آخر الاخبار

مليشيات الإرهاب تعاود التحشيد ضد قبائل الجوف والأخيرة تستنفر قبائلها وتتحرك لخوض المواجهة عبد الملك عاطف..ماذا تعرف عن ثعبان الحوثيين أحد أبرز أعضاء الشبكة المالية السرية للمليشيات عبر شركة صرافة مرتبطة بإيران؟ دولة ذات غالبية مسلمة تمنع دخول الإسرائيليين بسبب جرائم الكيان الصهيوني في غزة معلومات ووثائق تفضح كيانات وشركات ومجموعة مالية سرية مرتبطة بـ «عبدالملك الحوثي» - قائمة مسؤولي الشركات الحوثية الجديدة   تقرير أممي يتحدث عن نفاد احتياط الدولار في مناطق سيطرة الحوثيين ركلة جزاء صحيحة لم تحتسب.. حكم دولي يكشف عن حالتين تحكيميتين مثيرتين للجدل في مباراة دورتموند وريال مدريد العليمي يكشف أسباب وأهداف قرارات البنك المركزي الأخيرة ويُطمئن القطاع المصرفي والمجتمع الدولي زيارة أمير قطر إلى الإمارات وهذا ما بحثه مع محمد بن زايد مبابي يوقع لريال مدريد بمكافئة تزيد عن 100 مليون يورو يحدث لأول مرة.. الحوثيون استهدفوا سفينة كانت متجهة إلى إيران وهذه حمولتها ''صور''

الحراك.. والنزعة العنصرية
بقلم/ همدان العليي
نشر منذ: 12 سنة و 3 أشهر و 3 أيام
الثلاثاء 28 فبراير-شباط 2012 11:13 ص

يعتقد البعض بأن «الانفصال» كلمه ملعونة في القاموس السياسي اليمني وحسب، معتبرين فوبيا الانفصال، مرضاً سياسياً يعاني منه الساسة في اليمن وبعض الدول العربية مثل العراق والسودان لأنها لا تملك مناعة «العدل والحكم الرشيد».

لا أختلف مع من يقول ذلك، فالعدل أساس الحكم. ولكن لا يجب أن نهمل حقيقة مهمة مفادها أن رغبة التقوقع وانفصال الجماعات تعتبر غريزة إنسانية تظهر بمجرد توفر بعض العوامل والمثيرات في كل أنحاء العالم وليس في اليمن أو السودان أو العراق. ولو تُرك المجال لمثل هذه النزعات الفئوية لطالبت كل قبيلة أو فئة بتكوين دولة مستقلة ولكان عدد الدول في الكرة الأرضية أضعاف أضعاف ما هو عليه اليوم.

غياب العدل وتهميش بعض الفئات في أي مجتمع، ليست الأسباب الوحيدة التي تدفع ببعض الجماعات إلى المطالبة بالانفصال.. فهناك جماعات تعيش في بيئات عادلة، ولكنها تسعى للانفصال، لأنها تعتقد أنها مختلفة ولا يمكن لها أن تتعايش مع غير جنسها حتى لو كانوا متساوين في الحقوق والواجبات، أو أنها تسعى للانفراد بالثروة الموجودة في نطاقها الجغرافي والاستمتاع بشهوة السلطة، ولأن شهوة السلطة أشد من شهوة الجنس، يضربون بالمبادئ الإنسانية والقيم الدينية والوطنية عرض الحائط.

فالولايات المتحدة الأمريكية تعتبر في نظر الكثير أنها الدولة الأولى في العدل الاجتماعي، ويضرب بها المثل في تطبيق الديمقراطية، كما أنها دولة يقتدى بمنهجها الاقتصادي الذي يلبي ويُشبع حاجات ورغبات الشعب الأمريكي.. ولكن مع كل ذلك فأمريكا تواجه اليوم وبتعتيم إعلامي عدداً من الحركات الانفصالية مثل: حركة (لاكوتا) في الجزء الشمالي من القارة الأمريكية، كما أن هناك من يطالب بانفصال «تكساس» وأخرى تطالب بانفصال «كاليفورنيا» وأيضاً ولاية «فيرمونت»!!

السعي للانفصال غريزة إنسانية موجودة منذ الأزل، يثيرها بعض القادة في الجماعات أو الفئات التي يشترك أفرادها في خصائص معينة، يحدث ذلك بمجرد توفر المثيرات المختلفة التي قد يكون بعضها عبارة عن ثغرات في أسلوب الحكم لاسيما مع استحالة تحقيق (العدل المطلق) في الحكم سواء في الشرق أو الغرب، في الحاضر أو في الماضي.

الانفصال كلمة ملعونة ليس في القاموس السياسي اليمني والعربي وحسب، وإنما في قواميس أغلب دول العالم إن لم أقل كلها، ولذلك تقوم بعض الدول بقمع الحركات الانفصالية كما فعل الرئيس الفرنسي السابق «فاليري جيسكار ديستان» حين هدد أهالي جزيرة كورسيكا بقصف مناطقهم بالطائرات عندما طالبوا بانفصال الجزيرة عن فرنسا.

وكي لا يكون كلامنا إنشائياً، فالتالي بعض المناطق التي يطالب أهلها فصلها عن الدول الأم (الباسيك في أسبانيا، تايوان في الصين، البشتون والبيلوجستان في باكستان، الأكراد في تركيا، الأحواز في إيران، اوسيتيا الجنوبية وابخازيا في روسيا، مقاطعة كيبك في كندا، التاميل في سريلانكا، جزيرة بابو في إندونيسيا، ولاية تشياباس في جنوب المكسيك، بيافرا في نيجيريا ...إلخ).

في اليمن، لا وجود لأقليات أو عرقيات مختلفة، باستثناء الطائفة اليهودية والمختلفة دينياً ـ فقط ـ عن عامة الشعب اليمني والتي لا يتجاوز عدد أفرادها المائة نسمة اليوم.

في اليمن، العرق واحد، والدين واحد، واللغة واحدة، والثقافة واحدة، حتى كثير من ألقاب العائلات ومسميات العديد من المناطق اليمنية في المحافظات الشرقية والجنوبية والشمالية والغربية واحد، بخلاف ما في السودان والعراق.. ففي السودان والعراق تتواجد أقليات أثنية لها عرقيات مختلفة، ولغات مختلفة، وأديان مختلفة، وثقافات مختلفة جذرياً، وهذا ما يدفعها إلى المطالبة بتكوين كيانات سياسية خاص بها.

ما يحدث في بعض مناطق المحافظات الجنوبية اليمنية، ليس بسبب تفرّد طائفة أو عرق بالحكم وإقصاء أُخرى كما يروّج إعلام الحراك الذي يقول إن أبناء المحافظات الشمالية يستحوذون على السلطة ويقصون أبناء المحافظات الجنوبية منها.. ففي السابق كان نائب الرئيس ورئيس الحكومة ووزير الدفاع يمنيون من المحافظات الجنوبية، وحوالي نصف الحكومة المشكّلة من أبناء تلك المحافظات.. عوضاً عن ذلك، فإن لكل محافظة يمنية جنوبية مجلساً محلياً ومحافظاً من أبناء هذه المحافظات، بينما هناك محافظات تقع في أقصى المحافظات الشمالية المحافظون فيها ومدراء العموم وقادة الألوية والمعسكرات من أبناء المحافظات الجنوبية.

أما اليوم، فالرئيس يمني من محافظة جنوبية، ورئيس الحكومة ووزير الدفاع أيضاً من جنوب اليمن.. زد على ذلك أن جميع الأطراف تعترف بوجود قضية جنوبية ويؤمنون بأهمية طرحها على طاولة الحوار الوطني لتحل جذريا بشكل عادل.. ولكن رغم ذلك بعض قيادات الحراك مازالت تصر على مطلب الانفصال، وهذا يؤكد أن الأصوات المطالبة بالانفصال التي مازلنا نسمع عنها رغم هذه المتغيرات وهذه التضحيات تعبر عن نزعة عنصرية أنانية ليس إلا..