مليشيات الحوثي تختطف مواطناً من جنوب اليمن للضغط على شقيقه عاجل .. دعم سعودي لحكومة بن مبارك ووديعة بنكية جديدة كأس الخليج: تأهل عمان والكويت ومغادرة الإمارات وقطر دراسة حديثة تكشف لماذا تهاجم الإنفلونزا الرجال وتكون أقل حدة نحو النساء؟ تعرف على أبرز ثلاث مواجهات نارية في كرة القدم تختتم عام 2024 محمد صلاح يتصدر ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي .. قائمة بأشهر هدافي الدوري الإنجليزي مقتل إعلامية لبنانية شهيرة قبيل طلاقها قرار بإقالة قائد المنطقة العسكرية الأولى بحضرموت.. من هو القائد الجديد؟ دولة عربية يختفي الدولار من أسواقها السوداء تركيا تكشف عن العدد المهول للطلاب السوريين الذين تخرجوا من الجامعات التركية
أكد القيادي السابق في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن محمد أبو لحوم أن أي مبادرة أو أي تفاهم لا ينص على تنحي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في فترة سريعة، وفترة واضحة لن تخرج إلى حيز التنفيذ إطلاقا.
ويعد أبو لحوم قياديا في التكتل الذي أعلن عنه الأسبوع الماضي تحت مسمى تكتل "العدالة والبناء" الذي ضم وزراء ونوابًا مستقيلين من الحز ب الحاكم ووجوهًا أخرى، حيث أكد في حديثه أن التكتل سيصبح حزبا سياسيا عقب انتهاء هذا الوضع.
وتحدث أبو لحوم عن قضايا كثيرة في هذا الحوار معتبرا أن الأزمة الحالية يقف وراءها على الأغلب مجموعة محيطة بالرئيس وهي مجموعة مضللة في معلوماتها ومخطئة فيها، وهي مستفيدة من بقاء الأوضاع على ما هي عليه.
واستبعد عضو اللجنة العامة في الحزب الحاكم سابقا نشوب نزاع مسلح في اليمن معتبرا أن اليمنيين ليسوا مغامرين في الشر.
- حاوره/ غمدان اليوسفي
- أولا نبدأ من موضوع إنشاء تكتل "العدالة والبناء" الذي أعلنتموه مؤخرا.. ما هي أهداف هذا التكتل وكيف توصلتم إليه؟
بالنسبة إلى التكتل فهو ناتج عما يدور في الساحة اليمنية، تدارسنا الأمر مع كثير من الإخوة، ورأينا أن الأوضاع تستدعي وجود خط وسطي يلبي طموحات الكثيرين، وأنا أستغرب مما يطرحه البعض في الحزب الحاكم بأن هذا انشقاق، فالمسألة ليست انشقاقا، لكن المسألة حين يكون هناك تباين في وجهات النظر وأنا أتمنى من الإخوة في الحزب الحاكم أن يرتقوا بخطابهم، لأن الاختلاف في وجهات النظر لا يعني العداء أو الخصومة ولكن اختلاف وقد يأتي زمن نتفق فيه، ولكن أرجو أن يكون خطابنا بعيدا عن إثارة الفتن وتأزيم المواقف.
الهدف من هذا التكتل هو الإسهام مع القوى السياسية الفعالة في الساحة في ما يدور، أو ما ستقبل عليه البلاد في المرحلة القادمة، وإن شاء الله من خلال ما نقدم عليه نكون جزءًا فاعلا في تنمية العملية الديمقراطية والمشاركة في الجوانب العملية الأخرى.
- هل نعتبر هذا التكتل كنواة لحزب جديد؟
نعم.. هو سيكون حزبًا سياسيا بالفعل، ولكن في هذه المرحلة حرصنا كل الحرص أن نكون رافدا وداعما أساسيا لثورة الشباب في هذه المرحلة وعندما تنجح ثورة الشباب بإذن الله سيتحول هذا التكتل إلى حزب سياسي في الساحة اليمنية.
- هل لديكم قوى في هذا التكتل من غير المستقيلين من الحزب الحاكم؟
شاءت الأقدار أن يكون في مقدمة المنضوين في هذا التكتل هم من القيادات السابقة في "المؤتمر الشعبي " الحاكم، بينما هو مفتوح لجميع الاتجاهات في اليمن من شماله إلى جنوبه، لم يكن الغرض هو سحب الأعضاء من المؤتمر الشعبي إطلاقا، وإنما لم يكن هناك توافق ووضوح في تعاملنا داخل المؤتمر فارتأينا أنه من الأفضل إيجاد هذا الكيان ونستعين بجميع الراغبين ونرحب بكل من يريد الانضمام من داخل وخارج المؤتمر.
- يعني كنتم بحاجة إلى كيان أو واجهة تمثلكم؟
نعم كنا بحاجة عن واجهة تمثلنا وتعبر عن وجهة نظرنا ولم نجد هذه الواجهة في المؤتمر "الحاكم" أنا وكثير من الإخوة.
- هل يمكن أن تكونوا أحد شركاء أحزاب اللقاء المشترك كاللجنة التحضيرية للحوار مثلا؟
المسألة لا تقتصر في هذه المرحلة على مسألة معارض ومؤيد، هناك الآن ثورة شعبية في اليمن وأنا أرى أن هذه الثورة هي أهم من كل الثورات السابقة في اليمن، ثورة التحم بها الكثير من شرائح اليمن، وكثير من المستقلين وممن كانوا في الحزب الحاكم، وما علينا هو كيف تخلق هذه الثورة دولة مدنية حديثة، مجتمعًا يأمل ويطمح إلى الحياة، فمكسب الثورة ليس هو معارض ومؤيد بقدر ما هي نهضة جماعية للمجتمع اليمني بكامله، ففي تصوري هذه الثورة التي ظهرت ملامحها في تونس ومصر اللتين كان لهما الريادة في هذا الجانب ونحن لسنا بمعزل عما دار في المنطقة، فأرجو أن لا نحصر الأمور وكأن هناك مؤيدا ومعارضا فقط من أجل إنجاح أو إحباط هذه الثورة، هذه هي ثورة ستنقلنا النقلة النوعية، وفي تصوري إن هذه الثورة أهم من الثورات التي حدثت في اليمن سابقا، وعلينا أن نقف مع هذه الثورة الوقفة الصادقة وأن نتعامل معها بوضوح لكي تنجح وتحقق أهدافها.
- على المستوى الشخصي تقدمت بعدة مبادرات أثناء الأزمة وقبل أن نصل إلى ما وصلنا إليه.. هل كان هناك أي إيعاز من حزبك السابق "المؤتمر الشعبي"؟
إطلاقا لم يكن هناك أي إيعاز وأنا أسلوبي في العمل السياسي لم آخذ أيعازا، ولكن إذا أوعز لي شخص بشيء وأرى فيه خيرا للبلد وخيرا لإصلاح الأحوال فسآخذ بهذا الإيعاز، لكن إذا كان كإيعاز للتلاعب سياسيا فلن يجدوا هذا عندي إطلاقا وأنا حريص كل الحرص بالذات في هذه المرحلة أن نتعاون جميعا حكامًا ومعارضة لإخراج البلد مما نحن فيه.
الكل تقدم بمبادرات ولم يتبق إلا مبادرة واحدة وهي عند الأخ الرئيس، فهو كما عهدناه في السابق أن يتقدم بخطوات جريئة، وأن يقدم هو على المبادرة وأن يتقدم من الشعب ويعلن تنحيه عن السلطة في أقرب وقت ممكن ونجنب البلد الصعاب والمخاطر وستسجل له هذه الخطوة الطيبة.
- لو انتقلنا إلى ما يدور حاليا من تدخلات أو وساطات ومبادرات خارجية، هل تخشى أن تبطئ هذه التدخلات تحقق الثورة؟
بالنسبة إلى التدخلات الخارجية، متى يتدخل الخارج... يتدخل الخارج عندما يعجز الداخل، اليمن تقع في موقع استراتيجي مهم وحساس والآخرون يقدرون موقع اليمن ونحن لا نقدره، فالخارج له مصالح وعليه أن يحمي مصالحه، أما بالنسبة لنا في الداخل نحن من نعطي المبرر للخارج لكي يتدخل، ونحن من نسهل العملية للخارج بأن يتدخل وأنا أسفت لما حصل مع مجلس الأمن وكان الأجدى والأحرى بنا أن نعالج قضايانا قبل أن تصل إلى الخارج وما زال هناك متسع من الوقت لأن نتدارك ونعالج قضايانا الداخلية بأنفسنا.
- بصفة عامة ما الذي فجر الشارع اليمني بهذه الطريقة؟
عدة عوامل، أولا وقبل كل شيء الثورة العربية الكبرى التي بدأت في تونس، بعثت روح الأمل عند المواطن العربي بشكل عام، المواطن العربي ونحن جزء منه، افتقدنا للحرية والثقة، للقناعة.. لكثير من الأشياء، فوجود هذه الثورة أعادت الأمل بالحصول على هذه الأشياء، إضافة إلى افتقارنا في اليمن إلى هذه الأشياء بشكل أكبر من افتقار الدول الأخرى لها.. عندما تنظر اليوم إلى اليمن وتنظر إلى مستوى دخل الفرد، بين 500-600 دولار، بينما دخل الفرد في الدول المجاورة من 30 ألفا إلى 60 ألف دولار، أعتقد أن هذا ليس بإنصاف.. اليمنيون بحاجة إلى مستوى أفضل، ويستحقون حياة كريمة، اليمنيون يستحقون مدارس، وصحة، وتعليم، ونحن حرمناهم من هذه الأشياء كلها، وبقاء أي نظام 15 أو 20 عاما أعتقد أنه يصبح ليس عبئا على البلد فحسب، وإنما عبء على نفسه.. هناك عدة عوامل وعلينا أن نراجع حساباتنا ونحاول إخراج البلد مما هو فيه، ونتطلع إلى يمن حديث، فأتت هذه الفرصة وعلينا أن نطورها لمصلحة اليمن.
- لو نظرنا إلى الواقع اليوم.. وبعد كل ما حصل خلال الـ 70 يوما الفائتة، وخروج الملايين ضده .. ما الذي تبقى للرئيس علي عبدالله صالح حتى يتشبث بكل ما لديه من قوة بالحكم؟
بالنسبة لأي نظام طال بقاؤه من الصعب أن يعترف بالواقع، وللأسف الشديد فإن هناك مجموعة محيطة بالأخ الرئيس، لا أريد أن أقول إنها مجموعة محبطة، ولكنها مضللة في معلوماتها ومخطئة فيها، ومثل هذه المجاميع مستفيدة من بقاء الأوضاع على ما هو عليه.. كم أتألم وأنا أشاهد من يظهرون ويدافعون بأسلوب استفزازي ويخطئون في حق الآخرين باسم الرئيس أو باسم الحزب الحاكم، كنت أتمنى أن يظهر بدلا منهم من هم صادقون مع الحزب ويبرروا أو يوجدوا الحلول بدلا من النقد وغيره، فالخلل موجود، وهناك معلومات مظللة تصل إلى الرئيس وباعتقادي أن الرئيس كان يرغب في الاستماع إليها، ولكن مع طول البقاء الأمور تغيرت، ونحن شعب متسامح وشعب حكمة، اليوم حين تشاهد هؤلاء الشباب المعتصمين في الساحات في كثير من المحافظات، هذا الشعب الذي صمد 70 يوما إلى الآن، البعض يتساءل لماذا صمد كل هذا الوقت، لكن الجواب على هؤلاء إن الذين صمدوا 70 يوما سيصمدون مثلها ومثلها.
ألا تخشى من طول بقاء المعتصمين في الساحات؟
لماذا.. الشعب باقي، ولا يمكن له أن يرجع إلى الوراء، وهذا الشعب الصامد عندما تنظر إليه من مختلف الاتجاهات والمناطق فهو شعب صامد ويطمح إلى حياة أفضل، وشعب سلمي ومصر على أن ثورته سلمية حتى النهاية، فأنا لست قلقا على طول بقائهم.. نحن السياسيين تعودنا على الإسراع بكل شيء، وكانت كل نتائجنا نصف أعمال، أما هؤلاء فأنا على ثقة أن هؤلاء الذين صمدوا هذا الصمود فهم من سينقلون اليمن نقلة نوعية، افتقدناها نحن والذين سبقونا.
- هل يمكن للمحيطين بالرئيس أن يظلوا يوعزون له بالصمود حتى ولو كان الثمن عملا مسلحا؟
سيواصلون الإيعاز للرئيس وأنا على ثقة أن العمل المسلح لن يسمح به أحد في اليمن، كل الاتجاهات لن تسمح بالعمل المسلح، اليمنيون ليسوا مغامرين، بالذات في اتجاه الشر، وإذا كان هناك من يريد أن يزج بالبلاد في خلاف عسكري أو فتنة فأعتقد أنه سيفشل، لأني على ثقة تامة إن الخيرين ما زالوا موجودين، وهؤلاء المحيطون بالرئيس هم مجموعة السوء التي أوصلت الرئيس والبلد إلى هذا الحال، وكم كنت أتمنى لو استغنى عنهم في فترات سابقة.
- هل هذا يعني أن الرئيس لا يفكر بعقلية تعتمد على العمل المسلح مثلا؟
علينا أن نكون واقعيين، لو نظرنا إلى المواقف السابقة للأخ الرئيس، فقد كانت في الجانب السلمي أكثر من أي جانب آخر، وهذا لن يغير في شيء، بل إنه وبالذات في هذه المرحلة، عندما تشاهد هذه الملايين كلها مطالبة بالتغيير، وإعادة ترتيب الأمور في البلاد، فلا أعتقد أنه سيقدم على مثل هذه الخطوة إطلاقا، وعندي قناعة أنه سيتخذ الخطوة الجريئة والشجاعة التي تجنب اليمن كل هذه المخاوف، لأنه حين تشاهد هذه الملايين اليوم تخرج بهذه الأعداد، والمسألة ليست تحديا وشارع من أقل أو من أكبر.. أنت تريد توافقا واتفاقا، وتريد مصلحة الوطن، وأنا بالنسبة لي إذا خرج ربع الشعب أو 10 % وسأسبب فتنة، فأفضل التنحي ومصلحة البلد، والتنحي لا يعني هزيمة بل هو الحرص على الوطن، وسيقدر هذا الموقف، إن لم يقدره الحاليون فسيقدره القادمون.. أنا مازلت أؤمن أن هناك عقولا ستخرجنا من هذه الأزمة من دون خسائر.
- لكن لاحظنا خلال الأسبوع الماضي تصعيدا عنيفا ضد الخارجين في المسيرات السلمية ولم يكن هذا الأسلوب متبعا خلال الأسابيع الماضية؟
هؤلاء الذين يستخدمون العنف ضد المتظاهرين العزل هم مجاميع ضعيفة مهزوزة، أنا بالنسبة لي كمواطن عادي حتى لو كنت في الحياد وعندما أشاهد هذه الملايين تخرج، وحشود الزهرات من الشباب والبنات تتقدم الصفوف، هذا الأمر وتلقائيا يحولني بدلا من محايد إلى الجانب المظلوم الأعزل، لم أسمع في أي لحظة من اللحظات أن طلقة خرجت من بندقية تابعة لهؤلاء المعتصمين أو من المسيرات السلمية، أتحدى أي شخص أن يثبت أن هناك مسدسا واحدا داخل خيام ساحة التغيير والحرية في مختلف محافظات الجمهورية، فلا نظلم بعضنا بعضا، أنا ومن خلال (إيلاف) أتمنى وأدعو الإخوة -لا أصفهم بالبلاطجة- ولكن أقول المغرر بهم أن تأتي الحكمة وأن يترفعوا لأنهم لديهم أقارب من بين هذه الملايين من المتظاهرين، فعلينا أن نبتعد عن هذا الجانب والثورة في تصوري وقناعتي لا قلق عليها، وهؤلاء الشباب عازمون عازمون.. نحن نخجل ولكن هو الواقع إننا التحقنا متأخرين بهم، ولكن نحن معهم حتى نهاية الطريق، ونهاية الطريق هو مستقبل مشرق لنا جميعا.
أضيف وأكرر أيضا أن المجموعة الصامتة الآن عليهم أن ينظروا لهذه الثورة بنظرة ليست تصفية حسابات بل هي لتحسين مستوى الحياة في اليمن وننظر فيها خيرا وستفيد الجميع، اليوم عندما تنظر إلى آمال الناس التي يعلقونها على هذه الثورة، عندما كنت تنظر إلى الخلافات التي كانت موجودة سواءً في صعدة أو في الجنوب، كثير من القضايا هدأت والجميع تفرغ لهذه الثورة، وستثمر ثمرة طيبة يستفيد منها جميع أبناء اليمن.
- أنت تحدثت عن جزئية من يسمون بـ البلاطجة، هناك رجال الأمن الذين خرجوا واستخدموا خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع، في ظل الحديث أيضا عن استخدام مياه مجاري.. هذه مرتب لها أليس كذلك؟
مرتب لها نعم، وأنا أقول لك إن الجيش اليمني والحرس الجمهوري والأمن المركزي هم جزء لا يتجزأ من هذا الشعب وهم رجال عظماء وستثبت لنا الأيام ذلك.. هناك رجال قد يتهورون في بداية الثورات ولكن عندما تتكرر المسيرات وينوي الشباب ويعزمون على الخروج بمسيرات حقيقية ضخمة مثل ما بدأ يحصل مؤخرا سيكون هناك تراجع، من قبل الحرس المركزي والأمن الجمهوري.. وأعود وأقول علينا أن نعود ونقدر هذا الشباب الصامد الذي اعتصم خلال سبعين يوما، ولم يبدأوا بالمسيرات إلا مؤخرا، فهم يتجنبون الاحتكاك وإثارة المشاكل، فعلينا أن نقدر هذا الشباب الثائر ونراعي هذا الجانب، لأنه إذا لم تستجب مطالبهم سيطورون هذه المسيرات وستتوسع هذه المسيرات إلى ما لا يحمد عقباه.
- لننتقل إلى الموقف الدولي.. هل فهم العالم ماذا يريد الناس هنا في اليمن؟
وصلت صورة الثورة بنفسها إلى الجميع، اليوم عندما تنظر إلى موقف دول مجلس التعاون الخليجي وموقفها في جميع المبادرات كلها فهناك تطور كبير جدا، عندما تنظر إلى موقف المانحين، وموقف مجلس الأمن.. كل هذه المواقف فيها تطور كبير.. قضية اليمن أصبحت دولية أكثر من كونها محلية، وهناك تركيز دولي، والشيء الذي يجب أن ندركه هو أن الإخوة في مجلس التعاون الخليجي كان لهم خطوة شجاعة في مبادرتهم الأولى، أو الثانية والتفاصيل الأخرى، وعلينا أن نقدر هذا الجانب وأعتقد لو كان هناك من يعي ممن هم في السلطة أن هذه رسائل بأن الأمور وصلت إلى طريق مسدود مع المحيط الإقليمي والدولي فالأجدر بنا إعادة حساباتنا، وإعادة الحسابات لا يعني بأي حال من الأحوال تقليلا من حجم الشخص، العكس.. فعظمة الإنسان هو أن يعي ويقدر متى يغادر، وأعتقد أن هناك متسعا من الوقت للأخ الرئيس بأن يتخذ هذه الخطوة الشجاعة.
- تحدثت عن موقف الخليجيين.. كيف تقرأ المبادرتين بشكل عام، وما هو التطور الذي تحدثت عنه؟
في الحقيقة حين تنظر للمحيط الخليجي فإنهم لم يتعودوا أن يصدروا أي مبادرة لأي دولة من الدول كما في المبادرة الأولى حين طلبوا من الرئيس التنحي، والتي قوبلت بمباركة من الجميع، والمبادرة الثانية مهما كان، فقد كانت لها بعض الجوانب التي لم تف ببعض متطلبات الشباب، وعلينا أن نراعي هنا أن هناك ثلاثة إلى أربعة لاعبين على الساحة اليمنية، السلطة والمعارضة والشباب، وطرف رابع ما زال يقف في الحياد، فالشباب الثائر وأغلبية الشعب هم كلمة الفيصل بالنسبة إلى هذا الشأن، أما بالنسبة إلى القوى السياسية فلا يمكن أن تتخذ خطوة بغير العودة للشباب، وبالنسبة لنا كقوى سياسية سواءً مستقلة أو مؤيدة أو معارضة لا نؤثر بالمعادلة السياسية بقدر ما يقرر الشباب والشارع ماذا يتم.
فالمبادرة الأولى كانت تتفق إلى حد كبير مع الشباب والشعب الثائر في ساحات التغيير والحرية، أما المبادرة الثانية كان هناك نوع من التحفظ، ولكن بحسب ما سمعنا وقرأنا بأن المبادرة الثانية كان لها جزء آخر وهو انضمام الجانب الدولي إلى المبادرة من أميركيين وأوروبيين، بحيث إنهم وضعوا جدولة زمنية تنص على ترتيب المبادرة الثانية التي لم تكن واضحة وصريحة في مسألة التنحي، هي أكملتها وأعطتها الطابع الدولي الذي يجب أن نضعه في الحسبان، فهناك اهتمام دولي في اليمن وحرص على ألا يزج باليمن في جوانب العنف وأنا على ثقة بأن ذلك لن يحدث.
نعود إلى مبادرات الخليج، أعتقد أن الجدولة الأميركية لتلك المبادرة فأنا أرى أنها أفضل مبادرة لإخراجنا من هذه المرحلة.
- لو تحدثنا عن الجدولة الأميركية، هل كنت قريبا من تفاصيلها؟
أنا كمراقب راقبت مثل الكثير من الإخوة، ولكن من خلال التواصل مع البعض كانت تنص المبادرة بأن هناك فترة 30 يوما لتسليم السلطة و60 يوما لترتيب الأمور الأخرى، وكلما تأخرنا في إيجاد الحلول يزداد التدخل الخارجي ووضعت السلطة نفسها في موضع محرج أكثر وأكثر، أما كلما اختصرنا الطريق فكان الأمر أفضل للجميع.
- مواقف أحزاب اللقاء المشترك، أين أخطأت وأين أصابت؟
من الصعب التحدث عن أين أخطأ المشترك وأين أصاب، وأعتقد هم أدرى أين أخطأوا وأين أصابوا، والمراقب والمواطن العادي أدرى أين أخطأوا وأين أصابوا، ولكن في هذه المرحلة لا يوجد مساحة كبيرة للأحزاب السياسية للتحرك، فأنت تتحرك بناءً على إيقاع معين وهو الذي يوجهك، ساحة الثورة هي التي تحرك الأحزاب، وعلينا أن نعذر هذه الأحزاب إذا أخطأت لأنها تحاول أن توفق بين الشارع وبين العمل السياسي الذي يبعد البلد ويجنّبه بعض الفتن، ولكن بعض الأحيان يفهم بأن هناك تقصيرا في هذا الجانب أو ذاك لأن مطالب الشعب الثائر في الشارع سقفها عالٍ جدا، قد لا تصل هذه المطالب عند الأحزاب السياسية أو حتى الشخصيات المستقلة الراغبة في التغيير، فعلينا مراعاة هذا الجانب، وعلينا أن نعين هؤلاء الشباب في الحد من ارتفاع المطالب، وهم لا يلامون، لكن علينا أن نراعي ونحاول أن نوفق لأن ننقل اليمن النقلة الأساسية وفي تصوري إن أي مبادرة أو أي تفاهم لا ينص على التنحي في فترة سريعة، وفترة واضحة لا أعتقد أن المبادرة ستخرج إلى حيز التنفيذ إطلاقا.
- لو نظرنا في مطالب الشباب بالمحاكمات وفتح ملفات الماضي، هل أنت مع هذه المطالب؟
قد ينتقدني البعض في هذا الأمر، ولكن هذه الثورة العظيمة، التي أرى أنها أعظم ثورة شهدتها اليمن، بدأت سلمية بيضاء كريمة ونظيفة، وأنا أنصح أن تختم بسلمية وبياض ونظافة كما بدأت، والثورة الحقيقية تبدأ بعد أن تنجح بتغيير النظام، وكما بدأت نظيفة وسلمية، على هذا الشباب الثائر أن يكون هو القدوة في قضية المصالحة والتسامح، وبدء صفحة جديدة كما عودنا هذا الشعب، فليكن هذا الشعب صاحب ميزات عظيمة لأنه بقدر ما ننشر روح التسامح والمصالحة، بقدر ما تترسخ هذه الثورة التي لم تكن مبنية على تصفية الحسابات والثأر والثأر المضاد، فهذا الجانب أنا أرجو من الشباب الثائر أن يضعوه في الحسبان وأن يكونوا ثائرين في الميدان وثائرين بعد ذلك من خلال التسامح الذي يرسخ دعائم الديمقراطية وينقل اليمن النقلة النوعية إلى يمن الأمل والتعليم والصحة.
- "المؤتمر الشعبي العام" الحزب الحاكم حاليا، هل يستطيع أن يصمد كحزب بعد نجاح الثورة؟
هذا يعتمد على إمكانية استيعاب المؤتمر للمتغيرات وعليه أن يستوعب ما يدور حوله، وسأكون صريحا إن قادة المؤتمر إلى هذه اللحظة للأسف الشديد لم يستوعبوا ولم يعوا بعد هذه المتغيرات ويعتبرون أن كل من يختلف معهم هو منشق وخائن وووو.. هذا الخطاب أتمنى أن يترفعوا عنه، وأنا لن أقول أتمنى أن يهديهم الله وأن يعدلوا من هذا الخطاب وينتقلوا من الانتقام من الآخرين إلى مواكبة المتغيرات الحالية، أما إذا لم يستوعب هذه المتغيرات فسيصبح مصيره مثل الحزب الحاكم في تونس وفي مصر.. مازال أمامهم متسع من الوقت ولكن عندما تتغير الأمور ستأتي متطلبات جديدة، ويجب أن يتوافق الحزب مع متطلبات الشعب ويجب أن لا يعتمد على إمكانيات وأموال الشعب.. هذا جانب آخر يجب أن يراعوه ويعوه، فإذا لم يهيئوا أنفسهم بأن يكون حزبهم نابعا من الشعب ومعتمدا على إمكاناته هو فأعتقد أن مصيره قد لا يحل ولكن سيتلاشى مع الوقت إذا لم يتغير وهي سنة الحياة، وليست على مستوى الحزب وحده، بل على مستوى السياسيين وعلى مستوى رجال الأعمال والاستثمار والشركات إذا لم يتم استيعاب المتغيرات فهي تنتهي.
- كنظام حكم، هل تؤمن أن النظام البرلماني في هذه المرحلة هو حل مناسب؟
في هذه المرحلة نعم هو الأنسب، وما يهمنا الآن هو نجاح الثورة، وهناك نقطة أساسية وهي أن البعض يحاول أن يثير هذه الفتنة هل ستسرق هذه الثورة من الشباب أو أو ... الثورة ليس هناك أي قلق عليها، فهي من احتوت الناس ولم يحتوِها أحد، هي من ستحمي الجميع ولا تحتاج لأي أحد أن يحميها، فهؤلاء الشباب الذين أقدموا على هذه الثورة سيكون لديهم التقبل لقيام يمن آمن ومجتمع مدني وانتخابات شفافة ونزيهة وديمقراطية، وتعددية..
أعود وأقول إن النظام البرلماني هو الأفضل لهذه المرحلة، وقد يأتي وقت يصبح فيه الوضع غير مناسب له.
هناك نقطة أود الحديث عنها وهي أن الجنوب يجب أن يكون له وضع خاص.. ووضع خاص لا يعني في شعاراتنا وخطاباتنا، ولكن يجب أن تكون شراكتهم شراكة أساسية، فعالة، في التنمية والاستثمار وفي السياسة إلخ.. علينا أن نعطي الأولوية للمحافظات الجنوبية.
- أليس هناك مخاوف من الانفصال للجنوب؟
المخاوف تأتي حين تفشل أنت في تلبية طلبات واحتياجات الآخرين، ولكن حين تظهر نواياك، وهنا يأتي دور الأغلبية الصامتة في المحافظات الجنوبية عندما يتضح لها ملامح الأمل، أنا على ثقة إن هذا الشعب العظيم الذي كان رائد الوحدة في الجنوب سيحافظ على الوحدة بعد نجاح الثورة بإذن الله.
*نقلا عن موقع إيلاف