آخر الاخبار

مليشيات الإرهاب تعاود التحشيد ضد قبائل الجوف والأخيرة تستنفر قبائلها وتتحرك لخوض المواجهة عبد الملك عاطف..ماذا تعرف عن ثعبان الحوثيين أحد أبرز أعضاء الشبكة المالية السرية للمليشيات عبر شركة صرافة مرتبطة بإيران؟ دولة ذات غالبية مسلمة تمنع دخول الإسرائيليين بسبب جرائم الكيان الصهيوني في غزة معلومات ووثائق تفضح كيانات وشركات ومجموعة مالية سرية مرتبطة بـ «عبدالملك الحوثي» - قائمة مسؤولي الشركات الحوثية الجديدة   تقرير أممي يتحدث عن نفاد احتياط الدولار في مناطق سيطرة الحوثيين ركلة جزاء صحيحة لم تحتسب.. حكم دولي يكشف عن حالتين تحكيميتين مثيرتين للجدل في مباراة دورتموند وريال مدريد العليمي يكشف أسباب وأهداف قرارات البنك المركزي الأخيرة ويُطمئن القطاع المصرفي والمجتمع الدولي زيارة أمير قطر إلى الإمارات وهذا ما بحثه مع محمد بن زايد مبابي يوقع لريال مدريد بمكافئة تزيد عن 100 مليون يورو يحدث لأول مرة.. الحوثيون استهدفوا سفينة كانت متجهة إلى إيران وهذه حمولتها ''صور''

عطاءات الثورة المتجددة
بقلم/ الدكتور علي محمد مجور
نشر منذ: 15 سنة و 7 أشهر و 16 يوماً
الأربعاء 15 أكتوبر-تشرين الأول 2008 08:47 ص

تأتي احتفالات شعبنا بأعياد ثورته المباركة في سياق تجسيد عظمة هذا الحدث الوطني والترابط والتلازم المعبر عن واحدية الثورة اليمنية، والنضال الوطني التحرري من ربقة الطغيان الكهنوتي الاستبدادي المتخلف، ومن جبروت النير الاستعماري المتجبر الغاصب اللذين وجدا في سياسية الفرقة والتمزق وسيلتهما للبقاء على الأرض اليمنية.

تلك الفترة من الزمن والتي عاشها شعبنا على هامش التاريخ وخارج المكان والزمان، فقد حكم الأئمة اعتماداً على النفسية العنصرية المشبعة بالمذهبية والطائفية، في حين أن المستعمر استغل خبرته في السيطرة على الشعوب مجزئاً الشطر المحتل من الوطن إلى محميات تتوزع على (22) سلطنة وإمارة ومشيخة مقيماً بينها الحدود وزارعاً المحن والفتن.

إن مقاومة شعبنا اليمني للإمامة والاستعمار لم تكتسب بعدها الوطني الشامل إلا بقيام ثورة (26) سبتمبر المباركة عام 1962م التي وضعت من اليوم الأول لقيامها مسألة الخلاص من الإمامة والتحرر من الاستعمار وإعادة وحدة الوطن أرضاً وإنساناً جوهر انتصارها الحقيقي، مؤكدة واحدية الثورة اليمنية ووحدانية النضال الوطني..

فلم يكد يمضي العام حتى تفجرت ثورة الـ14 من أكتوبر عام 1963م ليناضل شعبنا اليمني من أقصاه إلى أقصاه على جبهتين لمواجهة بقايا فلول النظام الإمامي وضد جحافل المستعمر الغاصب، منتصراً على أعدائه مرسخاً النظام الجمهوري ومحققاً هدفه في نيل الاستقلال الناجز برحيل أخر جندي بريطاني من الأرض اليمنية في الـ30 من نوفمبر 1967م لتبدأ مرحلة جديدة في تاريخ اليمن المعاصر.

لقد جسدت ثورة 14 أكتوبر التلاحم الشعبي في أنقى صوره وجاءت امتداداً وطنياً وطبيعياً لثورة 26 سبتمبر، وتمكنت من ترسيخ التلاحم وتجاوزت التشتت والفرقة التي خلفها الاستعمار والإمامة ليكون الإنجاز الأول لثورة 14 أكتوبر بعد انتصاراتها على الفرقة التي أوجدها الاستعمار وتوحيد الإمارات والمشيخات والسلطنات في دولة واحدة على طريق إعادة وحدة الوطن اليمني حلم شعبنا التاريخي الذي ما كان للثورة اليمنية أن تحقق انتصارها النهائي بدونه والذي من أجله قدم شعبنا تضحيات جسام وقوافل من الشهداء على دروب الانعتاق والتحرر والوحدة، وصولاً إلى بلوغ هذه الغاية وتحقيق هذا الهدف العظيم والنبيل بقيادة المناضل الوحدوي الغيور فخامة الرئيس علي عبدالله صالح في 22 مايو 1990م.

وهو الإنجاز المحمي بإرادة شعبنا اليمني الذي دافع ومستعد دوماً لبذل كل ما لديه للحفاظ عليه وصونه وحمايته من المؤامرات والدسائس التي تحاك ضده بما في ذلك التصدي الواعي للأصوات النشاز ومحاولة إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.

لقد أنجزت الثورة اليمنية بتحقيق الوحدة أعظم أهدافها مدشنة بذلك مرحلة الأمن والاستقرار الوطني، وبناء الدولة اليمنية الحديثة، دولة النظام والقانون والمؤسسات القائمة على النهج الديمقراطي الذي كان خياراً وطنياً تلازم كمنجز رديف للمنجز الوحدوي العظيم لتبدأ مرحلة جديدة من التحولات الكبيرة في مسيرة تاريخ اليمن المعاصر، من أبرز تجلياتها على الصعيد السياسي حرية الرأي والتعبير والتعددية السياسية والحزبية والتداول السلمي للسلطة واحترام حقوق الإنسان، والذي قابله على الصعيد الاقتصادي انتقالات وقفزات نوعية وتنموية وخدمية واستثمارية شهدها الوطن في مختلف المجالات تركزت بشكل كبير في البنية التحتية (الصحة والطرقات والتعليم والزراعة والكهرباء والمياه والثروة السمكية) وغيرها من المجالات الحيوية والإستراتيجية، حيث ركزت القيادة السياسية والحكومة على المحافظات المحرومة من أي مشاريع تنموية خلال فترة التشطير المقيت والتي شهدت نقلة نوعية في ظل دولة الوحدة المباركة لا ينكرها إلا جاحد أو حاقد.

نحن لا ندعي أننا أنجزنا كل تطلعات شعبنا، ولكن بكل تأكيد فإن مسيرة البناء تتواصل حالياً بوتيرة عالية في كافة المجالات وعلى وجه الخصوص تنفيذ مضامين البرنامج الانتخابي لفخامة الرئيس الذي لامس بشكل دقيق تطلعات الحاضر وطموحات المستقبل،لتواصل سفينة الثورة والجمهورية والاستقلال والوحدة إبحارها على طريق الحرية والخير والكرامة والديمقراطية كخيار وحيد للتداول السلمي للسلطة من أجل بناء يمن جديد.. ومستقبل أفضل، يتحقق فيه كل ما يصبو إليه أبناء شعبنا من الرقي والتقدم والازدهار والرفاهية.

هنيئاً لشعبنا وقائده الوحدوي المناضل علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية مباهج الأفراح بأعياد الثورة الخالدة، والمجد والخلود لشهداء الثورة اليمنية الذين قدموا أرواحهم انتصاراً لحق شعبهم في الخلاص من براثن عهود الظلام والقهر والطغيان والتمزق والفرقة، ليعيش حراً عزيزاً في رحاب العصر وفضاءات إنجازاته اللا متناهية.

وكل عام وأعيادنا تتجدد بالمزيد من الإنجازات والتحولات الكبرى على طريق مسيرة بناء اليمن الجديد، ومستقبله الأفضل.

*رئيس مجلس الوزراء