آخر الاخبار

بحضور أبناء الشيخ الزنداني. محافظة مأرب تقيم مجلس عزاء في فقيد الوطن والأمة العربية والإسلامية.. وسلطان العرادة وقيادة السلطة المحلية في مقدمة مقدمي العزاء حتى لا تقعون ضحية.. تحذير عاجل من وزارة الحج السعودية افتتاح أول مكتب لصندوق النقد الدولي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هنية ومشعل.. شاهد قيادات حركة حماس تحضر مجلس عزاء الشيخ عبدالمجيد الزنداني إعلان جديد للقيادة المركزية الأمريكية: صاروخ باليستي حوثي باتجاه خليج عدن وهذا ما حدث قرحة الفم.. إليك 5 علاجات منزلية طبيعية وبسيطة تساعد في الشفاء بطارية مذهلة وخارقة .. سخن 10 دقائق تشغّل سيارة كهربائية لمسافة 600 كيلومتر الذهب في طريقه لأول انخفاض أسبوعي خلال 6 أسابيع صورة توثق ظهور مفاجئ للسنوار في شوارع قطاع غزة يرعب الكيان الصهيوني - قام بجولة ميدانية لخطوط المواجهات مصادر خاصة تكشف لمأرب برس عن شركة صرافة يتولى ارادتها سراً أرفع قيادي عسكري في المليشيات مدرج ضمن قائمة العقوبات الدولية

الحوثيون وقراءة التاريخ اليمني
بقلم/ مصطفى أحمد النعمان
نشر منذ: 6 سنوات و أسبوع و 5 أيام
السبت 14 إبريل-نيسان 2018 08:40 ص
 

كان النقيب عبدالرقيب عبدالوهاب أول وآخر عسكري من تعز تم تعيينه رئيساً لأركان الجيش اليمني (اليمن الشمالي حينها) في العام 1968، وجاء تعيينه على خلفية شجاعته مع زملائه في أهم فرقة بالجيش وهي قوات الصاعقة. كان النقيب عبدالرقيب صاحب قضية ما كان له أن يساوم عليها: (النظام الجمهوري)، الذي رآه تحديدا مثل أي مواطن من أبناء اليمن الأسفل «جغرافيا» «الشافعي» مذهباً منقذاً لقرون من حكم أبناء منطقة اليمن الأعلى الذين أعتادوا حمل السلاح واتخذوه وسيلة وحيدة يسيطرون بها على كل اليمن، وإذا كان الحكم قد انفرد به عدد من الأسر الهاشمية فإن قبائل تلك المنطقة كانت السلاح الذي استخدمه الائمة لبسط نفوذهم، واستمر الأمر كذلك حتى في العهد الجمهوري الذي لم يصل فيه أي من أبناء تعز الى موقع عسكري متقدم حتى هذه اللحظة. كانت المشكلة التي وقع فيها النقيب عبدالرقيب هي عدم امتلاكه حساً سياسياً يدرك به تعقيدات المشهد السائد حينها.

في تلك الفترة كانت المجموعة المتحكمة بالقرار السياسي في صنعاء قد أصدرت قراراً بنزع جنسية الأستاذ أحمد محمد النعمان والشهيد محمد أحمد النعمان لسعيهما لإيقاف الحرب الأهلية التي كانت دائرة بين الجمهوريين والملكيين، ولكن النعمان الأب أدرك خطورة الموقف الذي أحاط بابن قريته (ذبحان في تعز) فبعث له رسالة يحذره فيها من تبعات اللجوء إلى السلاح لفرض أمر واقع، ونبهه إلى أن هذا التفكير لا يمكن له تحقيق النتيجة التي تقود إلى شراكة حقيقية في الحكم بين أبناء اليمن.

كتب النعمان لعبدالرقيب «إن واجبنا ما دامت الفرصة بين أيدينا أن نعلم أولئك الذين حكمونا بالأساليب الظالمة القاسية. نعلمهم كيف ينهجون السبيل القويم سبيل الرفق والإنصاف، لا سبيل العنف والإجحاف، حتى يتأثروا بسلوكنا وأسلوبنا ويعاملونا بنفس المعاملة فيما لو فشلنا وأصبحنا تحت رحمتهم من جديد».

ثم أكد النعمان على خطر الاندفاع دون خطة ولا تدبير فكتب: «علينا أن نعلم الآخرين كيف يتعاملون مع كل المواطنين وأن نرسم لهم الطريق الصحيح لتحقيق الوحدة الوطنية الشاملة وتبادل الثقة وحسن الظن وإزالة الشكوك، ونبين لهم أن الاختلاف في الرأي أو المذهب وحتى في الدين لن يحول دون التعارف والتفاهم والتعايش في سلام واستقرار وعدالة ومساواة».

اختتم النعمان رسالته فكتب: «يا من ذاق آباؤهم الظلم ألوانا: إن الذين لا يفكرون إلا بالسلاح ليستمدوا منه سلطانهم، وليواجهوا به مخالفيهم ويقاتلوا به إخوانهم ومواطنيهم.. إن هؤلاء ليسوا سوى عصابات كل همها إشباع غرائزها لا تؤمن بالعقل ولا بالمنطق ولا بالقانون ولا بالإنسان.. إنكم لن تستطيعوا أن تحققوا لليمن سعادة ولا استقرارا حتى تحرروها من الارتزاق بالسلاح، وحتى تحرروها من اغتصاب السلطة وحتى تضمنوا لها شرعية الحكم».

ان استعادة قراءة ما كتبه النعمان قبل نصف قرن يجعل المرء مندهشا كيف أن المشهد الذي حذر منه ونبه لمخاطره يتكرر اليوم بتفاصيله، لقد كتبت على هذه الصفحة كيف أن الحوثيين لم يقرأوا تاريخ اليمن الاجتماعي والسياسي ويثبتوا يوما بعد آخر انغلاقهم حول أنفسهم، ويكفي أن يراجعوا أسماء الذين يتولون الإدارة الفعلية في المناطق التي تقع تحت سيطرتهم، ولعله من المفيد التذكير أيضا أن شعورهم بالخوف من الآخر وعمق الشكوك بالمختلفين معهم يضاعف من عزلتهم الشعبية خارج الساحة المذهبية التي ينتمون إليها.

أملي أن نجد فرصة تسمح بعودة العقل والحكمة، ولعل البداية تكون في نزع الفتيل الذي أشعل الفتنة، والبحث بداية في إخلاء العاصمة من كل المظاهر المسلحة وعودة مؤسسات الدولة لعملها؛ إنقاذا لأرواح الناس أولاً وتطبيع الأوضاع السياسية، وأنا على يقين أن المملكة العربية السعودية قادرة على دفع الجميع لردم الهوة العميقة من انعدام الثقة، وعلى الحوثيين إبداء المرونة اللازمة لطمأنة الإقليم والإعلان عن استعدادهم التخلي عن الأسلحة التي تثير القلق، والإسراع في إطلاق سراح المعتقلين لا استخدامهم كورقة تفاوضية إذ لا يجوز فعل كهذا داخل الوطن الواحد.

اليمن والإقليم بحاجة إلى الالتفات إلى المستقبل ولن يكون ذلك متاحاً دون التخلي عن معوقات الخروج من الكارثة التي وقع فيها جميع اليمنيين بسبب التهور وعدم إدراك النتائج.

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
محمد مصطفى العمراني
توضيح هام بخصوص مذكرات الشيخ الزنداني
محمد مصطفى العمراني
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
د.عسكر بن عبد الله  طعيمان
الإمام الزنداني ... علو في الحياة وفي الممات
د.عسكر بن عبد الله طعيمان
كتابات
كاتب صحفي/حسين الصادرالرجل الذي خدم الحقيقية
كاتب صحفي/حسين الصادر
د.مروان الغفوريطارق ..
د.مروان الغفوري
الرئيس السابق بين وطنية اليمنيين وعنصرية الحوثيين
د. عبده سعيد مغلس
د. محمد جميحللتذكير فقط
د. محمد جميح
مشاهدة المزيد