الاثاث التركي يغزو العالم.. تركيا تجني ارباح مليارية من صناعة الأثاث أسطول الحرية ... يتراجع أمام العراقيل الإسرائيلية ويعلن تأجيل انطلاقه مباحثات عمانية - أميركية لإنهاء التوتر في البحر الأحمر و مناقشة خارطة السلام باليمن نتنياهو يضرب بعرض الحائط بقرارات محكمة الجنائيات الدولية إردوغان يغلي فجأة زيارته للبيت الأبيض بحضور أبناء الشيخ الزنداني. محافظة مأرب تقيم مجلس عزاء في فقيد الوطن والأمة العربية والإسلامية.. وسلطان العرادة وقيادة السلطة المحلية في مقدمة مقدمي العزاء حتى لا تقعون ضحية.. تحذير عاجل من وزارة الحج السعودية افتتاح أول مكتب لصندوق النقد الدولي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هنية ومشعل.. شاهد قيادات حركة حماس تحضر مجلس عزاء الشيخ عبدالمجيد الزنداني إعلان جديد للقيادة المركزية الأمريكية: صاروخ باليستي حوثي باتجاه خليج عدن وهذا ما حدث
ذات لقاء قلت للدكتور طارق السويدان: هل صحيح أنه غير مسموح لك بزيارة أمريكا، وأنت الذي درست فيها فترة طويلة؟ قال لي: نعم، غير مسموح لي بذلك، فقلت له: ما سبب ذلك؟، قال لي: لا أدري سبباً وجيهاً لذلك سوى نشاطنا في أوساط الجالية المسلمة في أمريكا، قلت له: أنت من المحسوبين على التيار المعتدل جداً في الحالة الإسلامية، فلماذا تعامل كتنظيم القاعدة؟ ضحك وقال لي: هذا السؤال المحير لي حتى الآن.
ما ينطبق على الدكتور السويدان نفسه جرى للصديق المفكر الإسلامي محمد بن المختار الشنقيطي الذي درس هو الآخر في أمريكا وقضى فيها أكثر من عشر سنوات، محمد المختار الذي يعد من أبرز وجوه الاعتدال والوسطية الإسلامية، وقد طرد من أمريكا ولم يعد مسموحاً له بدخولها، نفس القصة تكررت مع الدكتور السويسري المصري الأصل طارق رمضان الذي لم يتم السماح له بدخول أمريكا للتدريس في إحدى جامعاتها، ونفس الشيء أيضاً حدث للدكتور والمفكر الإسلامي الكبير الشيخ طه جابر العلواني .
ما يحيرنا جميعاً أن المجتمع الأمريكي مجتمع ديمقراطي تعددي حر، يتعايش في ظل قانونه كل الأديان والمذاهب والأجناس والأعراق، لكن هذه القاعدة الديمقراطية تستثنى وتنكسر عند مجموعة من أبرز رموز الوسطية والاعتدال في الفكر الإسلامي، لا لشيء وجيه أو سبب يمكن الإعذار فيه، فهذا ما ليس مفهوماً حتى الآن، فلم نجد سبباً ظاهراً سوى أن الجميع وسطيون ومعتدلون، وأصحاب رسالة إنسانية عالمية منطلقة من عالمية الإسلام، ومنهجه المعتدل، وهذا ما لا ترضى عنه مراكز النفوذ واللوبيهات الصهيونية ودوائرها المؤثرة في المجتمع الأمريكي التي تريد أن يظل كل شيء خاضعاً لقانونها وتفسيرها، حتى الإسلام تحرص على أن لا يظهر بسوى تلك الصورة السوداوية المتطرفة التي حرصت على إظهاره بها في أحداث 11 سبتمبر للأسف.
لا تفسير لدي غير ذلك لهذا التصرف الأمريكي حيال كوكبة من أبرز رواد النهضة والتجديد في العالم الإسلامي، فهل تعون الآن لماذا هذه الازدواجية في الديمقراطية الأمريكية؟. فهي ليست لديها مشكلة مع غير هؤلاء من الحمقى والخرافيين وسموراي الميكرفونات والفتاوى السخيفة والغابوية المتخلفة، أو الفتاوى الشاذة التي يراد تقديمها باسم الإسلام هنا أو هناك. أمريكا صحيح تركت الحرية للتدين لكل صاحب دين أو مذهب أو ملة أو ايديولوجيا، لكن لا ندري ما هو سبب استثنائها تلك الكوكبة من المفكرين، فمطلوب من الأمريكان أن يفسروا لنا موقفهم من هؤلاء الذين يتم منعهم من زيارة أمريكا، وتحت أي مبرر ذلك؟ حتى يتسنى لنا فهم الدوافع أو الموانع القانونية التي تحرم مواطناً من دخول دولة تقدم على أنها قبلة للحرية والمساواة والعدالة و حقوق الإنسان.