آخر الاخبار

تعرف على تفاصيل أحدث فضيحة حوثية أشعلت موجات عاصفة من السخرية - وثيقة لمساعدة ذويهم في حل أسئلة الامتحانات..  الحوثي ينشر 43 ألف من عناصره لانجاح مهام الغش في أكثر من 4 آلاف مركز امتحاني الأطباء يكشفون عن علامة خطيرة وواضحة تشير لسرطان القولون! الأمم المتحدة تفجر خبرا مقلقا : غزة تحتاج 16 سنة لإعادة بناء منزلها المهدمة شركة يسرائيل تفقد ثقة اليهود: رحلة إسرائيلية من دبي إلى تل أبيب تبكي المسافرين وتثير هلعهم عاجل: المنخفض الجوي يصل الإمارات.. أمطار غزيرة توقف المدارس ومؤسسات الدولة والاجهزة ذات العلاقة ترفع مستوى التأهب وجاهزية صحيفة عبرية تتحدث عن زعيم جديد لإسرائيل وتقول أن نتنياهو أصبح ''خادم سيده'' مسئول صيني يكشف عن تطور جديد في علاقة بلاده مع اليمن.. تسهيلات لمنح تأشيرات زيارة لليمنيين وافتتاح كلية لتعليم اللغة الصينية أبرز ما خرجت به اجتماعات خبراء النقد الدولي مع الجانب الحكومي اليمني وفاة شخص وفقدان آخر في سيول جارفة بالسعودية

ضبابية المشهد الثقافي العربي
بقلم/ جلال غانم
نشر منذ: 11 سنة و 7 أشهر و 16 يوماً
الجمعة 14 سبتمبر-أيلول 2012 05:28 م

حركات التغيير التي قادتها مجاميع الشباب في العالم العربي أحدثت عملية انتقال جزئي في السلطة بعُمقها المطلوب وحالة صراع في نتاج هذه الثورات إضافة إلى تصدعات وشُرخ كل يوم تتوسع بين النخب الفكرية والثقافية والسياسية العربية بين مؤيد ومعارض لعمليات تتالي سقُوط الأنظمة وجدوى بقائها وهذا الاختلاف والتضارب أنعكس في عملية اختلاق شكليات متعددة من الأزمات الداخلية والترويج لها بحِدة تعمقت بين الأوساط الفكرية وتحولت إلى خطابات وتأريخ بداء يُكتب كل يوم متخذ من السقوط والسفور الإعلامي والصحفي طريق مفروش بالورود كما يتوقعون .

ضيق الأفق والاصطدام وتصفية الحسابات عامل مُخيف تقوده التيارات التي تم استحداثها في هذه الثورات وتم فرز النُخب هذه بشكل خطير كل من ليس معي فهو ضدي .

هذا التحول في التعاطي مع القضايا الوطنية والعربية أدى إلى تراجع حركة المشهد الثقافي العربي من مسرح وشعر وسينما وتحول إلى مشهد تراجيدي يومي مألوف بالغوغاء والدم وثقافة الانتقام .

المثقف العربي اليوم واقع بين مطرقة وسُندان إيقاع الواقع المفكك وبين التحدي في إعادة صياغته الفكرية والثقافية وفق القبول والتسامح والإنتاج الفكري دون أي أفق للرفض هذا القبول وشرعنته ربما يعكس الروح الحقيقية لهذه الشعوب ومدى نجاح هذه الثورات في احتواء شعوبها من سلطة ومعارضة وعدم الإقصاء .

لا يمكن أن يحتوي قاع البئر سوى طحالب معفنة وحامضة هذا ما يُشبٌهه بعض المثقفين العرب على واقعهم المثقوب فلا فرق عندهم بين ثقافة حميدة أو غير حميدة طالما لم تخلى هذه الثقافة من مخالب مفترسيها .

فقيم التأصيل في الفن والثقافة وسياسة التوطين التي تمارسها جحافل وجماعات الفكر واختزالها هذا المشهد

بجدل عقيم وعدمي وتجييره بديناميكية جدليه وبأبعاد مادية لا تشيء إلا بشيء من البؤس الذي سرعان ما يختفي بشكل عدمي لا نفعي .

إن ربط خصوصية المشهد الساخن بمعطيات واقعية يقودنا إلى تشخيص الانفصام الحاصل والجدلي في الكيان العربي المتعدد الرؤى والذي يتسم بثقافة الحضور لآليات ثقافة النظام الواحد وضياع معالم وحدود المستوى الثقافي والسياسي المطلوب وهذا الضياع يعكس بصدق حجم صوت الجماهير ويعيدها إلى نقطة الصدام الحقيقية في الرؤى الضيقة ويوسع من الهوة العميقة بين الثقافة الواحدة والثقافات المتعددة .

يجب الوقوف اليوم على بُعد خطوة واحدة من الإشكاليات المعاصرة في الثقافة العربية لدى جماهير هذه الشعوب المتعطشة للتغير كي تعيش بثقافة أكثر تفهما واعتدالا في طرح الرؤى مفتوحة العقل والبصيرة كي لا يتم تجهيلها والعودة بها إلى عُصور قبيحة لا نريد أن نراها في عقل المثقف والثائر العربي اليوم .