خفايا التصعيد «الأمريكي - الحوثي» في باب المندب.. مخطط أمريكي أم استعراض حوثي «تقرير»

الإثنين 17 أكتوبر-تشرين الأول 2016 الساعة 05 مساءً / مأرب برس - خاص
عدد القراءات 5848

رغم التحذيرات والتهديدات الأمريكية، تعرضت المدمرة الأميركية «يو إس إس ماسون»، الاحد، إلى قصف صاروخي، في الحادث الثالث من نوعها منذ الأحد الماضي، كما اتخذت المدمرة اتخذت تدابير دفاعية ونجحت في تلافي الصواريخ، بحسب مسؤول في القوات البحرية الأمريكية.

وتشكل الهجمات، التي يبادر الحوثيون الى نفي علاقتهم بها، عدا اعترافهم بالهجوم على سفينة إماراتية في جنوب البحر الأحمر، منعطفا خطيرا في تطورات الحرب الدائرة في اليمن، في ظل تراجع الخيار السياسي، وتصدُّر الحديث عن الخيارات العسكرية، وتقدم قوات الشرعية شمالا وسيطرتهم على منفذ «البقع» الحدودي مع «صعدة» معقل الجماعة التاريخي.


جر روسيا للصراع

تلك الهجمات أثارت حفيظة المجتمع والدولي والاقليمي، واعتبروها تهديدا خطيرا لحركة الملاحة البحرية، حيث بادرت الولايات المتحدة الأمريكية، إلى تنفيذ أول ضربات عسكرية ضد الحوثيين واستهدفت بثلاث ضربات مواقع رادارات في المناطق الواقعة تحت سيطرة المليشيا في الحديدة، وأعلنت عن إرسال بوارج حربية الى المنطقة.

إيران هي الاخرى استغلت الوضع، وارسلت سفن حربية الى المنطقة، الامر الذي اثار قلق اليمنيين، من أن تؤدي هذه التحركات الى إطالة أمد الأزمة اليمنية، وتفتح فصولا جديدة من الحرب ، وتدويلها، واستدعاء قوى إقليمية اخرى الى المنطقة على غرار ما حدث في سوريا.

وفيما اعتبر مراقبون تحدثوا لـ«مأرب برس»، ان «أمريكا تريد حماية الممرات الدولية وتضعف الدور الإيراني المهدد بالتحكم في هرمز وباب المندب»، ذهب آخرون الى ان «واشنطن تسعى لعرقلة تحرير قوات التحالف العربي للساحل وجر روسيا لصراع في اليمن لتخفيف الضغط في سوريا أو لإدخال المنطقة في فوضى مع إعطاء دور جديد لإيران في المنطقة».

مصادر ملاحية قالت لـ«مأرب برس»، أن «هناك مخاطر من أن يتسع نطاق هجمات الصواريخ، التي نفذها الحوثيون واستهدفت سفناً حربية غربية، إلى خطوط الملاحة البحرية القريبة، ما قد يعطل إمدادات النفط وسلع ضرورية أخرى»، مشيرة الى ان «علاوات مخاطر الحرب في التأمين على الشحنات المتجهة إلى الموانئ اليمنية مثل الحديدة في الشمال قد ارتفعت بالفعل إلى مئات الألوف من الدولارات للسفينة».


خطر حوثي يهدد الملاحة الدولية

بدوره، أفاد السكرتير الصحفي برئاسة الجمهورية مختار الرحبي لـ«مأرب برس»، بأن «تصعيد الحوثي واستهدافه للبوارج الأمريكية، محاولة منه لخط الأوراق، لافتا الى ان «الجميع يعرف أن سيطرة المليشيات الحوثية المدعومة من طهران تشكل خطر على الملاحة الدولية».

وأشار الى انه «رغم خطورة الحوثي على الملاحة الدولية الا انه لم يتحدث أحد عن هذا الخطر الداهم»، مستدركا بالقول : «لكن بعد استهداف السفينة الإماراتية وبعدها الأمريكية تحرك الجميع للحديث عن خطر بقاء المضيق تحت تصرف المليشيات الانقلابية».

ووجه الرحبي دعوة لكل القوى الدولية الى مساعدة الحكومة الشرعية في استعادة مؤسسات الدولة ومنها المؤسسة العسكرية للحفاظ على المصالح العامة للشعب، وكذلك المصالح الدولية ومنها مضيق باب المندب الذي يمر عبره ثلث نفط العالم، بحسب قوله.

وعن تأثر سير الحل السياسي بهذا التصعيد، أشار الرحبي الى ان «هذه الخطوة قد تضاعف من الضغوط على المليشيات الانقلابية للقبول بحل سياسي ينهي الأزمة، موضحا ان الحل قائم على المرجعيات المتفق عليها وعلى القرار الدولي 2216 الذي قبل به الجميع، لكن الانقلابيين يتهربون من تنفيذه».


اللعب بالنار.. والرسالة الأمريكية

الصحفي والكاتب اليمني صادق ناشر، ذهب الى أن «الحوثيين أرادوا بما جرى جس نبض الولايات المتحدة ورد فعلها حيال مهاجمة السفن الحربية وحتى الإنسانية في البحر الأحمر، وهي مغامرة غير محسوبة النتائج، إذ يريدون إظهار أن لديهم إمكانية إعادة خلط الأوراق في منطقة باب المندب وخليج عدن، وأنهم قادرون على استهداف أي سفينة تقترب من المياه الإقليمية اليمنية».

وأوضح ناشر في مقال صحفي ان «خطوة الحوثيين والرئيس السابق في باب المندب وخليج عدن هدفها إشعال أزمة جديدة في المنطقة، وإدخال الولايات المتحدة طرفاً في الأزمة اليمنية، ما يسمح بتدويل الأزمة ومنحها بعداً آخر يستدعي معها تدخل دول أخرى لخلط الأوراق».

وأشار الى ان «الحوثيون وصالح لا يدركون أنهم يلعبون بالنار في منطقة لم تعد تحتمل المزيد من المغامرات، فالحرب في اليمن تدخل مرحلة حاسمة، بخاصة مع تطورات الأيام الأخيرة، حيث بدأت قوات الشرعية بالتوغل في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لجماعة الحوثي، إضافة إلى الوضع الاقتصادي المتدهور، حيث يريد الحوثيون صرف انتباه الناس عن هذا الوضع بالهروب إلى الأمام بافتعال أزمات في مناطق مختلفة من البلاد».

وعن الرد الأمريكي قال ناشر: «لقد صلت الرسالة الأمريكية إلى كل أطراف الأزمة التي تريد إقحام المنطقة بمزيد من الأزمات والمشاكل، ومفادها أن العبث بأمن البحر الأحمر خط أحمر لا ينبغي تجاوزه».


اكثر خبر قراءة أخبار اليمن