الأمم المتحدة تعيد استئناف خدمات النقل الجوي الإنساني عبر مطار صنعاء هجوم مكثف بالطائرات المسيرة على كييف وتفجير قرب مكتب الرئيس الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة مسيرة أمريكية إعلام إسرائيلي: استعدادات مصرية لشن هجمات ضد الحوثيين وتصريحات تؤكد على السيادة الوطنية البحرين تتجاوز الكويت وتضرب موعدا مع عمان في نهائي كأس الخليج مليشيات الحوثي تقوم بسحل مسن مختل عقليا بمحافظة حجة عاجل .. صدور قرارات جمهورية بتعيينات في المؤسسة العسكرية عُمان تقهر السعودية بعشرة لاعبين وتبلغ نهائي كأس الخليج وزير الخارجية السوري يوجه دعوة هامة لكافة الدول الأوروبية هل حان وقت المواجهة الحاسمة بين مليشيا الحوثي وإسرائيل؟
لم تُخْفِ ميليشيا الحوثي وجعها من القرار الأمريكي بتصنيفها في قوائم الإرهاب، ولم تُجْد أذرعها الناعمة في المنظمات الأممية في إثناء الإدارة الأمريكية عن القرار الموجع..
الصراخ الحوثي عبر إعلامهم يعكس ألمًا كبيرًا وهو يشي بأن الحوثيين ما كانوا يتوقعون من أمريكا أن تتخذ هذه الخطوة ضدهم على الرغم أنهم دمروا اليمن وامتحنوا اليمنيين تحت شعار الموت لأمريكا!
القرار الأمريكي سيصيب تحركات الحوثيين في مقتل وسيكون من آثاره أن كل أنشطة الحوثيين خارج اليمن مصنفة داعمة لمنظمة إرهابية وكذلك سيتحول قادة الميليشيا الحوثية إلى هدف مشروع للتصفية أو الاعتقال في أي بلد يزورونها، إضافة إلى الاستهداف الدولي لأموال واستثمارات القيادات الحوثية في أي مكان حول العالم.
الوجع الحوثي من القرار الأمريكي مبرر ومتوقع، لكن الذي بدا غير مفهوم على الأقل عند بعض المهتمين والمراقبين هو ذلك الوجع والأنين الذي نسمعه من نشطاء وإعلاميي الانتقالي.
الحملة الإعلامية التي نفذها اليمنيون بمختلف توجهاتهم وأحزابهم ومحافظاتهم الشمالية والجنوبية والشرقية والغربية وبلغت الترند العالمي خلال ست ساعات حيث بلغت التغريدات أكثر من 243 ألف تغريدة كتعبير جماهيري غير مسبوق على مدى الإجماع اليمني المؤيد للقرار الأمريكي بتصنيف الميليشيا الحوثية ضمن المنظمات الإرهابية.
هذا الإجماع وتلك التظاهرة العالمية التي سطرها اليمنيون رغم ضعف شبكات الإنترنت في اليمن، لم يشارك فيها ناشط واحد من نشطاء المجلس الانتقالي، بل إن بعض الناشطين نشروا وعلقوا بسخرية من الحملة، كتعبير واضح عن الامتعاض من الحملة وهو ما يشير إلى أن صداقة الضاحية الجنوبية بين الشريكين (الحوثي – الانتقالي) لا تزال وشائجها قائمة.
توقع مراقبون أن يشارك الانتقالي في الحملة الشعبية لدعم تصنيف الحوثي ضمن قوائم الإرهاب ولو من باب ذر الرماد على العيون لخداع السعودية على الأقل حيث يدعي الانتقاليون وصلًا بليلى لكن الوقائع دائمًا تفضحهم فلحن القول فضحهم ذات تظاهرة بهتافات معادية للمملكة وأخرى في تغريدات مسيئة للمملكة من حسابات قيادات انتقالية من الصف الأول وتارات في تسجيلات عمدية تتهم السعودية بأنهم عدوة الجنوب، رغم ما تبذله المملكة العربية السعودية من مساندة اقتصادية وإغاثية وجهود وصبر لرأب الصدع اليمني.
يبدو أن الإمارات ليست راضية عن تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية حفاظًا على حضورها في الشواطئ والجزر والموانئ تحت مبرر مواجهة الحوثي حيث تستفيد من بقاء الحوثي مسيطرًا لتستمر في السيطرة ودعم التمرد في عدن.
فسر مراقبون الامتعاض الإماراتي من القرار الأمريكي أنه يعكر صفو التفاهمات الإيرانية الإماراتية في اليمن، فالإمارات وأدواتها يتكفلون بالحرب على الشرعية وإعاقتها عن تحقيق الأمن والاستقرار وتفعيل مؤسسات الدولة بتوفير الدعم والغطاء للتمردات على الحكومة والشرعية لتمنح إيران مزيدًا من التمكن في الشمال وهو ما يبدو تقاسمٌ مبني على أن يحرس كل للآخر مصالحه في ما تحت يده من أرض..
أوعزت الإمارات أو وجهت عملاءها (قيادات ونشطاء الانتقالي) في عدم التعاطي أو المشاركة في الحملة الإعلامية المؤيدة للقرار الأمريكي بتصنيف الحوثي ضمن قوائم المنظمات الإرهابية.
ومن البديهي أن الإمارات وحدها من تسيطر على الانتقالي وتحرك نشطائه وقياداته برسائل الواتسآب وبتعميمات وهي التي تحمل العصا والجزرة بالنسبة للانتقالي، من نافلة القول أن نؤكد المؤكد في أن الانتقالي أداة تستلم تعليماتها كما تستلم مصاريفها من الإمارات، ومصالح الإمارات هي التي تحركها، وامتناع الانتقالي من المشاركة في الحملة يعود لسببين أساسيين ذكرتهما في سياق حديث سابقًا... هما: العلاقة الحميمية بالضاحية الجنوبية، والثانية هي الارتباط بالمصلحة الإماراتية وتوجيهاتها.
المعارك الوطنية المقدسة شرف تاريخي ووطني، وعبر التاريخ يسقط شقاة الانتفاع في مجاهل النسيان كفقاعات متلاشية، وهذا هو قدر ومصير الجماعات، والميليشيا الفقاعية في فضاء الهوية الوطنية للأمة اليمانية.
يبقى أن نقرر هنا حقيقة باتت في حكم اليقينيات أن الانتقالي بات مكشوفًا للشعب اليمني في الشمال والجنوب، وأن نشطاء اليمن من أبناء عدن وحضرموت وأبين ولحج وشبوة والمهرة وسقطرى والضالع كلهم شاركوا بكثافة في الحملة الإعلامية وبات الانتقالي أقلية منبوذة أو في طريقه إلى أن يصير كذلك.