يجري الحوثيون مباحثات منذ اسبوع مع وفد أمريكي في سلطنة عمان فيما لم ترشح معلومات حول طبيعة تلك المباحثات التي تحاط بدرجة عالية من السرية والكتمان.

وقال المتحدث الرسمى باسم الحوثيين محمد عبد السلام، إن التباحث مستمر حول المسائل المتعلقة بالعمليات العسكرية في اليمن، مشيرا إلى أن هناك تبادلا فى الآراء ومقترحات للحلول ووجهات النظر مع العديد من الأطراف الدولية والإقليمية بإشراف سلطنة عمان.

وأكد عبر صفحته بالفيس بوك، أنهم لمسوا حرص القيادة العمانية على إحلال السلام والأمن والاستقرار، ودعم الإغاثة الإنسانية والحلول السلمية والجهود الدولية ذات الصلة برعاية الأمم المتحدة.

هذا التصريح أثار وسائل اعلام المؤتمر الشعبي العام حيث سخرت صحيفة اليمن اليوم منه ووصفته ب"التصريح الأبكم"؛ وقالت الصحيفة: "أطلق محمد عبدالسلام من عمان تصريحا مقتضبا وغامضا الى الدرجة التي تجعله بلا مضمون".

وتابعت الصحيفة:"اهم مافيه ان وفد (انصار الله) لمس حرص القيادة في عمان على احلال السلام والأمن والاستقرار ودعم الاغاثة والحلول السلمية؛ والجهود الدولية ذات الصِّلة برعاية الامم المتحدة".

وواصلت الصحيفة السخرية بالقول: "والواقع ان موقف القيادة الحكيمة في عمان لم يكن موضع شبهة لدى اليمنيين حتى يكون اول تصريح للوفد تقرير حسن نواياها تجاه السلام والاغاثة والجهود الدولية".

وكتعبير عن امتعاض المؤتمر من حليفه الحوثي الذي غادر الى عمان دون ان يشعره وهو ما أكده الرئيس المخلوع في حواره مع قناة الميادين قالت الصحيفة في صفحتها الاخيرة وفي المربع المخصص للقطات الساخرة: "فحين توجه الوفد الى السلطنة قبل اسبوع بتصريح من السعودية قال عبدالسلام تلقينا دعوة من العمانيين ولا ندري لماذا؟ وتساءلت الصحيفة: ومن غير المعقول انهم لم يعرفوا حتى اليوم سبب الدعوة؟ وأجابت: الا اذا كانوا لا يريدون ان نعرف؟!

ويعلن الحوثيون العداء لأمريكا وتحت شعارهم "الله اكبر؛ الموت لامريكا؛ الموت لإسرائيل؛.... الخ" يتمدد الحوثيون في المحافظات اليمنية ويبررون قتالهم لمن يصفونهم بعملاء أمريكا وإسرائيل؛ وبهذا الشعار يتم تعبئة مقاتليهم وتوجيههم الى حروبهم الداخلية.

الشعار ذاته أطلقه الخميني -ملهم الحوثيون- الذي قاد الثورة الإيرانية قبل ربع قرن وتردده الأطراف الشيعية في المنطقة العربية المرتبطة بالمشروع الفارسي.

ويحاول الوفد الحوثي إحاطة لقاءاتهم بالوفد الامريكي في عمان بأقصى درجات السرية حتى لا تهتز ثقة مقاتليهم في قيادة الحركة التي تجري مباحثات مع عدوهم الاول -الأمريكيين- ويكفوا عن تلقي التوجيهات والقتال تحت شعار الموت لامريكا.

وشكل رفض الحكومة اليمنية والاطراف المشاركة في مؤتمر الرياض رفض الحضور الى مؤتمر جنيف الذي أعلنت عنه الامم المتحدة بضغوط روسية ضربة قاسية للجهود التي تبدلها طهران في سبيل انعقاد مؤتمر دولي برعاية الامم المتحدة وبدون شروط للتأثير على مخرجات مؤتمر الرياض.

وتكثف ايران جهودها الدبلوماسية عبر حلفائها الدوليين حيث تجري روسيا اتصالات واسعة مع الولايات المتحدة الامريكية بخصوص الملف اليمني وتركز على ضرورة تحديد موعد قريب لانعقاد مؤتمر حوار يمني يمني في جنيف وإيقاف عمليات عاصفة الحزم وإعادة الأمل للتخفيف على الحوثيين ومساعدتهم على ترتيب صفوفهم وتوسيع انتشارهم في المحافظات اليمنية.

وزار وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف سلطنة عمان خلال الاسبوع الماضي وافادت الأنباء عن لقائه بالوفد الحوثي والأمريكي.

ويفسر مراقبون الموقف الامريكي المنسجم مع الموقف الإيراني في اليمن بحرص الأولى على اغلاق ملف ايران النووي وكذلك خوفهم من قضاء عاصفة الحزم على الحوثيين حيث تحرص أمريكا على بقاء الحوثي رقما في الساحة اليمنية يتم استخدامهم والاستفادة منهم في مراحل قادمة.

وصرحت قيادة عمليات التحالف العربي للوفد الحوثي بمغادرة اليمن للقاء الوفد الأمريكي في عمان قبل اسبوع لكن التحالف بقيادة السعودية لا يعول على الحوثيين ولم يعد يثق بهم بعد ان نكثوا باتفاقاتهم السابقة مع كافة الأطراف ولدا تستمر عمليات التحالف في استهداف تجمعات ميليشيات الحوثي والمخلوع في كافة المحافظات التي يتواجدون فيها.

ويتوقف نجاح المباحاثات الدائرة في عمان على مدى التزام الحوثيين بها وتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216.