آخر الاخبار

الدول التابعة لإيران تتصدر قائمة أكثر شعوب العالم بؤسا.. لبنان اولا وسوريا ثانيا واليمن رابعا .. تفاصيل إسرائيل تفرج عن مراسل قناة الجزيرة بعد 12 ساعة من الاعتقال قيادات وطنية وسياسية وإجتماعية في ضيافة عضو مجلس القيادة الرئاسي د عبدالله العليمي أجواء مشحونة بالتوتر تسود حي شميلة بصنعاء عقب مواجهات مسلحة بين مواطنين وميلشيا حوثية منعت صلاة التراويح وإعتقال مقربين من الشيخ صالح طعيمان تفاصيل لقاء السفير السعودي آل جابر بالرياض مع المبعوث الأممي إلى اليمن حريق مفاجئ يتسبب في مضاعفة معاناة النازحين في مخيم النصر بمأرب جراء التهام النيران كافة الممتلكات الخاصة ولاضحايا عاجل : 10 غارات أمريكية بريطانية تستهدف مواقع  المليشيات الحوثية في اليمن .. تفاصيل اليمن تسلم مسئولة أممية خطة للتعامل مع كارثة السفينة الغارقة روبيمار الجيش السوداني يسحق هجوما مباغتا لقوات الدعم السريع من ثلاث محاور في الخرطوم عدن : تكريم 44 خريجًا من الحفاظ والحافظات لكتاب الله

البتول: الحوثية جماعة متمردة ذات ثقافة عنصرية نازية
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: 12 سنة و أسبوع و 3 أيام
الأربعاء 07 مارس - آذار 2012 05:04 م
 

قال الكاتب والباحث، عبد الفتاح البتول، بأن جماعة الحوثي جماعة متمردة ذات ثقافة عنصرية نازية، مشيرا إلى أن أنه يعتبر نفسه متخصصا في تاريخ الزيدية في اليمن، إمامة وفكرا ومذهبا.

وأوضح البتول في حوار له مع صحيفة الجمهورية بأن توجهه في الفترة الأخيرة في هذا المجال نتاج للتوجه الإيراني ونشوء الحوثية في اليمن، وفيما يلي نص الحوار..

حوار/ ثابت الأحمدي

- في البداية أسألك: أنا وعدد من زملائي تتلمذ على أبحاثكم وكتاباتكم الفكرية الرائعة منذ سنوات مضت، الآن بدا الباحث الكبير الأستاذ عبد الفتاح البتول ينتحي زاوية محددة في الكتابة عن الشيعة مهاجما وبصورة حادة كما يقول الكثير، ما هذه الحدة؟

بداية أشكر صحيفة الجمهورية وأشكرك على هذه الزيارة، وقد ذكرت أنني كتبت في مجالات متعددة ومارست العمل الكتابي والبحثي من قبل عشرين عاما تقريبا، ومعظمها في الاتجاه الفكرية والنقدي التأصيلي، وما يقال عني إني توجهت في الفترة الأخيرة باتجاه معين، أقول: نعم، هناك تركيز على هذا الجانب لكنني لم أترك الجوانب الأخرى، وعندي الكثير من الكتابات في مجالات شتى، أنا أعتبر نفسي مهتما ومؤرخا للتاريخ اليمني، ومتخصص أكثر في تاريخ الزيدية في اليمن، الزيدية إمامة وفكرا ومذهبا، وبالتالي فليس هذا عيباً، عندي كتاب عن تاريخ الإمامة في اليمن، وبحث آخر عن التشيع في اليمن، عندي دراسات كثيرة على الحالة الفكرية في اليمن، ولي اهتمامات كبيرة في دراسة الفرق القديمة، وكما تعلم ويعلم الذين تابعوا مقالاتي في التسعينيات فقد كتبت عن المعتزلة، وكتبت عن السلفية وفي الفترة الأخيرة ما توجهت إليه هو نتاج التوجه الإيراني، نتاج نشوء الحوثية، هذا دفعنا للاهتمام أكثر والتركيز أكثر، وما أكتبه هو من منطلقات فكرية تأصيلية، أكثر منها صحفية، والدليل على ذلك أني كتبت في هذا الجانب قبل اندلاع المسألة الحوثية، جهزت كتابي عن الإمامة الزيدية في اليمن من قبل، أنا كتبت عن السلفية بحثا بعنوان السلفية المعاصرة بين التجديد والتبديد، ونشر في صحيفة الوسطية قبل سنتين تقريبا، وانتقدت الجانب التقليدي المتشدد فيها مثلما أشدت وتكلمت عن الجانب التجديدي فيها..

- إنما كما يقول البعض تبدو حادا على هذه الجماعة وتكتب بطريقة هجومية..؟

بعض الناس كانوا يلومونني كثيرا في السنوات السابقة أن هناك حدة وشدة في ما نكتب وفي الطرح ضد الزيدية، وكنت أتناول بعض الجوانب والقصور التي فيها، أما الحوثية فإضافة إلى كونها ثقافة منحرفة، هي أيضا جماعة متمردة، وقد كان الناس إلى وقت قريب يقولون إنهم مظلومون من النظام لكن الآن الناس فهموا وأصبح من كان يلومني بالأمس يقول لي اليوم إنني كنت على حق، اكتشف الناس الآن أن الحوثيين هم الظلمة وهم المعتدون، وهم المهاجمون، وبذا يصبح التصدي لهم ومواجهتهم في اعتقادي واجبا دينيا ووطنيا، وفي إطار منهجية علمية، أنا أرد عليهم بالقلم وهم يعتدون على الناس بالسلاح، باستباحة الأموال والأعراض وهدم البيوت..

- قلت ثقافتهم منحرفة.. مزيدا من التوضيح في هذا النقطة..؟

ثقافتهم سلالية طائفية، عندما تأتي جماعة وتقول إنها أفضل من الناس كلها وأن لهم حق السيادة وحق القيادة وأنه متميزون عن الآخرين وإضافة إلى هذا تجدهم يحطون من شأن الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين. ثقافتهم عنصرية نازية إقصائية، وهذه ثقافة منحرفة مغشوشة، هناك طعن في الصحابة، طعن في السنة، هناك تمايز عن الأمة كاملة، هي تعتبر نفسها لوحدها على حق وغيرهم على باطل. هم أيضا يتبعون المد الشيعي الإيراني الذي يقوم على الاصطفاء السلالي، بالنظرية الإمامية المحنطة، وبالتالي جمعوا بين عدد من الأخطاء والسلبيات التي تتحول إلى ثقافة منحرفة، وقد تبرأ حتى علماء الزيدية أنفسهم من ضلالات حسين الحوثي، وكذا محمد عبد العظيم الحوثي، هناك شبه إجماع أن هذه جماعة منحرفة ومتمردة عسكرية تقلق السلم الاجتماعي.

- هم يقولون في استنادهم إلى أفضليتهم بأنهم يحتكمون إلى نصوص دينية؟

ليس هناك نصوص دينية صحيحة في هذا الشأن، الله سبحانه وتعالى يقول: ما كان محمد أبا أحد من رجالكم، والرسول يقول: الناس سواسية كأسنان المشط، وأهل البيت هم أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وآل محمد هم أتباعه. نعترف أن هناك قرابة ولكن لمن كان في عصر الرسول، من عمومته وأبناء عمومته وأسباطه، أما أن تستمر القرابة بين السلالة والذرية، فاليهود من أبناء أنبياء إذا افتخرنا بالسلالات، لأن اليهود سلالة أنبياء أبناء أنبياء مباشرة كأحفاد لا أسباط، لكن لما غضب الله عليهم لأعمالهم لم يعد لهم أي شرف من الانتساب، النسب في الأصل هو نسب الدين لا نسب الطين.

- في الوقت الذي يتمترس الشيعة خلف مسألة البطنين ألا ترى أن أهل السنة لا يقلون صنمية عنهم حين قالوا بحصر الإمامة في قريش..؟

لا. لا. ليس كل أهل السنة يقولون بالشرط القرشي، أنا أنكر الشرط القرشي، الأحاديث في هذا الجانب خبرية لا إلزامية، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى، ان هذا الشرط لم يطبق تاريخا، أهل السنة الذي يقولون بالقرشية يقولون من باب الأفضلية فقط، لكن إذا وجد من هو أفضل من القرشي يعترفون به، لكن الشيعة إذا وجد إمام من غير هذه السلالة لا يعترفون به، والحديث المعروف في هذا الشأن هو بسبب العصبية كما أشار إلى ذلك ابن خلدون رحمه الله، وأنا شخصيا أنكر إنكارا تاما أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يخصص ولاية المسلمين التي تنطلق إلى الصين وإلى أوربا في قريش.

- أنت مع ما ذهب إليه ابن خلدون في مقدمته من تخريج للحديث؟

نعم أنا مع ما ذهب إليه ابن خلدون تماما.

-الحوثي يقول أنه وأتباعه زيدي وأن ما يجري اليوم هو استهداف للزيدية من أصولها؟

في الحقيقة هو زيدي جارودي، والزيدية في اليمن هم هادوية في الأصل..

-من أين أتت إذن زيدية الحوثي؟

الزيدية التي تنتسب إلى الإمام زيد لقولهم بالخروج على الأئمة فقط، من هذه الناحية فقط، هم هادوية في الفقه، جارودية في الإمامة، معتزلة في الأصول، إلا أن الحوثي أنكر الأصول التي قامت عليها المعتزلة، وأنكر علم الكلام، وأخذ على الزيدية الجمود والسكون، أخذ من الهادوية الجانب الجارودي، والجانب الجارودي يتمثل في الخروج على الأئمة الظلمة وأن تكون الإمامة في الحسن والحسين وجوبا، وهذا ما نص عليه صاحب متن الأزهار، الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى، ونص عليه العلامة أحمد بن الحسن الجلال، وأحمد بن حسن الرصاص، وما نص عليه علماء الزيدية قديما وحديثا أن الإمامة بعد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعلي ومن بعده للحسن والحسين، ومن بعدهما لذريتهما إلى يوم القيامة، وأن هذا من أصول الدين، عندهم الإمامة من أصول الدين، هذه نظرية، لا يستسيغها ذوق ولا دين ولا فكر، أن يأتي دين عالمي كالدين الإسلامي يحصر الإمامة في ذرية واحدة، فهل حابى الرسول قرابته على حساب تباعه؟ حاشى ذلك، هذه إساءة بحق الرسول صلى الله عليه وسلم.

- طيب ما يقوم به عبد الملك الحوثي وأتباعه اليوم، هل دافعه ديني أم سياسي؟

يختلط الجانب السياسي بالجانب العقائدي عند الشيعة عموما، قديما وحديثا، لا تستطيع أن تعمل عملية تفكيك للجانب العقدي من الجانب السياسي عندهم لأن التشيع عندهم في الأصل هو سياسي، تاريخيا التشيع عمل سياسي من بدايته..

- لكنه استقر على غير ذلك مؤخرا؟

مشكلة الشيعة عموما ومنهم الحوثيون أنهم يعتقدون ثم يستدلون، والأصل أن يستدلوا ثم يعتقدون، وكل صراعاتهم عبر التاريخ هو حول منصب الإمامة، وثقافة الحسن والحسين، والزهراء، القيادة.. هذا سيد وهذا مسود، فكر لم يستطع أن يتكيف مع الناس، لم يندمج في المجتمع.

- تاريخ اليمن يكاد يكون كله تاريخ صراع هل السبب في ذلك هو هذا الفكر؟

هذا نتيجة للنظرية الإمامية الزيدية التي قامت، وهذا ما قال به الأستاذ إبراهيم بن علي الوزير والأستاذ زيد الوزير، قال: إن مشكلة الفكر الزيدي قرر الخروج على الحاكم الظالم ولم يضبط كيف يتولى الحاكم، فأوجد مشكلة بهذا، ثم تكلم أحمد محمد الشامي صاحب رياح التغيير في اليمن، وقال إنه ينصح بني جلدته وبني قومه أن يتركوا الحرص على الإمامة وأن يتخلوا عن فكرة البطنين، هذا في تاريخ اليمن الفكري، وأن ينظروا ما ذا حصل بين الهادويين والعيانيين.. بين بيت شرف الدين وبيت المنصور. وهذا ما تحدث به القاضي العلامة المؤرخ عبدالله عبد الوهاب الشماحي، بسبب نظرية حصر الإمامة، ونظرية الخروج، البعض ينظر لها أنها نظرية منفتحة وهي في الأساس نظرية فوضوية.

- ولكن نظرية الخروج عرفت عند السلف الأول من أهل السنة وليست عند الزيدية فقط..؟

لكنهم وجدوا أنها تنتج المشكلات وتريق الدماء فقالوا بعد ذلك بعدم الخروج والخروج بضوابط، وهذه المسألة تحتاج إلى نقاش علمي، لا يكون الخروج ممنوعا على إطلاقه، ولا يكون جائزا على إطلاقه، أضف إلى ذلك أنهم قالوا بالخروج العنصري أيضا! كيف هذا؟ قالوا: لا يجوز أن يخرج على الإمام الظالم إلا شخص من هذه السلالة فقط، بمعنى أن أي شخص من غير هذه السلالة لا يجوز له الخروج على الإمام. فتجد أن هذه النظرية سلالية، اليمن منذ الإمام الهادي إلى نهاية حكم بيت حميد الدين سلسلة من الدماء والصراع، قتل مئات الآلاف من اليمنيين بسبب الأئمة، كان يظهر عشرات الأئمة في وقت واحد، كل يدعيها، فيقولون: الإمامة للأفقه وللأشجع وللأعلم، فإذا بها في النهاية للأقوى! من ناحية ثانية تجدهم يحرمون الوراثة في الإمامة على الصعيد النظري فقط، أما عمليا فكلهم توارثوها. الإمام الهادي المؤسس ورثها للمرتضى، والمرتضى ورثها لأخيه أحمد، وأحمد ورثها لابنه، وانظر إلى الإمام المنصور ورثها لابنه، ويحيى ورثها ابنه أحمد عنه، وورثها لابنه البدر.. وهكذا.

- لكن كانت البيعة موجودة من العامة؟

كانت المبايعة موجودة لكن من باب تحصيل حاصل فقط. مع أن المذهب لا يقر هذا على الصعيد النظري.

- علام اعتمدوا إذن برأيك؟

على حبهم للسلطة والتسلط فقط، عندما تصل الإمامة إلى أسرة ما منهم تصبح داخل الأسرة لا تخرج عنها إلا بالسيف وبالقوة وبإمام أقوى، ينزعها من هذه البيت ويحولها إلى تلك البيت!

- الحوثي يقول اليوم إنه يقر بالدستور والقانون وبالنظام الجمهوري، والاحتكام للصندوق بعيدا عن هذه الثقافة الموروثة؟

هذا كذب ومغالطة ودجل، ملازم حسين الحوثي موجودة، وأقوال بدر الدين موجودة وكتاباته، وتصريحات عبد الملك موجودة وتصريحات محمد عبد السلام موجودة، وكلها تؤكد على أن المسألة عصبية، وتعمل على حصر الإمامة في البطنين، أما عن قولك إنهم يحتكمون للنظام الجمهوري، فإن النظام قد دخل معهم في حروب لأنهم متمردون وما في ملازم حسين بدر الدين الحوثي رفض للديمقراطية وللدولة المدنية بصورة تامة ويقول إن الإمامة في ذرية الحسن والحسين، وما يقوله بعضهم هو مجرد مزايدة واستهلاك إعلامي، الحوثي الأب في مقابلته الشهيرة في صحيفة الوسط يقول بالحرف ردا على سؤال الأستاذ جمال عامر: هل ما زلتم تعتقدون أن الإمامة في البطنين؟ رد بالقول: نعم. إن الإمامة في البطنين، فأجاب بدر الدين بكل وضوح: نعم هي في البطنين لأنهم أقوى من غيرهم في هذا الشأن!! .

- أقوى في ماذا؟

في الولاية. في شأن القيادة، لأن النزعة السلالية جعلته يعتقد أنه أقوى من غيره، وفي كتابه إرشاد الطالب يقول بدر الدين: الولاية هي لمن حكم الله لهم في كتابه وسنة رسوله، رضي الناس بذلك أما لم يرضوا، فالأمر لله وحده، وليس للعباد أن يختاروا، ولا دخل للشورى في الرضا، لأنه لا دخل للناس في أمر قد قضاه الله، عبد الملك الحوثي يقول في مقابلة في صحيفة الأهالي، أجراها الزميل عابد المهذري في يناير 2008م، سأله عن ولاية البطنين، فقال: الذي نؤكد عليه أن النظام الذي هو شرعي دينيا ويمثل الرسول صلى الله عليه وسلم يختلف عن الأنظمة الحالية، والإجابة عن الموضوع ليس محلها الآن، ومحلها الدروس والمحاضرات الواسعة، وأؤكد هنا على درس من سورة المائدة للسيد حسين بدر الدين الحوثي، وهذا ما ذكره عبد الملك،

طيب ما ذا يقصد بدرس سورة المائدة؟ أي أن ثقافة الغدير والولاية، أي ولاية آل البيت والتحذير من ولاية اليهود والنصارى. محمد عبد السلام يقول في موقع المنبر نت وهو موقع تابع للحوثيين: إن ثقافة الغدير هي الثقافة الإسلامية الصحيحة التي رسمها الله لعباده وإن الذين هم بعيدون عن ثقافة الغدير هم عملاء لليهود والنصارى، ويكرر: إن ثقافة الغدير هي الثقافة التي تواجه ثقافة اليهود والنصارى.

- قد يقول قائل تلك فتاوى وآراء بدر الدين الحوثي لا علاقة اليوم لهم بها.. هم اليوم احتكموا للنظام الجمهوري والدولة المدنية، وصاروا جزءا من اللقاء المشترك..؟

لم ينضموا إلى اللقاء المشترك أبدا، هم يراوغون فقط، لم يدخلوا المجلس الوطني، رفضوا ذلك، رفضوا الانتخابات، رفضوا المبادرة، رفضوا الحلول السلمية، لم يؤسسوا حزبا، لماذا لم يؤسسوا حزبا؟

- هناك حزب الأمة؟

حزب الأمة لا يمثل الحوثيين بصورة رسمية. هذا حزب شيعي يتبع إيران.

- كيف حكمت عليه أنه يتبع إيران؟

كل الدلائل تشير وتؤكد أن حزب الأمة جيب من جيوب إيران..

-طيب الإخوان المسلمون لهم امتداداتهم من مصر، البعثيون لهم امتداداتهم من العراق وسوريا، الوهابية لها امتدادها السعودي.. الجميع مهاجرون..؟

صحيح معظم الأحزاب اليمنية كان لها امتدادها من مصر، وليعلنوا هم ذلك، وليعترفوا، لكن أن يكون امتدادا عقديا وثقافيا وسياسيا، فغير معقول، ولا تنس أن إيران تناصب الأمة الإسلامية العداء، وتناصب اليمن العداء، عندما يكون حزبا تابعا لإيران فمعناه أنه يسير بمخطط إيراني فارسي ضد المنطقة وضد الهوية الإسلامية.

- كيف تناصب الأمة الإسلامية العداء وهي جزء منها؟

الثورة الخمينية عندما قامت ظن الناس بها خيرا، لكن الخميني قاد حربا ضد العراق، وسمى الخليج العربي الخليج الفارسي ولم يقل بالخليج العربي، إذا كانوا يعتقدون أنهم من آل البيت لماذا لا يسمونه الخليج العربي؟ طرح بعض الناس: نسميه الخليج الإسلامي فرفض الخميني هذا المقترح.. حارب العراق.. أراد تصدير الثورة الإيرانية..ومعناها تصدير الفكر الرافضي الشيعي المغالي، قامت حركات متمردة، جيوب في كل مكان، الأحزاب الإيرانية في كل مكان، في البحرين، في لبنان، في اليمن. في المنطقة الشرقية في السعودية، كلها تعمل على زعزعة أمن واستقرار هذه البلدان. إيران تحتل الأحواز العربية المنسية، هذه دولة عربية متكاملة وهي نفطية، 80 % من نفط إيران من الأحواز.

-هذا ما لم يقل به الأحوازيون أنفسهم؟

بل يقولون ذلك، وهناك ثورة أحوازية وثوار أحوازيون، ولكنها مكتمة، والإعلام العربي لا يساندها، إيران تحتل ثلاث جزر عربية في الإمارات العربية المتحدة، طمب الصغرى والكبرى وأبو موسى.

- لنقل هذه خلافات حدودية مثل التي تحصل بين أي دولة ودولة أخرى في أي مكان؟

ليست خلافات، صراعنا مع إيران ومع الشيعة صراع وجود وليس صراع حدود.

- أكثر من صراعنا مع أمريكا والغرب؟

لا. قد لا يكون أكثر، قد يكون موازيا، ولكنه أخطر لأن الناس كلهم يعرفون أن أمريكا صليبية وإسرائيل صهيونية لكن إيران تظهر بوجه إسلامي، فالخطورة تكمن هنا أنها تستغل الواجهة الإسلامية لعمل ما يعمله الصهاينة والصليبيون، من الذي احتل العراق؟ احتلته أمريكا وإيران، لولا إيران ـ حسب تصريحات محمد على أبطحي ـ لما استطاعت أمريكا احتلال العراق وأفغانستان، هناك تحالف بين أمريكا وإيران على تقاسم المنطقة..

-عفوا.. على الرغم من الصراع الظاهر بينهما؟

الصراع ظاهري، لكن انظر، وتتحدى العالم دائما، بينما تم إسقاط نظام صدام حسين لمجرد الشكوك والأكاذيب أن لديه أسلحة دمار شامل.

ــ صدام لم يستطع أن يدافع عن نفسه كما تفعل أمريكا اليوم، ولو استطاعت أمريكا ضرب إيران لفعلت إنما هو عجز منها..؟

لا. إيران ليست أقوى من أمريكا في هذه الحالة، ليست أقوى من النيتو، إيران دعاية إعلامية، يقولون: صنعنا صواريخ.. خصبنا اليورانيوم.. هذه دعاية إعلامية، لأن الشيعة يجيدون فن الدعاية لإرهاب الآخرين، إغلاق مضيق هرمز.. كذلك. صحيح هناك خلافات بين أمريكا وإيران لكنها ليست خلافات استراتيجية، وإيران تستغل الملف النووي للضغط على أمريكا ودول غربية في قضايا سياسية في المنطقة.

-لا تنس بالنهاية أن إيران أكبر داعم لحركة المقاومة الإسلامية حماس في فلسطين، وداعمة للقدس العربية، ولها يوم عالمي في الاحتفال بالقدس في الوقت الذي تخلت عنه الدول العربية؟!

نحن بالنسبة للدول العربية والإسلامية نحن أصحاب الحق والقضية الرئيسية في فلسطين. لكن من الذي قتل الفلسطينيين في بيروت؟ أليست حركة أمل الشيعية التابعة لإيران؟ هي داعمة لفلسطين إعلاميا فقط.

- وماليا ولوجستيا؟

ولا شيء من ذلك، تدعم الحركات والفصائل التي يمكن أن تنشر التشيع لصناعة عملاء.

- حركة المقاومة الإسلامية حماس تنشر التشيع؟!

لا. ليست حركة حماس. وإنما هناك فصائل من حركة الجهاد أصبحت مجيرة لصالح إيران، وهذه واضحة وتنشر التشيع. قل لي ما ذا قدمت إيران من أموال؟ إيران تدعم حزب الله. ولا تدعم حماس، ميزانية حزب الله أكثر من 200 مليون دولار، حماس عندما لا تجد أن تدفع المرتبات تذهب إلى قطر أو السعودية. القضية الفلسطينية في الإعلام الإيراني عمل استعراضي استهلاكي، القدس الذي أعلن له الخميني يوما سنويا خاصا هذا من ضمن الدعاية مثلما يعملون مؤتمرا عالميا للوحدة الإسلامية وهم أكثر من يقسمون الأمة.

- قلت قبل قليل أن إيران تتبنى تصدير الثورة الخمينية.. أنتم في أهل السنة ألم تصدروا الوهابية السعودية كما تفعل إيران نفسها مع الخمينية الإيرانية؟

أولا مصطلح الوهابية هذا من أين أتيت به؟

- نسبة إلى محمد بن عبد الوهاب النجدي.

مالي أنا ومحمد بن عبد الوهاب؟ إذا كنت تقصد العقيدة الإسلامية ونشر العقيدة الإسلامية والتوعية بالإسلام، فهذا أمر جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.

-تنشر العقيدة الإسلامية في مجتمع إسلامي أصلا؟

توعية الناس، من باب بلغوا عني ولو آية.. لكن هذا ينشر المذهب وفيه من المفاسد والانحرافات الشيء الكثير، عندما يأتي إلى بيئة سنية ويهدم المقدسات ويسب الصحابة ويشكك بالقرآن ويشكك بالرسول وبالتاريخ الإسلامي ويدعو إلى الانتقام وتكفير الآخرين.. أقول لك: العقيدة الشيعية تقوم على تكفير الآخر. هم يصدرون ثقافة تكفيرية للآخر..

- ربما لن نجد تكفيرا عند جماعة ما أكثر من الوهابيين؟

أولا عندما تتكلم عن الشيعة فمقابلها السنة، وبالنسبة للتكفير الذي أشرت إليه، أقول: هناك تيارات تكفيرية في إطار أهل السنة نعترف بذلك لكنها ضعيفة وقليلة ومحصورة، منهج أهل السنة والجماعة هو المنهج الوسطي المعتدل، وهو تصور قرآني، وأهل الغلو قليلون هنا. بينما المنهجية الشيعية في حد ذاتها قائمة على أساس الغلو والتطرف.

-هل الصراع الإيراني العربي صراع ديني عقائدي أم صراع سياسي أساسه المصلحة بالدرجة الأولى؟

الصراع يأخذ عدة جوانب، صراع ديني بين الإسلام الصافي الصحيح الإسلام الصفوي.. التشيع الصفوي الانحرافي، وهو صراع قومي بين العرب والفرس، والصراع بين العرب والفرس من قبل الإسلام، الفرس يرون أن الإسلام والعرب هدموا الإمبراطورية الفارسية، الفرس عندهم نزعة شعوبية، طبعا ليس كل الفرس، لكن الأغلب يعتمد ذلك، وعندما يحتلون العراق فمن منطلق اعتقادهم أن العراق كلها تبع إيران. وهي تحتل الآن الجنوب كاملا، عندما جاء الإسلام كان الصراع جاريا، وكانت إيران تسيطر على العراق، وعلى اليمن وأجزاء من الشام، وقد أشار القرآن الكريم إلى معركة حصلت بين الروم والفرس انتصرت الفرس أولا، وأشار إلى أن الغلبة فيما بعد إلى الروم، (غلبت الرم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون) فتقهر المد الفارسي ثم جاء الإسلام وتم تحرير العراق في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه من الاحتلال الفارسي، وتم فتح بلاد فارس، وهناك فرق، ما حدث للعراق كان تحريرا من الاحتلال الفارسي..

- عفوا.. العراق اليوم غير العراق سابقا.. كانت الحدود متداخلة ومتغيرة عما هي عليه اليوم، وقد عرفنا سابقا ما سمي بعراق العرب وعراق العجم؟

نعم هناك عراق العرب وعراق العجم وأرض السواد، لكن هناك حدود قومية، العراق والغساسنة وبلاد الشام، هذه مناطق عريبة، وما يسمى بالديلم وطبرستان هذه فارسية جنسيتهم أخرى، وهم يعتبرون أنفسهم آريين، قوميتهم أخرى، ويعتقدون أنهم يتميزون عن الجنس السامي. ومن هنا جاءت أصلا شبهة ما يسمى بآل البيت!! كان الفرس يدعون أن عندهم تميز جنسي ويدعون أنهم أذكى من الآخرين. وأكثر نضجا وأقدم قيادة.

- هذه العقدة نجدها عند كل الأمم بلا استثناء..كل جنسية أو قومية ترى نفسها أفضل من غيرها.. الرومان كانوا يرون أنفسهم أفضل من غيرهم ولذا احتلوا بلاد الشرق، الألمان يعتبرون أنفسهم سيد الأجناس وغزوا أوربا على هذا الأساس.. اليهود يعتبرون أنفسهم شعب الله المختار.. حتى العرب أيضا هم يرون أنفسهم متمايزين عن غيرهم..؟

هي نزعة، لكننا نجدها عند بعض الأمم أكثر من بعض، النزعة التي عند اليهود من بني إسرائيل، الفرس يقولون إن ملوكهم وأباطرتهم كانوا مقدسين، لما جاء الإسلام وانتشر التشيع أخذوا منه هذا الجانب وأخذوا من موروثهم مسألة القدسة لملوكهم، التشيع اليوم كله فارسي.. وفرق بين التشيع العربي والتشيع الفارسي..

- هناك رواية تاريخية تقول إن الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه تزوج ابنة آخر كسرى في فارس “الشهربانو” وتناسلت من ذريتهما ما يسمى عندهم “سلالة الدم الأزرق”.. فقط مجرد إشارة ولا تعتبرها مني تنظيرا لتجسيد الفوارق الجنسية بين البشر.؟

هذه رواية قد لا تصح أن الحسين قد تزوج “الشهربانو” الرواية ليست لها إثباتات تاريخية حقيقية، لكن حتى وإن حصلت فلا يعني ذلك أن ثمة بموجبها فوارق جنسية!

- لنعد إلى الشأن الداخلي المحلي وتعليقك على ما يجري اليوم؟

ما يجري اليوم خطوة في اتجاه المصالحة الوطنية من أجل ترميم البيت اليمني ولا شك أن المبادرة الخليجية كانت حلا توافقيا مرضيا لم يكن أمام الجميع إلا خيار الأخذ بها، ونعتبر أن الأخذ بها قد جنب البلاد الشيء الكثير، والحقيقة يجب أن نشكر القادة السياسيين جميعا الذين توافقوا وتوصلوا إلى هذا الحل حتى قامت الانتخابات التي خرجنا بها من عنق الزجاجة، ونحن الآن مقدمون على فترة قادمة لمدة سنتين وهي فترة بناء، ينبغي الابتعاد عن الاستفزاز أياً كان، وعلينا الابتعاد عن المشاريع الصغيرة الطائفية وخاصة التي حاولت أن تعرقل المسيرة ووقفت ضد الانتخابات ووقفت ضد الإرادة الشعبية، ونثق بحكمة القيادة السياسية وبقيادة المؤتمر الشعبي العام واللقاء المشترك في مواصلة الجهود..

- كمفكر وباحث إسلامي ما تعليقك على الفتوى والفتوى المضادة التي شهدناها منذ بداية الثورة وإلى اليوم؟

الحقيقة أن استغلال الفتوى في العمل السياسي بشكل مباشر عمل خاطئ، الأصل في العمل السياسي أنه عمل اجتهادي متغير، وليس ثابتا، إذا كانت هناك أمور قطعية تمت مخالفتها فيمكن للعلماء أن تكون لهم فيها فتوى، لكن أن يصدر العلماء فتوى في مرحلة سياسية معينة سواء كانت مع النظام أو ضد النظام، مع الثورة أو ضدها سوف تعمل على خلخلة الذهنية الإسلامية وتعمل على هز ثقة الناس بالفتوى لأن هذه الفتوى قد تنقلب إلى ما يضادها من نفس الجهات، بمعنى أنه لا بد أن نوفر الفتوى ونوقرها ونحترمها، من ناحية ثانية أرى أن يكون هناك مجلس معتبر أو هيئة معتبرة ليست سياسية من العلماء الأجلاء الذين يحترمهم غالبية الناس وألا يدخل ضمن الموقعين على الفتوى بعض الدعاة والخطباء والسياسيين، بحيث أنها تتحول إلى شللية وقد رأينا أيام الثورة كيف كانت تصدر الفتوى والفتوى المضادة وكلها تنطلق من أسس دينية، وفيها اختلال جذري. وإذا أرادوا أن يقولوا شيئا فليعتبروها تصريحات شخصية، لأن العالم بالنهاية مواطن وله حق إبداء الرأي. ولم يقل فيها فتوى، لأن الفتوى ملزمة، والمفتي موقع عن الله كما ذهب إلى ذلك ابن القيم.