حقيقة ما يدور على الحدود اليمنية السعودية

السبت 14 سبتمبر-أيلول 2013 الساعة 11 مساءً / مأرب برس - الجوف - جبر صبر - خاص
عدد القراءات 19455

زادت في الآونة الأخيرة الشائعات والاخبار حول ما يجري على الحدود اليمنية السعودية من اشكاليات واشتباكات واستحداثات، وغيرها من التناولات الاعلامية، إلا ان اهالي الحدود ينفونها جميعاً، مؤكدين بذات الوقت على وجود بعض الاخلال ببعض بنود اتفاقية الحدود من قبل السلطات السعودية..

ضمن برنامج الزيارة الصحفية الأولى لمحافظة الجوف التي نظمتها مؤسسة الجوف للإعلام والحقوق بالتعاون مع شركة صافر الاسبوع الماضي، قمنا بزيارة المناطق الحدودية، "الملتهبة اخبارياً"، كما وصفها محافظ الجوف محمد سالم بن عبود، للاطلاع عن قرب، لكشف حقيقة ما يجري فيها، ومدى صحة ما تتناوله بعض وسائل الاعلام في الآونة الأخيرة .

واثناء زيارتنا لمنطقة اليتمة ولقاءنا بعدد من الشخصيات والوجاهات طرحنا عليهم كل ما يذكر ويدور على الحدود، فيقول الشيخ/ هادي بن ناجي تيفه:"ان ما يقال في بعض وسائل الاعلام المحلية محض افتراء وكذب، ولا اساس له على ارض الواقع، ولا توجد أي اشتباكات بين الجانبين، كما لاتوجد أي استحداثات من قبل المملكة".

وينفي بن تيفه ان تكون أي شركة سعودية قد قامت بعمليات تنقيب للنفط على الحدود المشتركة بين البلدين، والمقدرة ب40 كيلو".

وأضاف الشيخ هادي بن تيفه" ان تلك الاشاعات التي رددتها بعض وسائل الاعلام المحلية، لم تكتفي بذلك، بل ان بعضها وصل بها الحد ان تقول: اني لست من محافظة الجوف، وانني من وهاس من صنعاء، ولست موجوداً هنا".

هؤلاء وراء الشائعات

من جانبه نفى الشيخ  خالد بن خرصان تلك التناولات الاعلامية، الا انه اكد على وجود تحركات، واختراقات لاتفاقية الحدود من قبل السلطات السعودية"، ومن تلك الاختراقات حسب خرصان" انه تم منع تنقلات المواطنين اليمنيين على الحدود"، مضيفاً" السعودية تقول انها تريد حفظ بلادها وامنها، وذلك من حقها"، لكن السعودية وحسب ما تملكه من اموال، لو ساعدت اليمن ولو بمبالغ شهرية، لدعم حرس الحدود، لما حدث أي شيء".

واضاف" كانوا يتواصلون بنا من صنعاء ومن عمليات الجوف للتأكد عن ما يتردد من اشتباكات الا اننا نؤكد لهم، ان ذلك غير صحيح، كما لايوجد أي توسع الى الاراضي اليمنية من قبل السلطة السعودية".

إلا ان ما أكده خالد خرصان، وجود منع من قبل السعودية لرعاة الاغنام والابل في الحدود المشركة، على الرغم ان اتفاقية الحدود تؤكد على السماح بذلك". مؤكداً ان الامر وصل الى قيام السلطات السعودية بحرق بعض الابل المملوكة لرعاة يمنيين في الحدود"، معتبراً ذلك خرقاً للاتفاقية".

اما الشيخ عبدالله بن سعيد الوحير فاعتبر اشاعات ما يحدث في الحدود لم تأتي الا من قبل الحوثيين والقاعدة"،

فيما أكد الشيخ ناجي مرشد فحاس على وجود علامات حدودية دولية بين البلدين، ولم يتعداها أحد، ولا توجد أي اشتباكات". مضيفاً" لم يتعدى أحد على حدود الآخر، وسنحترم حدودهم اذا احترموا حدودنا".

وعندما سألناهم عن السياج العازل الذي تقوم السلطات السعودية بإقامته على الحدود، فاجمعوا على استنكارهم لذلك، وقال خالد خرصان" نحن ضد السور العازل".

وحول ما تردد عن قيام السلطات السعودية بعمليات تنقيب للنفط على الحدود قال الشيخ هادي تيفه" بالنسبة للتنقيب على سطح الارض فلم نشهد شيء من ذلك، واذا ما كان التنقيب كما يقال أفقياً، فيقول بن تيفه" ان ذلك من اختصاص الحكومة اليمنية، ومسئوليتها وبمقدورها التأكد من ذلك".

إلا ان الشيخ خالد خرصان أكد على وجود آبار مياه تقوم بها السعودية، حيث عملت على حفر عدة آبار في نجران، الامر الذي سيتسبب بضرر في الحوض المائي في المنطقة، ويستنزف مياهها". مضيفاً : اما التنقيب عن النفط من قبل السعودية فالحكومة هي التي بمقدورها معرفة ذلك، والمسئولية تقع على عاتقها".

مطالبة بحرس حدود

وأكد جميع المشائخ سالفي الذكر استعدادهم لحماية الشركات التي ستقوم بالتنقيب عن  النفط في الجوف  ، وقال الشيخ مروان بن خرصان" ان المواطنين وصلوا الى درجة عالية من الوعي ولن يقفوا امام عمل الشركات لإعاقتها".

وأضاف الشيخ هادي "لا يجعلوا المشائخ وابناء الجوف عذراً لمنع نزول الشركات"، كما طالب الحكومة بأن لا تستدعي مشائخ الجوف الكبار الموجودين في صنعاء للحماية، وعليها الرجوع لأبناء المحافظة وهم من سيحميها".

وقال: خالد خرصان" نطالب الحكومة بالمبادرة للتنقيب عن خيرات البلاد والمواطنين، ولم يستبعد ان يكون هناك شخصيات لهم علاقة بمصالح بالسعودية يسعون لعرقلة ذلك، إلا انه قال: انهم يعدون على الأصابع، فيما المطالبين بتلك المشاريع يعدون بالآلاف من ابناء المنطقة.

أما محافظ الجوف محمد سالم بن عبود فنفى ما نشرته عدد من الصحف والمواقع الإلكترونية خلال الفترة الماضية عن وجود مشاكل بين القبائل اليمنية والسعودية، ووجود استحداثات وتعدٍ من قبل المملكة على حدودها مع اليمن، وقال إنه لا صحة لما نُشر بهذا الشأن، مشيراً إلى أن مثل هذه الأخبار تروّج لها بعض "العصابات والجماعات ذات الولاءات الخارجية التي تستمد رؤيتها من خارج اليمن"، حد قوله.

وأضاف الشريف: «لو كان هناك تعدٍ على سنتيمتر واحد لكُنا أول من يقف تجاه ذلك، لكن الحقيقة هي أنه لا يوجد أي تدخل أو اعتداء».

كما نفى محافظ الجوف قيام السعودية بعمليات استكشاف وانتاج للنفط في منطقة الحدود المشتركة مع اليمن، وقال إنه لو تم اكتشاف أي آبار للنفط في منطقة الحدود المشتركة بين اليمن والسعودية فستكون مشتركة للبلدين.

وأضاف: «إن الحدود واضحة، وتوجد منطقة حدود مشتركة بين البلدين»، مؤكداً «السياج العازل الذي تبنيه المملكة يقع ضمن أراضي المملكة، وقد قام فريق بزيارة المنطقة الحدودية وتبيّن أن السعودية تبني السياج على أراضيها، وليس على الأراضي اليمنية».

من جهته رأى رئيس الاستخبارات العسكرية بالجوف علي خازن دار، اسباب ما يحدث في الحدود لعدم وجود القوة العسكرية الكافية، حيث كان هناك ثلاثة ألوية عسكرية، وتم سحب لواءين مطلع 2011م، وتبقى لواء واحد فقط". ويطالب الدولة برفد المحافظة والحدود بالقوات والمعدات العسكرية لحفظ أمن الحدود".

وحسب مصادر عسكرية في حرس الحدود: فان امكانياتهم ضعيفة، حيث لا يوجد فيها سوى 300 فرد عسكري وسيارتين عسكريتين فقط، في احد مراكز الحدود، فيما بقية المراكز الاخرى خالية من أي تواجد امني او عسكري يمني بعد الانسحاب منها".

ويطالب الاهالي بتوفير قوات عسكرية ومعدات في ذات المراكز الحدودية، حتى يستتب الامن، وتضبط الحدود".

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن