آخر الاخبار

رئيس الوزراء يتوعد بالتصدي للفساد ومحاربة الإختلالات ومواجهة المشروع الكهنوتي ورئاسة الجمهورية تؤكد دعمها له الكشف عن الدور الأمريكي حول ابرام أكراد سوريا اتفاق مع الحكومة السورية ما هي الأسباب التي دفعت قسد والقيادة السورية لتوحيد الرؤى في إطار اتفاق تاريخي؟ عيدروس الزبيدي يدعو لاعتماد شبوة منطقة عسكرية مستقلة لا تخضع للوصاية ويتحدث عن إنشاء شركة ''بتروشبوة'' النفطية توجيهات عاجلة برفع الجاهزية بعد أحداث الخشعة بوادي حضرموت ومقتل أحد الجنود بن مبارك: ''ننسق مع المجلس الرئاسي وملتزمون بمحاربة الفساد مهما كانت التحديات و التكلفة'' مجلس السلم الإفريقي يؤكد الرفض الدولي لمؤامرة الدعم السريع في السودان الصحف العالمية: ''سوريا بقيادة الشرع وجهت ضربة قاسية لإسرائيل'' الحكومة اليمنية تدعو لملاحقة قادة جماعة الحوثي باعتبارهم مجرمي حرب وفرض المزيد من العقوبات عليهم مرضى الغدة الدرقية.. دليل التغذية الأمثل لصيام آمن في رمضان

عودة حيدر ابو بكر العطاس
بقلم/ كاتب صحفي/خالد سلمان
نشر منذ: 4 أشهر و 25 يوماً
الأربعاء 16 أكتوبر-تشرين الأول 2024 07:28 م
 

‏عاد العطاس ،من حقه أن يعود كمواطن إلى بلاده ، شأنه شأن كل ضحايا الصراعات السياسية ،التي لازمت المخاضات العسيرة لدروب ومسارات تجربة الحكم في اليمن. 

ليس هنا المشكله ، القضية أن هناك من يحاول أن يرسم رقعة تفتيتية جديدة، ويضخ بالأسماء والرموز لتنفيذ توجه إقليمي ،يحرف بوصلة الأولويات، يلغم مابقي من قليل توافقات، وينقل التحديات من خطر جمعي كلي، يشمل ولا يفاضل بين الجميع، يدمر كل المشاريع ولا يستثني أحداً ،هو خطر الحوثي ومخطط إيران التوسعي على قاعدة التطبيل وحروب المذاهب . 

هذا الخط العريض لماهية التحدي يتم إزاحته جانباً ، والدخول بتفريعة غير لازمة في توقيتها ونتائجها ،بخلق صراع مع شريك رئاسي ورمي كرة النار إلى حضن القوى الجنوبية ، بالعودة لفتح تفاصيل خلافية حول من يمثل من ، ومن يعبر عن مصالح الجنوب ، ويحمل راية النطق بإسم حقوقه، في أروقة التسويات القادمة، أو حتى الإنتفاع من مخرجات حرب وترتيبات إقليمية دولية، تتراكم نذرها وتنبئ بإنعطافة حاسمة تجاه مجمل الصراع في اليمن. 

في الرياض تتشكل المجالس الجنوبية تتكاثر بتمويل من المملكة ، تشتغل على موضوعة التمثيل، وتزج بالمكونات المخلّقة لرفع مطالب فئوية، تتمترس خلف الدعوة لتمثيل كل محافظة او كيان جغرافي على حدة ، ما يعني أن الجنوب ليس رقعة جغرافية واحدة، وأن مطالبه تتدحرج من القضية السياسية، إلى مجرد مظالم يمكن معالجتها على مستوى كل محافظة .  

عودة العطاس في هذا التوقيت يدخل في هذا السياق، وبعده علي ناصر وغيرهما من الشخصيات التي تعتقد السعودية إن لهم حيثية إجتماعية ورمزية وازنة، تنافس الإنتقالي وتخوض ضده لا ضد الحوثي معركة جانبية ،يجري تجييرها لغير صالح قضية الجنوب وكل اليمن ، وربما تكرس الأطماع الإقليمية في سلخ مناطق الثروات ،وتوزيع الحصص في غرف المحاصصة والتسويات السرية: للسعودية حضرموت وشبوة ولمسقط المهرة، في ما أبين كيان ملحق بمنطقة الثروات، وللإمارات الموانئ.  

التوافق على نهش جسد اليمن المنهك ، وإضعاف آخر مابقي فيه من مكامن القوة المسلحة في جنوب المناطق المحررة، يرسم ملامح التصدعات القادمة جنوباً ، كيانات متعددة يتم إعدادها سياسياً ،وإن إستدعت الحاجة عسكرياً ، لخوض حرب بينية داخلية على خلفية ذات العنوان العريض: الجنوب ومن يمثل قضيته العادلة، كخطوة لتمرير التقاسم .  

ليس كل مايرسمه الإقليم صالح للبناء عليه، للأرض ولناسها قول آخر ، وكل مايمكن الإستشعار بمخاطر القادم هو إن إضعاف الموقف المتماسك بخطوطه وتوافقات الحد الأدنى ، سيدمر خيار مقاومة الحوثي، وسيُخرِج طرفاً من الصراع ،ولتغرق بعده المناطق المحررة في حروب اللون الجغرافي الواحد ،في وقت تتجه الأنظار لتوحيد البندقية ، وتجريم كل من يخرج عن إجماع مواجهة الحوثي. 

نتمنى أن لايكون العطاس حصان رهان وسباق في مضمار المصالح غير الوطنية ،وأن لاينهي حياته بمكافأة نهاية خدمة الحصان العجوز: حفرة وطلقة وخاتمة رديئة.