أسطول الحرية ... يتراجع أمام العراقيل الإسرائيلية ويعلن تأجيل انطلاقه مباحثات عمانية - أميركية لإنهاء التوتر في البحر الأحمر و مناقشة خارطة السلام باليمن نتنياهو يضرب بعرض الحائط بقرارات محكمة الجنائيات الدولية إردوغان يغلي فجأة زيارته للبيت الأبيض بحضور أبناء الشيخ الزنداني. محافظة مأرب تقيم مجلس عزاء في فقيد الوطن والأمة العربية والإسلامية.. وسلطان العرادة وقيادة السلطة المحلية في مقدمة مقدمي العزاء حتى لا تقعون ضحية.. تحذير عاجل من وزارة الحج السعودية افتتاح أول مكتب لصندوق النقد الدولي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هنية ومشعل.. شاهد قيادات حركة حماس تحضر مجلس عزاء الشيخ عبدالمجيد الزنداني إعلان جديد للقيادة المركزية الأمريكية: صاروخ باليستي حوثي باتجاه خليج عدن وهذا ما حدث قرحة الفم.. إليك 5 علاجات منزلية طبيعية وبسيطة تساعد في الشفاء
في اللحظات الجسام تقرر الشورى للجميع، يكون القرار للأغلب هكذا تعلّمنا غزوة أحد حيث يستجيب المصطفى عليه الصلاة والسلام لرأي الناس، وبعد الشورى يكون التوكل. قرر مجلس شورى الإخوان في مصر بفارق أربعة أصوات ترشيح خيرت الشاطر لمنصب رئيس الجمهورية...قرار صعب في زمن صعب!!في الواقع لدينا أربعة مرشحين كلهم إسلاميون معتدلون يتبنون برامج إسلامية متقاربة للغاية، كلهم يسعى -حتى الآن لجمع أصوات الناخبين- العوا (العالم الجليل)، حازم صلاح (القانوني الشهير)، عبد المنعم أبو الفتوح (الطبيب البارع والسياسي المحنك) وأخيراً خيرت الشاطر(المهندس ورجل الأعمال الشهير).
في البداية أعلن الإخوان عدم الدخول في انتخابات الرئاسة كعربون تطمين لكل الجهات المتخوفة، إلا أن الجهات (المتخوفة) لم تحترم هذا العربون ونظرت إليه على أنه منطق ضعف إخواني وعدم قدرة، واستمر التلاعب بمقاليد خاصة بعد أن أظهر المجلس العسكري عبثاً واضحاً بخيوط العملية السياسية ودخوله في مساومات وصلت إلى حد التهديد بالطعن في الانتخابات الأخيرة التي حصل الإسلاميون فيها (إخواناً وسلفيين) على أغلبية مريحة. مما قد يرد البلاد إلى نقطة الصفر حيث العودة إلى ميدان التحرير ثانية!
ماذا وراء قرار الإخوان ترشيح الشاطر؟في رأيي أن وراء القرار أحد العوامل التالية:
1- رأى الإخوان أن رصيدهم في الشارع قوي وإحصاءاتهم تدل على الفوز، ومرحلة الانزواء ثمنها أكبر من مرحلة الظهور (تجربة حماس) فالخروج للشارع بمرشح هو الأفضل ولا مناص من المواجهة.
2- رأى الإخوان أن الانسجام مع مرشحين إسلاميين آخرين قد لا يتوفر في المرحلة الحالية فأرادوا أن يكون لهم مرشح يستقيم على قرارات الحزب التابع لهم حتى لا تكثر الخلافات فتجربة تركيا حيث تجانس الحزب الحاكم مع قيادة الدولة قد تكون أفضل في حالة مصر أيضاً. (وهذا يظهر أن التنسيق بين الإسلاميين لم يصل إلى حد التكامل).
3- يريد الإخوان الضغط على المجلس العسكري (وهذا رأي البعض) كي يخفف من ابتزازاته القذرة وسيسحبون مرشحهم في اللحظة الأخيرة.
4- معرفة الإخوان سلفاً بتزوير الانتخابات الرئاسة، فأرادوا النزول بمرشح يضمن لهم قوة الحق في النزول للشارع خلف مرشحهم في حال تم التزوير.
5- ضمان عدم تشتت أصوات أفراد الجماعة في حالة عدم وجود مرشح واحد للجماعة وعدم القبول ببقية المرشحين كممثلين للجماعة!!
بالرغم من هذا يظل البعض ينظر إلى أن أبا الفتوح يصلح لسد الفراغ وجسر الهوة ما يجعلهم يقيمون قرار الجماعة الطلاق مع الرجل -الذي ظل متمسكاً بعضويته بالرغم من مخالفته للقرار الذي عدلت عنه الجماعة بعد فصل الرجل بفترة- نظرة قلق وريبة وحزن خاصة وأن الفارق الضئيل بين المؤيدين لترشيح أبي الشاطر والمعارضين قد يؤثر على مجريات الأحداث طالما والجماعة كانت قد شنت حملة شديدة على عضو مجلس إرشادها السابق ومرشح الرئاسة الحالي عبد المنعم أبو الفتوح وصل إلى حد اتهامه بأنه (خان بيعته مع الله) وقد كان الأحرى بالجماعة - إن كانت الصورة كما ظهرت للإعلام- أن تبادر بالتعاون مع الرجل على طريقة (إنه رجل شهد بدراً) و( أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم)لا على طريقة المقاطعة التي تجاوزت مدة مقاطعة الرسول لمخلفي تبوك الثلاثة، أو أن تبين ما فعله أبو الفتوح إن كان يستحق كل تلك القسوة...
وهنا يجدر بالجميع النظر إلى قرار ترشيح الشاطر كقرار ترشيح لا قرار فوز خاصة وأن الانتخابات القادمة ستكون شرسة للغاية.
وعلى العموم فالمرحلة القادمة من التدافع ستكون مرحلة شديدة الوطأة عظيمة التكاليف خاصة وأنها ستحدد استراتيجياً المدة المتبقية لإسرائيل ككيان محتل لأرض فلسطين الحبيبة...ويبقى قرار اختيار الشاطر قراراً صعباً في زمن صعب جداً!!