آخر الاخبار

عبد الملك عاطف..ماذا تعرف عن ثعبان الحوثيين أحد أبرز أعضاء الشبكة المالية السرية للمليشيات عبر شركة صرافة مرتبطة بإيران؟ دولة ذات غالبية مسلمة تمنع دخول الإسرائيليين بسبب جرائم الكيان الصهيوني في غزة معلومات ووثائق تفضح كيانات وشركات ومجموعة مالية سرية مرتبطة بـ «عبدالملك الحوثي» - قائمة مسؤولي الشركات الحوثية الجديدة   تقرير أممي يتحدث عن نفاد احتياط الدولار في مناطق سيطرة الحوثيين ركلة جزاء صحيحة لم تحتسب.. حكم دولي يكشف عن حالتين تحكيميتين مثيرتين للجدل في مباراة دورتموند وريال مدريد العليمي يكشف أسباب وأهداف قرارات البنك المركزي الأخيرة ويُطمئن القطاع المصرفي والمجتمع الدولي زيارة أمير قطر إلى الإمارات وهذا ما بحثه مع محمد بن زايد مبابي يوقع لريال مدريد بمكافئة تزيد عن 100 مليون يورو يحدث لأول مرة.. الحوثيون استهدفوا سفينة كانت متجهة إلى إيران وهذه حمولتها ''صور'' شاهد.. أحد أبطال مسلسل ''أرطغرل'' يظهر في قلب أمريكا متوشحاً الكوفية الفلسطينية ويقدم التحية للمقاومة

الإرهاب الممسوخ
بقلم/ منير الماوري
نشر منذ: 16 سنة و شهر و 28 يوماً
الخميس 03 إبريل-نيسان 2008 05:46 م

قبل أيام تلقيت اتصالا هاتفيا من صنعاء على غير انتظار، من السيد حسين الذرحاني المرافق السابق لمرشح اللقاء المشترك للرئاسة الأستاذ فيصل بن شملان، أعرب في اتصاله عن شكره لي لأني برأته في أحد القنوات التلفزيونية من تهمة التورط في الإرهاب قبل أن تبرئه المحكمة بشهور.

وقال الذرحاني إنه بذل جهدا للحصول على رقم هاتفي لهذا الغرض. ومن جانبي قلت له أثناء المكالمة إنه تصرف نبيل منه أن يبحث عن من برأه، ولكن الأهم من ذلك هو أن يقاضي أولئك الذين اتهموه بدون أدلة، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية. وعليه (أي الذرحاني) أن يطالب رئيس الجمهورية باعتذار علني في مؤتمر صحفي شبيه بذلك المؤتمر الذي رفع فيه الرئيس صورة الذرحاني واتهمه بالإرهاب لتخويف المواطنين من مرشح المشترك.

ورغم أن سكوت الذرحاني عن مطالبة الرئيس بالاعتذار يثير الشكوك لدينا بأنه ربما كان منذ البداية مطلعا على تفاصيل الخطة الجهنمية لإسقاط بن شملان، ولكن الثقة ببراءته من الإرهاب لم تكن نابعة عن معرفة بالرجل الذي سمعنا باسمه لأول مرة على لسان الرئيس عبر القناة الفضائية اليمنية، بل عن معرفة أكيدة بالنظام الذي لا يتوانى عن استخدام ورقة الإرهاب لتحقيق مكاسب سياسية أو انتخابية، دون شعور بأنه لعب بالنار الحارقة.

هذا لا يعني أن النظام يمكن أن يرسل رجاله لتنفيذ عمليات إرهابية مثل تلك التي تم تنفيذها في الضبة وصافر قبيل الانتخابات، ولكن النظام يعرف جيدا كيف يوحي للإرهابيين بالتنفيذ في الوقت الذي يناسبه، كما فعل للتخلص من جار لله عمر رحمه الله. 

قبل اغتيال جارالله عمر حرك النظام الحاكم عربة البث الخارجي التابعة للتلفزيون اليمني لتغطية مؤتمر حزب الإصلاح، وهي العربة التي لا تتحرك إلا لتغطية مناسبات سلطوية، وليس لتغطية أنشطة المعارضة، ومع ذلك رافق العربة 50 فردا، بعضهم لا علاقة له بالعمل التلفزيوني، مثيرين الاشتباه بأن مهمتهم فقط ترتيب المشهد الأخير للحدث المرتقب قبل نقله على الهواء، مما يؤكد أن هناك في السلطة من كان على علم بما سيحدث.

الأمثلة كثيرة على تصرفات مثيرة للشبهة قبل كل حادث إرهابي، ولكن الشيء المؤكد أن معظم العمليات نفذها أفراد مسختهم السلطة، ونقلتهم من معسكر الإرهاب القاعدي إلى معسكر الإرهاب السلطوي. ولهذا فإن معظم الإرهابيين في اليمن لم يعودوا يتلقون التوجيهات من أيمن الظواهري أو أبو الفرج الليبي، بل من ضباط في الأمن الخاص، وهنا تكمن الخطورة.

من هذا المنطلق يمكن القول إن الهجوم الإرهابي على السفارة الأميركية ومدرسة 7 يوليو للبنات تم بأيدي إرهابيين ممسوخين، بأسلوب يختلف عن إرهابيي القاعدة المعروفين بدقتهم في التخطيط والتصويب. ومما يثير الشكوك أكثر هو قيام بعض مواقع الحزب الحاكم قبل أسبوع من الهجوم الإرهابي بتسليط الضوء على خلاف بين مديرة مدرسة 7 يوليو وعناصر وصفتها تلك المواقع بالإصلاحية، كما نشرت خبرا عن تعرض مديرة المدرسة للضرب، فهل كل هذا التمهيد قد تم من قبيل الصدفة من أجل ضرب من تسميهم السلطة طالبان اليمن؟!

الخلاصة هي أن السلطة الماسخة لم تمسخ الأشياء الجميلة وتفرغها من مضمونها، مثل الوحدة والديمقراطية والجمهورية فقط، بل مسخت حتى الأشياء السيئة، وجعلتها أكثر سوءا، حيث حولت الإرهاب من جريمة سياسية إلى رذيلة سياسية.

 ولهذا فإن السيد حسين الذرحاني ليس وحده الضحية الذي يستحق الاعتذار من السلطة، بل إن الأستاذ بن شملان يستحق الاعتذار، واللقاء المشترك يستحق الاعتذار، وأسرة الشهيد جارالله عمر تستحق الاعتذار، وأسر الطالبات الشهيدات تستحق الاعتذار، والسفارة الأميركية تستحق الاعتذار، وإرهابيي القاعدة الممسوخين يستحقون الاعتذار.

* المصدر

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
د . عبد الوهاب الروحانيالوحدة في مفهوم المنظمات
د . عبد الوهاب الروحاني
كتابات
عبد الحكيم الفقيهالمجتمع المدني في اليمن
عبد الحكيم الفقيه
محمد السياغيقمم تثبيط الهمم!!
محمد السياغي
مشاهدة المزيد