الحكومة الشرعية تُرعب "الانقلابيين" وتستحدث معركة جديدة و"الصماد" يستنفر حكومته بعد ساعات من تشكيلها

الثلاثاء 29 نوفمبر-تشرين الثاني 2016 الساعة 08 مساءً / مأرب برس - خاص
عدد القراءات 12412

قالت مصادر عسكرية قوات التحالف العربي، تستعد لبدء هجوم في الساحل الغربي لمدينة الحديدة (غربي اليمن)، بعد دفعها الثلاثاء بقوات إضافية إلى باب المندب "بهدف تأمين حركة الملاحة البحرية".

وتمهيدا للعملية، كثف طيران التحالف خلال الساعات الأخيرة من غاراته، حيث شن أكثر من 40 غارة على مواقع عسكرية للحوثيين بالحديدة، لتؤكد مصادر محلية بأن الطيران لا زال مستمر في التحليق وبكثافة "استعدادا للمعركة".

وأوضحت المصادر العسكرية لـ"مأرب برس" أن "هذه المعركة ستكون تحت اشراف مباشر من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، والذي وصل الى العاصمة المؤقتة عدن (جنوبي البلاد) مطلع الاسبوع الحالي".

وأثارت هذه العملية مخاوف وهلع تحالف الانقلابيين في صنعاء، حيث كان أبرز ما لفت اليه رئيس اعلى سلطة انقلابية في البلاد صالح الصماد خلال لقائه، الثلاثاء، بحكومتهم التي اعلنوا عن تشكيلها، الاثنين، حديثه عن " آخر المستجدات الميدانية والسياسية وأهداف ما أسماه "العدون" في الجبهة الغربية والجبهات الجديدة التي حاول استحداثها" بحسب وكالة سبأ بنسختها الحوثية.

وكان تحالف الحوثيين والرئيس السابق اعلنوا الليلة الماضية رسميا، تشكيل حكومة احادية في صنعاء ضمت اكثر من 42 وزيرا، في خطوة قد تعصف بالمساعي الدولية من اجل اعادة الاطراف الى جولة مفاوضات جديدة كانت مقترحة الشهر المقبل.

وحصل المؤتمر الشعبي وحلفائه بموجب هذا الاعلان على وزارات الداخلية والخارجية، الإدارة المحلية، والاوقاف والإتصالات والتعليم المهني، والتعليم العالي، والزراعة والثقافة، والأشغال، والنفط، والمغتربين، والصحة والشؤون الاجتماعية والعمل، والتخطيط وشؤون مجلسي الشورى والنواب.

بينما حصلت جماعة الحوثيين وحلفائها، على الدفاع والمالية، والخدمة المدنية، والعدل، والنقل، والشباب والرياضة، والإعلام، والمياه، والكهرباء، والسياحة، والثروة السمكية وحقوق الإنسان، والتجارة والصناعة، والشؤون القانونية والتربية والتعليم، ووزارة مخرجات الحوار الوطني والمصالحة الوطنية.

وقال ما يسمى بـ"المجلس السياسي" لتحالف الحوثيين والرئيس السابق، ان تشكيل هذه الحكومة جاء نتيجة تعنت ما وصفه ب"العدوان" في المضي نحو اطار للحل على اساس الشراكة الوطنية.

وبحسب مراقبين فان من شأن هذا الاجراء الاحادي، ان يعصف بالجهود الدولية الرامية الى انهاء النزاع اليمني قبل نهاية العام الجاري، كما انه قد يعزز من تقاسم النفوذ مع الحكومة المعترف بها دوليا في عدن على اساس شطري.

كما أشاروا الى ان هذا الاجراء الاحادي، سيمثل تحديا لمقترح الوسيط الدولي والولايات المتحدة، الذين يأملون التوصل الى اتفاق نهائي حول الازمة اليمنية، قبل مغادرة الرئيس الاميركي باراك اوباما منصبه مطلع العام المقبل.

وحذرت الامم المتحدة والقوى الكبرى في مجلس الامن مرارا، من تشكيل حكومة موازية في صنعاء، او اي اجراءات احادية الجانب من شانها "اعاقة المساعي الدولية لاحلال السلام في اليمن".

بدورها، نددت الرئاسة اليمنية بإعلان تحالف الحوثيين والرئيس السابق تشكيل حكومة احادية في صنعاء، ودعت المجتمع الدولي الى عدم التعاطي معها باعتبارها خطوة "تنهي كل جهود السلام" وفقا لبلاغ وزعته وكالة الانباء الحكومية.

ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول في رئاسة الجمهورية قوله ان اقدام الحوثيين وصالح على إعلان حكومة في صنعاء "ينهي اي خطوة ممكنة للحوار والسلام".

ودعا المصدر الرئاسي الرعاة الدوليين وفي المقدمة الأمم المتحدة والدول الأعضاء في مجلس الأمن الى إدانة الخطوة وعدم التعاطي معها وتحميل من وصفها بـ "المليشيات الانقلابية مسؤولية انهيار مسار الحوار والسلام".

وكان وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي، وصف الحكومة التي اعلنها الحوثيون وحلفاؤهم في حزب المؤتمر الشعبي الليلة الماضية بـ " المولود الميت"، لكنه اعتبرها "خطوة تصعيدية تكشف مدى استهتارهم بالسلام والقرارات الاممية وجهود المجتمع الدولي من اجل اعادة الأمن والاستقرار " الى اليمن.