آخر الاخبار

رسميًا.. الهلال يحصد لقب الدوري السعودي للمرة الـ 19 في تاريخه واشنطن بوست تشكف تفاصيل صفقة قدمتها أميركا للعدو الصهيوني لتجنب غزو رفح بعد الفيديو الغامض.. أبو عبيدة يزف خبراً سيشعل الكيان الصهيوني والقسام توجه رسالة لقادة الاحتلال الفريق بن عزيز : المليشيات قامت بتصفية عشرات المعتقلين في سجونها تحت التعذيب تفاصيل أول زيارة حكومية لسفينة روبيمار منذ غرقها في البحر الأحمر من زغط الى زغط ومن بيت الى بيت..صراع الاجنحة الحوثية ينفجر وسلطان السامعي يتحدث عن حرب أهلية في مناطق جماعته :أنا وصلّت رسالتي والأيام بيننا قائد قوات الأمن الخاصة بمارب : مليشيا الحوثي الإرهابية تستخدم النساء والأطفال لزعزعة الأمن وسنقدم الدعم للشرطة النسائية عاجل .. السلطة المحلية بمحافظة مأرب: جميع الطرقات من جانبنا مفتوحة منذ قرابة 3 أشهر ونستغرب تأخر الحوثي كل هذه المدة للتعاطي مع مبادرة فتح الطرقات عاجل: المليشيات الحوثية تقصف مديرية الوداي القريبة من الحقول النفطية بأحد الصواريخ الباليستية قائد القيادة المركزية الأميركية يلتقي بكبار القادة العسكريين السعوديين ويناقش معهم أبرز المخاوف الأمنية

كنت هناك.. رابعة (5 - 10) .. الشلفي يكتب عن رابعة التي رأى

الأحد 22 سبتمبر-أيلول 2013 الساعة 11 صباحاً / مأرب برس - خاص
عدد القراءات 3126
لا أخفي خوفي الشديد في هذا المكان الملتبس.. واقع بين المشاعر الإنسانية البحتة والمشاعر الصحفية التي اختفت الآن .

لا أدري ما الذي ذكرني بجملة لباولو كويلو في هذه اللحظة تقول:

يمكن للشجاعة أن تجتذب الخوف والإطراء المفرط لكن قوة الإرادة تستدعي الصبر والالتزام. هل أبدو أتأرجح وأنا أغالب شجاعتي وخوفي؟ ربما ..

لكنني شعرت أنني أمام قصة من أخطر أنواع القصص التي مرت وستمر بي من حيث تعقيدها وتأثيرها.

أفهم أن تكون صحفيا في حرب تدور بين طرفين تلتحق أنت بأحد الأطراف وتقوم بتغطية الأحداث لكن الحدث في مصر اليوم مختلف فنحن كصحفيين نغطي وسط انقسام وتفوق ميداني للجيش والأمن والإعلام الرسمي في جو مشحون بالكراهية.

كان رجل في الخمسينيات يتعامل بلطف مع المتظاهرين الذين لجؤوا إلى باحة العمارة وكان بين الحين والآخر يعنف ذلك العجوز الذي لا يفتأ يكرر نصائحه واحتجاجاته القاسية ويعنفه .

ظللت أراقبه مدة طويلة وهو يسقي الناس الماء ويهتم بهم بكل رجولة وشهامة وأخلاق.

انفتحت نافذة الأمل لي وشعرت أن مصر التي اختزلها إعلام الكراهية المتبادل ترسل الضوء من أماكن قد لا نراها.

فهذا الرجل هو الحالة المثلى للمصري الذي كنت أريد أن أراه.

يتعامل بإنسانية بغض النظر عن رأيه فيما يحدث والأكثر تأثيرًا أنه في ظل هذا الجو المشحون والمخيف يفعل ذلك بدون خوف.

بدأ الناس يغادرون المكان .

قلت لنفسي لابد من فكرة قبل أن يخلو المكان وأصبح وحيدًا ومصدر تساؤل.

الرجل النبيل هو الحل هكذا قلت لنفسي.

تقدمت إليه .

هل تسمح لي بأن أدخل الحمام في منزلك.

نظر في وجهي .

أنا أعرفك هل أنت أحمد؟.. أكدت له أني صحفي وأن اسمي أحمد الشلفي واني أعمل في الجزيرة.

وبكل نبل قادني إلى شقته.

دخلت الحمام ثم دعوني إلى الجلوس.

عائلة صغيرة مكونة من أب وأم وابنهما جميعهم أطباء .

حالة صحية لأسرة مصرية لم تفقدها المهاترات السياسية إنسانيتها.

قلت ذلك لهم على مائدة عشاء مصري دعوني إليه .

كنت خائفا قبل أن أصل إلى هذه العائلة.

مشاعر الغريب الخائف وسط أنهار الدم المسكوب والوحشية البالغة هي مشاعر ضياع ووحدة كاملة.

الغريب لم يكن أنا فحسب.. لأن إحساس بني الوطن وهم يتعرضون للامتحان والقسوة هي الغربة ذاتها.

الوطن ليس الطريق الذي تعرف والأصدقاء والجيران والأزقة والمدرسة والحبيبة والأم والنشيد والعلم .

الوطن كل هؤلاء مجتمعين في الحرية والكرامة وإلا فهو سجن وغربة.

لكنني غريب أيضا.! لماذا شعرت أنهم غرباء أكثر مني.. لا أدري .

هل يتحول المعنى في الأشياء والأماكن والأزمنة والوجوه إلى النقيض إذا فقد معناه؟.. ربما.

أستطيع أن أختصر شعوري بالغربة وأنا أفكر في مصيري إذا خرجت بعد حظر التجوال من باحة البناية.

شعور الغريب ليس من كونه خائفا فحسب ولكن من كونه وحيدا وليس متأكدا من شيء.

لكن على طاولة طعام هذه العائلة المصرية انتقلت إلى حالة أخرى تماما.

أدرك الآن أن الآلة الإعلامية والعسكرية والأمنية في أي منطقة نزاع تعبر عن نفسها ولا تعبر عن أي شيء آخر.

دخلنا في حوارات طويلة.. ونمت في منزلهم حتى الساعة السابعة صباحا ساعة رفع حظر التجوال وغادرت.

كل ذكرياتي عن مصر سأختزلها في هذه العائلة .

سوف أنسى كل شيء مقابل هذا اليوم الذي منحني الدفء وأعاد لي الأمل.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن