الحوثي والإصلاح ...إلى أين!!
بقلم/ عامر عمران
نشر منذ: 12 سنة و شهرين و 10 أيام
الجمعة 07 سبتمبر-أيلول 2012 06:40 م

احتدمت الصراعات وكل يوم تبدوا أوطاننا بقالب جديد،نحن لا غيرنا من يدفع ثمن هذه الصراعات ونتحمل تبعاتها،تشظي الجانب الإعلامي لأكثر من جماعة وحزب ومذهب قاد الجميع الى الحيرة والشتات،هي نارٌ ننتظر اشتعالها-إن لم تكن قد اشتعلت- تجعلنا نتخلى عن الأوطان ونرميها بأقبح الأوصاف ونلعن اللحظات التي لطالما حلمنا بها،إذ أننا وصلنا الى نقطة انتكاس وبرز سؤال أليم "هل يمكننا أن نعيش كبقية أفراد العالم بحرية وكرامة"؟؟!!

لاتحاولوا أن تثبتوا لنا أنكم رجال الله وأحباؤه،لاتهتموا كثيراً بالتاريخ،لاتهتموا كثيراً بتوصيف وتصنيف الناس،فللناس حرية اختيار معتقداتهم ومذاهبهم،هذه الحياة كما يفهما كل البشر، ارحلوا عن سماءنا فنحن لانعرف إلا رسولاً واحداً ولانعرف ان الرسول كان شيعياً او سنياً او غيره،فأنتم تقودون المجتمع الى مسار خطير بمساسكم بعقائد الناس وحريتهم الشخصية.

بعيداً عن خلافاتكم الدينية والمذهبية وتأجيجها،دعونا نعيش كما كنا في السابق وكما نريد ،كنا نعتقد أن الثورة الشبابية ستقوم بالقضاء على كل الصراعات الطائفية لكن للأسف خاب المأمول،وسقطنا في بئر هاوية ،بئر الانتماءات العرقية والدينية والمذهبية،و المؤلم أيضاً هو سقوط الشباب المستنير كضحية لهذه الصراعات والترويج لها بدراية او على غير علم ..

القوى الدينية في اليمن تملك من المقومات والإمكانيات ما يدمر العالم بأكمله،فهي تملك المال والأتباع والفتوى وكل شيء،إضافة إلى ان كل جهة تملك الكثير من العلماء والوعاظ والكل يشرعن ضد الأخر ،كل هذه الإمكانيات مصدرها الدين فكل شيء في متناول اليد،طالما ان الشعب يصغي للبخاري ومسلم وال البيت والخ..

قبل يومين-قرأتُ تصريح لبعض البرلمانيين يطالبون بمحاكمة الحوثي نتيجة ولاءه لإيران ومن هنا أحسستُ ان المشكلات تتجه نحو التعقيد بل إلى الكارثية،ذلك أن التلويح بهذا الكلام يعتبر هجوم اعلامي لتشويه فصيل ديني فقط لاغير،لأن الذي يريد التفاهم مع الأخر لايأتي بهذه اللغة الفجة تجاه فصيل موجود في الساحة والخارطة اليمنية،ومن الناحية الأخرى ايضاً الجروبات الفيسبوكية المطالبة بحل حزب الإصلاح او محاكمته او غيرها،كل هذه الأطروحات عارية عن العقل والمنطق وكلها حملات تشويه بين الخصوم الدينين لا أقل ولا أكثر.

إننا نعلم جيداً،أنّ الإسلام بسيط جداً ومفهوم لكل انسان بدون تعقيد وتسيس لصالح فئة أو جماعة،فالدين الإسلامي جاء بالحديث"إنمّا بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق" وكما نحن نفهم الإسلام بأنه" المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"،فلماذا إذن ادعاء الوصاية على الدين والتشدد ورفض الأخر وما الذي جرى حتى نرى كل ما نراه اليوم من شحن ديني طائفي يبعث الكراهية والفرقة بين أبناء الوطن الواحد.

المشكلة أيضاً تكمن في دخول القوى الدينية في إطار الديمقراطية وإعادة صياغتها وحصرها بالصندوق وكيفية الوصول الى السلطة بأي ثمن من منطلق واعتبار ديني،ظلت القوى الدينية تكفر بالديمقراطية فترة طويلة من الزمن،لكنها وعلى طريق التُقية فجأة تحولت الى نصير كبير للديمقراطية،و للأسف لم تدرك القوى الدينية أن الديمقراطية منظومة متكاملة تشمل الحريات الدينية والمعتقدات وحرية الصحافة والتعبير والمشاركة في الوطن ،ذلك أن الإخواني الإصلاحي لايقبل الحوثي ومعتقده والحوثي هو الأخر يرفض الإصلاحي الاخواني ولهذا توّجب على هذه الأطراف أن تفهم الديمقراطية فهماً حقيقياً بتقبل الأخر والتشارك ذلك أن الوطن على شفير الهاوية إذا لم نقبل بعض ..فهل سيتنازل الإصلاح والحوثي عن بعض المبادئ لأجل الدولة المدنية!!

alameri90@yahoo.com