مبثوث أنت كالفراش
بقلم/ كاتب/رداد السلامي
نشر منذ: 17 سنة و 6 أشهر و 12 يوماً
الخميس 19 إبريل-نيسان 2007 08:06 م

مأرب برس - خاص

كلما تشبثت بقشة في وسط اضطراب امواج حياتك آملا بالوصول إلى شاطئ امان تستطيع من خلاله أن تعيد تشكيل وصياغة حياتك الفوضوية من جديد، تتفاجأ بالغرق مرة أخرى...لتجد أنك مازلت في قعر بئر عميق .

تمد حبال الرجاء..وتترك العنان لأحلامك تجول في كل مرافئ الخلاص باحثة عن مأوى وعند أول إشارة لوجود مأوى تفاجأ أن السلوك إليه صعب وشاق .

تحاول الإبحار وتستهويك رحلة البحث لكنه الغرق الذي يقف وسط الطريق منتصبا فاغر الفاه لابتلاع عذاباتك مرة واحدة ..

في الحياة ما يؤبد فيك الحسرة والوجع ويديم المك ..في الحياة ما يجعلك مقذوفا في صهير المأساة وعلى أفواه البراكين اللاهبة..لا تستطيع الإبحار إلى وجهة آمنة لأن كل الطرق تودي بأمثالك إلى حيث يقطن الخوف والبؤس والشطف ..

كل تلك الإشارات التي تلمع من بعيد ليست ذهبا إنها تتحول إلى فحم حين الوصول إليها لتجد أنك تطارد الوهم وتتبع السراب الخادع ..

لم يعد لك مكان في هذا الوطن ..لم يعد لك حق البقاء كما تريد وكما يعيش ذوي النفوذ والثروة المحتمين برماح القبيلة والقوة ورصاص التخلف والجهل ..محكوم عليك بالهجرة والغربة..الغربة في ذاتك ..في أعماقك ..الغربة بين أهلك وذويك وكل الناس ..

تحس انك مجرد غريب وأنه لاثمة وطن لك ..تحس أنك من وجود آخر انزلقت منه عبر متاهة لا تعرف اين هي الا حين افقت على ما انت عليه من غربة ووحدة ووحشة ..

مسلوب الإرادة ..مسلوب القرار ..مسلوب التفكير منزوع القلم ..متقلب في هوج الرياح تغور في قلب الأعاصير والعواصف..تتمسك بأوتاد رخوة سهلة النزع ..ما أقسى رحلتك ..ما أطول معاناتك..ما أوجع شعورك وأنت مغروس في أنياب الضياع معلقا في خطاطيف الخوف والوحشة مسجون في أعمق السجون ..

أيُ حيرة هذه التي تسكن روحك ..مبعثر في كل الجهات مشتت فكل الأرصفة مبثوث هنا وهنا كالفراش ..لا تستقر على حال ..ولم ينبت في قلبك يقين الأمل من أنت إذا ؟؟ يقولون أنك إنسان .