معهد أميركي يكشف أسباب الحذر السعودي من الملف اليمني وكيف جعل التصنيف الأمريكي للحوثيين يتخبطون الجيش السوداني يقترب من القصر الرئاسي وقوات الدعم السريع توسع عمليات الهروب من الخرطوم قرار قضائي يثير غضب إيلون ماسك.. عصابة أثيوبية تختطف اكثر من أربعين شخصا من جنوب اليمن وأجهزة الأمن تتدخل قناصو المليشيات الحوثية تستهدف النساء بمحافظة تعز الرئيس من الرياض يوجه بعودة جميع مؤسسات الدولة للعمل من الداخل ويؤكد على الوفاء بالالتزامات الاقتصادية والخدمية أمام الشعب جيش الإحتلال ينسحب من محور نتساريم الإستراتيجي.. شاهد كيف أصبح عدن: الداخلية تعلن بدء صرف مرتبات منتسبيها لشهر يناير وتعليمات لغير الحاصلين على البطاقة الشخصية الذكية تراجع مستمر في قيمة العملة اليمنية.. ''أسعار الصرف الآن'' مأرب في عين العاصفة... هل يدق الحوثيون طبول الحرب مجددا؟ وماهو أخطر ما يقلقهم اليوم ...تحركات خطيرة ومريبة
أفكر في الجندي السعودي الذي صلفع اليمنيين في الحدود. أسبوع وأنا أفكر فيه مستحضراً كلمة "يصلفع" المتوهجة بالأسود ضمن عنوان قريباً من ترويسة "الشارع". لم أتمكن من كراهية الجندي السعودي بما يكفي، ربما لأن المظلوم يفقد قدرته على الكراهية مع مرور الوقت. ولم أعول على أحد القيام بواجب الكراهية، يائساً من قدرة التحقيق الصحفي على إنجاز ردة فعل من نوع ما.
فكرت في الرئيس ووددت لو أن ذلك يحرجه جداً، إذ كانت بقية كلمات الجندي رسالةً للرئيس حدد فيها منصبه كرئيس للمصلفعين، وهي رسالة قصيرة وقوية للغاية "خلوا رئيسكم يعزكم أو ينحركم". غالباً ما يهمس الجندي السعودي اسم الملك بعد تأكده اليقيني من أنه أورد (الملك) في سياق التبجيل...
إنهم حذرون للغاية في هذا الشأن، مذعورون من كل ما قد يفصح عن (سياسة)، غير أنه تفوه بمنصب المسؤول عن بؤساء فرغ للتو من صفعهم بتلك النبرة التي يتخفف بها جلاد ما من وطأة عنف تورط فيه. إنها لهجة رجل يعيش على حساب الملك ضد مهانين يعيشون على حساب الرئيس.
أظنه فكر أثناء مغادرته موقع التأديب الحدودي في مزايا الملكية، على أن الموقف الأخير أزال من نفسه أي التباس بشأن احتقار الجمهوريات الناشئة.
لم يعد لنا مع السعودية إلا تلك الخيبات... وفي أي علاقة سنكون ذلك الضائع بين خيارين اقترحهما الجندي. هكذا هو الأمر: تنتهي فكرة جوهرية في الذهن اليمني عن الصراع بين القحطانية والعدنانية إلى الرضوخ لأخلاق الغريم.
ذلك يكسر النفس ويعلم الأحقاد العاجزة لرجالٍ رضخوا نهاية الأمر متخلين عن مزايا كراهية الثمانينيات أيام كانوا يغادرون بسطاتهم في "البطحاء" لمؤازرة أي فريق كروي يلعب ضد السعودية..
ينزوي المغلوب داخل ذاته المكشوفة بلا غطاء للهوية الوطنية... معزياً وعيه الباطن بفوارق أسعار الصرف، وفوارق الحياة بينه وبين المتسللين.
لقد توقف المغتربون اليمنيون تماماً عن اختلاق تلك القصص عن مجابهاتهم مع سعوديين لا يقدرون على "المضرابة". لم يعد أحد يختم حديثه بـ"ربطته بحقه العقال". تسمع أحاديث أناس واقعيين تماماً، يحكون عن "الكفيل" والتأشيرة بلا حماسة تذكر. فغالباً ما تتعرف العاطفة إلى الظروف الملائمة للحب والكراهية.
يعقل الناس آخر الأمر حين يبرعون في التغابي. وحين يدرك الوعي الجمعي أن الجمهوريات تسوي أمورها مع الملكيات نهاية المطاف.
لم يعودوا ممثلين لدولة تنتظر الوقت الملائم لاسترداد حق تاريخي، معتقدين أن ذلك الرزق شكل من مداراة الغاصب الرخو لكريم لم يكبر بعد.
كانت لديهم حماسات حدودية وآراء وطنية بشأن استرداد نجران وعسير.. كأي رجال غير مخدوعين.
كانوا يكرهون بضمانات تاريخية محتفظين بأسباب وجيهة للحرب. لم تفاجئهم التسوية ولم تكن خدعة ما. فغالباً ما تنتهي الخلافات الحدودية إلى اتفاقية.
أظنهم خدعوا بشأن المزايا الموعودة في بنود الاتفاقية (لم يقبضوا الثمن)، وأصبحوا منافسين لعمالة آسيا الرخيصة..
بعضهم تعلم كيف يشي بالمتسللين للسلطات ضمن سفالة يتعلمها قليل الحيلة مع مرور الوقت.
أظن الرسالة ستغضب الرئيس حقاً. شيء مؤلم أن يضع جندي ما رئيساً بين خيارين