يمنيو عدن يمضون ليلتهم الأولى من دون القات.. فماذا جرى في المدينة؟

الثلاثاء 17 مايو 2016 الساعة 08 مساءً / مأرب برس - مراد العريفي
عدد القراءات 3163

أمضى أهالي مدينة عدن اليمنية الواقعة على ساحل البحر العربي، الاثنين 16 مايو/أيار 2016، يومهم الأول دون قات عقب منع السلطات العسكرية دخول النبتة إلى أسواق المدينة، اعتباراً من يوم أمس.

وخيّم السكون على أسواق القات عند الظهيرة، رغم احتشاد عدد من العدنيين، في انتظار قدوم بائعي النبتة المنبهة من محافظة الضالع وتعز (شمال المدينة)، في الوقت الذي توزع جنود على عربات عسكرية في أماكن البيع، محذرين المدنيين من مخالفة القانون.

لكن كيف استقبل اهالي المدينة خبر المنع ؟

دهشة وترقب

مع قرب ساعات الظهيرة، توافد العشرات من العدنيين إلى أسواق القات، عقب 3 أيام من إعلان القرار، أملاً بأن يُسمح بدخول الموردين إلى الأسواق، لكن بمرور الدقائق، كانت الأسواق تعج بالمدمنين على تناول النبتة المنبهة، وتم - فعلياً - منع دخول التجار والعربات من منافذ المدينة.

ورغم ارتباط القات بالحياة اليومية بشكل مؤثر، فإن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها منع تناول القات في مدينة مركزية، يتوافد إليها اليمنيون من مختلف الثقافات الشعبية.

ووجد مدمنو النبتة - التي تُصنف ضمن المواد المخدرة - أنفسهم في حال، لا يُحسد عليها، فالعديد منهم يعتقد بأن القات له سلطة على الحالة النفسية، ويحفز النشاط والتفكير والعمل، وغيابه يهدد المزاج العام للكثير منهم.

نزوح جماعي إلى منطقة الفيوش

ورغم عدم تصديق العدنيين لسلطة الأمر الواقع، لم يتمكن العشرات من تقبل الوضع الجديد، ما أجبرهم على الخروج من المدينة، إلى منطقة الفيوش في محافظة لحج، وبحسب شهود عيان فإن الازدحام المروري كان خانقاً في الطريق العام؛ بسبب تقاطر المئات إلى السوق، ما أدى لإغلاق الطريق لساعات بسبب الازدحام في المدخل الشمالي للمدينة.

في الطريق إلى الفيوش، عادت ذكريات الأحداث بالعدنيين إلى الحرب التي دارت في المدينة بين قوات المقاومة الشعبية من جهة والمسلحين الحوثيين وقوات صالح من جهة أخرى، العام الماضي، وخلالها منع الحوثيون دخول القات، ما أجبر العديد من سكان المدينة على الخروج لمنطقة الفيوش، رغم تعرضهم - حينذاك - للاعتقال.

فارس سنان أحد أبناء المدينة، قال لـ"هافينغتون بوست عربي": "من أجل القات سنذهب للفيوش وأبعد من ذلك".