اليمن ونووي إيران أبرز ملفات قمة "كامب ديفيد" منتجع الدبلوماسية

الخميس 14 مايو 2015 الساعة 03 مساءً / مأرب برس-متابعات.
عدد القراءات 3626


يسعى الرئيس الأميركي باراك اوباما، اليوم (الخميس)، لإقناع دول الخليج العربية المتحالفة مع واشنطن بما فيها السعودية، بأن الولايات المتحدة ملتزمة بأمنها رغم المخاوف العميقة لدى الزعماء العرب من الجهود الأميركية للتوصل الى اتفاق نووي مع ايران. إذ يلتقي أوباما في قمة مهمة تعقد في منتجع كامب ديفيد الرئاسي في ماريلاند مع ممثلي دول مجلس التعاون الخليجي الذي يضم السعودية والكويت وقطر والبحرين ودولة الامارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، لمناقشة التعاون الامني
.

وسيكون في صلب المحادثات الاتفاق الجاري التفاوض بشأنه حول الملف النووي الايراني، الذي وضعه الرئيس الاميركي في صلب اولوياته، وايضا دعم طهران للمتمردين الحوثيين في اليمن من جهة ولنظام بشار الاسد من جهة اخرى .

كما تجري الولايات المتحدة وخمس قوى عالمية اخرى محادثات مع طهران للحد من أنشطة برنامجها النووي. ولذلك، تحتاج حكومة أوباما الى كسب تأييد مجلس التعاون الخليجي للاتفاق للمساعدة في إقناع الكونغرس المتشكك بأنه يحظى بدعم واسع النطاق في المنطقة .

ورغم ان الرئيس الأميركي لن يطرح معاهدة أمنية، فانه سيسعى الى تهدئة المخاوف والتأكيد على التزام الولايات المتحدة بتلبية احتياجاتهم الدفاعية .

وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست، أمس (الاربعاء)، "محور المحادثات هو ماذا سنفعل لتحديث وتعميق هذا التعاون الامني". وأضاف "جل ما يفكر فيه الرئيس هو مساعدة دول مجلس التعاون الخليجي على استخدام المعدات التي لديها لتحسين تنسيق جهودها وتحسين ما تقدمه من أمن لمواطنيها ".

كما قال مسؤولو البيت الابيض يوم الاثنين الماضي ان القمة ستخرج باعلانات تخص عمليات التكامل بين أنظمة الدفاع الصاروخي الخاصة بالصواريخ الباليستية وزيادة التعاون العسكري المشترك .

من جانبها، تأمل الدول الخليجية بالتزام أميركي اكثر وضوحا في سوريا لاضعاف نظام دمشق. وقد بدأت واشنطن لتوها بتدريب مجموعة صغيرة من المعارضين السوريين المعتدلين في الأردن لقتال متطرفي "داعش"، لكن الحكومة الاميركية ما زالت تبدو متحفظة إزاء التزام أكبر في النزاع .

وقد تفضي القمة الى بعض الاعلانات المحدودة الاهمية مثل تكثيف التدريبات العسكرية المشتركة او تنسيق افضل للمنظومات الدفاعية المضادة للصواريخ لدول المنطقة .

وقبيل الجلسة الرسمية التي ستعقد اليوم، أجرى أوباما محادثات مع زعماء من دول مجلس التعاون الخليجي خلال عشاء بالبيت الابيض مساء أمس. واستقبل أوباما زعماء البحرين والامارات والسعودية وقطر وعمان والكويت لدى وصولهم الى الحديقة الجنوبية للبيت الابيض .

وسعى الرئيس الأميركي في وقت سابق الى التهوين من شأن الخلافات بين الولايات المتحدة ودول الخليج. وأثناء وقفة لالتقاط الصور في المكتب البيضاوي أشاد أوباما بولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان .




«كامب ديفيد».. منتجع الدبلوماسية
على مدار 7 عقود، عندما أراد رؤساء الولايات المتحدة التمتع بالخصوصية واللجوء إلى مكان محصن ومليء بالهدوء والسعادة، التفتوا إلى إلى منتجع «كامب ديفيد» الرئاسي في جبال كاتوكتين بولاية ميريلاند، شمال غرب العاصمة واشنطن. ويحتوي المنتجع الرئاسي الأميركي على تاريخ سياسي طويل، حيث شهد الكثير من المؤتمرات والأحداث السياسية والنشاطات الرئاسية التي تراوحت بين المهمة والترفيهية، أولها في مايو (أيار) 1943.

 

ويقع المنتجع في منطقة جبلية ذات مناظر خلابة محاطة بسياج أمني شديد الحراسة، وهو مغلق أمام الجمهور والزيارات العامة، ولا يشار إلى موقعه على خرائط متنزه جبل كاتوكتين لدواع أمنية، ويديره المكتب العسكري للبيت الأبيض.

 

وتأسس المنتجع بداية تحت اسم «مرحبا كاتوكتين» كنزل لعملاء الحكومة الاتحادية وعائلاتهم في عام 1935، وتم تحويله إلى منتجع رئاسي عام 1942 على يد الرئيس الأميركي السابق فرانكلين روزفلت الذي سماه «شانغريلا» تيمنا بالفردوس التبتي المذكور برواية الأفق المفقود للكاتب الإنجليزي جيمس هيلتون.

 

وقد استضاف رؤساء الولايات المتحدة السابقون الكثير من المؤتمرات الرئاسية رفيعة المستوى مع رؤساء الدول الأجنبية في المنتجع الدبلوماسي، وكان رئيس الوزراء البريطاني السابق ونستون تشرشل من أبرز الشخصيات التي زارت «كامب ديفيد». ومنذ الاجتماع المهم الذي جرى بين روزفلت وتشرشل خلال الحرب العالمية الثانية، حيث خططا لغزو أوروبا ودحر ألمانيا النازية، تحول إلى منتجع رئاسي.

 

وفي عام 1945، حوله الرئيس الأميركي السابق هاري ترومان إلى منتجع رئاسي رسمي. وبقي على اسمه حتى أتى الرئيس دوايت أيزنهاور وغير اسمه، وسماه تيمنا باسم حفيده ديفيد. وبات المنتج مقر الإقامة «الريفي» للرئيس الأميركي المفضل.

 

واستضاف هناك أيزنهاور عام 1959 الزعيم السوفياتي نيكيتا خروشوف في محادثات هدفت إلى خفض التوتر بين الجبارين. وكتب خروشوف في مذكراته بعد الاجتماع: «لم أستطع أن أعرف حقا ما هو (كامب ديفيد) هذا، لكن الأرجح أنه المكان الذي تعزل فيه الذين تتخوف منهم». وسمت الصحف الأميركية عقب تصريح خروشوف «روح كامب ديفيد».

 

وقال أيزنهاور بعد اجتماعه مع الرئيس السوفياتي: «لا أدري ماذا يعني ذلك تماما، لكن الأرجح أنه المكان الذي يستطيع فيه الأفرقاء التداول، من دون إلحاق الأذى بعضهم ببعض».

 

ويذكر أنه عقد في عهد أيزنهاور أول اجتماع لمجلس الوزراء الأميركي بالمنتجع، واستضاف أيزنهاور نفسه هناك رئيس الوزراء البريطاني هارولد ماكميلان.

 

وزار الرئيس جون كنيدي الراحل وعائلته المنتجع للاستمتاع بركوب الخيل، وسمح كنيدي لموظفي البيت الأبيض وأعضاء مجلس الوزراء باستخدام المنتجع عندما لا يكون موجودا فيه، من دون أن يمارس منه سلطاته الرئاسية.

 

وأما الرئيس الأميركي السابق ليندون جونسون، وهو الرئيس السادس والثلاثون للولايات المتحدة منذ 1963 - 1969، فعقد فيه مناقشات هامة مع مستشاريه خلال حرب فيتنام، وإبان أزمة جمهورية الدومينيكان، واستضاف فيه رئيس الوزراء الأسترالي هارولد هولت وزوجته، وكانا في زيارة خاصة.

 

وفي عهد ريتشارد نيكسون، أضيفت إلى المجمع مبان جديدة، عقد فيها اجتماعات لمجلس الوزراء ومؤتمرات للموظفين، واستضاف كبار الشخصيات الأجنبية.

 

وقضى رونالد ريغان وقتا في المنتجع أكثر ممن سبقه من رؤساء الولايات المتحدة، وهناك استضاف رئيسة وزراء بريطانيا الراحلة مارغريت ثاتشر.

 

وأما في عهد جيمي كارتر، فاستضاف الرئيس الأميركي الأسبق اجتماعات بين الرئيس المصري محمد أنور السادات ورئيس وزراء إسرائيل مناحيم بيغن، الذي أدى إلى اتفاقية «كامب ديفيد»، وهي عبارة عن اتفاقية سلام تم التوقيع عليها في 17 سبتمبر (أيلول) 1978، بعد 12 يوما من المفاوضات في المنتجع الرئاسي بين رئيسي مصر وإسرائيل.

 

بينما استضاف الرئيس جورج بوش الأب ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز البريطاني وقضى هناك مئات الأيام، واستضاف به الكثير من قادة الدول الأجانب، واستمتع بركوب الخيول. وأقام بوش الأب في المنتجع عرس ابنته دوروثي في 1992، ليكون أول حفل زفاف يعقد هناك.

 

وزار المنتجع الرئيس السابق بيل كلينتون بشكل غير منتظم في الأيام الأولى من إدارته، وعقد اجتماعا عن «التراجع عن الإدارة» لمدة أسبوع مع مسؤولين في إدارته في 1993، مع تقدم فترة ولايته، قضى كلينتون المزيد من الوقت في المنتجع.

 

وقام جورج بوش الابن بزيارات متكررة إلى «كامب ديفيد»، وقضى المئات من الأيام هناك، حيث استضاف الكثير من المؤتمرات مع رؤساء الدول الأجنبية في المنتجع الدبلوماسي.

  وبينما لا يقوم الرئيس الحالي باراك أوباما بزيارات كثيرة لكامب ديفيد، استضاف فيها لقاءات عدة مهمة، من بينها قمة مجموعة الثمانية الصناعية في مايو 2012. واليوم يستضيف المنتجع لقاء تاريخيا بين أوباما وقادة ومسؤولين من مجلس التعاون الخليجي لتضاف إلى اللقاءات التاريخية التي تتسم بأجواء حميمية في لحظات حاسمة
اكثر خبر قراءة أخبار اليمن