أربعة مرضى بالفشل الكلوي قضوا في يوم واحد؛ بعد توقف مركز الغسيل الكلوي إثر نفاد المحاليل والسوائل الوريدية واحتياجات المركز. لو أن هذه الواقعة في أي من الدول الفقيرة وليست الغنية، لتم تداولها على نطاق واسع وتحركت المنظمات الإقليمية والدولية لنجدة مَن تبقى من المرضى بأي شكل من الأشكال. لكن أن يحدث هذا في بلد كاليمن، يموت ويُقتل فيه العشرات بينهم نساء وأطفال بشكل يومي، بأي من الأسلحة الثقيلة أو الخفيفة، أو بسبب الجوع والمرض التي أوجدتها الحرب، فيبدو أن الأمر بات طبيعياً لدى المنظمات المعنية بحقوق الإنسان والعاملة في مجال الصحة.

مأساة أخرى

قبل أشهر معدودة كانت الحكومة اليمنية قد وجهت نداءً إنسانياً عبر وزير الإدارة المحلية في الحكومة الشرعية، للمنظمات الطبية والإنسانية لإنقاذ أروح أكثر من 600 شخص، هم من مرضى الفشل الكلوي، بعد أن كان مركز الغسيل الكلوي بمحافظة الحديدة، غربي اليمن، سيغلق أبوابه أمام قاصديه من المرضى نتيجة قرب نفاد احتياجات المركز من المحاليل الطبية التي تُستخدم لمرضى الفشل الكلوي، فسارعت العديد من المنظمات الخارجية للعمل على توفير احتياجات المركز من المحاليل والحيلولة دون توقفه، ويوم الأحد الفائت تم تسجيل أربع حالات وفاة جراء توقف مركز الغسيل الكلوي عن العمل في المحافظة، بصورة مفاجأة.

أمام هذا الإعلان سارع عدد من الناشطين اليمنيين إلى دعوة كل الجهات والمنظمات المعنية بهذا المجال إلى التدخل العاجل لإنقاذ حياة مرضى الفشل الكلوي في محافظة الحديدة وتوفير المحاليل والسوائل الوريدية واحتياجات مركز الغسيل الكلوي، وهو المركز الوحيد في المحافظة، ويقصدوه مرضى الفشل الكلوي من محافظات أخرى مجاورة.

توقف هذا المركز عن تقديم خدماته للمرضى يهدد حياة أكثر من «630» مريضاً معظمهم من الأطفال والنساء والعجزة، بالموت المؤكد ما لم يتم تدارك هذه الكارثة. هذه الدعوة لم تلقَ حتى صباح أمس الاثنين أي تفاعل من قِبل الحكومة في عدن أو السلطة في الحديدة.

الحديدة حاضرة سياسياً لا إنسانياً

محافظة الحديدة الساحلية الواقعة غربي اليمن، أو عروس البحر الأحمر كما كانت تُسمى ذات يوم، حضرت بقوة في تصريحات المســـؤولين اليمنيين والأمميين أيضاً ولكن ليس من زاوية إنقاذ مرضى الفشل الكلوي هؤلاء والحُؤول دون توقف مركز الغســيل الكلوي، إنما حضرت الحديدة في نقاشات كثيرة لبحث كيفية تســليمها لطــرف محــايد يتولى إدارة مينائها والإشراف على إيراداتها من قِبل الأمم المتحـــدة، وطُرحــت خطــة أممـــية من قِبل المبعوث الأممي إلى اليمن، إســماعيل ولـــد الشـــيخ، ذات شـــقين أمني وعسكري.

خطة ولد الشيخ لقيت قبولاً من قِبل احكومة اليمنية الشرعية في اليمن إذ أعلنت الحكومة اليمنية، يوم الأحد، تأييدها للمقترحات والأفكار التي تقدم بها المبعوث الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد للأمين العام للأمم المتحدة والمتصلة بترتيبات انسحاب الحوثيين من محافظة الحديدة غربي البلاد.

وأكدت الحكومة في بيان صادر عن المندوبية الدائمة لها لدى الأمم المتحدة، استعدادها الكامل لمناقشة تفاصيل المقترحات المتصلة بترتيبات انسحاب المليشيات من محافظة الحديدة في ضوء مشاورات السلام التي رعتها الأمم المتحدة في الكويت العام الفائت، والتي وافقت عليها الحكومة اليمنية.

وأعربت الحكومة وفقاً لوكالة الأنباء الرسمية (سبأ)، عن تقديرها للجهود التي يبذلها المبعوث الأممي لمساعدة الحكومة في رفع المعاناة التي يعيشها الشعب والتي بلغت مستويات غير مسبوقة نتيجة للحرب الدائرة في البلد منذ أكثر من عامين.

الكوليرا تواصل حصد من نجا من الحرب

وفيما يتعلق بالأمراض التي تفتك باليمنيين، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»، عن تسجليها 656 حالة وفاة بالكوليرا في اليمن حتى يوم أمس الأول الأحد.

وقالت المنظمة في بيان مقتضب على حسابها في تويتر، إنها سجلت «أكثر من 82 ألفًا و307 حالات اشتباه بالكوليرا و656 حالة وفاة حتى مساء الأحد، في 19 محافظة يمنية».

والكوليرا مرض يســـبب إسهالاً حاداً يمكن أن يودي بحياة المريض خلال ساعات إذا لم يخضع للعلاج، ويتعرّض الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية وتقل أعمارهم عن 5 سنوات بشكل خاص لخطر الإصابة بالمرض.