آخر الاخبار

تونس تحقق نجاحاً كبيراً في تصدير الذهب الأخضر إسرائيل تدك أكثر من 40 ألف وحدة سكنية في جنوب لبنان وتجعلها ركاما وانقاضا عاجل: أمريكا تحبس أنفاسها وتتحصن مع تفاقم التوترات وترامب يعلن واثق من الفوز وايلون ماسك يحذر من هزيمة المرشح الجمهوري واخر انتخابات في تاريخ أمريكا لأول مرة في تاريخها… التعديلات الدستورية الجديدة في قطر وتجربتها الديمقراطية عثمان مجلي يصارح الخارجية البريطانية: الجميع يدفع ثمن منع الشرعية من تحرير ميناء الحديدة بحضور دبلوماسي ومباركة رئاسية .. عدن تشهد ميلاد أكبر تكتل وطني للمكونات السياسية يضع في طليعة أهدافه استعادة الدولة وإقتلاع الإنقلاب وحل القضية الجنوبية مجلس القضاء الأعلى بعدن يصدر قرارات عقابية بحق إثنين من القضاة مقتل امرأة في قعطبة بالضالع برصاص الحوثيين صحيفة أمريكية: هجوم ايراني قريب على اسرائيل سيكون اكثر عدوانية من السابق توقعات المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر حول الأمطار ودرجات الحرارة في المحافظات الشمالية والجنوبية

جهاديون وقراصنة!!
بقلم/ جلال الشرعبي
نشر منذ: 15 سنة و 11 شهراً و 16 يوماً
الثلاثاء 18 نوفمبر-تشرين الثاني 2008 04:13 م
تكشف عملية القرصنة "النوعية " التي تعرضت لها ناقلة النفط السعودية العملاقة " سيريوس ستار " تطور جديد في الخطر القادم من البحر .
وفي قراءة سريعة للملامح الأولية لا يستبعد أن يكون للأمر علاقة بجماعات إسلامية صومالية يمثل أخطرها " جماعة الشباب المجاهدين " الذين يتبنون فكر تنظيم القاعدة بحذافيره .
  لقد هدد تنظيم القاعدة في بيان له في إبريل الماضي بنقل معركته الى البحر …بالمقابل فإن تنظيم الشباب المجاهد في الصومال الذي وصلت قوته خلال الإيام الأخيرة الى الذروة بدأ بالسيطرة على موانىء ومدن ومطارات في الجنوب الصومالي .
لقد كان لبسط اتحاد المحاكم الإسلامية سيطرته على المناطق الجنوبية والوسطى في الصومال منتصف العام 2006م أثر كبير في تثبيط أنشطة القرصنة البحرية في المياه الواقعة قبالة ساحل الصومال . وبعد اعلان الإتحاد عدم شرعية القرصنة (تحريمها ) أستولى على منطقة (هرار دهيير) المنطقة الساحلية الوسطى ) وحيث يحتمل وجود ناقلة النفط السعودية الأن ـ التي كانت المنطقة المركزية للمجموعة الرئيسية للقراصنة الصومالية ـ قوات البحرية الصومالية , المعروفة أيضا بإسم حماة المياه الإقليمية الصومالية , التي شكلت الخطر الرئيسي على الشحن البحري في المياه الساحلية الصومالية .
  وخلال تلك الفترة توقفت عملية القرصنة تماما بل وبشهادة تقارير مجلس الأمن الصادرة خلال تلك الفترة ومنها تقرير رئيس لجنة مجلس الأمن المنشأة عملا بالقرار (751) (1992) من أعضاء فريق الرصد المعني بالصومال . خلال ما يزيد عن (18) عاما من انهيار الدولة في الصومال تشكلت جماعات وتيارات غاية في التطرف والتشدد مثلما نشأ جيلا جديد من الشباب الصومالي تجاوز العقدين من عمره لا يعرف الدولة ولم يسبق له أن تعرف على القانون أو الحياة بوجود الدولة ..
وقد ساعد وجود أطول ساحل في افريقيا ( الساحل الصومالي (3300كم) مع غياب الدولة هذه الجماعات على ابتكار الوسائل الناجعة لخلق المخاطر والإتجار بالبشر والمخدرات والسلاح والسيطرة على موانىء ومطارات تدر الأموال الضخمة , وكان بالطبع استمرار هذه المصالح مرهون بتطوير هذه الجماعات ( هناك أخبار تتحدث عن تجار صوماليين يحملون جوازات أجنبية يقفون وراء القرصنة كتجارة واستثمار ) لإمكانياتها حفاضا على هذه المصالح ..
وتكشف عملية القرصنة للناقلة ( سيريوس استار ) التابعة لشركة ارامكو السعودية حجم التطور ومقدار العمق في الميل البحري الذي وصل اليه القراصنة وكذا مدى التجهيزات .. وحتى الأن فإن الاساطيل الأمريكية والغربية عموما في البحر والساحل الصومالي لم تفلح في إيقاف هذا التدهور " ذلك أن الأمر لديهم مأخوذ بشكل خاطىء .
.فالأولى أن يتم النظر الى الداخل الصومالي وإيقاف عجلة المخاطر التي تتدحرج يوما بعد يوم في الساحة الصومالية مع غياب إستراتيجية عربية هناك ..
إن حجم المال الذي يتم كسبه من أعمال القرصنة ينمو يوم بعد يوم وهذا أمر خطر للغاية .. بالمقابل فإن تحويل البحر العربي عموما الى حامل فرقاطات عائمة واساطيل حربية يضاعف من الكارثة ويزيد من حجم القلق ليس للبلدان المطلة على البحر الأحمر ولكن للتجارة والملاحة الدولية .. إن تزايد عمليات القرصنة يقدم حجج ومبررات للدول الأجنبية وخصوصا الولايات المتحدة الأمريكية لبسط مزيد من الهيمنة وفرض الأمر الواقع وجعل هذا الممر البحري أشبه بثكنة عسكرية ..
وليس بعيد أن تكشف الأيام القادمة إستخدامها لضرب اهداف إيرانية وعربية أيضا خصوصا مع تزايد الصراع الدولي في البحر عموما والقرن الأفريقي على وجه الخصوص .