لهذه الاسباب يحرك صالح ورقة القاعدة في الجنوب

الأربعاء 03 فبراير-شباط 2016 الساعة 08 صباحاً / مأرب برس - القدس العربي
عدد القراءات 3197

ذكرت مصادر سياسية انه مع التقدم العسكري الكبير الذي حققته القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي في المناطق القبلية المحيطة بالعاصمة صنعاء، سعت القوات الموالية للرئيس المخلوع علي صالح إلى خطف الأضواء عن هذه المكاسب العسكرية عبر الدفع بعناصرها المسلحة إلى اقتحام بعض البلدات والمدن الصغيرة في الجنوب تحت لافتة القاعدة.

وقالت لـ«القدس العربي» «ان التقدم العسكري المتسارع لقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الموالية للرئيس هادي خلال الأيام القليلة الماضية في المناطق القبلية المحيطة بالعاصمة صنعاء والتي تعتبر الحزام الأمني لها، دفعت المخلوع صالح إلى تحريك عناصره وخلاياه النائمة للاستيلاء على البلدات في المحافظات الجنوبية لإرباك المشهد العسكري وتخفيف الضغط عليهم عسكريا وإعلاميا في صنعاء».

وأوضحت أن «المخلوع صالح كعادته يستخدم ورقة القاعدة كلما وقع في ورطة، بحكم أنه مخترقهم استخباراتيا وداعمهم لوجستيا.. وأخيرا استخدم عناصر القاعدة في اجتياح مدينة عزان في محافظة شبوه أمس الأول».

وأشارت المصادر إلى أن صالح سعى إلى تحريك عناصر القاعدة في محافظات شبوه وأبين وعدن ولحج خلال الأيام الماضية لتخفيف الضغط العسكري والإعلامي عليه وعلى حلفائه الحوثيين في محيط العاصمة صنعاء، التي باتت مرشحة للسقوط قريبا في أيدي القوات الحكومية والمقاومة الشعبية الموالية للرئيس هادي.

وكانت مصادر محلية ذكرت أن عناصر مسلحة من المحسوبين على تنظيم القاعدة في جزيرة العرب استغلت الفراغ الحكومي في منطقة عزّان، في محافظة شبوه، فاقتحمتها وسيطرة على بعض المواقع الهامة فيها.

وتزامنت هذه العملية مع التقدم الكبير للقوات الحكومية والمقاومة الشعبية الموالية للرئيس هادي في مناطق قبائل نهم التي تبعد نحو 50 كيلو مترا شرقي العاصمة صنعاء، في حين كانت عناصر القاعدة تحركت في أوقات سابقة نحو اجتياح مدينتي زنجبار وجعار في محافظة أبين، القريبة من محافظة عدن، عندما قامت القوات الحكومية بتضييق الخناق على قوات التمرد الحوثي والمخلوع في تعز وغيرها.

وقال مصدر عسكري لـ«القدس العربي» «الشواهد كثيرة على ارتباط عناصر القاعدة في اليمن بالجهاز الاستخباري للمخلوع صالح ولا يستطيع أحد تبرئتهم من ذلك، بدليل الارتباط الواضح والتزامن الجلي لكافة تحركات وعمليات القاعدة في المحافظات الجنوبية والتي تستهدف جميعها المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام، فيما لم تستهدف مطلقا أي مناطق تسيطر عليها قوات صالح والحوثيين في صنعاء وصعده وعمران وذمار وغيرها، رغم الاختلاف العقائدي بين القاعدة والحوثيين».

وقال نبيل الصانع وهو قائد في مقاومة عدن وباحث في القانون الدولي «يجب أن نعي أننا لازلنا نعيش حالة حرب، وخلايا المخلوع علي صالح الظاهرة والمستترة تعمل ليل نهار وبكل قوة وخاصة في هذا الوقت الذي تقترب فيه المقاومة وقوات الجيش الوطني من صنعاء وتعرض صنعاء لضرب طيران عنيف ومركز من طيران التحالف».

واضاف «تأتي ضربات عدن القوية والمتتابعة لدواعش المخلوع صالح ليوجه رسائل مفادها، أنه كما تضرب صنعاء تضرب عدن فالكل تحت طائلة القصف والنار ولا يوجد مكان آمن هنا او هناك».

واستخدم صالح ورقة القاعدة كثيرا منذ 2011 وما قبلها، ولوّح للمجتمع الدولي كثيرا بأن اليمن لن يستقر في حال أجبر عن التخلي عن السلطة، وذكر مرارا «أنا أو الطوفان»، وأيضا «إذا تركت السلطة فسيكون البديل القاعدة»، في إشارة إلى أن السلطة ستتنقل لتنظيم القاعدة.

وحتى يثبت صحة كلامه هذا قدّم صالح تسهيلات كثيرة مادية وعسكرية واستخباراتية لعناصر القاعدة في اليمن، ابرزها تسليم محافظة أبين بأكملها للقاعدة في نيسان (إبريل) 2011 بما فيها من معسكرات وقوات للجيش والأمن والتي تم تسليمها في غضون ساعات دون مقاومة تذكر من قبل القوات الحكومية.

وأكدت مصادر عسكرية حينها أن قيادات الجيش في تلك المعسكرات تلقت أوامر عسكرية من صالح بتسليم المعسكرات بما فيها من أسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة لعناصر القاعدة، والتي كانت في الغالب تدار من قبل عناصر استخباراتية محسوبة على الرئيس المخلوع صالح، الذي استثمر ورقة الإرهاب كثيرا لتحقيق مكاسب سياسية ومادية. وأشارت إلى أن المخلوع صالح استعمل ورقة القاعدة والدواعش لإثبات فشل السلطة الجديدة برئاسة هادي في مكافحة الإرهاب واستمالة المجتمع الغربي نحو دعم موقفه سياسيا والتراجع عن الدعم الكبير لسلطة الرئيس هادي وحكومته.

ويبدو وفقا للعديد من المصادر الوثيقة الاطلاع أن «التراخي الكبير من قبل المجتمع الدولي حيال الحرب في اليمن يصب في خانة التأثّر بما يطرحه الحوثيون وصالح من أنهم المرشحون الأقوى لمكافحة إرهاب القاعدة وداعش في اليمن بحكم الاختلاف العقائدي، بينما في الواقع أن صالح والحوثيين والقاعدة يسيرون في مسار واحد من أجل المحافظة على السلطة في أيديهم».

إلى ذلك، قتل 376 مدنيا في جنوب السعودية جراء سقوط قذائف اطلقت من اليمن، منذ بدء ت[هk عربي وإسلامي بقيادة السعودية عملياته العسكرية ضد المتمردين الحوثيين منذ اكثر من عشرة اشهر، بحسبzDˆافاد المتحدث باسم التحالف الثلاثاء.

وقال العميد الركن احمد عسيري ان حصيلة القتلى المدنيين «بلغت حاليا 376»، من دون ان يحدد عدد العسكريين او حرس الحدود الذين قضوا في سقوط قذائف او تبادل لاطلاق النار.

وكانت حصيلة استنادا إلى بيانات رسمية نشرتها وكالة الانباء السعودية الرسمية (واس)، افادت عن سقوط زهاء 90 قتيلا بين مدنيين وعسكريين، في سقوط قذائف وتبادل اطلاق نار عبر الحدود.

واوضح عسيري ان الحصيلة التي يوردها «تستند إلى تقارير الدفاع المدني» السعودي.

واشار إلى ان المتمردين الحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، اطلقوا اكثر من 40 الف قذيفة هاون وصاروخ، بمعدل 129 يوميا، منذ بدء التحالف شن غارات في اليمن دعما لقوات الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي، في 26 آذار/مارس.

واكد المتحدث اعتراض «12 صاروخ سكود» من الدفاعات الجوية، مشيرا إلى صعوبة وقف عمليات اطلاق النار والقذائف عبر الحدود، لا سيما ان المتمردين يعتمدون اسلوب «الضرب والفرار» من المناطق الحدودية بين البلدين، وهي في اجزاء منها ذات طبيعية جبلية وعرة.

وسيطر الحوثيون على صنعاء في ايلول/سبتمبر 2014، وتعد محافظة صعدة الحدودية مع السعودية، ابرز معاقلهم. وساهمت عمليات التحالف في استعادة قوات هادي مناطق عدة في جنوب اليمن، إلا ان الحوثيين وحلفائهم لا يزالون يسيطرون على مناطق واسعة في الشمال والوسط.

وبحسب ارقام الأمم المتحدة، قتل في اليمن قرابة ستة آلاف شخص نصفهم تقريبا من المدنيين، منذ بدء التحالف غاراته في اليمن، والتي توسعت منذ الصيف لتشمل تقديم دعم ميداني مباشر لقوات هادي.

واعلن التحالف الاحد انه شكل «فريقا مستقلا عالي المستوى من ذوي الكفاءة والاختصاص للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الانسان والخروج بتقرير موضوعي لكل حالة على حدة».

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن