”حجازي“ و”العيال“.. نموذجان من تضحيات شباب مأرب ضد الحوثي
بقلم/ أحمد شبح
نشر منذ: 4 سنوات و 7 أشهر و 16 يوماً
الأحد 29 مارس - آذار 2020 06:18 م

ترك ابن قبيلة جهم بمنطقة صرواح بمحافظة مأرب مقعده الدراسي في إحدى الجامعات بالبنجاب بالهند ولم يُكمل دراسة الماجستير وعاد قبل أشهر لتلبية نداء الواجب الوطني والمشاركة في تحرير صرواح التي لا تزال بعض مناطقها تخضع لمليشيا الحوثي المدعومة من إيران وانخرط في صفوف المقاومة الشعبية والجيش الوطني مشاركاً ببندقيته وقلمه في معارك تحرير 

ما تبقى من أراضي مأرب وكل تراب الوطن واستعادة الدولة ومؤسسات الدولة التي فرضت عليها مليشيا التمرد سيطرتها بقوة السلاح.

حسن الحجازي الجهمي، هو أحد أبناء منطقة صرواح الذين شرّدتهم مليشيا وهجّرتهم من منازلهم منذ 2015 حيث تمدّدت المليشيا إلى المنطقة الواقعة غرب محافظة مأرب على الحدود مع منطقة خولان شرق صنعاء.
وهو حاصل على شهادة بكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة صنعاء، ودرس ماجستير ادارة موارد بشرية وآخر ادارة أعمال وثالث في الادارة المالية؛ ودبلوم دراسات عليا في إدارة الأعمال، وهو أيضاً رئيس اتحاد الطلاب اليمنيين في البنجاب بالهند.

يتواجد حسن حاليا في الصفوف الاولى من المعارك الدائرة في أطراف صرواح مقاتلاً ببندقيته إلى جوار أبناء مأرب الذين حملوا السلاح للدفاع عن الوطن والذود عن الجمهورية ويقفون في وجه التمرد الحوثي منذ 2015 ويحولون بين أطماع المليشيا في السيطرة على المحافظة ذات الإرث التاريخي والحضاري والتماسك القبلي والنضال المتوارث ضد مشروع الإمامة ومخلفاتها.. يتواجد في قلب المعركة ليكون قريبا من منطقته التي ولد فيها يتنفس هوائها ويستعيد ذكرياتها الجميلة، وقريبا من منزله التي تحول مليشيا الحوثي دون عودته إليه.

حسن هو أيضاً ناشط اعلامي وله حضوره في الجبهة الاعلامية موثقا بطولات وانتصارات الجيش والمقاومة في المعارك الميدانية وحاضرا في الجبهة الإعلامية وشبكات التواصل الاجتماعي.

عدسة الجيش والمقاومة

على الجهة الأخرى، يُرابط فهد العيال، في مقدمة الجبهات ببندقيته وكاميراته لتوثيق انتصارات وبطولات الجيش الوطني والمقاومة؛ والمشاركة في المعارك معتمداً على خبرته وأبناء قبيلته المتوارثة في القتال.
يوصف فهد بأنه مصور البطولات والانتصارات في مأرب وصولاً إلى صنعاء والبيضاء والجوف، سجّل خلال 5 أعوام حضوراً نوعياً في مجال الاعلام الحربي مُرافقاً للمُقاتلين في مقدمة المعارك التي تدور في مناطق وتضاريس جبلية وعرة يعرفها جيداً فهي منطقته ومسقط رأسه.
عدسة فهد التقطت أشهر مقاطع الفيديو للأبطال وهم يقتحمون المواقع ويتسلقون الجبال ويشتبكون مع العدو وجهاً لوجه ومن مسافة صفر من خلال عمله ضمن الفريق الإعلامي في "مركز سبأ الإعلامي"، المركز الذي تتزين بشعاره واسمه ومنتوجاته مختلف وسائل الاعلام محلياً ودولياً.. بعض مقاطع الفيديو المنشورة على "يوتيوب" تجاوز عدد مشاهديها 2 مليون مشاهدة.
فهد، تعرض للإصابة في غير مرة، لكن ذلك لم يمنعه من المواظبة والاستمرار معتمداً على صدقه وإخلاصه.. وقد اكتسب حضوراً وخبرة عملية في مجال الاعلام الحربي رغم أنه لم يتلق أي تعليم أو دورات تأهيلية وتدريبية في هذا المجال.

حسن، وفهد، هما نموذجان لتضحيات شباب مأرب ورجالها، المحافظة التي استعصت على أحلام الإمامة قبلاً وتستعصي على أحفادها اليوم، هبّ رجالها بشجاعة وإقدام لمقاومة الحوثي بمختلف فئاتهم وانتماءاتهم.
هناك أسماء كثيرة ستظل خالدة في الذاكرة الوطنية، لا يتسع الظرف لسرد فصول نضالاتها وأسفار بطولاتها؛ ولن يُخطئها أو يتخطاها التاريخ.

حسن الحجازي الجهمي

فهد العيال