هبة قطب السيدة التي تتحدث في قضايا الجنس
بقلم/ متابعات
نشر منذ: 15 سنة و 8 أشهر و 14 يوماً
الإثنين 02 مارس - آذار 2009 05:15 م
 
 

قالت أن الكليبات الفاضحة أفسدت العلاقة بين الرجال والنساء، وطالبت بحظرها حفاظا للأخلاق والقيم والتقاليد، كما انتقدت ظهور مشاهد الزنا والشذوذ على شاشات السينما.

وحول تركها المفاجئ لفضائية «الحياة» المصرية قالت قطب إنها أقدمت على هذه الخطوة بسبب قيام إدارة القناة ببث إعلان إباحي أثناء بث البرنامج،

وإلى نص الحوار:

• لنبدأ الحوار بالسؤال عنك شخصيا فمن هي هبة قطب؟

- اسمي بالكامل هبة جمال قطب، أعمل مدرس طب شرعي في كلية الطب في قصر العيني في جامعة القاهرة، وحصلت على درجة الماجستير من الجامعة نفسها عن «الاعتداءات البدنية والجنسية على الأطفال» تلتها رسالة دكتوراه بعنوان «الاعتداءات الجنسية وتبعاتها الصحية»، متزوجة وأم لـ 3 بنات، وزوجي يعمل جراحا للعيون في مستشفى قصر العيني.

• وما الذي دفعك إلى اختيار هذا التخصص الشائك والغريب؟

- دعني أرد عليك بسؤال معاكس: وما الذي يمنعني من التخصص في هذا المجال؟! هل هناك موانع من تخصص النساء في مجالات بعينها؟!

وعلى الرغم من ذلك فسأجيب عن السؤال وأقول: إن ما جعلني أختار دراسة هذا العلم هو أنني أمتلك جرأة السبق. ومستعدة لتلقي السهام في صدري ولا أخشى في الحق لومة لائم.

• إذاً كيف كانت البداية؟

- حينما كنت أعد رسالة الدكتوراه في الطب الشرعي انخرطت في الدراسة والقراءة عن الدوافع التي تؤدي للاعتداءات الجنسية واقتراف الجرائم البشعة كالاغتصاب.

والحقيقة أنني ذهلت عندما توصلت للعلاقة بين هذه الجرائم والخلل الذي يعاني منه مرتكبوها في العلاقة الجنسية السوية، كما أنني لاحظت عدم اهتمامنا كأطباء ومثقفين بهذا التخصص في العالم العربي، فما بالك برجل الشارع العادي أو غير المتعلم.

وعلى الرغم من أن هذا التخصص يعتبر من العلوم الإنسانية التي بدأت الجامعات الأميركية والأوروبية تدريسها منذ الستينات لوجود فئات في كل مجتمع تعاني بسببه خللا في العلاقة الجنسية الزوجية، وتحتاج للعلاج والمشورة من قبل شخص مؤهل للقيام بذلك، وربما كان هذا هو الدافع الرئيسي والأساسي لاختياري التخصص في هذا المجال.

• لكن هناك من يتهمونك بأنك تسعين للشهرة، خصوصا أن هذا التخصص لا يتفق مع طبيعة المرأة في المجتمعات العربية؟

- الحمد لله طوال حياتي لم أسع إلى الشهرة، ولم أبحث عنها، وإنما هي التي بحثت عني، فحينما قررت التخصص في هذا المجال، لم أكن أعلم بأني سأصبح مشهورة.

وكان كل همي في ذلك الوقت البحث في هذا العلم وتوفير قاعدة بيانات كبيرة يستفيد منها من يحتاج إليها، ولو قلنا إن هذا التخصص لا يتفق مع طبيعة المرأة إذاً، فيمنع الرجال عن التخصص في أمراض النساء والتوليد، لأنها أمور خاصة بالسيدات.

• وما الهدف الذي كنت تسعين إليه حينما عقدت العزم على المضي قدما في هذا العلم؟

- كان هدفي الأساسي رأب صدع البيوت وإصلاح العلاقات الزوجية التي كادت تنهار بسبب العلاقات الجنسية الفاشلة، ولم تكن تعنيني الشهرة والأضواء لأني كنت أعتبر الأمر رسالة.

• وإلى أي مدى نجحت في تحقيق ما كنت تريدين؟

- أعتقد والحمد لله أنني حققت نتائج مذهلة مع المرضى الذين انتظموا في جلسات العلاج، ونسبة نجاحي تفوق الـ 90 في المئة، لأني مخلصة للفكرة ومؤمنة بالرسالة التي أؤديها.

• لكنك في أحيان كثيرة تخوضين في أمور فقهية بعيدة كل البعد عن تخصصك؟

- لم يحدث ولو لمرة واحدة في حياتي أن تعرضت لمسائل فقهية وأفتيت فيها بفتوى معينة، لأنني لست فقيهة، ولا يمكن أن أتجرأ على الفتوى، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أجرأكم على الفتوى أجرأكم على النار».

وأنا لست جريئة على النار، وما أتحدث فيه لا يتصل بقواعد الإسلام أو أركانه، فأنا لا أقول إن أركان الإسلام كذا، ولا أروي أحاديث غير صحيحة، وكل ما في الأمر أنني أحاول الاستشهاد بأمور علمية، أوربط بينها وبين ما جاء في الدين الإسلامي لتوضيح الإعجاز العلمي في ديننا الذي سبق كل العلوم الإنسانية.

• الدكتورة آمنة نصير، هاجمت طريقتك في تناول المسائل الجنسية على شاشات التلفزة وأمام الملايين، وقالت إن المرأة يجب أن تكون أكثر حياء، ما تعليقك؟

- الدكتورة آمنة من الشخصيات التي أعتز بها، ولكن ما تقوله يعني أنها لو سئلت في أحد البرامج التي تشترك فيها عن أمور تتعلق بالحيض أو النفاس أو الغسل فلا تجيب عن هذه الأسئلة لأنها تخدش حياء المرأة، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فأنا أتحدى من يثبت أنني تفوهت بلفظ خارج يخدش الحياء في حلقات برنامجي.

• بمناسبة الحديث عن برنامجك هل من الممكن أن نطلق عليه «برنامج جنسي»؟

- بالطبع لا، وإنما الصحيح أنه برنامج عن الطب الجنسي، وهناك فارق كبير بين المسميين، فأنا لا أعرض في برنامجي مشاهد تثير الغرائز، أو بها تجسيد لأمور جنسية تقدم في المواقع الجنسية، وما أقوم به هو نقل ثقافة جنسية صحيحة بأسلوب علمي يتخذ الدين مرجعا أساسيا له.

• من خلال خبرتك في هذا المجال هل نستطيع القول إن المجتمع العربي يعاني أزمة جنسية؟

- لا أستطيع تعميم الحكم، وإنما إذا كان لي أن أحكم من خلال الحالات التي أعالجها فهناك بالفعل أزمة حقيقية سببها غياب الثقافة الجنسية السليمة، لذلك يلجأ البعض إلى كتب الرصيف والأفلام والمواقع الإباحية على الشبكة العنكبوتية لكي يستمدوا ثقافتهم الجنسية وهذا أمر غاية في الخطورة.

• وما هذه الأزمة من وجهة نظرك؟

- الثقافة الجنسية بداية لا ترتبط فقط بثقافة الفراش، ولكنها تبدأ منذ الطفولة المبكرة، ولذلك فحينما أعلم أبنائي ألا يدخلوا الحمام مع أحد، وألا يسمحوا لأحد بالاقتراب من أجسادهم أو العبث بها فهذه ثقافة جنسية.

فضلا عن ضرورة تدريسها في المدارس، لكن بشرط أن تتم بشكل متدرج، وعلى أيدي كوادر مؤهلة للقيام بهذا الدور.

• مطالبتك الدائمة بتدريس الثقافة الجنسية في المدارس تجعل البعض يهاجمونك، ويتهمونك بأنك جريئة فهل لجرأتك حدود؟

- لا أحب كلمة «جريئة» لأنها كلمة مائعة، وتحتمل أكثر من تفسير، ولكن من الممكن أن تقول: أني «مقدامة»، والمشكلة في مجتمعاتنا العربية أن الناس لا يقبلون سلوك الشخص السباق، وأنا بطبيعتي لا أحب التقليد، وأرغب في اختراق المحظور مادام الدين لا يحرمه.

وكل ما أقوم به هو محاولة لإرساء قواعد وقوانين للثقافة الجنسية، ومن خلال بحثي، اكتشفت أن المصدر الأساسي لهذه القواعد مصدر ديني، لذلك دائما أحاول أن أقوم بعملية «توأمة» بين العلم والدين.

• وما أخطر مشكلة جنسية يعاني منها الرجال الذين يترددون على عيادتك؟

- للأسف الشديد في الماضي كانت المشكلة الأساسية للرجال هي «سرعة القذف»، ولكن الآن هناك مشكلة خطيرة بدأت تنتشر ويعاني منها العديد من الرجال، وهي «ضعف القدرة على الانتصاب»، وللأسف الشديد أيضا هذه الظاهرة تنتشر بشكل كبير بين صفوف الشباب بسبب الإفراط في ممارسة العادة السرية، إضافة إلى أمور أخرى على رأسها بالتأكيد: تعاطي المخدرات.

• على العكس ما المشكلة التي تعاني منها السيدات؟

- غالبا ما تكون مشاكل السيدات متعلقة بالبرود الجنسي، وعدم التفاهم المتبادل بين الزوجين، الأمر الذي يترتب عليه فشل العلاقة الجنسية لعدم معرفة المرأة بما يسمى بالدورة الجنسية متى تبدأ؟ وكيف تنتهي؟

• إذا أردنا أن نحصل على نسبة مئوية لمرضى الضعف الجنسي؟

- لا يمكن لأحد تحديد هذه النسبة أو حتى تقديم إحصائية بعدد المصابين بهذا المرض، والسبب عدم توافر قاعدة بيانات طبية يمكن الاعتماد عليها في حصر عدد المرضى.

عكس الدول الغربية، التي يخصص فيها طبيب الأسرة ملفا طبيا كاملا بجميع الأمراض التي يصاب بها أي فرد في الأسرة، ما يسهل من الاعتماد على هذه الملفات في إجراء الإحصائيات.

• في السنوات الأخيرة ومع ظهور القنوات الفضائية انتشرت الكليبات المثيرة فإلى أي مدى تلعب هذه الكليبات دورا في إفساد العلاقة الجنسية بين الزوج وزوجته؟

- تلعب دورا كبيرا جدا في هدم العلاقة الحميمة بين الرجل وزوجته، لأنها لا تسعى لشيء سوى الإثارة ونقل أمور غير واقعية.

فحينما يشاهد الرجل عددا كبيرا من الفتيات شبه عاريات يؤدين حركات مثيرة، ثم يعود إلى بيته فيجد زوجته تعيش معه بنفس نمط حياتها المعتاد يشعر بالملل.

• وماذا عن المشاهد الجنسية والانحرافات التي تعرضها شاشات السينما؟

- أرفض تماما هذا التجسيد المبتذل للممارسات الجنسية أمام المشاهدين، خاصة الانحرافات مثل الشذوذ والزنا بالشكل المفجع الذي تم تناوله في بعض الأفلام التي عرضتها دور السينما أخيرا، لأن هذه الأفلام تمثل عملية تطبيع لممارسة تلك العلاقات.

• قضية تبادل الزوجات من القضايا التي شغلت الرأي العام، لكن هناك من انتقد تناولك للقضية واتهمك بأنك تبررين موقف المتهمين في هذه القضية المشينة، ما ردك؟

- لم أبرر موقفهم، وكل ما قمت به هو كشف السبب الذي أدى لهذه الانحرافات، وهو أن الزوج يعاني من مرض الضعف الجنسي، ولا يستطيع ممارسة حياته الطبيعية مع زوجته إلا بعد أن تتم إثارته من خلال رؤيته لزوجته في حضن شخص آخر.

وتحدثت عن أنه يحب زوجته بشدة، لكنه لا يستطيع ممارسة الجنس معها، وكل كلامي في هذا الموضوع كان يخضع لتفسيرات علمية.

إضافة إلى أنني لم أظهر رضائي أو موافقتي على هذه الصدمة، وكنت أؤكد طوال الحلقة على مدى بشاعة هذا التصرف الذي يصيب بالاشمئزاز.

• اجتهادات كثيرة ترددت عن سبب توقف برنامجك وتركك لفضائية الحياة، ما الحقيقة في هذه الموضوع؟

- السبب الأساسي في تركي للقناة كان «إعلانا إباحيا»، تم بثه خلال فواصل برنامجي، ويظهر فيه سيدتان تتبادلان الحديث عن الأمور الزوجية بغرض الترويج لمنتج معين، وهذا أمر أرفضه تماما.

ودائما ما أحذر السيدات من الخوض في هذه المسائل مع بعضهن البعض، ولأنني لا أشاهد الفواصل أثناء عرض البرنامج على الهواء فقد هاتفني عدد من الأهل والأصدقاء عاتبوني واستنكروا موافقتي على عرض هذا الإعلان.

وحينما شاهدت الإعلان ورأيت ما فيه من تجاوزات طلبت من إدارة القناة رفعه من برنامجي، لكنها رفضت، فقررت الانصراف في هدوء.

• وما المحطة المقبلة التي ستظهرين عليها في الفترة المقبلة؟

- هناك عروض عدة مقدمة لي من بعض الفضائيات ولا أزال أدرسها، ولم أقرر بعد أين ستكون المحطة المقبلة.

الرأي العام الكويتية