافيات خلال الفترة من يناير 2015 حتى يونيو 2016 التي وثقت 11 حالة انتهاك فردية وجماعية طالت هؤلاء الإعلاميات من قبل الميليشيات.

وحول وضع المرأة أثناء النزاع في اليمن قدمت الدكتورة وسام باسندوه ورقة استعرضت فيها أوجه المعاناة التي تطول المرأة اليمنية في ظل الحرب المشتعلة في البلاد.

وقالت إنه مع اغتصاب الحوثيين للسلطة في 21 سبتمبر 2014 وتفكيك مؤسسات الدولة، انهار ما تبقى من دولة هشة كان بإمكانها أن تحفظ أو توفر أبسط الحقوق للمواطنيين، وكان من الطبيعي أن ينعكس هذا الوضع الكارثي على المجتمع بكل مكوناته، وعلى المرأة بشكل خاص. فقد انتهك الانقلابيون الدستور والقانون، وارتكبوا انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وجرائم فادحة؛ كالقتل العمد والإخفاء القسري والاحتجاز التعسفي ومنع الخدمات الصحية والتعليمية، ولم تكن المرأة بمعزل عن كل هذا، فلم تحفظ هذه الميليشيات أية حرمة للمرأة في مجتمع محكوم بالأطر التقليدية، فتعرض الكثير من النساء للانتهاك المباشر سواء بالتعذيب أو الاختطاف، ناهيك عن المأساة الإنسانية التي تكابدها مع قصف المناطق السكنية وعمليات القنص والاغتيالات. ومع تمدد الحوثيين وقوات صالح الانقلابية وشنهم الحروب المسلحة في مختلف مناطق اليمن، تضاعفت المعاناة الإنسانية للمجتمع والمرأة التي وجدت نفسها محملة بأعباء إضافية تتجاوز طاقتها على مواجهتها. وتناولت باسندوه الانتهاكات الجسدية والنفسية التي تعرضت لها المرأة اليمنية خلال الصراع، بما في ذلك القتل مشيرة إلى الأرقام التي وثقها التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في 17 محافظة يمنية من أصل 21 وأن عدد القتلى من النساء وصل إلى 459 امرأة، فيما بلغ إجمالي النساء اللاتي تعرضن للإصابة والتشوه 1.281 امرأة، وتم توثيق 12 امرأة تم احتجازها تعسفاً. كما تحدثت عما تتعرض له المرأة اليمنية علي أيدي الميليشيات الانقلابية من تحرش لفظي وجسدي يصل إلى حد الاغتصاب والاعتداء والاحتجاز التعسفي وفقدان العائل ما يضطرهن لمجابهة أعباء الحياة وحدهن. والحرمان من الرعاية الصحية بعد قصف الميليشيات للمستشفيات، إضافة إلى النزوح والتشريد والتهجير والحصار.