خلافات مصرية سعودية بسبب إخوان اليمن وسوريا .. القاهرة تخشى تمكين إخوان اليمن من الحكم

الأحد 31 مايو 2015 الساعة 08 مساءً / مأرب برس-متابعات.
عدد القراءات 5072


قالت مصادر مصرية رسمية إن القاهرة أبلغت الرياض خشيتها من أن ما تصفه مصر بـ«المبالغة» فى الانفتاح على أذرع جماعة الإخوان المسلمين فى الدول العربية ومحاولة الاعتماد عليها لإنهاء الأزمة فى اليمن أو لملمة الوضع فى سوريا ــ سيؤدى حتما لعواقب وخيمة على الاستقرار الإقليمى لأن الإخوان إذا ما وصلوا للحكم فى بلدان عربية بدعم سعودى لن يهدأ لهم بال وسيسعون للسيطرة على جميع العواصم العربية بحسب الشروق المصرية.

وقالت المصادر المصرية الرسمية فى القاهرة إنها تلقت رسائل لا لبس فيها عن ارتفاع منسوب عدم الارتياح في أوساط الفصائل اليمنية المعارضة للتمدد الحوثى بسبب تزايد الدعم السعودى لإخوان اليمن.

 

ويقول المصدر إن قيادات الفصائل اليمنية أبلغت القاهرة عدم ارتياحها للوصفة السياسية التى يمكن أن تخرج بها الاتصالات السعودية الجارية حاليا مع إخوان اليمن، ويضيف «أظن أنهم لا يمانعون فى أن يكون للإخوان نصيب ولكنهم يرون أن السعودية تتجه لمنح الإخوان الغلبة وليس مجرد المشاركة».

 

السعوديون بدورهم وبحسب مصادر دبلوماسية عربية وغربية لا ينوون تغيير استراتيجيتهم وأفكارهم إزاء اليمن اطلاقا، ويقول سفير أوروبى فى القاهرة «فيما يتعلق باليمن فإننا نعلم بكل وضوح أن الرياض غاضبة مما تراه تقاعسا من القاهرة عن الدعم، وهم فى آل سعود لا ينوون الإصغاء للرأى المصرى، أما فى سوريا فقد يختلف الأمر قليلا حيث ستسعى الرياض بالتأكيد لضمان دعم مصرى ما، لكنها ستتحرك لصياغة شىء ما وتطلب من القاهرة دعمه ولن تتحرك بالمشاركة مع القاهرة».

 

ويقول مصدر حكومى مصرى: «إننا نبلغ السعوديين أننا نتفهم قلقهم من التمدد الإيرانى وإننا نشاركهم بعضا من هذا القلق لكننا فى الوقت نفسه لا نريد مواجهة قوى دينية بقوى دينية أخرى»

ويقر المصدر الحكومى الرسمى بأن الرياض تتهم القاهرة بمناوأة حراكها لتجميع صياغات سياسية ذات قاعدة إخوانية فى كل من اليمن وسوريا، ويقول «إننا لا نستطيع أن ندعم وصول الإخوان للحكم فى أى دولة عربية، هذا ملف مغلق بالنسبة لنا».

 

ولا يتوقف المسئولون المصريون فى مختلف القطاعات عن ترديد العبارات نفسها حول التوافق التركى ــ القطرى لدعم وصول الإخوان للحكم فى أكبر عدد ممكن من العواصم العربية تنفيدا لما يصرون على أنه تحرك تقوم به بعض الدوائر السياسية فى العاصمة الأمريكية لإيصال الإسلاميين للحكم حيث يدور الحديث عن البيت الأبيض وليس الخارجية الأمريكية فى هذا السياق».

  

وما يتعلق بسوريا بحسب مصادر الشروق المصرية المقربة من السلطة الحاكمة فإن هناك حالة استياء فى أوساط المعارضة السورية لتسارع وتيرة الاتصالات السعودية مع الإخوان فى سوريا بدعم تركى متواز مع الدعم التسليحى التركى لفصائل سورية محسوبة على الإخوان بصورة أو بأخرى.

 

وتقول مصادر دبلوماسية أوروبية تتحدث لـ«الشروق» إن العواصم التى يمثلونها أبلغت القاهرة بصورة غير مباشرة أو مباشرة أن تصور المستقبل السياسى لسوريا ما بعد الأسد لا يمكن أن يستثنى الإخوان بالصورة التى تريدها القاهرة.

 

وبحسب المصادر الأوروبية ذاتها فإنه لا يمكن توقع أن تقابل السعودية التزايد فى حراك حزب الله اللبنانى لدعم بشار الأسد فى سوريا دون أن تتحرك الرياض لتجيش ما تراه البديل «السنى المحتمل» أى القوى السنية التى لا تنخرط تحت لواء داعش حيث ترى تحرك حزب الله«حراكا شيعيا مدعوما من إيران العدو الأكبر لها فى النهاية».

وكان وزيري خارجيتي مصر والسعودية قالا اليوم أن سياسة البلدين تتوافق حول الوضع في اليمن وسوريا وأن لا خلاف بهذا الشأن.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن