آخر الاخبار

الدول التابعة لإيران تتصدر قائمة أكثر شعوب العالم بؤسا.. لبنان اولا وسوريا ثانيا واليمن رابعا .. تفاصيل إسرائيل تفرج عن مراسل قناة الجزيرة بعد 12 ساعة من الاعتقال قيادات وطنية وسياسية وإجتماعية في ضيافة عضو مجلس القيادة الرئاسي د عبدالله العليمي أجواء مشحونة بالتوتر تسود حي شميلة بصنعاء عقب مواجهات مسلحة بين مواطنين وميلشيا حوثية منعت صلاة التراويح وإعتقال مقربين من الشيخ صالح طعيمان تفاصيل لقاء السفير السعودي آل جابر بالرياض مع المبعوث الأممي إلى اليمن حريق مفاجئ يتسبب في مضاعفة معاناة النازحين في مخيم النصر بمأرب جراء التهام النيران كافة الممتلكات الخاصة ولاضحايا عاجل : 10 غارات أمريكية بريطانية تستهدف مواقع  المليشيات الحوثية في اليمن .. تفاصيل اليمن تسلم مسئولة أممية خطة للتعامل مع كارثة السفينة الغارقة روبيمار الجيش السوداني يسحق هجوما مباغتا لقوات الدعم السريع من ثلاث محاور في الخرطوم عدن : تكريم 44 خريجًا من الحفاظ والحافظات لكتاب الله

اللواء علي محسن: كنت الرجل الأول في عهد صالح وليس الثاني
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: 11 سنة و 5 أشهر و 17 يوماً
السبت 29 سبتمبر-أيلول 2012 05:57 م
 
 

وصف قائد المنطقة الشمالية الغربية، قائد الفرقة الأولى مدرع، اللواء الركن علي محسن صالح الأحمر، ثورة الـ26 من سبتمبر 1962م بـ«بركان غضب شعبي هادر اقتلع عهد السلالية والمناطقية والطائفية إلى غير رجعة»، والتي ارتسمت في بداياتها «ملامح تطلعات وأحلام آمال شعبنا في عيش كريم, في وطن يتفيأ ظلال العدل والحرية والمساواة»، حد تعبيره.

وقال اللواء علي محسن في حوار له مع صحيفة «الجمهورية» بأنه تم «وأد الكثير من الآمال والتطلعات التي جسدتها ثورة 26 سبتمبر»، محملا من أسماهم بـ«أصحاب النفوس الضيقة التي لم تكن عند مستوى الحلم والإنجاز» مسؤولية إيصال البلد إلى هذا المستوى.

وأضاف اللواء علي محسن: «ما عصفت بالوطن من أحداث مؤسفة تتحمل القيادات التي تسلمت السلطة جزءاً كبيراً من مسئولية هذا التردي, ولن تغفر لنا الأجيال القادمة ولا التاريخ على مآلات ثورتهم التي صنعها الآباء والأجداد كوننا لم نكن أمناء على هذه الثورة ومتطلبات إنجازاتها»، مؤكدا على أن واقع اليوم «لا يمكن مقارنته بالواقع البائس الذي كان قبل الثورة, لكن الإنجازات لم تكن بمستوى التطلعات والآمال التي فجرت من أجلها الثورة».

وبذات المنطق المغاير في حديثه منذ اعلن تأييده السلمي للثورة الشبابية السلمية عقب مجزرة جمعة الكرامة، أشار قائد المنطقة الشمالية الغربية والفرقة الأولى مدرع ،إلى أنّ فترة حكم الرئيس السابق تميزت بالـ«العصبوية والتجهيل وهدم القيم والأخلاق والنظام والقانون»، متهما منظومة النظام السابق الذي يعد «رجله الأول»، بإيجاد «فلسفة جديدة مغايرة لأهداف الثورتين سبتمبر وأكتوبر وهي فلسفة عبثية أعادت الوطن مرة أخرى إلى عهد ما قبل الثورتين وإلى المربع الأول من حكم الإمامة والاستعمار»، حد تعبيره.

لم يكتف اللواء محسن بإدانة رأس النظام السابق، فقط، وكان صريحاً في تحديد موقعه وموقفه من خطط صالح، وقال: «لم نستفق مما كان يخطط له إلا في اللحظات الأخيرة من أنه كان يسير وفق رؤية لإنتاج الحكم الأسري المناطقي العصبوي بغطاء جمهوري».

وأضاف: «لا أنكر أنه كان لي دور اعتز به, إذ أن مواقف النظام السابق في كثير من الحالات ونتيجة لتخليه عن مسئولياته قد جعلتني بعض الظروف الرجل الأول وليس الثاني»، وطمأن اليمنيين بأن «مرحلة تنافس القوى وتقاسم إرادة وسلطة الوطن وشخصنتها زمن ولى إلى غير رجعة إن شاء الله».

وبخصوص القضية الجنوبية التي تعد إحدى القضايا الوطنية الكبرى المؤرقة لحاضر البلد ومستقبل الوحدة الوطنية، أرجع اللواء محسن أسبابها «للممارسات الخاطئة للنظام السابق الذي لم يكبر بحجم الوطن الموحد والمنجز العظيم (منجز الوحدة )»، معترفا بـ«الجرح الذي اقترفه النظام السابق في حق الوطن وبالذات في حق المحافظات الجنوبية وأبنائها جرح غائر»، طبقا لقوله.

كما اتهم اللواء علي محسن شريكه في الحكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح، بتشجيع مشاريع انفصالية في جنوب وشمال البلاد، وقال: «وللأمانة والتاريخ فإن النظام السابق قد شجع أيضاً محاولات الانفصال في المحافظات الشمالية (شمال الشمال) كما حصل في صعدة»، معتبرا «الحديث عن الفيدرالية من إقليمين أو ثلاثة أو حتى خمسة حديث سابق لأوانه قبل مؤتمر الحوار الوطني الذي من خلاله سنخرج بالكثير من الرؤى, وأي طرح أو رؤية تحفظ لليمن وحدته في إطار مؤتمر الحوار الوطني نحن معه ونباركه».

ولأول مرة كشف القائد العسكري الأبرز في البلد عن وجود رؤية تغييرية لديه ولدى عديد من القيادات الوطنية وفي مقدمتهم الرئيس هادي منذ 1994م، وقال: «كانت لدينا رؤية للتغيير منذ ما بعد حرب 1994 أنا والعديد من القيادات الوطنية المخلصة وفي مقدمتهم الرئيس عبد ربه منصور هادي, إذ لم نكن راضين عن ممارسات النظام التي أعقبت تلك الحرب ونزوعه نحو شخصنة الدولة ومقدراتها, لكن الظروف لم تكن مواتية للتغيير».

نص الحوار:

- في مرحلة مفصلية من عمر الوطن تأتي الذكرى الخمسين لثورة 26 سبتمبر 1962 لتشعل جذوة التحول الوطني رغم التحديات الكثيرة التي تعترض طريق اليمنيين بينهم وبين حلمهم في وطن يليق بتطلعات أبنائه .... ما هي قراءاتك لواقع اليمن بعد نصف قرن من ثورة 26 سبتمبر 1962 ؟

 بداية أود أن أنقل عبر صحيفتكم الغراء خالص التهاني القلبية لأبناء شعبنا اليمني الكريم بمناسبة حلول الذكرى الخمسين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة والذكرى التاسعة والاربعين لثورة 14 اكتوبر والذكرى الخامسة والأربعين لعيد الجلاء ورحيل المستعمر عن أرض الوطن , هذه الثورة التي صنعت فجر اليمن الجديد , يمن ما بعد التسلط والقهر والتجهيل والاستبداد والتمييز , هذه الثورة التي فجرت من رحم المعاناة بركان غضب شعبي هادر إقتلع عهد السلالية والمناطقية والطائفية إلى غير رجعة , وصنعت نجاحات للإرادة اليمنية من بين ركام الثالوث الذي كان يجثم على صدور أبناء شعبنا (الفقر والجهل والمرض) , ومع مطلع هذه الثورة بدأت ترتسم ملامح تطلعات وأحلام آمال شعبنا في عيش كريم , في وطن يتفيأ ظلال العدل والحرية والمساواة , وشيئاً فشيئاً تم وأد الكثير من الآمال والتطلعات بفعل ممارسات خاطئة ومشاريع صغيرة للعديد من أصحاب النفوس الضيقة التي لم تكن عند مستوى الحلم والانجاز لنصل في وقتنا الحاضر إلى ما وصلنا اليه , وما عصفت بالوطن من أحداث مؤسفة تتحمل القيادات التي تسلمت السلطة جزءاً كبيراً من مسئولية هذا التردي , ولن تغفر لنا الاجيال القادمة ولا التاريخ على مألآت ثورتهم التي صنعها الآباء والأجداد كوننا لم نكن أمناء على هذه الثورة ومتطلبات انجازاتها, صحيح أن واقعنا اليوم لا يمكن مقارنته بالواقع البائس الذي كنا عليه قبل الثورة , لكن الانجازات لم تكن بمستوى التطلعات والآمال التي فجرت من أجلها الثورة, وما تحقق رائع وجميل إلى حد كبير رغم ماشابه من عثرات كانت آخرها ما رزي به الوطن خلال فترة حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي تميز بالعصبوية والتجهيل وهدم القيم والأخلاق والنظام والقانون, و الذي لم نستفق مما كان يخطط له الا في اللحظات الأخيرة من أنه كان يسير وفق رؤية لإنتاج الحكم الأسري المناطقي العصبوي بغطاء جمهوري حتى لأن البعض ذهب إلى القول أن أعظم كارثتين منيت بها اليمن كانت الأولى هدم سد مارب والثانية فترة حكم علي عبد الله صالح , واليوم وبعد أن حدد الشعب خياره لإذكاء جذوة الثورة من جديد من خلال الثورة الشبابية الشعبية السلمية تحدونا الكثير من الآمال لتصحيح المسار , والتعويض عما فات , وتحقيق تطلعات أبناء شعبنا في وطن تسوده روح المحبة والعدل والمساواة والحرية , من خلال دولة مدنية ديمقراطية الفيصل فيها النظام والقانون , هذه الثورة التي نقلت نزعة السلطة والحكم من منطقة محددة إلى مستوى الوطن اليمني الكبير الجمهورية اليمنية باتساع مساحات احلام ابناء الوطن ولن تعود اليمن بعدها إلى مرحلة حكم اصحاب الكهوف والجحور المظلمة , وهاهو وطننا العربي الكبير يشهد تحولات التغيير لتتركز ثورات الربيع العربي في مناطق التوريث الجمهوري لأن حكام هذه الجمهوريات حولوا الانظمة الجمهورية إلى كذبة تسلطية جديدة ما بين ديمقراطية كاذبة وحكم جمهوري غير موجود على الواقع , فمثلاً في واقعنا اليمني نجد أن مسألة التشبث بالحكم والتفرد بالسلطة في اليمن وما اعقبها من محاولات مستميتة للارتماء في أحضان الآخرين من قبل النظام السابق الذي كان يحاول إعادة إنتاج نظام ما قبل 26 سبتمبر من خلال التوريث والتسلط والقهر والتجهيل وتشدقه بالديمقراطية الكاذبة والحكم المحلي المزيف واسطوانته المشروخة أن الحكم مغرم لا مغنم لم يستطع أن يردع نفسه من محاولاته اليائسة الارتماء في احضان الآخرين والاستعانة بأعداء الوطن والثورة والوحدة للبقاء في الحكم .

هناك ربط لدى ناشطين وقادة رأي بين مآلات مرحلة ما بعد ثورة سبتمبر 1962 م , وإفرازات واقعنا الراهن بعد ثورة فبراير 2011 .... بحكم معايشتك للمرحلتين ... هل تعتبر هذه قراءات صائبة في توصيفها للمرحلتين ؟

مع احترامي وتقديري لمن يطرح هذا الطرح وإن كنت أختلف معه , إذ أن مآلات مرحلة ما بعد ثورة سبتمبر 1962 كانت لها ظروفها الداخلية والاقليمية والدولية , مع أن هذا ايضاً لا يعفينا جميعاً من مآلاتها , لكن إفرازات واقعنا الراهن بعد ثورة فبراير 2011 الثورة الشبابية الشعبية السلمية يصعب الحكم عليها خلال هذه الفترة القصيرة , لكن ما أود التأكيد عليه أنه يجب أن لا نتعجل الحكم ولا نستعجل تحقيق كل الآمال في فترة وجيزة , وملامح ما تم تحقيقه حتى الآن مبشرة , ونحن متفائلون جداً مع قيادة شرعية جديدة و أمام عهد جديد ومرحلة تغيير جذرية ستقطف ثمارها اليانعة الأجيال , إذ نحن اليوم أمام فضاءات مفتوحة وعصر معولم عصر الألفية الثالثة الذي لا يمكن معه وأد أحلام الجماهير أو سرقتها أو الالتفاف عليها , وبتصوري أن شباب هذا الوطن هم حماة أحلامهم وآمالهم وتطلعاتهم بيمن جديد ومستقبل مشرق يسكن الوطن في مآقيهم , وحبه الصادق راسخ المكانة في قلوبهم , وأنا على ثقة أن هؤلاء الأشبال والأسود الذين فجروا الثورة الشبابية يملكون القدرة على صياغة مستقبل الوطن برؤى تواكب ما عليه دول عالم اليوم , ولسنا أقل قدرة من الآخرين , بل على العكس فإن شعبنا اليمني مشهود له بالنبوغ والقدرة والتفاني وإجادة الفعل , ويمتلك طاقة إنسانية متوقدة لا يحتاج معها الا إلى نموذج وقدوة وعندها سيجترح المعجزات بإذن الله .

 ما رأيك بمن يقول بأن ثورة 26 سبتمبر في الشمال على الإمامة و14 اكتوبر على المحتل البريطاني في جنوب الوطن فشلت في تحقيق أهدافها ؟

 سبق الإشارة إلى هذا الموضوع ولتخفيف وطأة كلمة فشلت , يستحسن تخفيفها إلى القول أنها قد أصابت في كثير و تعثرث في مراحل وجانبت الصواب في أخرى .

 ما من خلاف على واحدية الهم الثوري اليمني في مرحلة التحرر من الإمامة في الشمال والاحتلال في الجنوب ... إذاً، إلى أي مدى كانت الحركات التحررية وتحديداً العسكرية في تلك المرحلة تعمل على هدف وطني واحد ؟

 بطبيعة الحال أن المكون العسكري في ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين كان واحداً من مكوناتهما , وكان الهم الثوري لكل المكونات ينصهر في هم وطني واحد , لكن ما أعقب نجاح الثورتين اختلاف الوسائل مع واحدية الهدف مما افرز تفسيرات مغايرة لدى كل مكون أدى بدوره إلى حدوث العثرات التي أشرنا اليها , لكن لا يستطيع أحد أن ينكر أن ثورة الـ 26 من سبتمبر وثورة الـ 14 من أكتوبر كانتا ثورة إنسانية بكل ما تحمل الكلمة من معنى خاضها كل افراد المجتمع اليمني بمختلف شرائحه .

الثورة فعل مستمر ... هل تعتقد بأن الثورة الشبابية الشعبية السلمية إمتداد طبيعي لثورتي 26 سبتمبر و 14 أكتوبر ؟

فعلاً ... بتصوري أن الثورة الشبابية الشعبية السلمية جاءت امتداداً طبيعياً لثورتي سبتمبر وأكتوبر ولتصحيح مسارهما وبرؤىً عصرية جديدة , هذه الثورة التي أعادت اللحمة بين أبناء الشعب اليمني وخلقت الترابط الوثيق بين فئات الشعب وعملت على ترميم النسيج الوطني وابتعدت عن روح الطائفية والمناطقية والمذهبية والعصبوية وانصهرت كل فئات الشعب في بوتقة واحدة وعلى قلب رجل واحد مطالبةً بإسقاط النظام, إذ أن النظام السابق أوجد فلسفة جديدة مغايرة لأهداف الثورتين سبتمبر وأكتوبر فلسفة عبثية أعادت الوطن مرة أخرى إلى عهد ما قبل الثورتين وإلى المربع الأول من حكم الإمامة والاستعمار, فتعامل النظام السابق مع المحافظات الشمالية برؤية استبدادية وتعامل مع المحافظات الجنوبية برؤية استعمارية من خلال حكم هذه المحافظات بقانون الاستعمار البريطاني في العديد من القضايا التي تخص المحافظات الجنوبية , وهذا ما سبق وأن طرحته في أكثر من موقف , ولهذا باعتقادي أن شباب الثورة الشبابية الشعبية استلهموا معطيات ثورتهم من إرث آبائهم وأجدادهم الذين ثاروا على الظلم والاستبداد والاستعمار لإدراك أحلامهم واستحضار حاضرهم وتحقيق آمالهم بإذن الله , ولن يحيدوا عن مسار تحقيق أهداف ثورتهم السلمية , وأنا على يقين أن شبابنا والمخلصين لهذا الوطن سيعلون من شأن اليمن , وسيحرصون على بناء الإنسان المعتد بإنسانيته وكرامته وقدراته وحريته , وسيحصدون ذكراً طيباً عطراً سيسجله لهم التاريخ .

لا يخفى على أحد المخاطر المهددة للوحدة الوطنية بعد عودة شبح التشطير من خلال الخطاب السياسي لعدد من القيادات الجنوبية .... ما تصورك لحل القضية الجنوبية ؟

 للأسف ما آلت إليه الأمور في المحافظات الجنوبية كانت نتاجاً طبيعياً للممارسات الخاطئة للنظام السابق الذي لم يكبر بحجم الوطن الموحد والمنجز العظيم ( منجز الوحدة ) وبالتالي فإن أصحاب المشاريع الصغيرة لا يمكن أن يحافظوا على مثل هكذا منجز , إذ لم يكن النظام السابق عند مستوى الانجاز , وكما سبق وأن أشرت فإن فلسفة النظام السابق التي تعامل بها مع المحافظات الجنوبية هي التي أوصلت الأمور إلى ما وصلت إليه ورفعت سقف المطالب , من مطالب حقوقية مشروعة إلى ردود فعل ظُلم فيها الوطن كله كما ظُلم أبناء المحافظات الجنوبية من النظام الذي لم يستجب لتلك المطالب , لتصل الأمور في محافظاتنا الجنوبية الغالية من الوطن الغالي على نفوسنا جميعاً إلى مرحلة المطالبة تحت شعار التغيير أو التشطير ومعها لم يجد أبناء المحافظات الشمالية ومعهم إخوتهم في المحافظات الجنوبية بداً من تفجير ثورتهم الشبابية الشعبية السلمية استجابة لمطالب اخوانهم في المحافظات الجنوبية وعلى قاعدة التغيير لا التشطير حفاظاً على الوحدة واستبسالاً في حب الوطن واستجابة لرفع المظالم عن إخوانهم في المحافظات الجنوبية كما هي في المحافظات الشمالية , وبالتالي فإن من أولويات أهداف الثورة الشبابية الشعبية السلمية وأولوية الحوار الوطني الوقوف أمام مظالم وحقوق أبناء المحافظات الجنوبية , وأنا على يقين ومن موقع معرفة الواقع أن إخوتي وأبنائي في المحافظات الجنوبية وحدويون أكثر من بعض أبناء المحافظات الشمالية الذين يزايدون عليهم بالوحدة وهم في قرارة أنفسهم ومن خلال ممارساتهم انفصاليون بامتياز ولا أدل على ذلك من عناصر كثيرة من النظام السابق الذين من خلال أفعالهم عملوا على زرع هذه النزعة لدى قلة ممن تعاملوا مع الوحدة بردة فعل على تلك الممارسات , والوحدة بإذن الله باقية يحرسها ويحافظ على ديمومتها أبناء المحافظات الجنوبية في المقام الأول وإن كان الجرح الذي اقترفه النظام السابق في حق الوطن وبالذات في حق المحافظات الجنوبية وابنائها جرحاً غائراً, وشفاؤه يحتاج إلى وقت , وللأمانة والتاريخ فإن النظام السابق قد شجع أيضاً محاولات الانفصال في المحافظات الشمالية ( شمال الشمال ) كما حصل في صعدة .

هل تعتقد بأن الفيدرالية من إقليمين (شمال , جنوب ) مدخل لحل القضية الجنوبية التي يرفعها بعض القوى بهدف عودة اليمن إلى ما قبل 22 مايو 1990 ؟

 الحديث عن الفيدرالية من إقليمين أو ثلاثة أو حتى خمسة حديث سابق لأوانه قبل مؤتمر الحوار الوطني الذي من خلاله سنخرج بالكثير من الرؤى , وأي طرح أو رؤية تحفظ لليمن وحدته في إطار مؤتمر الحوار الوطني نحن معه ونباركه , ونظام ما بعد الثورة السلمية والشرعية الجديدة المتمثلة بالأخ الرئيس / عبد ربه منصور هادي كفيل بإخراج اليمن برؤية تحفظ له وحدته رغم محاولات النظام السابق زرع الأشواك في مسار التغيير والحفاظ على الوحدة .

 الثورة السلمية

 كان اعلان تأييدك للثورة السلمية عقب مجزرة جمعة الكرامة بداية نهاية نظام صالح ... هل صحيح أنك كنت تستعد لإعلان تأييدك قبل جمعة الكرامة؟

في الواقع كانت لدينا رؤية للتغيير منذ ما بعد حرب 1994 أنا والعديد من القيادات الوطنية المخلصة وفي مقدمتهم الرئيس عبد ربه منصور هادي , إذ لم نكن راضين عن ممارسات النظام التي أعقبت تلك الحرب ونزوعه نحو شخصنة الدولة ومقدراتها , لكن الظروف لم تكن مواتية للتغيير, وكنا نقدم النصائح بل ونتخذ أحياناً مواقف وللأسف لم يكن ينصاع النظام لآرائنا, واستمر النظام في تصعيد ممارساته الخاطئة دون إلقاء بال لما كنا نطرح, ولأكثر من مرة اتخذنا مواقف وكان يتم مراجعتنا من قبل الكثير من المخلصين للوطن أن لا نترك الوطن في أيدي بعض عناصر النظام لتتاح لهم الفرصة في الاستمرار بالعبث بالوطن ومقدراته , وكانت الرؤية أن بقاءنا مع النظام سيحد من تصرفاته , وقد نستطيع معالجة بعض أوجه القصور ولو في الحد الأدنى , وبذلنا جهدنا لكننا لا نعفي أنفسنا من مسئولية التقصير, وبحمد الله جاءت ثورة الشباب الشعبية السلمية وكان لنا موقف منذ اندلاعها وإن لم يكن مصرح به , وأرتأينا أن الخطوة الأولى تتمثل في البحث مع النظام السابق عن تسوية سياسية حرصاً على الوطن وحفاظاً على مكتسباته يسلّم بموجبها السلطة بالتدريج ابتداءً بالمشاركة الحقيقية للمعارضة والشباب في تحمل المسئولية مروراً بالانتخابات النزيهة وصولاً إلى تسليم النظام للسلطة نزولاً عند رغبة الشعب وتحقيقاً لمطالبه , لكن صلف النظام وأعوانه وعدم استجابتهم ونزوعهم لمخطط كسر إرادة الشعب ورفض الرئيس السابق لمطالب التغيير , والشروع في إزهاق الأرواح البريئة وسفك الدماء الزكية والذي معه لم نجد بداً من إعلان تأييدنا لهذه الثورة المباركة ودعمنا لها سلمياً من أجل كبح جماح القتلة الذين بيتوا الشر والدمار للوطن وأبنائه , وللتوضيح أكثر وشهادة للتاريخ أننا كنا نراقب مصداقية الموقف بين النظام السابق وقوى المعارضة من خلال لقاءات عديدة غالباً ما حضرتها وفود أجنبية كالمعهد الديمقراطي والعديد من السفراء والخبراء الأشقاء والأصدقاء وفي العديد من المرات كنا نصل إلى المراحل الاخيرة من الاتفاقيات وينكث النظام السابق بوعوده ويتنصل عن هذه الاتفاقيات ولقد كنت أنا شخصياً في حالات كثيرة الوسيط بين المعارضة ورأس النظام والذي كان لا يأبه لرأي المعارضة ولا حتى لرأي قيادات المؤتمر الشعبي العام وتأخذه العزة بالإثم ويستحوذ على اتخاذ القرارات منفرداً مع أقربائه , فمثلاً في مساء الخميس قبل صبح جمعة الكرامة كان قد تم الاتفاق على كافة النقاط الخلافية وعلى أن يتم تشكيل حكومة ائتلافية يرأسها المشترك وكان مطلب المعارضة لا يتعدى هذا السقف وكنت أنا الوسيط في هذا الاتفاق , وجمع رأس النظام الحكومة السابقة صبيحة جمعة الكرامة وأخبرهم بالاتفاق قائلاً لهم: إنه كان للأخ اللواء / علي محسن صالح الدور الأكبر في هذا ولم يبق إلا تسمية أعضاء الحكومة من المؤتمر وقوى المعارضة وتحديد اسم رئيس الحكومة من المعارضة , مضيفاً: أن المشكلة قد حلت وخرجنا من الاجتماع على هذا الاتفاق , لكننا فوجئنا ظهر جمعة الكرامة بتلك المجزرة البشعة التي ارتكبها رأس النظام وهي بحد ذاتها خيانه وطنية ونسف لكل الاتفاقيات, ولم نكن نتصور أن دولة تقتل أبناءها وتسفك دمائهم بتلك البشاعة وبدم بارد , وهي تتشدق كل يوم بالتداول السلمي للسلطة وتزايد بها على الآخرين , وسألت الرئيس السابق تلفونياً أثناء وقوع الجريمة قائلاً له أن هذه الجريمة مأساة كبرى تحرمها كل الشرائع السماوية والدنيوية مضيفاً ما الذي حدث ونحن قد اتفقنا وكيف وأنت رأس الدولة تسمح بوقوع هذه الجريمة الشنيعة , فرد عليّ مراوغاً أنا لا أعرف عن هذا الموضوع , فرديت عليه إن كنت لا تعلم فتلك مصيبة وان كنت تعلم فالمصيبة أعظم , وفي عصر نفس يوم جمعة الكرامة عقد رأس النظام اجتماعاً موسعاً للحكومة وقيادات الدولة العسكرية والمدنية وقيادات المؤتمر الشعبي العام , وفي الاجتماع طالبت أنا شخصياً بوجوب إلقاء القبض على الجناة وتشكيل محكمة مستعجلة لمحاكمة مرتكبي هذه المجزرة , وللأسف لم يتم الأخذ بمطلبي ولم يأبه له , وعندها فهمت أن المجزرة مدبرة من رأس النظام نفسه , وفي نفس اليوم أخبرت من بعض الشخصيات الوطنية وبعض الجهات الدبلوماسية التي تسرب إليها الخبر أنه فعلاً كان قد تم اتخاذ قرار ووضع خطة تم تعميدها من رأس النظام لسحق الساحات في كافة محافظات الجمهورية وفي المقدمة ساحة التغيير بصنعاء , وضرب رئاسة الفرقة بجانب الساحات , وتأكد لنا أن رأس النظام كان لديه مخطط للقضاء على الساحات عسكرياً وعندها فهمت مغزى الشعار الذي كان يردده رأس النظام ( لابد أن يصل الدم إلى الركب ) , وهكذا لم نجد بداً من اتخاذ القرار بتأييد ودعم الثورة الشبابية الشعبية السلمية أنا وكل رفاقي الأحرار المخلصين لهذا الوطن في القوات المسلحة والأمن والحكومة وأعضاء السلك الدبلوماسي والقيادات الوطنية والشخصيات الاجتماعية والعلماء والبرلمانيين والمشايخ والأكاديميين والمفكرين والمثقفين والإعلاميين و عقلاء المؤتمر , ونحن على اتفاق تام مع الأخ المناضل / عبد ربه منصور هادي – رئيس الجمهورية , ونتيجة لهذا أقال رأس النظام الحكومة نظراً لتزايد أعداد أعضائها المستقيلين الذين انضموا معنا تأييداً للثورة تحسباً من انضمام بقية أعضائها .

منذ أعلنت تأييدك السلمي للثورة وحتى اللحظة وأنت تؤكد على التأييد السلمي لمطالب ثورة الشباب في ظل انتقادات تطالك من بعض قوى الثورة ولأسباب وغايات مختلفة ... هل أنت راضٍ عن دورك في الثورة السلمية ؟

صحيح إننا أعلنا تأييدنا ولا زلنا نؤكد على تأييدنا ودعمنا السلمي للثورة التي هي في الأصل سلمية وبدون سلاح وبصدور عارية , وفرضت نفسها محلياً وإقليمياً ودولياً بسلميتها , ونحن اختطينا نفس المسار حفاظاً على أرواح ودماء أبناء الوطن , لأننا نعرف أن النظام السابق وأعوانه لا يلقون بالاً لمثل لهذه المثل العليا والسلوك الراقي في التعامل مع قضايا الوطن والتداول السلمي للسلطة , ولن يرعووا عن إزهاق الأرواح وسفك الدماء , ومن منطلق نجاح الثورة بأقل التضحيات كان نهج الثورة السلمية ومعه موقفنا , وأنا اعذر من طالتني انتقاداتهم واقدر لهم حماستهم , وما تمخض عن موقفنا يعرفه الجميع أن النظام السابق لم يكبح جماحه إلا اصطفافنا إلى جانب مطالب أبناء شعبنا المشروعة مما أرغمه في نهاية المطاف إلى التسليم بالأمر الواقع , و مالم يعرفه الكثير أننا تكبدنا الكثير من التضحيات في الجيش المؤيد للثورة جراء موقفنا , لكننا لسنا نادمين بل على العكس نفاخر بأننا كنا جزءاً من مكونات هذه الثورة التي يضرب بها المثل في سلميتها وعقلانيتها وصمودها واصرارها على تحقيق مطالبها , وهانحن اليوم نرى أن أهدافها تتحقق الواحد تلو الآخر , ومسار التغيير يأخذ وقته ولا نتعجل النتائج , ونحن بحمد الله حكمتنا كيمنيين تغلبت على أهوائنا, وأصبحنا أفضل من غيرنا في بلدان ثورات الربيع العربي , شخصياً أنا لديّ الكثير من الرضى عن دوري ومعي الزملاء الأعزاء في القوات المسلحة والأمن المؤيدون والداعمون لثورة شبابنا الشعبية السلمية , وأنصار الثورة وكل عقلاء الوطن وحكمائه .

 ما ردك على من يقول بأنك احتميت بالثورة السلمية من مكائد الرئيس السابق علي صالح، ولم تؤيد الثورة وأنت بعز قوتك ؟

تأييدنا للثورة من منطلـــق قناعــات راسخـــــة بوجوب إسقاط النظام والاصطفاف إلى جانب مطالب شعبنا , أما عن مكائد الرئيس السابق علي عبد الله صالح فلم يسلم منها كل الوطن وهو الذي لم تجدي مكائده وهو في قمة هرم السلطة فأنى لها أن تجدي الآن , والأقدار بيد الله وما يقدره الله لنا نقبله بكامل الرضى , ولو كنا نريد الربح فالربح الدنيوي موجود لديه فعلاً وهو الذي نهب كل مقدرات الوطن واستحوذ عليها , ولا يمكن لأي وطني غيور وصاحب ضمير أن يضع الوطن ومطالب شعبه في مقارنة أمام ميزان المصالح.

هناك انتقادات لدورك في الثورة من داخل تحملك مسئولية عسكرية الثورة السلمية وتأثيرك على إرادة شباب الثورة وبالذات في ساحة التغيير بصنعاء ؟

الكمال لله, ونحن بشر نخطئ ونصيب ولسنا ملائكة, وما أصبنا فيه نسأل الله عليه الأجر وما أخطأنا به نسأل الله أن يعفو عنا ونأمل أن يلتمس لنا أبناء شعبنا العذر ويسامحونا على تقصيرنا , ولم نشعر في لحظة من لحظات الثورة أننا أثرنا على إرادة شباب الثورة بل قل: إنهم هم الذين أثروا فينا واختطوا لنا مسار موقفنا معهم ولم نكن نشعر ولا زلنا الا أننا تابعون لإرادتهم هم القادة وديدبان الثورة ونحن نختط مسارهم ونلتزم بإرادتهم ورؤيتهم .

 هيكلة الجيش

 إلى أين وصلت جهود الرئيس هادي واللجنة العسكرية في موضوع هيكلة الجيش؟

 جهود الأخ الرئيس/ عبد ربه منصور هادي في موضوع هيكلة الجيش ومعه الأخوة الاعزاء أعضاء اللجنة العسكرية جهودٌ مثمرة وفعالة ومستمرة في تحقيق النتائج , ولا يزال في موضوع الهيكلة بقية يحرص الأخ / الرئيس على إنجازها بما يخدم مصلحة الوطن والشعب .

بصفتك أحد أهم قيادات الجيش الذي انتميت له في مطلع ستينيات القرن الفائت كجندي , ولا زلت قائداً للمنطقة الشمالية الغربية والفرقة الأولى مدرع , بالإضافة إلى الجيش المؤيد للثورة السلمية ... ما هي رؤيتك لمستقبل المؤسسة العسكرية في ظل توحيد الجيش في ظل تحديات الإنقسام القائم ؟

 في مرات سابقة ذكرت ولا زلت أؤكد أن الجيش اليمني ليس فيه أي انقسام, وإن وجد ما يمكن تسميته انقساماً فلا يوجد إلا على المستوى الفوقي لدى بعض القيادات التي تحاول التمرد على الشرعية , وهي تتصرف خارج إطار الدستور والقانون والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية, ومقدور التغلب على انقسامها بالشرعية وبموجب الدستور والقانون وما نصت عليه المبادرة وآليتها, وهذه القيادات للأسف أعماها صلفها وعدم استيعابها لسنة التغيير والواقع الجديد الذي فرضه أبناء شعبنا بإرادتهم وشرعيتهم الجديدة المتمثلة بالاخ الرئيس / عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق الوطني برئاسة الأخ الاستاذ / محمد سالم باسندوة , أما عن ضباط وصف وأفراد القوات المسلحة والأمن فهم من الشعب وإلى الشعب ومع الشعب في مطالبهم ولن تجد أي شخص ينتسب لهذه المؤسسة الوطنية يقول بغير هذا , وبتصوري أن المؤسسة العسكرية مؤسسة وطنية مثلها مثل المؤسسات الوطنية الأخرى مستقبلها مرهون بالصيغة والصبغة الجديدة التي سيكون عليها اليمن الجديد , يمن ما بعد علي عبد الله صالح ونظامه .

موقفك من الهيكلة واضح بمساندتك الكاملة للتوجهات السياسية الساعية لإنهاء انقسام الجيش ... ما أبرز التحديات الكبيرة التي تعترض بناء مؤسسة عسكرية واحدة ؟

باعتقادي لم يعد يجدي الحديث عن أي تحديات تعترض بناء مؤسسة عسكرية وطنية واحدة في ظل الخطوات التي بدأها الأخ الرئيس / عبد ربه منصور هادي واللجنة العسكرية في موضوع هيكلة الجيش وما ارتكب في حق هذه المؤسسة الوطنية من جرم مشهود من قبل النظام السابق فإن نزعة العزيمة والإرادة الصادقة التي لمسناها لدى الأخ الرئيس كفيلة بمعالجة هذا الجرم , ابتداءً من خضوع هذه المؤسسة لإرادة واحدة ممثلة بالاخ رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن , ومن بعده وزارة الدفاع على أن يكون الجيش اليمني درعاً للوطن يذود عن حياضه ويدافع عن سيادته لا جيشاً تابعاً لشخص أو أفراد , ومن تحدثه نفسه أنه سيكون عائقاً أمام بناء هذه المؤسسة فهو واهم , ولا محالة فإن محاولاته العبثية هذه لن تجدي نفعاً .

 هل تتضمن خطة هيكلة الجيش إخلاء العاصمة صنعاء وضواحيها وبقية المدن الرئيسة من قوات الجيش ؟

بالتأكيد خطة هيكلة الجيش ستتضمن إخلاء العاصمة وضواحيها وبقية المدن الرئيسة من قوات الجيش وهذه رؤية تقدمنا بها كمقترح من بداية الثورة , والأخ الرئيس من أوائل من طرح هذا المقترح وهو مصمم على تنفيذه , وهذا ما نتمنى تحقيقه .

ارجع الرئيس عبد ربه منصور سبب اقتحام السفارة الأمريكية بصنعاء إلى انقسام الجيش ماهي رؤيتك لذلك؟

موضوع جريمة اقتحام السفارة الأمريكية والإساءة للدولة اليمنية من خلال هذا الفعل كلنا يعرف من وراء هذه الجريمة وفي المقدمة الأصدقاء الأمريكان , ولقد تم توثيق عناصر الاعتداء على السفارة توثيقاً كاملاً من قبل السفارة الأمريكية ووسائل الإعلام المختلفة , ونحن بدورنا أصدرنا بيان إدانة لهذه الجريمة واشرنا فيه إلى العناصر التي اشتركت وتواطأت في هذا الجرم , ولقد أُشير لمن يقف وراء ذلك بالتلميح والتصريح من كافة الأطراف , ومن غباء صناع هذه الجريمة أنهم لم يستطيعوا أن يواروا سوءتهم , ولا داعي للخجل من القول إن الرئيس السابق وأعوانه وشركاؤهم من المدعين بالحق الإلهي لاستعباد الشعوب أنهم هم الفاعلون .

ما مستقبل الجيش المؤيد للثورة وبالذات العسكريون القادمون من ألوية الحرس الجمهوري ووحدات الأمن المركزي ؟

 الجيش المؤيد للثورة جزء من المؤسسة العسكرية وسيسري عليهم ما يسري على بقية مكونات هذه المؤسسة الوطنية من خلال هيكلة الجيش .

 ما صحة انباء تشير إلى مبادرتك بتقديم استقالتك من قيادة المنطقة الشمالية الغربية والفرقة الأولى مدرع للرئيس عبد ربه منصور هادي في الأشهر الماضية ؟

من المعيب التخلي عن دعم ومساندة القيادة الوطنية الشرعية الجديدة المتمثلة بالأخ الرئيس / عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية في مثل هذه الظروف , واللواء علي محسن مثله مثل أي قيادي في المؤسسة العسكرية وغيرها من مؤسسات الوطن مرهون أمر بقائه في موقعه بالإرادة السياسية , ولن نتخلى عن دعم الأخ الرئيس وتنفيذ قراراته ومثلي مثل أي مسئول في الدولة متى ما استنفدت قدراته وأصبح غير قادر على العطاء عليه أن يترك موقعه لآخر أكثر منه قدرة , حتى وإن رأى الآخرون بقاءه وهو غير قادر على العطاء عليه أن يكون صادقاً مع الله ومع نفسه بأنه لا يكلف الله نفساً إلا وسعها , رغم أن لدينا هذه الرغبة لكنها مؤجلة حتى تكتمل الثورة وتحقق كامل أهدافها ولكل مقام مقال .

دور سياسي وعلاقات دولية

 كنت تعد الرجل الثاني في نظام صالح , ويتوقع مراقبون باستمرار تأثيرك بالواقع السياسي ولو استقلت أو أقلت ؟

 إلى مرحلة معينة من مراحل النظام السابق لا أنكر أنه كان لي دور اعتز به ,إذ أن مواقف النظام السابق في كثير من الحالات ونتيجة لتخليه عن مسئولياته قد جعلتني بعض الظروف الرجل الأول وليس الثاني , والنظام السابق في مراحل ما قبل نكوصه وتقهقره وتأكله الذي ساعد رأس النظام ومستشاريه على نهايته وسقوطه , لم يكن يترك لأحد فرصة في ممارسة أي دور , مرحلة ما يمكن تسميتها بالطاووسية أو الفرعنة , والتفرد بالقرارات الخاطئة والمواقف والتصرفات غير المسئولة , أما عن تأثيري في ظل دولة المؤسسات دولة النظام والقانون فيحددها الموقع الذي يتسلمه كل شخص وبموجب اختصاصات هذا الموقع , كل مسئول في موقعه ولا تنازع في الاختصاصات , ومرحلة تنافس القوى وتقاسم إرادة وسلطة الوطن وشخصنتها فهذا زمن ولّى إلى غير رجعة إن شاء الله .

 هناك من يربط مصيرك في قيادة نصف قوات الجيش بمصير الرئيس السابق وأبنائه الذين يسيطرون على النصف الآخر من الجيش؟

مصير الوطن أولوية والوطن فوق الجميع , ولن يرتبط مصير الوطن والشعب بشخوص بعينهم , والشخصنة التي قام عليها النظام السابق , وهي عورة من عوراته , وقد ولّى هذا النظام وارتباط مصائر الاشخاص به , ولا تزروا وازرة وزر أخرى .

 أغلب مناهضيك في الداخل وبالذات المتضررون من حرب صيف 94 وجماعة الحوثي , يعتبرون بقاء تأثيرك مشكلة على نجاح المصالحة الوطنية ... هل قررت جدياً مغادرة المشهد السياسي والعسكري ؟

 من طبائع البشر أن لا يكون رضاهم من عدمه على شخص أو أشخاص على مستوى واحد بهذا الرضا , وإذا ما اعتقد شخص أن الكل راضون عنه أو عكسه من المؤكد أنه على خطأ , وهذه طبائع البشر , ورضا الناس غاية لا تدرك, ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير , وما يحقق الخير والمصلحة لوطننا ولأبناء شعبنا والدفاع عن ثوابتنا الوطنية , أنا جندي من جنود هذا الوطن والشعب يسري عليّ ما يسري على الآخرين من أبناء الشعب , ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يرتبط مصير الوطن بشخص بعينه كائناً من كان .

بات واضحاً تحسن علاقاتك مع المجتمع الدولي ... هل تغيرت نظرة المجتمع الدولي لشخصك ولدورك بناء على مواقفك الوطنية في انجاح العملية السياسية في البلد ؟

 المجتمع الدولي يقدر كل مخلص ومحب لوطنه من منطلق أن البشر تحكمهم علاقات تقوم على المصالح والمنافع المتبادلة , والمرء حيث يضع نفسه , وإن كان من دور لي في إنجاح العملية السياسية فهذا واجب عليّ نحو الوطن لا منةً أو تفضلاً مني , وهو دور متواضع أقل بكثير من مواقف العديد من المخلصين لهذا الوطن , بل قل إن أدوار علي محسن كانت من أقل الأدوار التي بُذلت لمصلحة اليمن .

أكثر من دبلوماسي غربي أشاد بدورك في تجنيب البلاد خطر الانجرار خلف مخططات الرئيس السابق في المرحلة السابقة ... ألا تعتقد بأن الرئيس السابق علي صالح يبيت شروراً تستهدف افشال المرحلة الانتقالية ؟

كما ذكرت سابقاً فإن كان هناك أي دور قدمته لم يكن إلا كواجب ومسئولية تجاه هذا الوطن , وإن كان لي من دور فلم يكن إلا كدور تكميلي لما قام به الكثير من الشرفاء من أبناء الوطن معروفون وآخرون مجهولون , أما عن المحاولات العبثية للرئيس السابق التي تستهدف إفشال المرحلة الانتقالية فمسألة بادية للعيان ولا يخفى على أحد الكثير من هذه التصرفات العبثية التي يقوم بها والخارجة على الشرعية والنظام والقانون , ولكنها بتصوري كزوبعة في فنجان لم يستطع أن يحقق مراميه من خلالها عند امتلاكه للسلطة في النزع الأخير من أيامه, فما بالك ممارساته اليوم كمتمرد على الشرعية ومناهض لدولة النظام والقانون فمآله إلى الفشل , وتصرفاته هذه ستقوده لا محالة إلى إلغاء الحصانة التي مُنحت له والشعب يتجرع مرارة الغصة , وكان من الأجدر به أن يأخذ بما قدمه له الآخرون من روح متسامحة وموقف إنساني نبيل من خلال منحه الحصانة , لكن الحقد ونزعة الانتقام والمشورات السيئة من قبل قُلاع العداد ( اصحاب نظرية تصفير وقلع العداد) الذين قلعوا مع العداد النظام السابق وعلى رأسه علي عبد الله صالح , وللأسف وبنزعة الحاقد المنتقم من الوطن والشعب اقتلع رئيس النظام رداً على قلعه ونظامه وبأسلوب رؤساء العصابات اقتلع الخزينة المالية للدولة وخزائن أسلحة القوات المسلحة والأمن, لكن شعبنا وعلى رأسهم عقلاء الوطن وحكماؤه غلبوا مصلحة الوطن وأبدوا من التسامح مالم تبده الشعوب الأخرى لحكامها الطغاة , وستجني على نفسها براقش , والمغرر بهم ممن لا يزالون يتبعونه في غيه لن يحصدوا غير الندامة غير واعين أنه يقودهم معه إلى مآلات لا تحمد عقباها ... والله المستعان .