آخر الاخبار

صلاح يحقق إنجازا تاريخيا في الدوري الإنجليزي الممتاز الكشف عن افتتاح خط شحن بحري جديد بين العدو الإسرائيلي ودولة عربية بمشاركة اليمن والسعودية والأردن ومصر وجيبوتي.. انطلاق تمرين «الموج الأحمر 7» لتعزيز الأمن البحري الحكومة اليمنية توجه طلباً عاجلاً للمجتمع الدولي والأمم المتحدة بشأن التنسيق القائم بين الحوثي والقاعدة أمين عام الندوة العالمية للشباب يبدي استعدادهم تنفيذ تدخلات إنسانية وتنموية في اليمن صحيفة صهيونية :فخ استراتيجي يُعد له السنوار في رفح بعد أشهر من الاستعدادات والتعلم تصرف مارب يوميا على كهرباء عدن اكثر من مليار و200 مليون ريال .. قرابة تسعة الف برميل من النفط الخام كل يوم أغلبهم من النساء.. المليشيات تدفع بالآلاف من قطاع محو الأمية للإلتحاق بالمعسكرات الصيفية وصف ابو علي الحاكم بـ «المقروط».. مواطن في صنعاء ينفجر غضباً وقهرا في وجه المليشيات ويتحدى المشاط والحاكم والحوثي لمواجهته شخصياً بالسلاح الشخصي - فيديو صندوق النقد الدولي يحذر.. ويكشف عن السر الذي ابقى الاقتصاد اليمني متعافيا .. رغم كل مؤشرات الانهيار

"لا تقبروناش".. صرخة طفل قبل مماته تجسد واقع "تعز" اليمنية

الثلاثاء 20 أكتوبر-تشرين الأول 2015 الساعة 05 مساءً / مأرب برس - الاناضول
عدد القراءات 6379


لا تقبرو ناش"(لا تدفنوني).. صرخة أطلقها الطفل اليمني فريد شوقي الذماري، وهو يأن من شظايا قذيفة أصابته قرب منزله بمدينة تعز(وسط) اليمن، قبل أن تصعد روحه إلى بارئها، ولسان حاله كان يقول "ما زلت طفلاً، لا تبعدوني عن حضن وخبز أمي، لا أستطيع الموت وحدي، ولا أطيق النوم تحت التراب".

الطفل شوقي(7 أعوام)، الذي ظهر على قنوات فضائية، وهو مستلقٍ على أحد الأَسّرة في مستشفى بمدينة تعز، ينشد الحياة، لم تفلح صرخته في وجه الفريق الطبي، بإنقاذه من الموت، ففارق الحياة قبل أيام، وبقيت كلماته كالنار في الهشيم، بمواقع التواصل الاجتماعي، والشارع اليمني.

وقال المحامي والناشط الحقوقي غازي السامعي، للأناضول، إن الطفل فريد، أصيب بشظايا قذيفة هاون، أطلقها المسلحون "الحوثيون" على شارع يعرف بشارع "الخياطين" بتعز، يوم الثلاثاء الماضي.

وأضاف السامعي، الذي يتابع ملف الطفل أن "فريد كان ضمن 5 أطفال أصيبوا في ذلك الحي، وتم إسعافهم إلى مستشفى الثورة الحكومي، حيث فارق الحياة بعدها بـ 5 أيام متأثراً بجراحه".

ووفق المحامي السامعي، فإن الطفل فريد، كان قد شاهد قبل وفاته طفلة من جيرانه قُتلت بقذيفة هاون، في نفس الحي، وتم دفنها، ومنذ ذلك المشهد وهو يخاف ذلك، لافتًا إلى أن عائلته اعتبرت صرخته "وصية".

الصحفي غمدان اليوسفي، وصف هاشتاغ "لاتقبروناش"، على موقع "تويتر" الذي تم إطلاقه اقتباساً من صرخة فريد، بأنه أكبر رسالة بإمكانها أن تختزل ما يحدث في مدينة تعز.

وقال اليوسفي، الذي تفاعل مع الهاشتاغ، للأناضول: "فريد كان يعرف أن كل مصاب بتعز يتم دفنه، فصرخ صرخته المدوية، لأنه يدرك أن أية إصابة في المدينة معناها الموت، لانعدام سبل العلاج، وامتلاء المستشفيات بالجرحى".

وأضاف: "هذا الطفل أرسل رسالة للجميع مفادها: يكفي دمًا، وحصارًا، وقصفًا"، مشيرًا إلى أن صرخته يجب أنت تكون "أيقونة للجميع".

ورأى اليوسفي، أن الطفل فريد، استطاع من خلال مقطع فيديو غير احترافي مدته 30 ثانية، تم بثه على القنوات المختلفة، أن يوصل رسالته المؤثرة التي فشلت في إيصالها أكثر من 207 أيام من الحرب، التي بدأت في 26 مارس الماضي.

وخلافاً لكل الأحداث الأليمة التي ما زالت تشهدها مدينة تعز المحاصرة من قبل الحوثيين، منذ أغسطس الماضي، استطاعت صرخة طفلها أن تلم آهات اليمنيين تحت تنهيدة واحدة "لا تقبروناش"

ففي تغريدة له على "تويتر"، كتب الصحفي والناشط الحقوقي، حافظ البكاري: "من سيجرؤ على دفن فريد بعد صرخته المتشبثة بحقه في الحياة".

فيما كتبت الناشطة غادة المقطري، في تغريدة لها: "فريد خلاصة أوجاعنا ومصير أحلامنا".

وفي رسالة وجهها إلى روح فريد، قال الكاتب الصحفي، عزوز السامعي، في تغريدة أخرى: "سوف نقبرك، ومن المحتمل أن ننساك، ذلك أننا أمام حفلة مجازر، وهناك مئات الأجساد بحاجة لأن نهيل عليها التراب".

ولم يكن الطفل فريد، أول الأطفال الذين يسقطون بفعل المعارك الدائرة في مدينة تعز، فوفقاً لتقرير أعده تحالف منظمات المجتمع المدني في المدينة، وتم إطلاقه أواخر الأسبوع الماضي، في مؤتمر صحفي، فإن 813 طفلاً قتلوا وأصيبوا في تعز، منذ ما قبل حرب مارس بـ 10 أيام وحتى اليوم.

ولم تقتصر الانتهاكات بحق الطفولة في تعز بسقوطهم قتلى وجرحى لا يجدون العناية الطبية، فهناك نحو 10 آلاف طفل فقدوا أحد والديهم، وباتوا أيتامًا جراء الحرب المتصاعدة، بحسب التقرير السابق.

ويشهد الوضع الصحي في تعز تدهورًا غير مسبوق، حيث أجبرت المعارك، وانعدام المشتقات النفطية، وانقطاع التيار الكهربائي، 16 مشفىً حكومي وخاص، من أصل 20، على إغلاق أبوابها، بحسب مسؤولين حكوميين.

وقبل أسابيع، نشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة لطفل مصاب، وهو يجلس على رصيف الشارع، بجوار مستشفى خاص في تعز، وإلى جانبه شقيقه الأصغر يحمل له كيسًا من محلول الجلوكوز تم حقنه بوريده، بعد أن فشل في إيجاد سرير له في إحدى المستشفيات.

ويتهم حقوقيون ومنظمات محلية ودولية، مسلحي الحوثي، وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بفرض حصار خانق على السكان في تعز، ومنع دخول الأدوية، والأغذية، ومياه الشرب.

وفي الأول من سبتمبر الماضي، قالت سيسيل بويلي، المتحدثة باسم مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، إن تمركز قوات اللجان الشعبية التابعة للحوثيين في مكان قريب من المستشفيات الحكومية في مدينة تعز، جعل الجميع يخشى الاقتراب منها، وأدى إلى توقفها عن العمل.

وفي إيجاز صحفي للإعلاميين المعتمدين لدى الأمم المتحدة في جنيف، أعربت بويلي حينها، عن "القلق البالغ إزاء الأوضاع الأمنية المتدهورة في تعز، وانسداد طرق الإمدادات من قبل لجان الحوثيين".

ومنذ 26 مارس الماضي، يواصل التحالف الذي تقوده السعودية، قصف مواقع تابعة لجماعة الحوثي، وقوات موالية لصالح، المتحالف مع الجماعة، ضمن عملية أسماها "عاصفة الحزم" استجابة لطلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، بالتدخل عسكريًا لـ"حماية اليمن وشعبه من عدوان الميليشيات الحوثية"، قبل أن يعقبها في 21 أبريل بعملية أخرى أطلق عليها اسم "إعادة الأمل"، قال إن من أهدافها شقًا سياسيًا يتعلق باستئناف العملية السياسية في اليمن، بجانب التصدي للتحركات والعمليات العسكرية للحوثيين، وعدم تمكينهم من استخدام الأسلحة من خلال غارات جوية.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن