المغترب اليمني في السعودية يكتوي بنار الترحيل
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: 10 سنوات و 11 شهراً و 16 يوماً
الإثنين 01 إبريل-نيسان 2013 06:18 م

اثار قرار المملكة العربية السعودية بتعديل قانون العمالة - والذي قضى بمنع العامل الأجنبي من العمل عند شخص غير كفيله السعودي أو إنشاء مشروع خاص وان الاجهزة الامنية ستتخذ الاجراءات اللازمة حيال المخالفين – استياء كبير في الشارع اليمني لما لذلك القرار من تاثير بالغ قد يطال اليمنيين المغتربين بالسعودية وكون ذلك القرار يهدد بترحيل 300 الف يمني ، وشكل ذلك الاستياء ضغطا كبيرا على الجهات الرسمسية للتخاطب مع سلطات المملكة لاستثناء اليمنيين من ذلك القرار.

وزير شؤون المغتربين مجاهد القهالي قال في تصريح صحفي إن وفدا حكوميا "سيتوجه إلى السعودية لمناقشة الإجراءات السعودية مع المسؤولين هناك و تخفيف الحد من الإجراءات السعودية أو محاولة استثنائها على المغتربين اليمنيين خلال الفترة الراهنة لحين ترتيب أوضاعهم تقديراً للظروف الاستثنائية التي تعيشها اليمن".

وتوقعت مصادر صحفية أن يتوجه وفد يمني رفيع المستوى اليوم إلى المملكة العربية السعودية لبحث أزمة العمالة اليمنية التي تهدد بترحيل مئات الالاف منهم .. مشيرة الى أن رئيس مجلس الوزراء محمد سالم باسندوة سيرأس الوفد الوزاري المكون من وزراء الخارجية, شؤون المغتربين, الشؤون الإجتماعية والعمل ووزير الخدمة المدنية والتأمينات.

اللجنة الوزارية المعنية بقضايا المغتربين في اجتماعها امس برئاسة وزير شؤون المغتربين اقرت رفع ما توصل إليه المجتمعون من نتائج إلى القيادة السياسية واقتصار معالجة هذا الأمر على السلطات العليا في البلدين .. مؤكدة سعي الحكومة للتنسيق مع الجهات ذات العلاقة في السعودية لمنح العمالة اليمنية امتيازات خاصة حتى لا تتأثر بقرار تعديل نظام العمل في المملكة.

ودعت اللجنة مختلف وسائل الإعلام إلى عدم التصعيد وإفساح المجال واسعاً للقيادة السياسية لمعالجة هذا الأمر.. معتبرة القرار السعودي قرارا سياديا، ولا يقتصر على اليمنيين فقط بل يشمل جميع الجنسيات، مشيرا إلى احترام اليمن لسيادة كل دولة.

النائب البرلماني عبده بشر طالب باستجواب الحكومة اليمنية بشأن ما وصفه بالتقصير في معالجة قضية المغتربين مشيرا الى إن دول الجوار تنتهك حقوق الإنسان في تعاملها مع اليمنيين.

واتهم بشر تلك الدول في جلسة لمجلس النواب امس بمخالفة المواثيق الدولية الخاصة بحقوق الإنسان .. داعيا السعودية إلى الالتزام بمعاهدة الطائف الموقعة مع اليمن التي تنظم علاقة البلدين، بما في ذلك رعايا كل دولة في الأخرى.

إلا أن النائب علي اللهبي اعتبر طلب بشر تعقيداً لأوضاع المغتربين اليمنيين في السعودية مكتفيا بقرار مجلس النواب بتكليف رئيس المجلس بالتواصل مع رئيس الجمهورية للتدخل لدى المملكة السعودية.

يحيى الراعي رئيس المجلس أيد راي النائب اللهبي وحث النواب على عدم الإضرار بالمغتربين وبعلاقات اليمن بجيرانها عبر نقاشاتهم.

وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتورة أمة الرزاق حُمد قالت إنها ستبحث موضوع العمالة مع الوزير السعودي عادل فقيه في لقاء خاص سيعقد في الجزائر على هامش اجتماع وزراء العمل العرب مطلع شهر ابريل.

 وكان مصدر في جوازات منفذ حرض على الحدود السعودية قال إن المنفذ استقبل خلال الأسبوع المنصرم قرابة 18620 يمنيا رحَّلتهم السلطات السعودية من أراضيها, كانوا تسللوا خلال الأعوام الماضية بحثاً عن عمل .. لتشير مصادر صحفية اخرى أن مطارات اليمن تستقبل رحلتين أسبوعيا لطيران السعودية تنقل ما بين 60-70 مرحلاً من المقيمين اليمنيين في حين يتم إعادة المتسللين براً.

منظمة "يمانيو المهجر" اشارت الى ان 300 ألف يمني عادو من المملكة جراء تنفيذ التعديلات القانونية على قانون العمالة .. معربة عن قلقها البالغ من تداعيات قانون العمل الجديد على العمالة اليمنية الوافدة للعمل بشكل رسمي في سوق العمل السعودي.

وقالت المنظمة في بيان لها وصل مارب برس نسخة منه إن "عودة 300 مائة ألف يمني من المملكة كفيل بالقضاء على المبادرة الخليجية وإفشال الحوار الوطني والذي تعد المملكة العربية السعودية الراعي الرسمي له".

إدارة الجوازات في المملكة اشارت الى ان عدد العمال المخالفين من كل الجنسيات الذين تعمل السلطات السعودية على ترحيلهم وصل 200 ألف ، حيث يعمل حوالي ثمانية ملايين وافد لتفيد معلومات غير رسمية أن 80% من العاملين اليمنيين في السعودية يعملون لدى أشخاص غير كفلائهم.

تقارير صحافية سعودية قالت ان المديرية العامة للجوازات تعمل على ترحيل «نحو خمسين الف مغترب» شهريا من العمال المخالفين لأنظمة الإقامة منذ مطلع العام الحالي عبر منافذ الحدود برا وبحرا وجوا من كل الجنسيات.

الصحفي علي الاسدي حذر السعودية من تبعات وعواقب وانعكاسات ترحيل المغتربين اليمنيين والذين يبلغ تعدادهم اكثر من نصف مليون وهذا العدد كاف اذا ماتم خروجه من المملكة لان يوظف ضدها مستقبلا خاصة وان ايران هي المستفيد الوحيد من مايجري للمغتربين اليمنيين في نجد والحجاز حيث تسعى الى استيعاب اكبر قدر منهم وتجنيدهم ضد المملكة .

ردود افعال خليجية ازاء اليمنين

بحكم العلاقة المتينه والتاريخية التي تربط الشعبين اليمني والسعودي وكافة دول الخليج العربي ظهرت اصوات سعودية مناوئة لكل ما يتعرض له المغتربين اليمنيين من معاملة واساءة من قبل السلطات الامنية او الكفلاء ومبديين اسفهم تجاه شمول اليمنيين قرار العمالة الجديد.

 
الداعية الإسلامي الكبير الدكتور محمد العريفي دعا إلى إكرام اليمنيين وعدم إعمال القرارات السعودية الخاصة بالعمالة على أبناء اليمن ، متبنيا حملة على صفحته بموقع تويتر لمؤازرة المغتربين اليمنيين. 
 

وقال العريفي في تغريدة على صفحته إن "التعامل الحاد مع الموظفين اليمنيين، لايُناسب حق الجوار، ولا المرحلة التي نعيشها" مشيراً إلى خبر عن ترحيل 18 ألف من المغتربين اليمنيين خلال أسبوع.

وأضاف العريفي:"أعلم أن للدولة أنظمة وقوانين، لكن التشديد المفاجئ المبالغ فيه، لا يعطي نتائج مُرضية .. مخاطبا الجهات الرسمية السعودية بالقول " يا واضع القانون الجديد: تأن وارفُق و"أكرموا - اليمنيين".

البروفسور السعودي طارق الحبيب ـ الأمين العام المسا عد لاتحاد الأطباء النفسيين العرب قال إن أنعم نهاية لثورة عربية كانت ثورة اليمن فهم أصل العرب والإيمان يماني .. معبرا عن اعتذاره لكافة اليمنيين عن أي عبارات غير مهذبة تصدر من بعض السعوديين في مواقع التواصل الاجتماعي.

وأضاف ” في اليمنيين الصالح و الفاسد كغيرهم من العرب ونحن نرحب بالصالحين منهم بطريقة نظامية ودعواتي للآخرين منهم بالهداية ، مؤكدا أن إكرام العاطل السعودي يكون بتطبيق أرباب العمل لسياسات وزارة العمل بحذافيرها.

وأشار إلى ان الكثير من اليمنيين انضم إلى الحوثيين في الهجوم على السعودية من باب الحمية لا العقيدة أو بسبب المعاملة السيئة من الكفلاء .. مطالبا اليمنيين بعدم تغيير نظراتهم لشعب كريم بسبب ألفاظ فئة شاذة منه.

السفير السعودي بصنعاء علي الحمدان اكد إن المعاملات في السفارة لم تتوقف وان السفارة تستقبل العشرات يوميا بغرض الزيارة والعمرة .. نافيا إشاعة إيقاف استقبال تأشيرات اليمنيين للدخول للأراضي السعودية.

واشار الحمدان في تصريح لـ"الوطن" السعودية " الى انه لا يوجد أية معلومة جديدة ازاء نائب القنصل السعودي المختطف عبدالله الخالدي، مستدركا أنه لم يقطع الأمل بعودة الخالدي لأرض الوطن.

*تقرير/ نايف الجرباني