وجهت عدة استغاثات لرئيس الجمهورية ووعد بإنصافها و لكن...!!

الأربعاء 14 فبراير-شباط 2007 الساعة 11 صباحاً / مأرب برس - خاص
عدد القراءات 2820

البحث عن الحقيقة في اليمن اشبة باللهث وراء السراب، والدفاع عن حقك والمطالبة به يعني إرتكابك جريمة لا تغتفر وجرأة تستحق عليها العقاب والعذاب..

أروى الهمداني واحده من الأسماء اليمنية الخالصة أباً عن جد واصلاً وفصلاً شاعره وتحمل الكرم والشهامة .. هذه المرأة الخمسينية عاشت سنوات طويلة في راحة بال وهدوء ورغد من العيش.

أقتادتها الظروف للعيش في بريطانيا لعقود من الزمن وبعد تحقيق وحدة البلاد وسماعها الدعوات المتكررة للحكومة انها اعادت ارأضي المواطنين التي تم تأميممها أبان العهد التشطيري ظنت ان الحلم قد تحقق وأن اليمن عاد بخيراً كما كان، فقررت ان تعود للبحث عن أموالها وأراضي والدها التي أممتها السلطة في الجنوب أنذاك .. وتلبية لدعوة نبوية تقول" ان الساكت عن الحق شيطان أخرس" عادت إلى اليمن.. ذهبت إلى عدن حيث عاش والدها وسرتها خلال الخمسينيات من القرن الماضي لكي تستعيد أراضيها المأممة.

هناك وقبل خمس سنوات من عودة المستثمرة أروى لبلدها،و كانت تظن أن الأمر لن يأخذ منها الوقت ولا الجهد، ولكن بدلاً من ذلك أنفقت الكثير من المال والصحة معا بعد خوضها غمار حرب مع اشباح لا تعرفهم لاستعادة املاكها وتيهانها في أروقة النيابات والمحاكم وطرق الأبواب وجمع اوراق الشرائع المتتالية.

جمعت هذه المستثمرة اليمنية التي ادخلوها في معمعة جديدة اسمها الخبث والمكر وإشغال اصحاب الحقوق بقضايا اخرى ثانوية وإتهامهم لها بالتجني والجرم بعد أن كانوا اصحاب حقوق ومطالب، جمعت ملف ضخم مزدحم بالأوراق والوثائق والتوجيهات العليا لإنصافها وتمليكها أرضها.

وبعد طول عناء وبحث عن استعادة أرض والدها في منطقة كود بيحان بمديرية الشيخ عثمان في عدن التي كانت المباني العشوائية قد غزتها من كل إتجاه وبعد أربع سنوات من تقديمها لكل الوثائق المدللة والمؤكدة لاحقيتها وتملكها للأرض اقرت لجنة الفصل في الأرض برئاسة محافظ عدن ومكتب الأشغال العامة ملكية ألهمدانية ما تبقى من الأرض البيضاء وحصلت على أوامر تمكينها من ألأرض وأستمارة تنفيذ مخطط مساحة قدرها (1525) متراً مربعاً وترخيص بتسويرها من الأشغال العامة .. نفذت أروى الهمداني من فورها القرار وسورت الأرض برعاية رسمية ولكن بعد أسبوعين فقط حدث مالم يكن في حسبان أروى ولا أبنها محمد.. لقد قامت مجموعة مسلحة بمداهمة أرضها والإعتداء على الحارس وإنزال حاويتين على الأرض.

بلغت الجهات الأمنية ، التي بدورها حققت حول الحادث واكتشفت ان شخصا يدعى اليافعي قام بهذا الاعتداء لكن الشرطة لم تستدعية, رغم التحقيقات حول الاعتداء أو تحيل الملف إلى النيابة.

بعد هذه القصة الطويلة التي استمرت خمس سنوات بدأ فصل جديد من الحكاية وهو الأغرب والأكثر مأساوية في حياة أروى كلها كما قالت لصحفيين.. ظلت تتابع القضية وجهات الأمن لإنصافها من المعتدي على أرضها وفجأة يأتيها رجال أمن في مقر سكنها في أحد فنادق عدن يطلبون أعتقالها بناءً على أمر قبض قهري هكذا دون سابق إنذار ، هنا تحولت القضية من معتدى عليه إلى مجني ومتهم بالسرقة لمادتي الاسمنت والحديد كانت حسب الدعوى على الأرض التي تسلمتها بحماية أمنية وإشراف من محافظة عدن ونائب المحافظ كما أن توجد رسالة من الأمين العام نائب المحافظ بان تم النزول من قبلنا إلى الموقع ولم توجد معدات أو مواد كانت الأرضية خالية، ولم تكن الهمدانيه موجودة في الموقع، قبل وبعد التسوير، حيث توجد حراسه من الشرطة على الأرض إثناء العمل !!.. فاتسائل أين التهمة ؟ وتسلمت الأرض وهي خالية تماماً.

وقفت أروى في حالة ذهول.. قالت أنها أصيبت بمرض السكر والضغط وتدهورت صحتها بصورة كبيرة بعد أن كانت ترفل بالصحة والعنفوان..

كان السؤال الذي يدور في خلدها لماذا هذا التجني؟ ولماذا القبض القهري المباشر دون سابق إنذار أو توجيه تهمة أو تحقيق حتى ..؟! ومن جديد تواجة حقيقة مرة وعضو النيابة يقول ان شرطة الشيخ عثمان قالت في مذكرة انها فارة من وجه العدالة.. أحتارت أروى كثيراً حيال هذه الإتهامات الباطلة، وأضطرت ان تذهب وتعود إلى شرطة الشيخ عثمان للتحقيق معها حول التهمة الكيدية وتمييع قضيتها.. وأخيراً خرجت أروى بضمانة حضورية.. بعد ذلك لأنها أروى مسكنها وهي في حالة توهان وتيه شديدين, فوضت أمرها إلى الله عز وجل ولم تستسلم حيث فكرت ان ترفع شكوى للنائب العام عله ينصفها، وبعد توجيهات النائب العام بمراجعة القضية يأتي رد جديد من رئيس نيابة عدن أنها لا تمتلك الأرض وأن طرفاً أخر يمتلكها ولديه عقد أنتفاع من الاشغال وبنفس الوقت عقد شراء من والدها الهمداني .. كانت أروى الهمداني تفكر باحلام العودة إلى أرض الوطن ، وتفكر بالأستثمار في بلدهاء وبمشاريع كثيرة رسمتها طوال حياتها العذرية في بريطانيا ومنها مشاريع خيرية لأبناء وطنها .. قالت أن الوطن غالي، وأن دعوات رئيس الجمهورية للإستثمار في كان له وقع كبير على مسامعنا، لكني لم أتوقع أن أواجة كل هذه المأسي والأحقاد لمجرد أنني فكرت بالعودة إلى الوطن..!!

القضية بعد خمس سنوات من البحث عن "الحق" الذي لا يضيع وورائه مطالب عادت من بدايتها كما يبدو، وحالة أروى الصحية والنفسية تزداد تدهوراً مع مرور الأيام الأمل لا يزال باقياً ومعلق باحقاق الحق.. النائب العام، رئيس الوزراء رئيس الجمهورية: هم من تبقى من خيط الأمل التي تتبعها أروى الهمداني لإنصافها وعودة حقوقها المنهوبة ..قالت أن أملها في الله تعالى كبير في النائب العام الذي وعدها بحل القضية .. لكن أروى التي تكابد الظلم والمرض والقهر والإتهامات لمجرد مطالبتها بأملاكها تؤكد أن اليمن هو وطنها ولا يمكن ان تتخلى عن احلامها في الوطن .. الحكاية مستمرة والظلم مستمر لكن الحقيقة ستظل باقية ما بقى من يطالب بها.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن