أبدى طلاب في جامعة صنعاء غضبهم من تلميحات رئيس ما تسمى بـ"اللجنة الثورية العليا"، محمد علي الحوثي، بإمكانية تعطيل الدراسة في جامعة صنعاء وإغلاقها، وأخذ الطلاب إلى معسكرات التدريب، إذا استدعت الحاجة خلال المعركة التي يتوقع أن تشنها في الفترة المقبلة، قوات التحالف العربي، لاستعادة العاصمة.

وبحسب صحيفة الوطن السعودية فقد أعرب كثير من الطلاب عن دهشتهم من تلك التصريحات، واستنكارهم لها، مشيرين إلى أنهم طلاب علم وحملة مشاعل النور، ولا يمكن أن يتحولوا في يوم من الأيام إلى عناصر متمردة، مهمتها نشر الموت وبث الرعب في صفوف المدنيين.

وكان الحوثي تحدث خلال اليومين الماضيين في أحد اجتماعات اللجنة، مؤكدا أن بإمكان جماعته توفير آلاف المقاتلين، عبر تعطيل الدراسة في الجامعات، وفتح معسكرات التدريب للطلاب، والاستفادة من قدراتهم في دعم صفوف الميليشيات. وهي التصريحات التي جوبهت برفض عريض وسط الطلاب وأساتذة الجامعات، الذين أكدوا معارضتهم لذلك التوجه، وأشار كثير منهم إلى استعدادهم لحمل السلاح، ولكن دفاعا عن مدينتهم ضد الميليشيات، وليس للقتال في صفوفها.

قال الطالب في كلية الهندسة، صداح سليماني، إن طلاب الجامعة استهجنوا تصريحات الحوثي، وأكدوا رفضهم القتال في صفوف ميليشيات التمرد، وشددوا على تمسكهم بإكمال دراستهم، حتى يستطيعوا الإسهام في نهضة بلادهم وتطورها، وأنهم لن يتحولوا تحت أي ظرف إلى شركاء في الانقلاب، وأضاف "يبدو أن الانقلابيين لا يملكون القدرة على قراءة الواقع المحيط بهم، ولا يدركون أن غالبية سكان صنعاء والمحافظات الأخرى لا يطيقون وجودهم، وإذا وضعنا الانقلابيون في خيار، عبر إغلاق الجامعة، فسوف نختار الانضمام إلى صفوف المقاومة الشعبية، حتى نتمكن من رد الدين لأهلنا وبلادنا، والإسهام في تخليصها من سيطرة الميليشيات التي دمرت البلاد".

وتابع "يبدو أن الحوثيين لم يكتفوا بتدمير اقتصاد البلاد، وإطالة معاناة المدنيين، ويريدون تدمير الجيل القادم، عبر إغلاق الجامعات، وتحويل الطلاب إلى ميليشيات إجرامية مسلحة، ولكن هذا المخطط لن يمر بأي حال من الأحوال، وسوف نستمر في دراستنا، لنضمن لهذه البلاد غدا مشرقا".

 و أكد أستاذ في كلية الآداب – رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية – أنهم سوف يقاومون قيام الحوثيين بإغلاق الجامعة، وسوف يواصلون أداء رسالتهم السامية، مهما كلفهم ذلك من مشقة، وأضاف "هناك اتفاق وسط كافة أعضاء هيئة التدريس، على الاستمرار في العمل، وعدم الانسياق وراء الدعوات والتهديدات بإغلاق الجامعة. كما أن الاتجاه السائد وسط الغالبية العظمى من الطلاب هو الاستمرار في الدراسة، ومقاطعة أي دعوات لاستقطابهم في صفوف ميليشيات الموت والدمار، ومن جانبنا كأساتذة لن نتوقف عن أداء مهمتنا، ولن تنجح تهديدات الحوثيين بقطع رواتبنا وامتيازاتنا إذا لم نساعدهم على تمرير خطتهم التدميرية، وسوف نواصل القيام بدورنا حتى لو اضطررنا إلى الصرف على الطلاب من جيوبنا الخاصة، فمهمتنا هي زرع بذور المستقبل المشرق، وليس دعم آلة الموت والدمار".