آخر الاخبار

كيف تؤثر القهوة في الدماغ؟ "مهووس مثل رونالدو".. كاراغر يعلق على إمكانية انتقال صلاح إلى الدوري السعودي الموسم المقبل القسام تكشف مفاجأة بشأن الأسرى الإسرائيليين الـ6 وتوجه رسائل بالوثائق.. تقرير يكشف تفاصيل مسارات تهريب الأسلحة الايرانية للحوثيين - تمر عبر 4 دول وهذه مناطق إنزال الشحنات في اليمن حصاد ضربات واشنطن ضد المليشيات خلال الأيام الثلاثة الأخيرة وصفهم بـ الصعاليك..مزيع بقناة المسيرة الحوثية يثير غضب قبائل البيضاء والنشطاء يردون :في قوانين المليشيات يُعدّ المدافعين عن كرامتهم صعاليك رئيس حزب القوات اللبنانية: على حزب الله أن يتحمل عواقب الحرب وحده و نحن جوهر وجود لبنان مصر تصعد من قضيتها حول سد النهضة الإثيوبي وتوجه خطابا لمجلس الأمن تقرير أمريكي يكشف كيف تلاعبت إيران بالحوثيين في معركة غزة وكيف حولتهم لأداة رخيصة لتعزيز النفوذ الإيراني ودعم استراتيجيتها البحرية تفاصيل لقاء ‏رئيس هيئة الأركان العامة برؤساء هيئات ودوائر وزارة الدفاع

هولوكوست اليمن وتدويل الإنفصال
بقلم/ د . خالد عجلان
نشر منذ: 11 سنة و 8 أشهر و 25 يوماً
الخميس 06 ديسمبر-كانون الأول 2012 02:49 م

يوما بعد آخر تترسخ في واقعنا السياسي مسلّمات خاطئة تكاد تعصف بالوضع الهش القائم اليوم في البلاد ، ففي 1994م أعلنت الوحدة الاندماجية بين شطري البلد الواحد أو بتعبير الراحل أبو عمار إعادة اللحمة ، ويتفق كثير من السياسيين أنه صاحبها شيء من العجلة في بعض اتفاقياتها وخطواتها ومردّ ذلك حاجة في نفسهم وبعاقبة زمانهم" العليين"

فحدثت ثغرات عكست نفسها على المشهد السياسي فيما بعد بالعديد من الأزمات بدءاً من أزمة الفترة الانتقالية وليس انتهاءا بأزمة الحوار الوطني اليوم ، غير أن تلك الأخطاء لا تعني صوابية الممارسات السياسية القائمة عليها ولا تبرر الطعن في الوحدة ذاتها .

وإذا كان من نتائج تلك الممارسات السياسية التي ألقت بظلالها على المشهد السياسي اليوم ما بات يعرف بالقضية الجنوبية ، فمن الخطأ التسليم بجعلها القضية الأم ,

فسياسات علي صالح لم تهلك الحرث والنسل في مناطقنا الجنوبية فحسب ، بل كانت سرطانا أصاب الجسد الوطني بمقتل .

وإن كان من قضية يمكن اعتبارها النتيجة السلبية الكبرى لحرب 94م فهي سقوط مشروع الدولة اليمنية وسقوط الدولة ذاتها بيد العائلة التي حولت الوطن إلى إقطاعية خاصة فسقط المشروع الوطني لدولة الوحدة .

والغريب اليوم هو ذاك التعاطي ـ المتزايد يوما بعد آخر عن حده ـ مع القضية الجنوبية الذي جعلها تطغى على القضية الأم – غياب الدولة التي هي أسّ المشاكل وأساسها - حتى يكاد المتابع يجزم بأن هناك خللا ما

ولا شك أنه شاب التعاطي مع القضية الجنوبية من بداياتها شيء من المكايدة السياسية والنكاية بالنظام البائد في مراحل معينة ، و إقرارا بها و استمالة للإخوة في الجنوب ليكونوا شركاء البناء فيما بعد صالح في مراحل أخرى ، غير أنه ومع مرور الأيام تضخمت حتى أصبح من لا يعترف بها ويتحدث عنها منكرا لهولوكست الجنوب تلاحقة تهمة النازية اليمانية ولعناتها !!!

وليس ذلك من قبيل التقليل من شأنها أو الاستهانة بها غير إنه إن كان قد حدث ظلم وجور على بعض إخوتنا في الجنوب وقد حدث ، فقد حدث مثله وأضعافه في مناطق الغرب والشمال والشرق بيد أنه لا نائحة لتلك المناطق ؟

ويكاد التسليم اليوم باعتبار القضية الجنوبية قضية الوطن الجوهرية وبما هي عليه من ضبابية واضطراب ينحو بها نحو المحذور ، فحل الانفصال يتبلور عند الكثير من وجاهات وواجهات إخوتنا في المناطق الجنوبية ، وإن في حدوده الوسطى فدرالية الإقليمين كخطوة مرحلية !!

وهو ما قد يقود ليس إلى الانفصال فحسب ، بل لما هو أبعد من ذلك حروب تستنزف الوطن ومقدراته عقودا من الزمن لا قدر الله .

ولعل الإرادة الدولية غير بريئة من الإسهام في ذلك ، فعجلة تدويل القضية تدور فصرنا نرى التعاطي الإقليمي والدولي مع القضية يتسع يوما بعد آخر تاركين القضية الأم التي يمكن بها علاج كثير من القضايا الفرعية الأخرى

فقضية الوطن اليوم هي قضية دولة يحكمها القانون تحمي الجميع وتلملم شتات الوطن من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه ،عندها ستجد القضية الجنوبية وأخواتها حلا عادلا ومنصفا ،، بعيدا عن الاقتيات السياسي بقضايا الوطن التي أدمن عليها عدد من ساساتنا وما زالوا.