آخر الاخبار

عاجل .. وزير الدفاع يلتقي عددا من السفراء والملحقين العسكريين ويشدد على أهمية بسط القوات المسلحة سيادتها على كافة التراب الوطني استعدادات لإنطلاق مؤتمر الحوار الوطني السوري .. تفاصيل كاملة حركة حماس تعلن عن شروطهما لاستكمال التفاوض وإنهاء الحرب وإسرائيل ترد بشروطها ‫ رئيس الوزراء يطالب ممثل اليونيسيف لدى اليمن بممارسة الضغوط على مليشيا الحوثي وزارة الأوقاف تناقش اعتماد قنوات تحويل آمنة لإعادة مبالغ حجاج موسم العام الماضي 1445هـ عن الخدمات التي تعذر تنفيذها موظفو مطار سقطرى يرفضون تسليم المطار لشركة إماراتية ويذكرون وزير النقل بنصوص القانون اليمني انتصارات جديدة ساحقة للجيش السوداني المجلس الرئاسي يدعو للتوصل إلى ميزانية موحدة للبلاد أردوغان يكشف عن نجاحات اقتصادية عملاقة لحكومات حزبه ويعلن:الدخل القومي تضاعف 6 مرات وتجاوز التريليون دولار في مواجهة نارية المواجهة..برشلونة يتحدى أتلتيكو مدريد والريال في مهمة سهلة أمام سوسيداد بكأس ملك إسبانيا

التجنيد القسري للطالبات في الجامعات اليمنية
بقلم/ رهف الشرجي
نشر منذ: شهر و 6 أيام
السبت 18 يناير-كانون الثاني 2025 08:54 م
 

لم يقتصر نهج المليشيا الحوثية على استقطاب الشباب العاطلين عن العمل أو المهمشين من الفقراء والأطفال بل توسع ليشمل فرض تدريبات عسكرية إلزامية على الطالبات في جميع الجامعات الواقعة تحت سيطرتها هذه الخطوة التي تتم تحت التهديد والسلاح تُظهر بوضوح مدى السعي المنهجي لتحويل مؤسسات التعليم إلى أدوات تخدم المشروع الإيراني والسلالي في اليمن.

 

وقبل هذه الخطوة تقوم هذه المليشيات بجمع بيانات تفصيلية عن الطالبات، تشمل معلوماتهن الدراسية والشخصية ومهاراتهن العلمية، مما يشكل قاعدة بيانات تُستغل لفرض هذه التدريبات، ويتم تنفيذ هذه الحملات عبر ما يُعرف بـ"الزينبيات" وهي فرق نسائية تابعة للمليشيات تُكلف بمهام الإشراف والتنفيذ تصبح هذه التدريبات إلزامية ويرتبط الالتزام بها بمصير الطالبة الأكاديمي، حيث تُتهم أي طالبة ترفض بالمشاركة بالعمالة أو الخيانة، ويتم حرمانها من حضور الاختبارات النهائية أو التخرج.

 

إجبار وتعسف بحجة الولاء

 

تهدف هذه التدريبات إلى عزل الطالبات عن دورهن الأساسي في التعليم وتحويلهن إلى أدوات عسكرية، بعد تدريبهن على حمل السلاح واستخدامه وفك وتركيب المعدات العسكرية، وتنفيذ المهام القتالية مثل الكمائن وزرع الألغام، بل وصل الحد على تدريبهن على التجسس والاختراق، ويتم عرض مقاطع فيديو لهن تمجد قادة المليشيات، في محاولة لغرس الولاء الأعمى تحت غطاء أيديولوجي مشبع بالدعاية الإيرانية.

  

المأساة لا تقتصر على التدريب العسكري فقط، بل تمتد إلى فرض قيود صارمة على حرية الطالبات داخل الحرم الجامعي، بما في ذلك اللباس والسلوك والنشاطات الثقافية أي محاولة للتعبير عن رفض هذه التدريبات تُقابل بالتشهير، التهديد، والتحرش الطالبات المواليات للمليشيات يحصلن على امتيازات أكاديمية وترقيات، بينما يتم تصنيف المعارضات كـ"خائنات"، مما يؤدي إلى حرمانهن من الامتحانات أو التخرج.

  

انعكاسات اجتماعية خطيرة

 

هذا المشهد يمثل اعتداءً مباشرًا على التعليم والمجتمع اليمني التجنيد الإجباري للطالبات ليس سوى وسيلة لترسيخ حكم المليشيات التي تحاول من خلال هذه الممارسات ضمان ولاء الأجيال القادمة، وتحويلها إلى أدوات تدعم مشاريعها التوسعية في المنطقة.

 

 إجبار الفتيات على الانخراط في هذه التدريبات يمزق النسيج الاجتماعي والقيم الثقافية التي نشأ عليها المجتمع اليمني. المجتمع، الذي كان ينظر إلى التعليم كوسيلة للتحرر والتنمية، يجد نفسه اليوم أمام مشهد مأساوي يعصف بطموحات أبنائه وبناته.

 

المشروع الإيراني في اليمن، دمار ممتد

 

لا يمكن فصل هذه الانتهاكات عن المشروع الإيراني الذي تسعى المليشيات إلى تحقيقه بعد أن تراجعت آمال إيران في سوريا ولبنان،حيث أصبح اليمن مسرحًا لمحاولات إعادة صياغة النفوذ عبر مليشيات تعمل على طمس الهوية الوطنية وزرع الولاءات الطائفية.

 

هذه التدريبات العسكرية لا تخدم اليمن، بل تدخله الى جوله من الصراعات والحروب، ، حيث تستعد المليشيات لخوض حروب جديدة بهدف تُرسخ سيطرتها على ما تبقى من البلاد، إنها استراتيجية بعيدة المدى تستهدف قمع أي مقاومة مستقبلية وضمان استمرار الهيمنة السياسية والعسكرية تحت غطاء "تعاليم عقائدية" تهدف إلى غسل أدمغة الأجيال الجديدة.

 

رسالة أخيرة

 

ما يحدث في الجامعات اليمنية ليس مجرد تجاوز أو انتهاك عابر بل جريمة ممنهجة تستهدف هوية المجتمع ومستقبله.

تجنيد الطالبات عسكريًا تحت الضغط والتهديد لا ينتهك حقوقهن فقط بل إعتداء على التعليم والحريات ويزرع بذور الخوف والقهر في قلوب العائلات اليمنية.

 

إن مواجهة هذه الجرائم تتطلب تضامنًا محليًا ودوليًا لحماية الطالبات والشباب اليمني من هذا المخطط التدميري الذي يسعى إلى تحويل البلاد إلى ساحة صراع دائمة تخدم أجندة إيران التوسعية.