مصر: الفنادق تعيد الوهج للسياحة بعيدا عن الآثار
بقلم/ متابعات
نشر منذ: 14 سنة و 9 أشهر و 10 أيام
الخميس 04 فبراير-شباط 2010 06:49 م

*عن الشرق الأوسط

مثلما لملم الأثريون في مصر الأجزاء المفتتة واللقط والتماثيل التي تمتلئ بها أرض الكنانة، وآثارا تركها السكان قبل آلاف السنين، ليعيدوها إلى أماكنها أو يودعوها المتحف لتكون جاذبة للسياح فيما يعرف بسياحة الآثار، تسابقت فنادق مصر لتحقيق التنمية السياحية المستدامة وإحداث برامج جديدة في بلاد تمتلك كنوزا من الآثار ومناطق الجذب السياحي، ليدخل القطاع آفاقا جديدة لعل أهمها السياحة الترفيهية والاستشفائية والرياضات المختلفة وسياحة المؤتمرات ورجال الأعمال والسياحة الثقافية التي تعد اليوم مطلبا للسياح من الزائرين والسكان، وبذلك دخلت الفنادق كرقم مهم في معادلة السياحة في ذلك البلد.

وأعادت سلسلة فنادق ماريوت الثلاثة في مصر الوهج للسياحة، واستقطبت السياح من مختلف دول العالم بهدف تحقيق التكامل في منظومة السياحة المصرية وتفعيل جهود قطاع الفنادق في إنشاء قاعدة سياحية وبرامج جديدة للانطلاق في رحاب القطاع واستكشاف معالم جديدة، وإحداث تغييرات في سلوك السياحة بعيدا عن السياحة التقليدية التي ظلت مطلبا منذ عقود.

واستضافت فنادق جي دبليو ماريوت القاهرة، وماريوت القاهرة، وماريوت شرم الشيخ أخيرا وفدا إعلاميا سعوديا من بينه «الشرق الأوسط» نظمت رحلة له مجلة «سواح» المتخصصة في السفر والسياحة بالتعاون مع هيئة التنشيط السياحي المصرية، واطلع فيه الوفد على الجهود التي تبذل والبرامج التي أقرت لتحقيق التكامل في منظومة السياحة هناك وتفعيل عوامل الجذب السياحي.

وكانت أولى محطات الوفد فندق جي دبليو ماريوت الذي يقع على مشارف القاهرة، ويعد واحدا من أشهر فنادق المنطقة بما يضمه من غرف وأجنحة ساحرة تطل على المناظر الخلابة من المساحات الخضراء والبحيرات أو حمام السباحة، ويضم الفندق 436 غرفة فخمة وجناحا، ويتكون من الجناح الرئاسي بمساحة 266 مترا مربعا، ويتكون من غرف نوم ومعيشة وسفرة فاخرة والجاكوزي، ويطل على ملاعب الغولف العالمية المكونة من 27 حفرة، والجناح الدبلوماسي حيث يمكن للنزيل الاستمتاع بالطابع المغربي أو الجناح الحديث، والأجنحة التنفيذية وعددها 25 جناحا تنفيذيا، إضافة إلى أجنحة أخرى ذات طابقين توفر مزيدا من الخصوصية، وتتوزع في أرجاء الفندق أكثر من 13 مطعما عالميا تقدم أطباقا متعددة لترضي جميع الأذواق، بالإضافة إلى الخدمة العالية المستوى ومن أشهرها: مطعم ميراج كافيه، وهو المطعم الرئيسي ويقدم البوفيهات العالمية على مدار الأسبوع، ومطعم كوتشينا: وهو مطعم إيطالي يقدم الأكلات الإيطالية، ومطعم جي دبليو ستيك هاوس: ويقدم أفخر الفيليه الأسترالي مع أشهى الأطباق الجانبية والسلطات المتنوعة، ومطعم أهلين: حيث يستمتع زواره بأفضل الأكلات اللبنانية في المدينة، ومطعم ذي لاك بروميناد: ويقدم أكبر تشكيلة من المشويات والشيشة، ومطعم السوشي بار: يقدم السوشي الياباني والساشيمي والماكي حيث يستمتع الزائر بالمناظر الرائعة لملاعب الغولف والبحيرات، بالإضافة إلى مقهى لاباتيسري الذي يقدم مجموعة من المخبوزات، والسندوتشات الطازجة، والحلويات مع الشاي والقهوة، ومطعم ليمونغراس: الذي تم افتتاحه حديثا، وهو مطعم آسيوي يقدم مختلف الأكلات من هونغ كونغ وسنغافورة والصين.

ويضم الفندق أكبر جيمانيزيوم مزود بأحدث الأجهزة الرياضية وأجهزة تقوية القلب واللياقة والقوة البدنية والعضلية. ووفر الفندق ولأول مرة في مصر رياضة تسلق الحائط لارتفاع 10 أمتار تحت إشراف مدربين متخصصين، كما يوجد حمام سباحة داخلي وخارجي مجهز بالتدفئة خلال فصل الشتاء، بالإضافة إلى مسار للجري بطول 75 مترا. ولمزيد من الخصوصية يوفر المركز الصحي منطقة خاصة للسيدات وللرجال، وتضم غرف الساونا وحمام البخار والجاكوزي. كما يضم الفندق منتجع ماندرا الذي يعد أكبر منتجع تايلاندي بمصر. وهو إضافة جديدة ومتميزة لفندق جي دبليو ماريوت القاهرة حيث يقدم المنتجع أكثر من 30 طريقة مساج وعلاج بالأعشاب على أيدي خبراء تايلانديين. ويوفر غرفا فردية وأجنحة لفردين وتضم ساونة وحمام بخار وجاكوزي، بالإضافة إلى برنامج خاص للعرائس والحمام المغربي.

وحيث الرمال الذهبية تتلاطم أمامها الأمواج والشلالات الصناعية في جو ساحر، يحمل «ذا بيتش» أجمل النسمات المنعشة في تناغم رائع، وأحدث ناديا للأطفال مزودا بألعاب إلكترونية على أعلى مستوى، وملاه، وإنترنت كافيه، وألعاب فيديو جيم، كما لم ينس الفندق سياحة رجال الأعمال والمؤتمرات حيث وفر جي دبليو ماريوت 18 قاعة اجتماعات ومؤتمرات مزودة بأحدث أجهزة الـ AV Equipment وشاشات البلازما، وأشهرها قاعة توت عنخ آمون أكبر قاعة في القاهرة وتتسع لأكثر من 2000 فرد، والتراس المطل على ملاعب الغولف والبحيرات. ويعد وجود مثل هذا الصرح الكبير مفخرة لمصر وللسياحة على مستوى الشرق الأوسط لما يقدمه الفندق من خدمات فريدة تزخر بالفخامة والاسترخاء والرقي والخدمة عالية المستوى.

وفي شرم الشيخ على خليج العقبة، والتي تستحوذ على ثلث ساحل مصر وتحتضنها منطقة شبة جزيرة سيناء، وتزخر بكنوز حضارية وأثرية تعود إلى نحو ثمانية آلاف عام، وحيث الصخور والشعب المرجانية والشواطئ الذهبية الدافئة، وحيث ملتقى قارتي آسيا وأفريقيا، يقدم فندق ماريوت شرم الشيخ الذي يبعد مسافة 15 دقيقة عن مطار المدينة خدمات متميزة وتسهيلات كبيرة، وصمم الفندق كمنتجع يضم جميع سمات فنادق ومنتجعات ماريوت الشهيرة من حيث الخدمة والجودة، فضلا عن تسهيلات كبيرة على الموقع. حيث يقع على كورنيش البحر الأحمر من الشاطئ، وبعد بضع دقائق سيرا على الأقدام إلى «خليج نعمة»، تجد الكثير من المحلات والمطاعم الدولية مثل هارد روك كافيه، وباشا ليتل بودا بار. ويتكون الفندق أو المنتجع من مبنيين على ثلاثة طوابق. من جانب شاطئ مبنى Beach Resort ، ويضم 216 غرفة فسيحة بما في ذلك 10 أجنحة، بينما الجانب المطل على الجبل يضم 304 غرف فسيحة بما في ذلك 7 أجنحة، تتكون من غرف وشرفة خاصة أو شرفة مع وجهات مناظر مختلفة: حديقة، حمام السباحة أو البحر مما يمكن الضيوف من البقاء في أي من الجانبين، حيث تأخذ امتياز جميع مرافق الفندق.

ويشتمل المنتج على مجموعة واسعة من المطاعم، تضم خيارات مختلفة من الأطعمة الدولية: Teppanyaki ، البولينيزيه، السوشي، الإيطالية، المصرية، المأكولات البحرية ومشويات. والوجبات الخفيفة، والكوكتيلات، والمعجنات، وهناك المطعم الرئيسي على الشاطئ، ومطعم كونا كاي والمطعم الإيطالي ولابرغولا، وهو على شرفة حمام السباحة ويقدم وجبات خفيفة، كما يحتوي المنتجع على ثلاثة أحواض سباحة في الهواء الطلق بمساحات مختلفة تناسب جميع الأعمار وحتى الأطفال.

ويشتهر منتجع ماريوت شرم بشاطئه الخاص المميز الذي يمتد على الساحل بطول 350 مترا يزينه رصيف عائم. كما يضم مركزا للرياضات المائية مثل الغوص والغطس والتزلج الهوائي، والتزلج على الماء، وركوب الأمواج والرياح، إضافة إلى ناد صحي مجهز تجهيزا كاملا مع صالة ألعاب رياضية وساونا ومرافق للتدليك وثلاث قاعات للاجتماعات بمساحات كبيرة، جهزت جميعها بأحدث وسائل التقنية الصوتية. وفي فندق ماريوت القاهرة الذي يحمل قيمة ليست مستمدة من كونه أكبر وأضخم فنادق الشرق الأوسط بل لأنه يضم قصر الجزيرة ذا القيمة التاريخية الكبيرة، عاش الوفد الصحافي وعلى مدى أربعة أيام أجواء تاريخية وترفيهية، حيث أعاد الفندق شريطا عمره 141 عاما، ومشاهد لمراسم افتتاح قناة السويس، وهو الحدث الذي تعدى نطاق المحلية والإقليمية إلى العالمية عندما أمر الخديو إسماعيل عام 1869م بتشييد قصر الجزيرة لاستضافة ضيوف حفل افتتاح القناة، وجاءت المناسبة ليكون مقرا لإقامة ملوك أوروبا الذين أتوا إلى مصر في هذا الوقت للاحتفال بافتتاح قناة السويس، وكان من أشهر الحضور الإمبراطورة أوجيني زوجة إمبراطور فرنسا في هذا الوقت.

كان الهدف من تلك الدعوة التي وجهها الخديو إسماعيل لملوك وأمراء أوروبا لزيارة مصر إبهار الملوك والأمراء، ولمشاهدة جمال ومعالم تلك الدولة الغنية بالثروات وإقناعهم بالتعاون التجاري والاقتصادي في المستقبل، من أجل تنفيذ خطته الطموحة لنهضة البلاد. وإلى جانب بناء «قصر الجزيرة» الأسطوري الذي أعد خصيصا لاستضافة الإمبراطورة أوجيني، حرص الخديو إسماعيل على زيارة الملوك والأمراء لأهرامات الجيزة، فقام بتمهيد الطريق المؤدي إلى الأهرامات، كما شيد عدة جسور من ضمنها جسر قصر النيل وجسر أبو العلا لتمكين الوفود المشاركة في هذا الاحتفال من سهولة التحرك من وإلى قصر الجزيرة وإلى أهرامات الجيزة الخالدة.

أما بالنسبة إلى قصر الجزيرة الشهير فقد كان البناء الوحيد المشيد في جزيرة الزمالك في ذلك الوقت، وكانت حديقة القصر عبارة عن حديقة غناء بها أندر النباتات والأشجار، كما كانت بها حديقة حيوان متميزة لتسلية المدعوين، والتي بدورها أصبحت النواة الأولى لحديقة الحيوان بالجيزة.

لم يبخل الخديو إسماعيل في الإنفاق على تشييد قصر الجزيرة التحفة المعمارية ذات الطابع الفني في هذا الوقت، وكانت من أشهر محتويات القصر مجموعة من الساعات البرونزية ذات الأرقام العربية والتي تعمل بدقة حتى يومنا هذا، وتعد أول مجموعة ساعات بأرقام عربية في العالم.

كما أسس الخديو إسماعيل حجرتين للنوم للإمبراطورة أوجيني الأولى ذات طابع فرنسي مثيلة تماما لحجرتها في قصر التولير بفرنسا، وأخرى إسلامية الطابع «أرابيسك» وكتبت عليها أبيات من الشعر ترحيبا بقدومها.

ولإظهار ثروات مصر الزراعية فقد خصص صالون ملكي وجميع نقوشاته تصور محاصيل مصر الزراعية في ذلك الوقت، بالإضافة إلى التماثيل الرخامية النادرة التي تتزين بها حديقة القصر والتي صنعت خصيصا في إيطاليا للخديو إسماعيل، هذا الرجل الذي استثمر جميع أفكاره وثرواته لخدمة مصر ولم يبخل عليها ليظهرها أمام العالم في أجمل صورها، وليكون على رأس إبداعاته الفنية «قصر الجزيرة» بالزمالك الذي يحمل حاليا اسم فندق ماريوت القاهرة.

ومن أهم ما يميز فندق ماريوت القاهرة بهو الفندق الذي يحوي لوحتين معاصرتين، إحداهما هي لوحة العشاء الأسطوري الذي حضره الصفوة وكانت من بينهم الإمبراطورة أوجيني أميرة الموضة في ذلك العصر، ولوحة أخرى للاحتفالية المقامة في الإسماعيلية لافتتاح قناة السويس.

وامتدادا لأسطورة الفخامة والرفاهية المتصلة بالمكان منذ قرون، افتتح فندق ماريوت القاهرة أخيرا اثنين من الأجنحة الملكية بالدورين التاسع عشر والعشرين ببرج الجزيرة، مضيفا بذالك إطلالة فريدة على نيل القاهرة الساحر، وتتميز الأجنحة بديكور كلاسيكي راق يعطي إحساسا ملموسا بالدفء والفخامة. كما أن مساحة الأجنحة الواسعة والتي تصل إلى 650 مترا مربعا للجناح الواحد مساوية في المساحة لثماني عشرة غرفة متصلة تزيد من الشعور بالتميز والتفرد.

ويحتوي كل جناح على غرفتي نوم رئيسيتين، غرفة نوم للأطفال وغرفة نوم للضيوف، وغرفة معيشة ذات مساحة واسعة، وغرفة معيشة أخرى صغيرة، وخمسة حمامات، وغرفة طعام، ومكتبة. تتمتع كلها بلمسة عصرية لضمان أقصى درجات الراحة. ولمزيد من الرفاهية، تمت إضافة جاكوزي للاثنين من حمامات كل جناح إلى جانب غرفة ساونا.