آخر الاخبار

النجم ميسي يحقق 3 أرقام قياسية ويقود إنتر ميامي لاكتساح نيويورك ريد بولز بسداسية بحضور قيادات بارزة … مكتب الاوقاف بمأرب يكرم الدفعة الاولى من الحافظات والحافظين المجازين بالسند المتصل للنبي فوز تاريخي وغير مسبوق .. أول عمدة مسلم في لندن يفوز بولاية ثالثة وانتكاسة كبيرة للمحافظين بالانتخابات حرب المظاهرات الجامعية يشتعل وبقوة وجامعات جديدة حول العالم تنضم إلى الحراك الطلابي المناصر لغزة روسيا تقلب موازين المعارك وتعلن التقدم والسيطرة وقرية أوكرانية تتحول لأنقاض مع فرار سكانها من التقدم الروسي تفاصيل فضيحة ثانية تهز ألمانيا في اختراق 6 آلاف اجتماع أمني للجيش حرب ومعارك طاحنة في السودان والجيش يشعل مواجهات غير مسبوقة شمال الخرطوم لقطع إمدادات الدعم الصحة السعودية تكشف عن آخر مستجدات واقعة التسمم في الرياض رسميًا.. ريال مدريد يحصد لقب الدوري الإسباني لهذا الموسم السنوار يتحدث للمرة الأولى عن صفقة الهدنة المقترحة في غزة

هذه ليست يمننا
بقلم/ عبدالحكيم الفقيه
نشر منذ: 16 سنة و 3 أشهر و 6 أيام
الأحد 27 يناير-كانون الثاني 2008 07:49 م

لقد عمل نظام التحالف العسكري القبلي الحاكم في اليمن منذ أواخر السبعينيات في القرن المنصرم على تدمير البنى المادية والمعنوية وقضى على كل ما هو جميل ومشرق وأفرغ الوطن من مقومات الحياة الكريمة وعبث بمقدرات الثورة والشعب ولم تردعه خطوة توحيد الوطن بل فتحت له شهية العبث ليتسع نهمه المدمر باتساع الوطن.

إن يمن الأحلام والتطلعات والرؤى التي سقطت من أجلها قوافل الشهداء وسال نهر الدم ليست هذه اليمن التي يتربع على عرشها الجهل والتخلف وينخرها البؤس والفقر والمرض بل لقد عمل النظام الحاكم على سرقة اليمن الحلم والزج بها في سراديب الغياهب والدياجير والضياع وبدلها بهذه البلد التعيسة التي تهرب حتى فلذات أكبادها وتسحق إنسانية الإنسان لتخرجه من رحاب البشرية إلى مصاف المسخ والجماد وتحول الإنسان المخلوق في "أحسن تقويم" إلى سلعة رخيصة في مزاد أتونها المستعر.

اليمن راهنا بلد منهار ويقبع في أدنى درجات السلم الحضاري بل تحول إلى صفر غير دال بين الأمم وكيان هش وضعيف لا يعرف كوعه من بوعه ويعجز حتى عن حماية مياهه وأطرافه وتحول إلى مستنقع للوباء والفساد والإرهاب والجور الفادح وكتبت على مواطنيه الذلة والمسكنة وتدور عجلات زمنه سدى بل توقفت عقارب ساعته وانهارت شرفات أحلامه فتكبل وتحنط في تابوت روتينه القاتل والرتيب.

لقد أخذت الجريمة تتخذ أشكالا لم تكن بالحسبان وتحولت جرائم القتل وإزهاق الأرواح إلى ديدن يومي وتفشت قيم التزلف والنفاق وابتلع الفساد كل شيء وصار لا فرق بين دنيانا والبرزخ و(تحسب" اليمنيين" أيقاظا وهم رقود).

ما تزال صعدة نازفة الدماء وتوشك الحرب الخامسة على الدخول في مواجهة شاملة ومحافظات الجنوب تئن وترزح جراء العبث الرسمي المنظم وما تزال المناطق الوسطى مكلومة من مواجهة السبعينات وبداية الثمانينات وهاهم المشايخ يعبثون كأنهم دول داخل الدولة وملايين من العاطلين عن العمل والقابعين تحت خط الفقر والفاقة ينامون على الوعود ويصحون على الوعود وتفشى العنف ووجد الإرهاب ضالته في العثور على بقعة آمنة لمزاولة الرعب وتحولت بلد الإيمان والأمان إلى بلد الذعر والمخافة ولم ينج حتى السياح.

فهل هذه اليمن التي ننشدها؟ لا إنها ليست يمننا ورب الكعبة.

  Abdulhakim_alfaqih@yahoo.com

*شاعر وأكاديمي يمني