آخر الاخبار

عاجل: المليشيات الحوثية تستهدف حقول صافر النفطية بمأرب بأحد الصواريخ الباليستية.. قائد القيادة المركزية الأميركية يلتقي بكبار القادة العسكريين السعوديين ويناقش معهم أبرز المخاوف الأمنية تحركات تجريها الرياض ولندن لوقف هجمات الحوثيين و سبُل إحراز تقدم في عملية السلام باليمن انهارت بعد فوز الملاكمة السعودية عليها.. شكاوي من المشجعين السعوديين والبطلة السعودية.. كيف استغلت مليشيا الحوثي أحداث غزة لضرب موانئ اليمن وانعاش موانئ سلطنة عمان.. . ميناء صلالة يطلق خيارات الخدمة البديلة لشركات الشحن كيف أثرت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر على الاقتصاد العالمي وغلاء الاسعار في اليمن؟ موقع أمريكي يكشف أساليب مليشيا الحوثي في نشر الجوع في سواحل اليمن وحرمان أكثر من 10 ألف صياد يمني من مصدر رزقهم العين الإماراتي يخسر مباراة ذهاب نهائي أبطال آسيا مبابي يعلن رحيله رسميا عن باريس سان جيرمان.. الى أين سينتقل؟ تحرك مختلف للحكومة الشرعية يهدف لإقناع واشنطن دعمها عسكريا لمواجهة الحوثيين.. من بوابة الكونغرس

لعبة الدين والسياسة: سياسة الدين و دين السياسة
بقلم/ د. محمد البنا
نشر منذ: 12 سنة و 3 أشهر و يومين
الإثنين 06 فبراير-شباط 2012 04:07 م

يعلم الجميع كم من الضحايا سقطوا شهداء وجرحى من قبل بلاطجة صالح خلال العام الماضي, في مجزرة جمعة الكرامة بصنعاء ومحرقة تعز ومذبحة مصنع الذخائر في أبين وغيرها من مناطق اليمن وكان ختامها في قتل المتظاهرين في صنعاء أمام مجلس الوزراء وأمام وزارة الخارجية وغيرها من شوارع صنعاء وفي تعز الذي وصل القتل فيها إلى النساء وفي المساجد. في كل تلك المذابح انقسم (علماء الدين) إلى فريقين, فريق يدفع إلى قتل الشباب بحجة جهاد الخوارج ويوعد القتلة بالجنة لأنهم يحمون ولي الأمر, والفريق الاخر يدفع بالشباب إلى الشهادة ويعدهم بالجنة لأنهم خرجوا رفضاً للظلم, وفي الحالتين لم يعر الفريقين اهتماماً لحرمة دم المسلمين.

إن (علماء المسلمين) في اليمن وفي غيرها تحت قيادة وتوجيه أحزابهم السياسية دفعوا بفتاويهم السياسية الملتحفة بعباءة الدين إلى القتل لتحقيق اهداف سياسية ومصالح شخصية وحزبية مستغلين بكل دنائة قلة خبرة الشباب من الطرفين بألاعيب السياسة وخبث القائمين عليها.

غير أننا لم نراهم يصرخون لكل ذلك الدم الذي سفك وتلك الأرواح التي أزهقت, كما لم نسمع لهم مطالبات بإخراج اليمن من الجامعة العربية وطرد سفرائها من البلدان المتواجدين فيها, ولم يطالبوا حلفائهم الجدد القدامى في الغرب بضغوطات لإسقاط نظام صالح ومحاكمته. لم نسمع فتاوى أولئك (العلماء) عن قتل المرأة والطفل, وقتل الأعزل والشيخ, وقتل المصليين في المساجد, وإحراق المعاقين ودفن الجرحى أحياء.

إن الحالة المذكورة أعلاه كانت قبل توقيع إتفاق تقاسم الوزراء, غير أن ما تلاها هو الأخطر. لقد تغير دين أولئك العلماء بعد تقاسم المناصب الوزارية, فأفتوا بان من ذهب إلى الشهادة دون أن يختار طرقاً أسهل فهو آثم, وافتوا بان حماية القتلة وتغليب أوامر الغرب على شرع الله مفسدة صغرى, وأفتوا بأن من لا يذهب إلى إنتخاب عبد ربه هو فاسد من أنصار صالح ومن يذهب إلى الإنتخابات من أنصار صالح هم الثوار الحقيقيين والشرفاء الوطنيين الغيورين على وطنهم.

الآن وجد أولئك (العلماء – السياسيين) قضية جديدة لإبداعهم الفتوى في نصرة الشعب السوري بمهاجمة سفارات سوريا ومن وقف معها, وبالطبع يمكنهم إستخدام الشباب الجاهز للموت من أجلهم. لقد انبرى السياسي الإصلاحي لتوجيه حكومة الوفاق وشباب الساحات والأمة الإسلامية والعربية والمجتمع الدولي, متحدثاً بإسم أحزاب المشترك جميعهاً دون أن يكون مخولاً بذلك, داعياً إلى مسيرات لطرد سفراء سوريا، والإعتراف بالمجلس السوري المعارض وتكثيف الضغوطات على سوريا. وتجاوباً مع هذه الدعوة الحزبية أعلن بعض الشباب التابع إعتزامه القيام بإحتجاجات في المدن الرئيسية في اليمن للضغط على حكومة الوفاق الوطني لطرد السفير السوري والاعتراف بالمجلس السوري المعارض.

إن هذه الخدعة السياسية التي انطلت على بعض الشباب تهدف في الأصل إلى تنفيذ التوجيهات الغربية بتفكيك الإعتصامات التي صعب على أجهزة الأمن إختراقها وتمزيقها.

 إن التجييش ضد سوريا من قبل العلماء السياسيين سيتم مقابلته بتجييش من قبل الشباب المستقل والحزبي الرافض لتحميل المسئولية لطرف دون دليل سوى صور مفبركة ومعلومات إعلامية كاذبة منحازة بالكامل لطرف. أن إنشقاق الساحات بسبب سوريا هو أكبر خدمة يقدمها الإصلاح لحلفائه السابقين الحاليين لإستعادة ثقتهم به وبإمكانياته الأمنية والسياسية التي بدائها بحروب الحوثيين وافتعال حرب دماج وكتاف, والتحايل على ثورة المؤسسات.

لقد شاهد الشباب كيف انتقلت السلطة في تونس وليبيا ومصر إلى من تقبلهم أميركا والغرب دون أي تأثير للشباب المغلوب على أمره. ففي تونس انتقلت الثورة إلى الترويج للحجاب أساس الدولة المدنية وتركوا الشباب عاطل كما كان. وفي ليبيا بدأت الدولة المدنية بالسماح للرجل بالزواج من أربع وتركوا الشباب يتقاتل من أجل تثبيتهم في وظيفة في شوارع طرابلس بل ووصفهم السياسيين بأنهم غير متعلمين ودخلاء على الثورة الليبية.

وفي مصر يستمر القتل اليومي للشباب في حين ذهبت القيادة الإسلامية لتنام تحت قبة البرلمان المصري راضية ببقاء العسكر في دفة الحكم يصدرون القوانين حتى بعد انعقاد البرلمان الراقد للمسلمين.

لهذا أتوقع بحسب متابعاتي أن الوضع في اليمن سيتوجه إلى تجريم الشباب الرافض لإنهاء الإعتصام في الساحات ومهاجمتهم واعتقالهم ومحاكمتهم, وأتمنى أن تكون توقعاتي خاطئة.