آخر الاخبار

صحيفة تكشف عن مطلبٍ مهم تنازل قادة العدو الصهيوني عنه لصالح حماس صراع الاجنحة يطيح بـ محمد علي الحوثي وصنعاء تقسَّم الى مناطق - زعيم المليشيات يتدخل لمنع الصدام خطوة جديدة للحكومة الشرعية تمثل ضربة كبيرة لمليشيات الحوثي تأكيداً لمصادر مأرب برس.. واشنطن تبعث رسمياً برسالة ضربات قاسية مرتقبة للحوثيين قتلها ذبحا بالسكين..تفاصيل جريمة قتل بشعة بطلها سفاح حوثي وضحيتها زوجته - هذا ما قام به اهالي الضحية قبل ان تجف دماء ابنتهم ودموع اطفالها الخمسة خامنئي يوجه رسالة تهديد غير مباشرة للسعودية سيول جارفة تجتاح السعودية لا يعرف المعمرون لها مثيلا عطلت الدراسة والحياة والسلطات تعلن رفع حالة التأهب .. شاهد رمياً بالرصاص.. تصفية قيادي حوثي في صنعاء بعد مغادرة رئيس مجلس القيادة الرئاسي لمحافظة مأرب بساعات .. الإعلام الإيراني والحوثي يرفع لهجة التهديد للسعودية ويتوعد باستهداف الأهداف الاستراتيجية وزير الأوقاف يتفقد أسطولا حديثا من الباصات ستقوم بنقل حجاج بلادنا بين المشاعر المقدسة

كل شيء ينضب في اليمن ما عدى البارود..أزمة مواصلات حادة تنذر بتوقف الحركة في صنعاء وأغلب المدن

الثلاثاء 05 مايو 2015 الساعة 12 صباحاً / مأرب برس - GYFM
عدد القراءات 6385

تحولت شوارع العاصمة صنعاء إلى ميادين ماراثونية لممارسة رياضة المشي الإجباري، فقد توقفت وسائل المواصلات الخاصة والعامة التي تعمل بمادتي البترول والديزل اللتان لم تشم العاصمة رائحتهما منذ أسابيع.

كل شيء ينضب في اليمن ما عدا البارود كتعبير عن سطوة الميليشيات فها هي تصادر حصص المحافظات من المشتقات النفطية لتحريك عربة الديناميت التي تدك بها المدن اليمنية، ولا يهمها بعد ذلك أن تتعطل مصالح الناس وتتوقف حياتهم سواء بالكوارث التي جرتها خلفها أو بحروبها المقدسة التي تنثرها في ربوع اليمن شمالا وجنوبا.

أزمة انعدام مادتي البترول والديزل دفعت الكثير من مالكي سيارات الأجرة إلى تحويلها للعمل بمادة الغاز المنزلي شبه المعدوم الأمر الذي تسبب في رفع سعر الاسطوانة من ألف وخمسمائة ريال إلى خمسة آلاف ريال.

الشوارع خالية من السيارات ورجال المرور في إجازة إجبارية، وفي ساعة الذروة بإمكان أي سائق التفحيط في شوارع صنعاء الضيقة عوضا عن الشوارع الرئيسية والواسعة، وسعيد الحظ من يحصل على لترات قليلة من البترول وبأسعار خيالية إذ بلغ سعر 20 لتر من البنزين في السوق السوداء ما يوازي 150 دولار أمريكي ومع ذلك فالحصول عليها صعب المنال.

في شارع حدة أهم شوارع العاصمة وفي وقت الذروة الذي يبدأ من الساعة 12 ظهرا يزدحم الركاب بحثا عن وسيلة مواصلات تقلهم إلى منازلهم لكن دون جدوى، تمر الساعة تلو الأخرى ولا يمر سوى عدد ضئيل من سيارات الأجرة التي تعمل بالغاز لكنها مليئة بالركاب أكثر من طاقتها الاستيعابية.

تكشف الصورة المرفقة جزءا من المأساة فصاحب هذه الحافلة وجد نفسه مضطرا لتحميل الركاب على سطح الحافلة وفي الجوانب وبسعر مضاعف، كما أن نقل الركاب لم يعد مقتصرا على وسائل النقل المخصصة لذلك فالسيارات المكشوفة والمخصصة لنقل البضائع تمارس العمل ذاته.

لم تعد مشاهد عكس الشوارع ملفتة أو معطلة لحركة المرور فكل قواعد السير أضحت أثرا بعد عين إذ يحاول سائقو ما تبقى من وسائل النقل اختصار المسافات حتى لو كلف الأمر قطع المشوار كاملا وهو عاكس لخط السير.

وعلى الرغم من نزوح الكثير من أهالي صنعاء إلى الأرياف بسبب تعطل سوق العمل، كما أن أغلب ساكني هذه المدينة يحدون من حركتهم ولا يغادرون منازلهم إلا للضرورة القصوى إلا أن الأزمة مستفحلة وتتفاقم يوما بعد يوم ما يجعل توقف ما تبقى من حركة المواصلات بشكل كامل في الشوارع مسألة وقت.

تضاعفت أسعار النقل بصورة خيالية وارتفع سعر المشوار الواحد خمسة أضعاف وأكثر وبالقدر ذاته تضاعفت معاناة أغلب اليمنيين بحيث يعجزون عن توفير ما يعينهم على قضاء حوائجهم وتسديد التزاماتهم عوضا عن قيمة تنقلهم لتلبية بعضا من ذلك.

ولعل الأمر الإيجابي الوحيد لهذه الأزمة أنها حركت سوق الدراجات الهوائية الراكدة وارتفع عدد مستخدميها بشكل لافت حيث أكد أحمد مصلح صاحب محل بيع دراجات على أن الكمية المتوفرة في محله أوشكت على النفاد وهو ما لم يحصل منذ سنوات.

وكما يقال بأن الحاجة أم الاختراع فقد أبدع الكثير من سائقي الموتور سيكل التي تشكل وسيلة نقل رئيسية في ظل الأزمة بتحريكها عبر بدائل منها استخدام الكحول ومادة أخرى تسمى (التينار) حيث يتم خلطهما مع بعض لشكلا بديلا للبنزين.

وفي ظل هذا المشهد القاتم وبينما الشوارع مكتظة بالمارة والباحثين عن وسيلة نقل تمرق بين الفينة والأخرى سيارات دفع رباعي مكشوفة محملة بمقاتلي الحوثي في مشهد مقزز ومستفز للمشاعر، وهو ما يعزز مسألة استيلاء هؤلاء على حصة أمانة العاصمة لضمان استمرار آلتهم الحربية في الحركة.

وكما تسرق الميليشيات حياة اليمنيين فهي تسرق منهم قبل ذلك كل أسباب البقاء.. ففي عصر الميليشيات تختفي مظاهر الحياة ويزدهر العنف ليفتك بالأمل المتبقي الذي يدفع الناس إلى التشبث بالحياة.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن