آخر الاخبار

منفذ الوديعة يعود لظاهرة التكدس .. وهيئة شؤون النقل البري تلزم شركات النقل الدولية بوقف رحلاتها إلى السعودية المبعوث الأممي يناقش في الرياض مع مسئولين سعوديين معالجة الأزمة الاقتصادية في اليمن وقضايا السلام أسباب وخفايا الصراع بين فرعي العائلة الملكية في قطر وقصة الجوهرة الماسية التي فجرت الخلافات توجه لإلغاء تقنية الفار من مباريات كرة القدم واستبدالها بـ(FVS).. ماهي؟ حمدي منصور لاعب نادي السد بمحافظة مأرب ينتزع ثلاث ميداليات ذهبية ويحقق أعلى النقاط في بطولة الأندية العربية للووشو بالأردن صورة.. هل ظلم الحكم الإماراتي المنتخب السعودي أمام استراليا؟ مع تواصل انهيار العملة.. الرئيس يبحث هاتفيا مع رئيس الحكومة خطة الانقاذ الإقتصادي وتدفق الوقود من مأرب وحضرموت ترامب يرشح أحد الداعمين بقوة لإسرائيل في منصب وزير الخارجية بـ 21 قذيفة مدفعية.. أردوغان يستقبل أمير قطر في أنقرة تفاصيل من لقاء العليمي برئيس أذربيجان إلهام علييف على هامش قمة المناخ

خواطر بُرغليه
بقلم/ منال القدسي
نشر منذ: 12 سنة و 4 أشهر و 22 يوماً
الجمعة 22 يونيو-حزيران 2012 09:03 م

لقــد تـرددت كثيـراً قبل أن أكتب هذه الخواطر.. ولكن مادفعني للكتابة هو الوضع المؤلم الذي باتت تعز تئن تحت وطأته ، لقد دفعت تعز ثمناً باهظاً من أرواح ابناءها الذين سالت دماءهم في كل ساحات الحريه والتغيير ولم يتحقق شيء لهذه المدينة المغلوبة على أمرها .. بل ان هناك مؤشرات إنتقامية بدأت تطفو على السطح من خلال التعيينات في المناصب المهمة في تعز واختيار شخصيات محبطه لإي تطلعات مستقبليه لأبناء محافظة تعز وبقاء مجموعة البلاطجة في مناصبهم من قاموا بالأعتداء على ابناءنا وقتل شباب تعز ونساءها في تحدي سافر لأبناء محافظة تعز وخصوصاً ممن استشهد ابناءهم وجرحوا ودُمرت بيوتهم خلال تلك الهجمات البربرية الوحشية الليلية التي عاشتها تعز من قبل قيران والعوبلي وبلاطجتهم المجلوبين من محافظات أخرى، والذين مارسوا كل أنواع الحقد الطائفي ضد ابناء تعز وصبوا نيران مدافعهم ورشاشاتهم دون رحمه على الشباب والنساء والأطفال.

تعز لم تُعامل يوماً كسائر المحافظات فهي مدينة الفقر والأستعباد لأبنائها ومدينة الثراء لأي عسكري او ضابط أو موظف عادي من المحافظات الشماليه يتم تعيينه في تعز .. عندما يُعين احد من الفئات المذكورة في تعز فإنه يشتاط فرحاً وكأن ليلة القدر قد أستجابت لدعاءه .

لم نسمع يوما بأن قائد الشرطة العسكرية او قائد الحرس الجمهوري او قائد اللواء 33 او قائد المحور او الأمن المركزي من ابناء تعز .. لان تلك المناصب محرمة على ابناء تعز ! ولاندري لماذا؟؟ هل خوفاً على تعز!! ام خوفاً منها !!. ولن نتحدث عن القدرة والكفاءة فكل الذين يتم تعيينهم في تلك المناصب بالكاد نستطيع ان نطلق عليهم مسمى كائنات حيه.

أما قادة المعسكرات البواسل فما أدراك ما قادة المعسكرت فقد استبسلوا وبسلوا ولم يتركوا حتى طير يمر جوار معسكراتهم إلا وبلعوه.. حتى رواتب العسكر وإعاشتهم فأن قائد المعسكر يعتبر من القائمين عليها وله حق فيها وحقه فيها اكثر من حق الجنود .. فلا يستغرب احد عندما يرى قائد عسكري وعشيرته يهللون فرحاً عندما يتم ترقيتهم ومكافأتهم بتعيينهم في محافظة تعز.. ولعل اخر مكافأة كانت للبخيتي الذي تم مكافأته بتعيينه قائدا للحرس الجمهوري في تعز ، بعد أن أهلك الحرث والنسل في أرحب .. وهاهو منذ ان باشر عمله بدأ الدخول في قضايا ليست من إختصاصه بل من اختصاص القضاء.. ويُقحم نفسه في قضايا ليست من عمله.

تعـز بالنسبة للعسكر والموظفين من المحافظات الشمالية على حد سواء أفضل من الغربة لأمريكا او اي دولة اوروبيه .. تعز اول ما يُعين فيها المسؤول يأتي محملا بالأكياس الفارغة لتعبئتها بالنقود التي سيجمعها بكل الوسائل التي لاتفرق بين حلالا او حرام.

خلال فترة القصف الهمجي الذي تعرضت له تعز في العام الماضي ذهب الحاشدي من اللواء 33 وأتى ضبعان السواحل والجبال اخذ المعسكر مقاولة مع الخبرة ورأسماله منصبه ورتبته .. لكن ايراداته اليوم احسن من اي تاجر وبدون اي مخاطرة (ايرادته الشهريه من اللواء والمناطق التي تقع تحت سيطرة اللواء (سواحل المخاء ) لا تقل عن مبلغ 100 مليون ريال شهرياً) وعيني عينك الدولة دولته بتعز يسرق وينهب .. وقتل من قتل من ابنائها ودمر ما دمر من منازلها وكل فترة يخرج الدبابات من المعسكر ليستحدث نقاط امنية جديدة وماتكاد ان تصل الأمور لمرحلة الأنفجار ليتم تداركها في اللحظات الأخيرة وكل فترة على هذه الحالة.. من يصدق ذلك!! قائد المعسكر يحرك الدبابات وكافة الأسلحة بمزاجه وكلنا يعلم بأن الدبابة لا تتحرك من أي معسكر الا بعلم رئيس الجمهورية!!.

ضبعان على يقين بأن إختلاق المشاكل هو العامل المهم في بقاءه بمنصبه في تعز .. لكن هذه الألعايب قد بلت ، ولعبته الأخيرة في مطلع الأسبوع الماضي ربما يكون قد استفاد منها عندما اخرج دباباته وجنوده في منتصف الليل وماكاد يتقدم خطوات بأتجاه مدينة النور حتى كان ثوار تعز له بالمرصاد ولولا تراجعه وانسحابه لكانت تعز اصبحت شعلة نار من اقصاها لإقصاها.. وللعلم اللواء 33 لم يقوده يوماً قائد برغلي ، فحق الأمتياز قد سُجل بأسم قيادات من المحافظات الشمالية وكل قائد أسوأ من الذي قبله .. وللأنصاف هناك قائد عُين للواء 33 طيب الذكر الشهيد أحمد فرج كان رجلاً وقائداً وانساناً رحمه الله وطيب ثراه (احمد فرج من كبار مشائخ سنحان وأعيانها وهو شيخ علي عبدالله صالح).

تعز مستباحه من الغير ولكنها محرمة على أبناءها .. يأتون من خارج تعز ولا يمضي على تعيينهم أكثر من عام حتى ينقلب حالهم من حال الى حال وفجأة نراهم مُلاك اراضي وعقارات وسيارات.. اما أبناء تعز (البراغلة ابناء اللغالغة) فإنهم يفنون عمرهم في الوظيفه وبالكاد يشبعون جوعهم وجوع أبناءهم .. والكثير منهم يعجز عن توفير القوت الضروري لأسرته.. ولعل البعض يتذكر المقولة المشهورة لأحد ضباط المرور في تعز من المحافظات الشمالية عندما تم ابلاغه بخبر ترقيته ونقله الى صنعاء فكان رده "عسكري في تعز ولا عقيد في صنعاء".. وبالفعل سافر الى صنعاء وغير قرار نقله وتنازل عن ترقيته ودفع من المال ما دفع لقاء إبقاءه في مدينة الثراء.

تعز حالمة لأبنائها ومدينة الأحلام لمثل تلك الفئات الحاكمة ، أما الضباط من ابناء تعز فما يكاد يصل احد لرتبة متقدمة حتى يتم تصفيته ، وتدفن قضيته مع جثته أبتداءً من الشهيد عبدالرقيب عبدالوهاب وانتهاء بالعميد هلال شمسان القدسي والعميد الدكتور عبدالله فارع العزعزي وربما هناك قائمة ستلحق بهم مالم يتيقظ ابناء محافظة تعز والمحافظات المجاورة لها .. في حين لو قتل احد من ابناء المحافظات الشماليه (وعادة ان حدث ذلك يكون نتيجة لأعمال نهب لأراضي) فأن القبائل يقتحمون تعز بأسلحتهم الثقيلة والخفيفة يبحثون عن الثأر والدولة هي التي تساعدهم على ذلك من خلال السماح لهم بعبور كافة النقاط العسكرية بأسلحتهم وعتادهم ليصلوا الى تعز ، بل وتُصرف لهم من جهات معلومة مبالغ ماليه كبيرة لقاء مصاريف بقاءهم في تعز.

تعز قضية ويجب ان تعلن قضيتها ويتم مناقشتها قبل اي حوار وطني ، وما يثير الاستغراب أن يتجنب أبناء تعز الحديث عن هذه القضية التي تقضي مضجعهم ، وتؤرق لياليهم ونهارهم سلسلة من الأحباطات والشعور بالظلم .. هذه القضية طفت على السطح مؤخراً وينبغي ان يُعطى لها من الأهتمام ماتستحقه قبل ان تنفجر ويصعب السيطرة عليها.

على أبناء تعز ان يعلنوا الدعوة الى مؤتمر وطني لأبناء تعز ولايمنع من حضور ذلك المؤتمر ابناء المحافظات المجاورة لتعز ليتم مناقشة قضية تعز ووضع تصورات لمستقبل ابناء تعز ومحافظتهم على ان يتم ذلك قبل الدخول في اي حوار وطني عام .. تعز ليست جزء منفصل بل هي جزء من كل متكامل ، ولكن كما ان على ابناء تعز واجبات نحو وطنهم فلابد ان يكون لهم حقوق .. الوطن وطن الجميع وليس وطن فئة حاكمة والفئات الأخرى محكومة مسخرة للفئة الحاكمه.

نحن أبناء تعز نميل الى السلم والحياة المدنية نحن لا نعرف الداعي والمغرم مانعرفه انه حينما نختلف نحتكم الى القانون والقضاء .. نحن ابناء تعز نمقت الطائفية ، ولا أحد يستطيع ان يزايد علينا في مقتنا للطائفية .. ولكن للأسف الشيئ إذا زاد عن حده أنقلب ضده .. فأأبناء تعز من كثر كرههم ومقتهم للطائفية أصبحت على أبصارهم غشاوه لا تزول إلا حين تذكرهم بالواقع المرير الذي يعيشون فيه .. وأقولها بحرقه واقع مرير وإلا ماذا يعني لك أيها التعزي الحر ان ترى كل المرافق والمؤسسات من حولك خاصة المؤسسات العسكرية محرمة على اللغالغه وكإن الله لم يخلق منهم رجال .. من حمى ثورة 26 سبتمبر وشارك في قيامها؟ ومن فك حصار الـسبعين عن صنعاء؟ ابناء محافظة تعز كانوا جمهوريين حتى النخاع ولم يكونوا يوما جمهورين في النهار وملكيين في الليل! ولم يبيعوا يوما سلاح الدولة ودباباتها للملكيين لقمع الجمهوريين .. وانتهى المطاف بكل المناضلين من ابناء محافظة تعز إما بالأغتيالات او بالمعتقلات والتعذيب، والذي سلم منهم خرج مجنونا او مصاب بحالة نفسيه من هول التعذيب الذي كان يمارس عليهم بحقد طائفي أعمى .

إنه لمن العااار على ابناء تعز خاصة ثوارها واحرارها ومن يوصفون بالمشائخ والاعيان ان يقبلوا بوجود قتلة في تعز امثال ضبعان والبخيتي بعد كل الجرائم التي ارتكبوها من قتل وتدمير في أرحب ومحاولة اكتساح تعز من قبل ضبعان والذي فشل جنوده بالتقدم شبرا الى داخل المدينة ويكفي هنا الأشارة بأن من جنوده المجلوبين من قريته عز الله القارئ قد عملها فوق نفسه في يوم محاولة اكتساح تعز من هول المقاومة التي واجهوها.

على أبناء تعز خاصة مشائخها وأعيانها الاحرار (وهنا فقط أخص بالذكر المشائخ والاعيان الاحرار والشرفاء) ان يتوقفوا عن الالتفاف حول أنفسهم وان يلتفوا حول قادة تعز العسكريين وان يؤازروهم حتى تستعيد تعز حقوقها المسلوبة منذ عقود .. فمن المعيب على مشائخ تعز واعيانها الشرفاء الاحرار ان يغمضوا عيونهم عما تتعرض له تعز من استباحة وسرقه.. عااار عليهم ان يبقى من قتل ابناءهم ودمر منازلهم يصول ويجول أمام أعينهم.. فليس من المعقول انه لا يوجد في تعز رجالاً وقاده عسكريين أجدر وأكفأ بان يكونوا قادة للمعسكرت المحرمة فقط على اللغالغه وكانهم مواطنون درجه ثانيه.. ان إجتماعات المشائخ والاعيان بالمقايل والهمس بالأذان ليس عملا ثوريا ولا وطنيا ، تخزينة قات وكتابة بيان يستنكر او يطالب امر معيب بحق اعيان تعز.. الخائف من الأقدام على الفعل فصمته ارحم من كلامه !!

أما إذا استمر الحال على ماهو عليه فما الجدوى من الثوره والتضحيات!! ان دماء الجرحى التي مازالت شوارع المدينه مضرجة بها وأرواح الشهداء سوف تلعننا.

تعز اليوم ليست تعز الأمس .. وتعز غدا لن تكون تعز اليوم .. آن لأبناء تعز ان يحكموا انفسهم بأنفسهم وكفى من قُتل من القيادات العسكرية ، ولا ندري من القادم !! فقط من أجل ان لا تكون في تعز قيادات عسكرية من أبنائها، وان وجدت ففي أضيق الحدود ومن سفهاء تعز ، وهاتلك ياضبعان وهاتلك يابخيتي إسرقوا وانهبوا فالوقت لايساعدكم.

تعز بركان سينفجر في أي لحظة ولن يهدأ .. وهذه دعوة أولاً للواء علي محسن الاحمر القائد العظيم الذي يكن له أبناء تعز جل الاحترام ويعتبرونه إستثناءً بل ويعولون عليه كثيراً ويعقدون عليه آمالهم وثانياً لرئيس الجمهورية ووزير الدفاع لنزع فتيل التوتر من تعز .. فلن يهدأ ابناء تعز وهم يشاهدون من قتل ابنائهم وهدم بيوتهم امام أعينهم يتبجحون بوقاحه ودون حياء.

خاتمــه

انا لست طائفيه .. بل أمقت المذهبية والمناطقية وأرى انها مستنقع قذر للتخلف الحضاري .. ولكن هناك داء يستفحل بالجسد اليمني وعلى الجميع تشخيصه ومعالجته قبل ان يصعب علاجه وتتحول بلادنا الى دويلات.. لقد تناولت في خواطري هذه الكثير مما يتداوله ابناء تعز همساً ، فما زالت ايام الأمن الوطني والأمن الداخلي وزوار الفجر تعيش في ذاكرة ابناء تعز والذين استهدفوا من منطلق طائفي وبأبشع الطرق .. علينا ان نصحوا ونعالج أمراضنا فالأصطفاف الطائفي او المذهبي يهدد الوحدة الوطنية والمخاطر تحيط باليمن من كل صوب ولا يمكن مواجهتها وافشال كل المؤامرات والمخططات التي يحيكها اعداء اليمن إلا من خلال التلاحم الوطني والمواطنة المتساوية والغاء المؤسسات المذهبية او الطائفية فالوطن للجميع في الحقوق والواجبات .